أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)















المزيد.....

لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 18:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في مقالي الطويل هذا والذي جزئته لسلسلة من المقالات،مضطرا،تجاوزت الكثير من الوقائع،وطويت الكثير من صفحات التاريخ،وقفزت على كم هائل من الاحداث،فلم يكن غرضي،كما قلت سابقا،استعراض وسرد تاريخ الحزب،او الثورة ابلشفية،او تاريخ اول دولة سوفييتية،فليس المقال يناسب ذلك،رغم اهمية تلك الاحداث،ومركزيتها،وارتباطها الوثيق بتاريخ لينين وتروتسكي الشخصي والسياسي ،ولكنني حددت غايتي-منذ البدء- وهو العلاقة بينهما،لااكثر،العلاقة الفكرية والسياسية والحزبية والشخصية،وركزت على المحطات المفصلية،والخطوط العريضة لتلك العلاقة،والتي لم يكن مؤشرها البياني مستقرا او مستقيما،فقط كان يهبط ويصعد متعرجا ومتذبذبا،واحيانا بحدة نسبية،حتى عام1917،حيث تحول الى نمط اخر،فقد تحول التخاصم والتنافي والصراع التناحري الى نوع جديد من العلاقة الصراعية الايجابية-فلا تخلو اي علاقة بشرية اوغيرها من الصراع والجدل-والتقارب الفكري،والانسجام السياسي،وتوحيد الجهود باتجاه الهدف المشترك لكليهما.من عام1917الى عام1923ست سنوات ارتبط فيها تروتسكي بلينين والبلاشفة بوثاق لاينفصم،ست سنوات حافلة بالاحداث والتجارب والانتكاسات،غنية بالدروس الثورية،والخبرة الكفاحية بين نجاحات واخفاقات،بين انتصارات وهزائم،بين خلافات واتفاقات،في الوسائل والاجراءات،نحو تحقيق الاهداف والاحلام.بعد انتصار انتفاضة اكتوبر الخالدة،تقلبت بتروتسكي موجات الظروف المتلاطمة:فمن مفوضية الشؤون الخارجية،التي استقال منها بعد انسحابه من مفاوضات الصلح في بريست ليتوفسك المذلة،والتي كان ضدها،الى تأسيسه الجيش الاحمر،من لاشيء،وتسنمه منصب مفوضية الحرب،،حيث جعل من الجيش الاحمر جيشا قويا جرارا،حارب ببسالة،على عدة جبهات ضد الحرس الابيض،وحروب التدخل،والحصار الامبريالي،والذي استمر لسنوات،الى الدسائس التي حيكت ضده من قبل ستالين،وزينوفييف،ومحاولات ايغار صدر لينين عليه،والتي حققوا فيها بعض النجاح،وهو الامر الذي سبب بعض التوتر بينه وبين لينين.وقد روى تروتسكي،حين كان بالجبهة،اطلعه مينجينسكي الذي اصبح في مابعد قائدا للغيبيو على "الدسيسة"اذقال:"ان ستالين كان يحاول اقناع لينين بان تروتسكي يجمع حوله العناصر المعادية للينين،وقد اعترف لينين لتروتسكي،عندما سأله هذا ، بصحة ذلك،واستمر سيل الافتراءات والدس والاتهمات ضد تروتسكي،وزعموا انه يسلم الشيوعيين والمفوضين الى فرق الاعدام،وطبعا لم يكن ذلك صحيحا،وقد رد تروتسكي على الاتهامات:بانه ليس هناك حالة اعدام واحدة باستثناء اعدام بانتلييف،الذي خضع لمحاكمة عرفية بسبب فراره من ساحة القتال.تعرض تروتسكي لاحباط شديد،لجو الاتهامات الخانق،والضغوط النفسية التي خلقتها حالة العداء ضده من قبل ستالين وحواريه،فقدم استقالته من المكتب السياسي،ومفوضية الحرب،الا ان لينين رفض الاستقالة،متمسكا به،ومؤيد له على كل مايصدر منه من اجراءات وقرارات،فوقع له امرا على بياض،بحق التصرف،وحريته في اتخاذ ما يشاء من تدابير،وكانت صيغة الورقة الموقعة بختم لينين على الشكل التالي:"لما كنت اعرف الطابع الدقيق لاوامر الرفيق تروتسكي،اعرب عن اقتناعي المطلق بصحة مايصدر عن الرفيق تروتسكي من اوامر،وملائمته وضرورته لنجاح القضية،لدرجة انني اؤيده من دون تحفظ".