أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد اسعد - عندما يُصلَب المسيح ثانية















المزيد.....

عندما يُصلَب المسيح ثانية


اسعد اسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يستطيع احد ان ينكر ان المسيحية ديانة اساسها الايمان و إتّباع مسيح مرفوض من الذين اتي اليهم و مصلوب من العالم اجمع مُمثّلا في اليهود و الرومانيين و تحت مسؤلية الجنس البشري كله بمختلف شعوبه و قبائله ومذاهبه و دياناته . و لقد بدأ اضطهاد اتباع المسيح بعد أن تكونت الكنيسة الاولي مباشرة و ذلك علي يد اليهود المعاصرين لها و بقيادة شاول الطرسوسي الذي تأثر بمشهد رجم استفانوس تلميذ المسيح الذي وقف يصلي و هو يُرجَم بالحجارة قائلا "يارب لا تُقٍم لهم هذه الخطية" و قد اعتبر المسيح جريمة قتل استفانوس موجهة ضده شخصيا فعاتب شاول الطرسوسي عندما ظهر له في رؤيا في الطريق بين اوروشليم و دمشق قائلا "شاول شاول لماذا تضطهدني . صعب عليك ان ترفس مناخس" فتغيرت حياته و افكاره و اصبح شاول مضطهد الكنيسة هذا فيما بعد بولس الرسول
و لقد لاقت الكنيسة علي يد الاباطرة الرومان و الحكام المحليين اصنافا من العذاب تتقزّم امامها وحشية اعتي اجهزة المخابرات في عصرنا الحالي و سٍجلات التاريخ الكنسي و العالمي مملؤة بقصص الاستشهاد التي تُذهل عقول اعتي الجبابرة و حتي بعدما فرضت روما أن تصير المسيحية ديانة رسمية للدولة لم يخلوا التاريخ من قصص الاضطهاد و الاستشهاد المؤلمة و اذا ما عرجنا علي بلادنا المصرية لوجدنا سجلات الكنيسة القبطية حافلة باخبار الاضطهادات التي اجتازت فيها علي مر العصور و حُفٍظ بعضها في مجلد اسمه السّنكٍسار حتي ان الكنيسة القبطية مشهورة بانها كنيسة الشهداء و تترنم في طقوسها اُم الشهداء جميلة
و لقد نادي المسيح لكل من يريد إتّباعه "إن اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني" و هو تنبأ لاتباعه بالاضطهاد و القتل حتي مِن ذوي القربي في البيت الواحد الا انه حذّر من الرد بالمثل او الانتقام و هو واضع القاعدة الذهبية التي لم يستطيع احد ان يقبلها الا اتباعه الحقيقيون "من لطمك علي خدك الايمن فحول له الاخر ايضا" و هو لم ينصح اتباعه باللجوء الي الحُكّام و الشكوي الي البشر أو حتي أن تشكي الكنيسة مضطهديها الي الله بل كانت وصيتهُ الواضحة "احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الي مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيؤن اليكم و يطردونكم" و اتّبع هذه الوصية جميع رسل المسيح الذين نقلوا رسالة الانجيل عن محبة الله و غفران الخطايا الي العالم اجمع و وعد المسيح ايضا انه اذا قُدّمت الكنيسة للمحاكمة "لا تهتموا كيف أو بماذا تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم"
لقد قال المسيح عن مملكته انها سماوية ليست من هذا العالم و اليوم للآسف تقف الكنيسة امام كراسي الحكام و الولاة في العالم ترفع صوتها و تشكو عن اضطهادها و يصرخ الاقباط في مصر و الخارج طالبين تدخل الحكومات الاجنبية و منظمات حقوق الانسان في الدفاع عن الكنيسة و تقوم مظاهرات و مصادمات باسم الكنيسة و يعلوا الصراخ و الصياح انقذوا الكنيسة فاين وصية المسيح للكنيسة ؟ الاجدر ان تتبع الكنيسة المسيحية المصرية اليوم دعوة ربها و سيدها و تنادي و تدعو للصلاة العامة في كل يوم و في كل مكان من اجل المسلمين و ان تحبهم لان الله هو الذي اوجدها في وسطهم و تدعوه ان يباركهم و ان يحفظهم و ان يدرأ عنهم الالام الحادثة علي العالم اليوم . صلوا في الكنائس و في البيوت و في الشوارع و املاؤا الدنيا بترانيم المحبة صلوا من اجل الجماعات الاسلامية صلوا من اجل الازهر صلوا من اجل رجال الشرطة و المباحث صلوا من اجل الدعاة و خطباء المساجد الذين يشتمون الكنيسة علنا و يحرضون عليها صلوا لاجل الكنيسة ان تحتمل الاضطهاد لانه موهبة خاصة قال عنها بولس بعد ما اصبح رسولا للمسيح "قد وُهٍب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله"
