|
جريمة الختان 155: مقابلة مع حاخام بلجيكا وسامي الذيب
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 14:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أترجم لكم في هذا المقال مقابلتين قامت بها صحيفة بلجيكية حول الختان مع الحاخام الأكبر في بلجيكا وسامي الذيب. وتجدون الأصل الفرنسي من هاتين المقابلتين في هذا الرابط http://www.blog.sami-aldeeb.com/?p=39434
دعا المجلس الأوروبي لاتخاذ تدابير ضد انتهاكات السلامة الجسدية للأطفال، ومن بين هذه الإنتهاكات ختان الأطفال لأسباب دينية. وقد احتج ممثلو اليهودية والإسلام على هذا القرار. نقدم لكم رأيين حول ما إذا كان يجب حظر الختان أم لا.
لا، قال البير جيجي، الحاخام الأكبر في بلجيكا ------------------------------------------- حظر الختان؟ لا يمكن تصوره وغير مقبول! فهذا مس بجوهر اليهودية. وقد وُجدت هذه الممارسة منذ آلاف السنين ولم يتم أبداً التشكيك فيها. وهذه الممارسة تتم من قِبَل جميع اليهود. مقابلة: تشارل فان ديفور
**الصحفي: لماذا تصدمك توصية الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي؟ الحاخام: أنه أمر شائن وضع ختان الذكور الذي له العديد من الفوائد على نفس المستوى مع ختان البظر والذي يحد لمدى الحياة المتعة الجنسية للفتاة الصغيرة التي تتعرض له. فمن المخزي من جانب الممثلين المنتخبين في أوروبا ارتكاب مثل هذا الخطأ الفظيع بينما نعرف أن الختان يقلل من خطر انتقال العدوى بفيروس الإيدز. وهذا هو السبب الذي حث منظمة الصحة العالمية لإطلاق حملة الختان في القارة الأفريقية بعد الاقتناع، دراسة بعد دراسة، بأنه يقلل من الأمراض التناسلية ومخاطر الإيدز. ووضع شيئين لا علاقة بينهما على قدم المساواة كما يفعل هذا النص أمر غير مقبول ويستحق الشجب.
**الصحفي: ماذا تمثل ممارسة الختان لليهود؟ الحاخام: الختان هو علامة العهد بين الله والشعب اليهودي. وهو علامة هوية اليهودي. وأنت تعرف أن المجتمع اليهودي متعدد. فهناك المتدينون وغير المتدينين. وهناك الممارسون وغير الممارسين. ولكن هناك شيء واحد يماسه الجميع وهو الختان إذ يدرك الجميع أن هذا هو ما يميز الهوية اليهودية.
**الصحفي: إن التوصية الأوروبية لا تمس الختان ولكن تنفيذ الختان على أطفال غير قادرين على القول ما إذا كانوا يريدونه أم لا. الحاخام: بالطبع، لا يمكن للطفل في عمر ثمانية أيام أن يقول اريد أو لا اريد. ولكن ممارسة الختان تتم على نطاق واسع في المجتمع اليهودي بنسبة 100٪-;-. الجميع يفعل ذلك. والأب الذي يختن طفله، بفعله هذا يبين أنه متفق مع ما قام به والده بختانه عندما كان عمره ثمانية أيام. فختان الأب ابنه دليل على انه متفق مع ما قام به والده من قبل.
**الصحفي: ولكن هذا دليل بأثر رجعي. فمن الواضح أن الطفل لا يمكن له القول بأنه موافق عندما كان عمره فقط ثمانية أيام. هل تتخيل أن يذهب اليهود إلى خارج أوروبا لإجراء الختان؟ الحاخام: أشعر بالفزع من مثل هذا الاقتراح لأن اليهود ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية. وينبغي أن يكون لليهود الحق في ممارسة معتقداتهم الدينية. الحرية الدينية هو حق مطلق. وأنا لا أقبل أن نكون مجبرين للذهاب إلى أي مكان آخر لختان أطفالنا. نحن أوروبيون وعلى أوروبا تمكيننا من العيش وفقاً لديننا. الرغبة في حظر الختان يعني ببساطة اعطاء اليهود خيارين: إما التخلي عن يهوديتهم، أو ترك اوروبا! وهذا تعدي على الهوية اليهودية. ماذا تريد منا أوروبا؟ هل ترغب أوروبا بأن تكون خالية من اليهود؟ إذن لتقله لنا بكل صراحة! ولكنني لا أعتقد ذلك لأن لدي اتصالات ودية للغاية مع الزعماء الأوروبيين. وأنا لا أفهم هذا الموقف من الجمعية البرلمانية لمجلس الأوروبي. هذا امر لا يمكنني فهمه. فهذا مساس بأمر أساسي في حياة الشعب اليهودي، أنه يمس كيان اليهودية وأساسها. وإذا أصبح الحظر فعلي، أعتقد بأنه سيُطلب من اليهود مغادرة أوروبا أو الفناء كيهود. وأنا أعني ما قوله! فلا يمكنك أن تكون يهودي إذا لم يكن هناك ختان.