تاسست الاممية الشيوعية الثالثة،والثورة في اوربا في حالة جزر،فقد سحقت انتفاضة كانون الثاني/يناير1919 في برلين،واغتيل المناضلان الكبيران:روزا لوكسمبورغ،وكارل ليبكنخت.وحين استقبل لينين المندوبين الاجانب في الكرملين قال لهم:"الثورة بدأت وهي تتعزز وتتقوى في كل البلدان،فالنظام السوفييتي لم ينتصر في روسيا المتاخرة فقط،بل كذلك في المانيا البلد الاوربي الاكثر تطورا وفي انكلترا ايضا اقدم بلد رأسمالي"!!كان يغرق في اوهام مثله مثل تروتسكي،كان المندوبين يشكلون اقليات ماركسية،ومجموعات متفرقة لاوزن لها،ولكنها اكتسبت قوة عظيمة داخل الحركة العمالية العالمية،بعد مرورعام من ذلك المؤتمر.في نهاية عام1919 تم تحرير اوكرانيا والمقاطعات الجنوبية والشرقية من روسيا الاوربية،واخفق الزحف على فارصوفيا،ولكن فكرة الثورة عن طريق الفتح نفذت الى اعماق الروح البلشفية وافسدتها،تلك الفكرة التي وقف تروتسكي في وجهها وعارض ذلك الزحف،فقد كانت افكاره الاشتراكية الديمقراطية،تأبى نقل الثورة من الخارج الى اي بلد.دخل الجيش الاحمر جورجيا،ولكن بدون امر من تروتسكي،وقد عارضه ايضا عندما علم به،فقد جرى اجتياح جورجيا بتخطيط وتدبير من قبل ستالين،واورجونيكيدزه الجورجي ايضا!وكانت تلك احد نقاط الخلاف بين تروتسكي وستالين خلال السنة الاخيرة من حياة لينين،ومسألة جورجيا وبولونيا اعتبرها تروتسكي اخطاءا للمكتب السياسي.ومن شيوعية الحرب الى سياسة"النيب"،ومن الديمقراطية البروليتارية الى قمع المعارضة المنظمة داخل السوفييت والاحزاب،ففي حين كانت الاحزاب نصف مكبلة اثناء الحرب الاهلية،فقد الغيت تماما بعد الانتصار.وهناك مزحة تنسب لبوخارين تقول:"يمكن ان يكون لدينا نظام الحزبين،لكن احدهما سيكون في السلطة والاخر في السجن".وامتد الالغاء من الخارج الى داخل الحزب،ففي المؤتمر العاشر1921 اقترح لينين حظر اي تكتل او مجموعة منظمة داخل الحزب،ولم يعترض تروتسكي على ذلك،فقد كان همه كما في السابق تجنب الانشقاق،والحفاظ على وحدة الحزب باي ثمن.وحين قبل تروتسكي ان يحل الحزب البلشفي"محل"الطبقات الكادحة،لم يكن يفكر بالمراحل المقبلة من تلك السيرورة،والتي تنبأبها منذ زمن بعيد،وبنفاذ بصيرة غريب:"سيحل جهاز الحزب محل مجموع الحزب،ثم تحل اللجنة المركزية محل الجهاز،وفي النهاية يحل ديكتاتور واحد محل اللجنة المركزية"كان الديكتاتور الجديد يقف متهئيا لاداء دوره التراجيدي،هناك في خلفية المسرح المعتمة!!كانت العلاقات بين لينين وتروتسكي تتميز بالثقة المتبادلة،والود والاحترام،ولكن هذا التفاهم لم يكن يخلو من تعكير وجفاء،بحكم التفاوت في الطباع والعادات والبنية النفسية المختلفة بينهما.فسلوك لينين يتسم بالبساطة حتى في ممالرسة السلطة،وكان يتجنب الاثارة في النقاش والتصرف،قد يكون خشنا وفضا احيانا في جدالاته الحادة،ولكنه في المواقف الاعتيادية كان بالغ الهدوء وفي منتهى الاتزان،ويراعي حساسية رفاقه،ونقاط ضعفهم،ومنفتح على افكارهم ومقترحاتهم،اما مزاج تروتسكي،فكان نقيض ذلك،فقد كان ملتهبا،كتلة من العواطف المندفعة،كان يملك قدرة جبارة في البلاغة واقناع الناس وتحريكهم،وبشكل مختلف عن لينين في خطابه،لم يمتلك تروتسكي تلك الحرية والسهولة في العمل الجماعي كما هو شأن لينين،فهو لم ينجح في تكوين مجموعة صلبة من الانصار تلتف حوله،كان صلفا،تغلفه شخصيته المفرطة في ذاتيتها،والمتعلقة بذاتيتها الخاصة،كان يملك القابلية على الادارة والقيادة،ويمتلك روحا منهجيا،وطاقة وارادة لاتبارى،كان تعاونه الوثيق مع لينين يوفق ويكامل بين شخصيتهما ووحدة اهدافهما،كان تروتسكي يعترف ويقبل بسلط لينين،ولكن دون تزلف او تخلي عن استقلاليته الفكرية،وكان يأسف لعدم تقديره شخصية لينين كقائد وثوري كبير في السنوات الماضية،ومن جانبه كان لينين حريصا على ان يشعر تروتسكي بان الماضي قد ولى وحزب البلاشفة هو حزبه.