و لاخوتي المسيحيين تحت الاضطهاد اقول هذا زمان صعب ليس علي الكنيسة في مصر فقط بل علي الكنيسة في كل مكان و الايام القادمة اسوأ من التي نعيشها الان . انه زمان اختبار صعب لكن اذكروا قول المسيح "و ابواب الجحيم لن تقوي عليها" تاملوا التاريخ لتعرفوا انه لولا ان الله هو الذي اقام الكنيسة و حفظها ما قامت لها قائمة . لقد واجه اباؤنا الاضطهاد و كانت لهم من الله قوة احتمال غير عادية ظهرت متمثلة في شهادتهم بمحبتهم لمضطهديهم فكانت هي النور الذي استخدمه الله ليوقظ ضمائر اعدائهم و كانت دماؤهم هي التي استخدمها الروح القدس شهادة ليفتح بها قلوب ظالميهم و اذكروا قول المسيح "ها انا معكم كل الايام الي انقضاء الدهر" و ايضا "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها" لقد قتل العالم جميع رسل المسيح عدا يوحنا و علي مدار القرون سالت دماء المسيحيين بيد روما و بيظنطة و الهندوس و البوذيين والعرب و الاتراك و الشيوعيين و الملحدين و من قبلهم و علي راسهم الصليبين و اقول لبناتنا و شاباتنا لقد غزوا الاديرة من قبل و فسقوا بالراهبات القديسات و لاتقّل جريمة الاغتصاب عن بشاعة جريمة القتل بل تزيد في عواقبها و اثارها لذلك فاسمحوا لي و دعوني اضع امامكم القول المشهور "ما اسهل ان يموت الانسان من اجل المسيح و ما اصعب ان يعيش من اجله كل يوم"
اما للصحفيين و الكتاب المدافعين عن الكنيسة و للقادة و الرؤساء و الاباء اقول احذروا من ان تحولوا الكنيسه الي حزب سياسي و المسيحيين الي فئة من المواطنين و لئلا يصبح انجيل المسيح مجرد فلسفة و لئلا تصبح المسيحية مجرد دين له اتباعه و معارضيه ان الدفاع عن الكنيسة ليس بالمقالات و النداءات بل بالصلوات و الابتهالات و التضرعات و هذه لا تسمعها السلطات و الحكومات بل الله ملك الملوك و رب الارض و السماوات
و لاصحاب القلم الحر النزيه الذين يقفون الي جانب الحق و يعرّضون انفسهم للنقد و المتاعب و الاتهامات الباطلة بسببه اقول و ارجوكم في المحبة لا تقسوا علي اعداء الكنيسة فان اخر كلمات المسيح علي الصليب كانت "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون"
و الكلمة الاخيرة الي كل مسيحيي مصر الغيورين علي كنيسة مصر انه بالرغم من تاريخ الاضطهاد الطويل منذ نشأتها و علي مدي عشرين قرنا من الزمان و مع ذلك لم تنمحي الكنيسة المصرية و سياتي الوقت لكي يفهم المصريون جميعا ان وجود الكنيسة المصرية باقية علي ارض مصر لن يُنقَضَ ابدا حتي و ان باتت كنبتةٍ ضئيلة فانظروا الي فروعها و اغصانها التي ملآت الدنيا في روسيا في استراليا في البلاد العربية في البلاد الافريقية في كل دول اوروبا و في امريكا الشمالية و الجنوبية شرقها و غربها حفظ الله الكنيسة المصرية و سيأتي اليوم الذي سيدرك فيه المصريون جميعا ان المصريين المسيحيين مؤمنين بالله و موحّدين و ليسوا كفارا و لا مشركين و سياتي الوقت الذي سيدرك فيه المضطهِدون ان الاساءة لبني وطنهم هي اساءة لهم ولايمانهم ايضا لقد صَلب اليهود المسيح مرّة و هو حي الان في كنيسته المصرية و لا اعتقد ان المضطهِدين يريدون ان يصلبوه ثانية .



#اسعد_اسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر الفسخاني الذي افسد ما بناه الحلواني
- قال الجاهل في قلبه ليس اله
- حركة كفايه .. مصيرها الي النهايه
- لا تحطموا الاصنام


المزيد.....




- 100 حاخام أمريكي يدعون نتنياهو إلى توقيع صفقة الرهائن و-السم ...
- إيهود باراك: نتنياهو أغرق إسرائيل مرتين
- إيهود باراك: نتنياهو أغرق إسرائيل مرتين
- حاخامات يهود يدينون دخول بن غفير للمسجد الأقصى
- حاخامات القدس يدينون الصلاة اليهودية في الحرم القدسي
- عشرات الشخصيات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة يحثون نت ...
- روسيا تعرب عن قلقها البالغ إزاء زيارة بن غفير الاستفزازية إل ...
- “اضبطها الآن وفرح أطفالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ع ...
- المقاومة الاسلامية تنفذ عددا من العمليات ضد مواقع وانتشار جي ...
- البحرين تدين اقتحام وزيرين إسرائيليين المسجد الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد اسعد - عندما يُصلَب المسيح ثانية