|
صبر جميل.....وبالمؤتمر.....؟
اسامة نعيسة
الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 14:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تداعيات انعقاد المؤتمر القطري العاشر القادم الذي سيتم في وقته المحدد دون تأجيل… يرافقها ادعاءات وادعاءات مضادة داخل الحزب وخارجه مابين مضخم للتفاؤل ومتشائم وشديد التشاؤم...؟ الكل ينتظر الفرج من مؤتمر واحد-لحزب حكم البلد لمدة تزيد عن أربعة عقود طويلة وطد فيها حكم شمولي قاسي لم يعرفه تاريخ سوريا الحديث. بعد الاستقلال عانت سوريا من ظروف متقلبة انقلابات وتعددية حزبية وحرية رأي وديكتاتورية لفترة قصيرة خجولة بالمقارنة.... مع كل هذا كانت هناك ظواهر تلفت الانتباه إليها وهي إن كبت الأفواه وحرية التعبير لم تكن متعارف عليها لم يستطع احد –نظام أو حزب – إن يكبتها ففي دمشق وحدها بعد الاستقلال كان هناك أكثر من مئة وستين صحيفة يومية ودورية.... في ذلك الوقت لم يكن منصب رئيس الدولة يعد من الطموحات التي يمكن أن يزهق من اجلها الأرواح وإنما اغلب الصراعات بين الأحزاب والتيارات السياسية كان من اجل الحصول على مقاعد البرلمان..... وحدث عدة مرات استقالات للحكومة من اجل أسباب تافهة بمفهومنا الحالي وحتى استقالة رئيس الدولة وفي البعض منها كان (يحرد) رئيس الدولة من بعض السياسيين ويعتكف في بيته أو يحاول السفر خارج البلد لولا بوس الشوارب والرجاء الملح الذي يرضيه الخ..... من مظاهر الحراك السياسي المتواصل النقد القوي والاتهامات والرد عليها من مناصري هذا الحزب أو غيره وكان كل حزب يملك برنامجا وأدبيات تحاول أن تكسب الأنصار وتفند مزاعم الاخرين..... في ذلك الزمن استطاع حزب البعث إن ينتصر في انتخابات البرلمان بينما الأخوان المسلمين لم يستطيعوا كسب الجمهور بطرحهم وبرامجهم ولم يستطيعوا ان يتقدمو على القوميين والشيوعيين..... كانت تجربة قصيرة من حيث الزمن لكنها –اعتقد- أنها تجربة مضيئة في تاريخ سوريا المعاصر لن أقول إنها كاملة وخالية من الاغلاط والشوائب وهذه هي جوهر الديموقراطية وقد مارسها شعبنا بجدارة واني استغرب الان أن اسمع اصواتا تقول بان شعبنا غير ناضج لها وإنها منتوج رأسمالي وأمريكي- لقد عرفنا الديمقراطية أو نسماتها ومارسناها قبل أن تلغي أمريكا نفسها التفرقة العنصرية وبعدها بسنوات كانت حملات مارتن لوثر كنغ التي تطالب بإلغاء كل أشكال التمييز والتفرقة العنصرية إحدى الدوافع التي ضغطت وأزالت هذه الظواهر غير الديموقراطية عندهم في منتصف الستينات؟ هل نستطيع أن نمحى تاريخنا وذاكرتنا حسب قرارات صادرة من حزب واحد يدعي الحقيقة وشرعية الوجود عن طريق القوة والبطش....؟ أن تدخل الجيش في الحياة السياسية للبلد جر علينا الانقلاب تلو الانقلاب وعندها فقط عرفنا كيف يمكن أن يقتل جنرال جنرالا أخر وان يهرب آخر إلى أمريكا اللاتينية –الشيشكلي- ويقتل هناك حتى وصلنا إلى حقبة فريدة ناضجة ومتكاملة لنظام شمولي يعتمد على سيطرة الرأي الواحد مسخرا أجهزة الدولة وتحوير قوانين البلد لصالحه فارضا حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية على مجمل الحياة…… غيب فيها المواطن ومسحت من دماغه ذاكرته عن الحرية وحرية التعبير وأحبطت ثقته بالقانون الذي غاب وبدلت مكانه شعارات وتنظيرات لنظام لم يعطي إلا الخوف والتوجس والإحباط في حياته وطموحاته …؟ وعندما كانت الكلمات المنمقة والوعود تنهار أمام الواقع المأساوي للمواطن عكست نفسها على الحياة العامة والخاصة نبوت ثقافة الفساد وانحطاط القيم الوطنية والاجتماعية و غزت عقول المتنفذين وأصحاب المؤسسات التي يديرونها عقلية السرقة والنهب والاحتماء وراء شعارات ومراكز نفوذ خارج القانون عندها تآكلت كل قواعد المجتمع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية (حسب تقرير التنمية إن سوريا أفقر من كل الدول العربية ماعدا السودان واليمن والصومال). السؤال الذي يقض مضاجع الأجهزة والنظام عن ضرورة المجتمع المدني لسوريا…..: الكل ينتظر…….. إن عاقلا شاهد وعاش كل تجارب الحزب الواحد و ما رافقها من تخريب اقتصادي وفساد منقطع النظير وكبت للحريات - وحكم البوط العسكري لابد أن يوافق على إن المجتمع المدني ضروري فهو الحياة بكل معانيها هو حرية التعبير والفكر والإبداع والرؤى المتعددة والفهم المتعدد الجوانب لحاجات وضرورات المجتمع من اجل تحسينه للأفضل … قد يتفق البعض مع بعضهم وقد يختلفوا لكن المهم هو إنها كلها تصب للصالح العام ……. الكل ينتظر …. مؤتمرا لحزب واحد لينقذنا من كل المآزق التي نحن فيها……. ولكن هؤلاء المؤتمرين…… هم نفس الوجوه أو…. أولادهم ….التي نعرفها عبر عقود طويلة وهي نفس العقلية -لا يمنع أن تكون هناك استثناءات لبعض الأفراد الذين نفذوا من خلال الحصار الاحتكاري لأصحاب الامتياز ومن خلال الآلية التي نوه البعض عنها وانتقدها من ضمن الحزب نفسه. هل سيتطرق المؤتمر إلى موضوع المشاركة في مؤتمر وطني عام يكون كغيره غير متفرد ولا مهيمن ككل الأطراف الأخرى المشاركة وحتى لا يكون المؤتمر غطاء له وصك غفران وطريق إلى عقود أخرى من مسيرة لم تكن موفقة على جميع الأصعدة….؟ هل سيتطرق إلى الفساد والفاسدين ومحاسبتهم وخاصة إن قسم منهم هم رموز الفساد وأقطابه …؟ هل سيلغي القوانين الاستثنائية وقانون الطوارئ وملحقاته…؟ المادة 8 من الدستور كيف سيتعامل معها؟ هل سيبقى الأمين القطري للحزب رئيس السوريين أم أن رئيس السوريين هو رئيس سوريا بكل أطيافها وأحزابها..؟ وكما يقال يا خبر اليوم بفلوس غدا ببلاش>...... مع أنني شخصيا لا انتظر خيرا لان المكتوب يقرا من عنوانه وعنوانه هو اعتقال إدارة منتدى الاتاسي واعتقال الأستاذ علي العبد الله و المهندس نزار رستناوي ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومازال كذلك رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الإنسان تحت المحاكمة بعد سجنه…؟
#اسامة_نعيسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي العبدالله-اعتقال من اجل الاعتقال وحنين الاجهزة للماضي؟
-
وطن الدراويش .... ورموز الانقاذ البعثي
-
العصا والصفع عند السوبر معارضه
-
رسالة حب وتضامن مع-مروان عثمان-
-
معادلة لم تحل ...وطن...نظام...معارضة
-
عيد بأي حال عدت ياعيد؟
-
نحن من مرة فهل اهلنا في وائل؟
-
حقيقة الأنتماء
-
الاصلاح السياسي هو الاساس وهو البداية؟
-
الجانب السري والمظلم من تاريخ البشرية ؟
-
هل الفلوجة درسا لمن لم يعي الدروس بعد؟؟
-
الخوف والجنون في عصر الاضطهاد والانحطاط؟؟
-
?الخوف والجنون في عصر الانحطاط
-
العلم عند اصحاب العلم؟؟
-
اشكاليات الحرية والديموقراطية في سوريا
-
مذا بعدالسجن والاعتقال ؟
-
ثمنا لحرية العقل والكلمة؟
-
سوريا الى اين
-
مابين نارين- الحقيقة والخيال
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|