أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فرات المحسن - دمشق إفلاس وتخبط سياسي يسبق الانهيار















المزيد.....

دمشق إفلاس وتخبط سياسي يسبق الانهيار


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 15:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لن يكون اعتقال أعضاء منتدى الأتاسي للحوار الوطني أخر المطاف في الحملة المسعورة التي تقوم بها سلطة البعث الفاشي في دمشق بقيادة عصابة عبد الحليم خدام ـالأحمر ـ بشار.فهؤلاء يقودون جحافل القتل وعصابات الخطف والاغتيالات وكشروا اليوم عن أنيابهم واستعدوا جيدا، وأعطوا الإيعاز لعصاباتهم بالتضييق على وخنق أصوات مخالفي الرأي والمنادين بالحريات وحقوق الإنسان. معتقدين بأن عملية الغدر هذه وتكميم الأفواه سوف تفرش لهم بساط السندس حين يتوجهون يوم 6 / 6 / 2005 لعقد مؤتمرهم الحزبي بعد أن يكونوا قد جمعوا ما يكفي من شراذم القتلة ومتبرعي الإيذاء والانتهازيين والمطبلين وسراق المال العام وشذاذ الأفاق من منتسبي حزب البعث الفاشي استعدادا لتقديم فروض الطاعة للمخابرات والأمن السوري ممثلة بشخص الخليفة ملك بلاد الشام بشار .ولن تقتصر فروض الطاعة على رعاع حزب البعث ممن يحضر المؤتمر، وإنما سوف يشمل الحضور مبجلي الخليفة من بائعي الضمائر مروجي فكر الأبطال الطغاة العدول ، ذليلي الخلق مبدعي أيدلوجية الانكفاء وتقبيل الأيادي من منتسبي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية الاشتراكية العظمى.
تعتقد عصابة القتل تلك أن إطلاق العنان لكلابها كي تنهش لحم مثقفي سوريا وطلائع رجالها من المنادين بالحريات سوف يضمن لها التجديد بالقوة لولاية أخرى دون منغصات.أن ظنهم هذا في واقع الحال يبدوا ضربا من التخبط والغباء السياسي المطلق فالمتغيرات كبيرة وكبيرة جدا ولن يستوعبها جسد بدأ بشيخوخته مبكرا ولم يقدم للجماهير غير مفاهيم عقيمة ومؤذية قادت البشر في العراق وسوريا الى هاوية سحيقة ومصارع أدمت القلوب والعقول.لم يعد بمقدور البعث الفاشي وقيادييه الاستمرار في التضليل. وهم قبل غيرهم اكتشفوا عزلتهم مدركين أن فكر البعث الفاشي ما عاد له قيمة تحتسب وأن الشعوب العربية تتطلع الى كنس نهائي لهذا الفكر العفن ورميه في مزبلة التأريخ مثلما رميت قبله جميع الأفكار النازية والفاشية والعنصرية.
أن سياسة تهديد وإرهاب دعاة الحقوق المدنية ومنع السفر عليهم واعتقال العائدين وابتزاز المغتربين وعوائلهم وأعمال الخطف التي طالت الكثير من السوريين أمثال الكاتب الصحفي علي العبد الله الناشط في لجان أحياء المجتمع المدني والمحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان وغيرهم الكثير وكذلك أحياء التحالف العضوي والاستراتيجي مع بقايا حثالات الصداميين ومؤازرتهم في قتل وإرهاب الشعب العراقي .أن كل ذلك يؤشر لنوازع الرعب والتطير التي أصيبت بها القيادة البعثية السورية من جراء الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها بشكل مستمر ويومي وأيضا فأن المشهد السياسي وبالذات بعد هزيمة وهروب الجيش السوري من لبنان ووقائع فشل التحالف الجبهوي ووضعه المزري بعد أن باتت الأحزاب المنضوية تحت جناح الجبهة عبارة عن مجموعة من المطبلين والمزمرين والمرعوبين والتابعين الأذلاء لمجموعة بشار ـ خدام وبعد أن ظهر أن انفراط تلك الجبهة وإعلان موتها يتستر عليه الجميع من جراء رعب الأحزاب الباقية من مالكها وسيدها وعرابها حزب البعث بالرغم من إدراكها وقناعة بعضها بأنها تأتلف داخل جثة نافقة بكل ما تحمله تلك الكلمة من دلالات ومعاني.
