أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - الحسن يُظهر ضدَه الحسن : عن حوار الطرشان في بلاد العربان














المزيد.....

الحسن يُظهر ضدَه الحسن : عن حوار الطرشان في بلاد العربان


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل كل شيء أريد أن أشير إلى أن ما جاء في العنوان هنا لا ينطبق على حلقة الاتجاه المعاكس التي تابعناها جميعاً من على شاشة قناة الجزيرة بتاريخ 24 / 05 / 2005 بين سعيد أبو غنام و احمد الحاج علي .
بداية لا بد لي من " تهنئة " السيد فيصل القاسم على نجاحه في اختيار الأشخاص الذين يلبون " حاجة برنامجه " حسب متطلبات لحظة سياسية محددة ، إلى إثارة المشاعر - كدت أقول " الغرائزية " – و إلى تسليط الضوء على جوانب هامشية و غير جوهرية بالنسبة للمشاكل التي تعيشها سوريا .. مما يجعل الحوار يقزّم هموم الشعب السوري و يحولها إلى مجرد أحقاد و كراهية ... بدلاً من أن يرتقي الحوار – كما كنا نتمنى جميعاً - إلى مستوى وطن و أن يكون بحجم وطن و أن يتناول المتحاوران أزمة عميقة تطال كل جوانب الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في سوريا ..
لقد أخطأ السيد سعيد أبو غنام باعتباره كاتباً معارضاً ( و كما أخطأ من قبله ممثلو تيارات إسلامية و يسارية ) في تحميل كل مشاكل سوريا ، و على مدى عقود ، إلى تركيبة طائفية للنظام .. و كأنه لا يدري أن خلال عقود تناوب على رئاسة مختلف أجهزة الأمن أشخاص من اكثر من طائفة .. و أن النظام لم يكن يوماً طائفياً .. و كنت أتنمى لو أن سعيد أبو غنام كان يدرك انه بخطابه الطائفي إنما هو يسدي خدمة أخرى لمن يريد إحكام القبضة على الطائفة العلوية ( بل و على الأقليات الدينية و المذهبية الأخرى ) و ذلك بتخويفهم من الغول الآتي مع التغيير اللازم ... و كنت أتمنى أن يستفيد مما يجري في العراق .. إذ يحمّل البعض أخطاء النظام الصدامي لطائفة معينة .. متناسين أن النظام البعثي في العراق لم يكن طائفياً .. بل كان يرفع من يواليه و يسجن و يقتل من يعارضه أو يهدده . و هذا ما دأب في الآونة الأخيرة على تأكيده معارضون عراقيون من مختلف الطوائف .. بمن فيهم زعماء و قادة في التيارات الإسلامية الأصولية .
مما لا شك فيه أنه كان بإمكان سعيد أبو غنام أن يعدد من إخفاقات النظام الشمولي في سوريا في المجالات السياسية و الاقتصادية و التعليمية و الخدمية و الاجتماعية و في مجال حقوق الإنسان و الديموقراطية و تداول السلطة و قضايا الفساد الإداري ( كما يفعل الأستاذ برهان غليون ) ... و أن يحمل كل تلك الأزمة الخانقة التي تعيشها سوريا من مختلف الجوانب إلى الطبيعة الأمنية للنظام و أن يذكر كيف أن الأمن ابتلع الدولة ( كما يكرر و يؤكد الأستاذ طيب تيزيني منذ سنوات ) دون أن يكون مضطراً إلى استعمال لغة طائفية ممجوجة و مقيتة .. و كأن إشارته إلى وجود أشخاص من طائفة معينة إنما يشير إلى انتماء النظام إلى الطائفة إياها .. و للمرة الألف نكرر أن النظام لا يستمد قوته و لا سلطته من طائفة بل من تداخل بين السياسي و الأمني مع الاقتصادي و المالي لتنتج في النهاية طبقة طفيلية حاكمة من مختلف الطوائف تتشابك مصالح أفرادها و تخضع لقواعد الصراع حسب مراكز القوة و النفوذ .. دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح الطبقات المسحوقة من هذه الطائفة أو تلك ... ( و قد كتب الكثير حول ذلك منذ ثمانينيات القرن العشرين من قبل الحزب الشيوعي السوري أو من قبل مفكرين مستقلين ) .
باختصار : كان هناك فرصة للسيد سعيد أبو غنام أن يقدم وجهة نظر حضارية و عقلانية للمعارضة السورية التي يمثلها ( و إن تكن وجهة النظر الإسلامية ) .. خصوصاً و انه لم يكن باستطاعة من يجلس أمامه – الأستاذ احمد الحاج علي - أن يأتي بأي جديد للدفاع عن النظام الذي يمثله : أولا ، لأنه " من الصعب جداً الدفاع عن الشيطان " ، و ثانياً ، لأن الأوضاع السيئة التي وصلنا إليها و التي تهدد مستقبل وطن و شعب بادية للعيان ... سواء كان الأمر يتعلق بالفشل في التنمية في الداخل أو بالعزلة التي وضعنا أنفسنا فيها على مستوى الخارج .
بكلمة أخرى ، إن ما سمعناه يؤكد من جديد ما سبق و أشرت إليه حول : أن كتاب المعارضة يكتبون بطريقة جيدة و عقلانية في اغلب الحالات و لكنهم يتكلمون و ينقلون و جهة نظرهم شفهياً و أثناء الحوارات بشكل سيئ ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى - إن مختلف أطياف المعارضة ( باستثناء بعض الكتابات الأكاديمية و المعتمدة على خطاب نقدي عقلاني ) لا زالت بحاجة إلى خطاب اكثر موضوعية يخاطب أبناء الشعب السوري ، نعم يخاطب الشعب السوري ككل ، و ليس موجهاً إلى السلطة ( ليغيظها و لينتقم من رموزها أو ممن يمثلها أو من يواليها بحكم أمور كثيرة لسنا بصدد ذكرها هنا ) .. و بحيث أن مفاسد و مساوئ النظام يظهره حسن و عقلانية الخطاب المعارض .. ليصبح القول كما يلي : و السوءَ عندكم يُظهِرُهُ عندنا الحسنُ .




#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الشعر الروسي المعاصر
- - قصص من سوريا - بــتجنن
- لبننة - التيار العوني ... لمصلحة الجميع -
- أدباء عظام ... و لكن
- ... حكي من القلب
- قراءة في البيان الأخير لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا
- بمناسبة أربعين اغتيال الرئيس الحريري : انطباعات مواطن سوري
- بوريس باسترناك - الكاتب و الشاعر الفيلسوف
- أيتها الوَحْدَة ، ما اسمك ؟
- لماذا 8 آذار – هو عيد المرأة العالمي ؟
- من الأصوات الشعرية الروسية المعاصرة : اناتولي فيتروف
- تداعيات و خواطر .. ع البال
- امتنان و فكرة .. و سؤال
- تمنيات مواطن سوري في العام الجديد
- تطورات الروح - من تعاليم التصوف
- متى ستزور - لحظة الحقيقة .. - اتحاد الكتاب العرب ؟
- كلمات رائعة .. - باقة - لنهاية العام 2004
- سوريا تتسع للجميع - حول إغلاق حانة في دمشق
- أشعار حزينة من روسيا - للشاعر ايفان غولوبنيتشي
- الصحافة الإلكترونية .. و الأخلاق الحوار المتمدن مثالاً يُحتذ ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - الحسن يُظهر ضدَه الحسن : عن حوار الطرشان في بلاد العربان