وخلال السنوات الستة التي استمر فيها تعاونهما،والذي وصل في السنة الاخيرة الى مستوى التكتل ضد من بدأيسعى للاستحواذ على الحزب والسلطة!!.في شباط1919 كتب تروتسكي مقالا بعنوان"رسالة الى صديق"في جريدة فينوي ديلو،وفيها ابدى احتقاره"للبيروقراطي السوفييتي الجديد"الذي"ترتعد فرائصه خوفا على وظيفته"وينظر الى كل شخص ارفع منه ثقافة وكفاءة،نظرة حقد وغيرة،ولما كان هذا البيروقراطي يرفض ان يتعلم،وهو لايجد اسباب اخفاقه في ذاته،لاينفك يركض وراء كبش فداء،مستعدا للصراخ:خيانة..خيانة.ان هذا البيروقراطي المحافظ والكسول والجبان والحانق على كل مايذكره بضرورة ان يتعلم،فقد بات ثقلا على الدولة الجديدة"انه هو التهديد الحقيقي للثورة الشيوعية،وامثاله هم المتواطئون الحقيقيون مع الثورة المضادة،حتى لو لم يشاركوا في اي مؤامرة".والثورة لن تكون سوى صخب مشؤوم اذا كانت نتيجتها الوحيدة هي السماح لعدة الاف من العمال بتقاسم مراكز الحكم والصيرورة اسيادا."لن تبرر ثورتنا نفسها كليا الا حين يشعر كل شغيل رجلا او امراة،ان حياته اصبحت اسهل واكثر حرية ونظافة وكرامة،ونحن لم نصل بعد الى هذا الهدف،ولا يزال يفصلنا طريق طويل عن هدفنا الوحيد والجوهري"ولكن بعد حين سيتحول حتى هذا الحلم المثالي الطوباوي لتروتسكي الى كابوس!!لينبثق ذلك البيروقراطي المسخ مهيمنا وخانقا لكل احلام البروليتاريا!!!.......
...............................................................................................................................................
يتبع...
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
- كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(10)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(9)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(8)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(7)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(6)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(5)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(4)
- لينين-تروتسكي..العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(3)
- لينين-تروتسكي..العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(2)
- لينين-تروتسكي..العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(1)
- اللومبنبروليتاريا/ مقاربة اجتماعية اولية للمفهوم..(الاخير)
- اللومبنبروليتاريا/ مقاربة اجتماعية اولية للمفهوم..(3)
- اللومبنبروليتاريا/ مقاربة اجتماعية اولية للمفهوم..(2)
- اللومبنبروليتاريا / مقاربةاجتماعية اولية للمفهوم..
- المرأة وخيوط ارديان!/المتاهة والوعي...(3)
- كل عام وانتم بأنتظار الخير!!ويأس مديد!!
- المرأة وخيوط ارديان!/المتاهة والوعي...(2)
- المرأة وخيوط ادريان!/المتاهة والوعي...


المزيد.....




- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)