هؤلاء العصابة الفاشية ورثة فكر ميشيل عفلق وصلاح البيطار يتماثلون اليوم بأدائهم وبحرفية عالية، مع صورة الجرذ الأجرب صدام قبل هزيمته .فقد حشد ذلك الذليل قبل الحرب الأخيرة وهزيمته النهائية، أبواقه وزمره ومتملقيه وشعرائه ومطربيه للأعداد لمسرحية مؤتمر حزبي ومن ثم البيعة المهزلة ليعلن بعدها فوزه بالرئاسة دون أن تنتابه ذرة من مشاعر تأنيب ضمير أو خجل. ثم خطط بعدها لحملة إعلامية دولية دفع لها من دم الشعب العراقي ترافقت مع حملة مسعورة تم فيها تصفية الكثيرين من أبناء الشعب العراقي ممن يشك في ولائهم أو سبق لهم أن كانوا في خانة مخالفي الرأي .ظن ذلك المعتوه وازلامه أن تشديد الخناق على الشعب واتخاذ الإجراءات القسرية وتصفية الخصوم بحملات سميت بتنظيف السجون والاغتيالات سوف تأمن له جبهة صلدة ومتماسكة تجاه الإعصار القادم. ولكن النتائج النهائية أظهرت العكس تماما ليس فقط على مستوى الاستعدادات لتأمين المحيط وإنما أظهرت بالكامل بأن الجبهة الداخلية التي كان يستند أليها ذلك المجنون ويأمل أن تكون حصنه المنيع، كانت أوهى من خيوط العنكبوت وانهارت قبل أن تصلها طلائع الإعصار .ولم تجد نفعا كل أحترازاته وإجراءاته لتكميم الأفواه وذبح الخصوم ، مثلما لم تنفعه جوقة المطبلين والمرتزقة وبائعي الضمير ممن كانت مهمتهم في كل العصور والعهود والأوقات الإيحاء للطاغية بألوهيته وزعامته ووضعه في مصاف الآله المدججة بالسلاح والمصونة والمحاطة بالحصون والقلاع .
لم يكن بعث العراق بفكره الفاشي بقادر مثلما هو الآن على التخلى عن منهجيته المستمدة من أيدلوجية مدججة بنوازع الاستئصال والإقصاء للخصوم .هذه العقيدة المجرمة التي تغذي سلوك المشايعين والأنصار داخل التنظيم الفاشي وفي مختلف أمتداداته وتنظيماته في البلدان العربية وضعته في متاهة لا يمكنه الخروج منها.فالبعث أسير فكره الفلسفي العروبي المتلبس بتقاليد وأعراف الذات البدوية التي تصر على أن وجودها لن ينعشه ويضعه موضع الثبات والرسوخ غير التفرد بالقيادة والترفع على الأخريين وسلب حقوقهم وهذا يعني وعلى مختلف الأصعدة وجوب إخضاع الآخرين أو إقصائهم أو تغييبهم.
هذا السلوك المريض المشبع بالأنانية وهوس الجريمة يتلبس قادة البعث السوري أيضا وهم اليوم يضعون خطاهم على ذات الطريق والنهج المدمر الذي سلكه من سبقهم من قادة هذا الحزب حيث يبدو المشهد السياسي السوري سائر نحو الهاوية بقيادة بشار ـ خدام وتوابعهم فهم ينبذون كليا نصائح قدمت لهم من مختلف الأطراف المتوددة والمحبة مفضلين السير نحو النهاية الكارثية، غير مبالين بما سوف يقع من دمار وويلات على رؤوس الشعب السوري وفي هذا المشهد يكررون طريقة صدام وحزبه النافق في التعامل مع الأزمات.
مؤتمر البعث السوري القادم لن يكون غير نسخة مكررة للمؤتمر الأخير للبعث العراقي النافق والذي جرت وقائعه قبل هزيمته ورميه في المزبلة عام 2003،حيث قدمت في ذلك المؤتمر شخصية أبن الطاغية قصي ليكون عضوا في قيادة الحزب ومشرف على الجيش وجميع أجهزة القمع. وعبر مباركة باقي القيادة وتصفيق وتذلل ورقاعة المتزلفين أعيد انتخاب صدام قائدا للمسيرة.وبانتهاء وقائع ذلك المؤتمر بدأت حملة تصفيات جديدة لمخالفي الرأي والمشكوك بولائهم وكانت نتائج ذلك المؤتمر مذهلة على المستوى الوطني حيث سلم حزب البعث الفاشي الوطن بأكمله للأمريكان خلال أقل من شهر واحد وتخلوا عن عنجهيتهم وجبروتهم وادعاءاتهم تجاه المحتل ليهربوا بملابسهم الداخلية تاركين الشعب يواجه المصائب لوحده وليعودوا بعد ذلك مجددين ذات الفكر الفاشي ليشاركوا المحتل بنحر الوطن وقتل أبناءه بخسة ودناءة لا توصف، وليثبتوا للعالم أجمع وليس فقط للشعوب العربية عجزهم وعدم قدرتهم على قبول الحوار الحضاري ومناعتهم وتمترسهم المطلق بالضد من لغة التسامح والاعتراف بالخطأ والخطيئة والاعتذار عنهما.
مؤتمر البعث السوري سوف يكون ترسيخا لفكر الجريمة والمبايعات والمخاتلات و سيكون نجمه المتألق بشار بطل التحرير القومي مع زمرة من وجوه ملها الشارع السوري وعرف دناءتها ووضاعتها وجرائمها. في مؤتمر دمشق سيتم إعادة ترتيب البيت البعثي بما يكافئ أجهزة المخابرات والأمن ويرسخ سلطتها ويتم فيه تقديم الأخ الأكبر لبشار العقيد ماهر الأسد الى الواجهة وكذلك العقيد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس وإطلاق يد رجال تلك الأجهزة في مختلف مناح الحياة وعلى مختلف الأصعدة لينتهي المؤتمر عبر أقرار وتوطيد كل ما يتنافى وحقوق الشعب السوري وحرياته ومستقبله.
أن اعتقال سهير الأتاسي رئيسة منتدى الأتاسي للحوار الوطني والكاتب حسين العودات والسيدة ناهد بدوية والدكتور حازم نهار وجهاد مسوتي والدكتور محمد محفوظ وعبد الناصر كلحوس ويوسف الجهماني.وقبل ذلك اعتقال المحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان والكاتب والناشط في مجال حقوق الإنسان علي عبد الله وأيضا اختطاف الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي الكردي القومية والسيد شاكر حسون الدجيلي السويدي الجنسية العراقي الأصل وأحد الشخصيات المناصرة للديمقراطية والحريات وغيرهم الكثير من العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين ممن تكتظ بهم المعتقلات والسجون السورية دون أية معلومة عنهم وعن أماكن تواجدهم ودون أن يقدموا لمحاكم عن تهم محددة أو يسمح لمحامي دفاع أو منظمات إنسانية بمقابلتهم.أن تلك الحملات من تغييب مخالفي الرأي ودعاة الحريات المدنية والديمقراطية واستعمال القبضة الحديدية لتكميم الأفواه لن تطيل من عمر النظام السوري فقد تجاوز البعث وزبانيته تأريخ الصلاحية.أن رياح التغيير قادمة يقودها أبناء سورية الشجعان الذين يتحدون بصبرهم وقوة شكيمتهم أعتى وأقسى جهاز أمن ومخابرات وسوف ترى القيادة السورية حين ذاك ما هو الموقف الحقيقي للشعب السوري من نظام القمع ألبعثي ويدرك جرذان البدو القيمة الحقيقية لشخوصهم ولفكرهم المجرم حين لا يجدون الملاذ والنصير حتى في الجحور القذرة.




#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية سوريا عن مصير السيد شاكر الدجيلي
- المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق واستحقاقات الم ...
- موكب عزاء السفارة مرة أخرى
- موكب عزاء السفارة
- محاربة الإرهاب بين التمنيات والواقع
- سوف انتخب قائمة الشجعان
- وثائق غير قابلة للعرض
- غواية التمرد الى أين...؟؟
- أيها الوزير الفهلوي أنت القاتل وليس غيرك
- وداعا صديقي سلمان شمسة
- تهنئة للحوار المتمدن
- قوى اليسار والعلمانية اسباب الضعف والتشتت
- الوزيرة بثينة شعبان والأسرى
- في انتظار دكتاتورية ولاية الفقيه
- السيد أحمد الجلبي ولعبة التوازنات
- مشروع الشرق أوسط الكبير هل من طريق لحل الطلاسم
- أما كان للحكمة مكان
- سفالة وطنية
- ضبط الحواسم!!!
- الشرقية …الشرقية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فرات المحسن - دمشق إفلاس وتخبط سياسي يسبق الانهيار