نعم، قال سامي الذيب، يجب حظر الختان --------------------------------------- اتفاقية حقوق الطفل لا تتضمن الحق في السلامة الجسدية، لتفادي الاساءة للمسلمين واليهود وغيرهم. المجلس الأوروبي إصلاح هذا الخطأ. الحرية الدينية هي حرية فردية تخصه هو وليس والديه. في عمر 21، ينبغي أن يكون للطفل الحرية لتقرر ما إذا كان يريد أن يكون مختونا أم لا. مقابلة: تييري بوت سامي الذيب – فلسطيني الأصل، مسيحي، سويسري، حاصل على الدكتوراه في القانون (فريبورغ)، وتخرج في العلوم السياسية (جنيف). أستاذ جامعي يدرس القانون العربي والإسلامي المقارن في إيكس إن بروفنس، سيرجي بونتواز، غرينوبل، باليرمو، ترينتو و لوغانو. وله العديد من المؤلفات من بينها كتاب عن الختان بالفرنسية والإنكليزية والعربية. حمل كتبه مجانا هنا http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
**الصحفي: ما رأيك في ختان الأولاد لا مبرر طبيا دون القدرة على التمييز؟ سامي الذيب: جميع دساتير العالم تضمن الحق في السلامة الجسدية. وجميع القوانين الجنائية تعاقب التعدي على السلامة الجسدية بصورة مطلقة. ولسوء الحظ، هناك تلك العادات الدينية بين المسلمين واليهود وحتى بين غالبية الأميركيين (موروث من التزمت الانجليكاني) التي تحول دون تطبيق هذا المعيار الدستوري والجنائي. لا بل ذهبت أبعد من ذلك إذ تم حذف المادة الخاصة بالسلامة الجسدية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. فالوثائق الدولية الأكثر أهمية لا تذكر الحق في السلامة الجسدية، لتفادي الاساءة للمسلمين واليهود وغيرهم. وقرار المجلس الأوروبي هو إصلاح لهذا الخطأ العالمي. وهو خطوة نحو إلغاء ختان الذكور والإناث على مستوى العالم. خطوة الى الأمام في الإنسانية بدأت مع الرومان الذين نهوا عن التعدي على الأعضاء الجنسية، حتى للعبيد. نعم، علينا أن نحيي شجاعة أولئك النواب. ولكن لدي ندم واحد: فقد وضع هذا القرار سن 15 كحد للموافقة على الختان. وصبي في عمر 15 عاما، في أسرة متدينة تقليدية، لا يستطيع أن يقرر بحرية اذ يخضع لغسيل دماغ. يجب رفع هذا السن إلى 21 عاما. فوفقا للتوراة، ختن إبراهيم نفسه عندما كان عمره 99 سنة ... وأنا لا اطلب أن ننتظر عمر 99 سنة، ولكن علينا أن نعطي للطفل الحرية في أن يقرر إذا كان يريد أن يكون مختونا أم لا.
**الصحفي: ألا يمس ذلك بالحرية الدينية؟ سامي الذيب: الحرية الدينية هي حرية فردية تخصه هو وليس والديه. صحيح ان الحرية الدينية حق جماعي أيضا ولكن يجب ان يعلو حق الفرد على حق الجماعة. وتقول محكمة أمريكية في هذا الخصوص: إذا كنت تريد أن تكون شهيدا، فهذا من حقك، لكن ليس لديك الحق في فرض الشهادة على الآخرين.
**الصحفي: شجب البعض هذا القرار على أنه معادي للسامية أو معادي للمسلمين. سامي الذيب: هذا جنون. أولئك الذين يدينون هذا القرار ويطلقون مثل هذه التهمة هم انفسهم معادين للسامية ومعادين للمسلمين. فهم يعتقدون أن بعض الأطفال لا حق لهم في حماية القانون لأنهم مسلمون أو يهود. هذا يعني بأنه يحق تشويه طفل لأنه مسلم أو لأنه يهودي. هذا هو معاداة الإسلام ومعاداة السامية. فالطفل هو طفل بغض النظر عن دين والديه. الإنسانية تتطلب معاملة الجميع على قدم المساواة.
**الصحفي: ولكن هل يمكن وضع ختان الذكور وختان الإناث على قدم المساواة؟ سامي الذيب: كل ضرر يجب أن يرفض. ويجب وضع جميع الأطفال على قدم المساواة. فمن هو الذي يستطيع أن يضع الحد؟ هذا امر لا يتم توضيحه. ولكن من دون الخوض في التفاصيل يجب معرفة أن هناك اربعة انواع ختان ذكور واربعة انواع ختان اناث. وهناك انواع ختان ذكور أخطر بكثير من بعض انواع ختان الإناث. فعلى سبيل المثال يتم في دولة عُمان قطع اثنين ملليمتر من غطاء البظر، وفي بعض المناطق هناك ختان ذكور يتم فيه سلخ كل جلد القضيب مع عواقب رهيبة. ومن هو الذي يقرر إن كان يجب حماية الحق في سلامة الجسد لهذا الشخص وليس لشخص آخر؟
**الصحفي: هل أنت عضو في حركة intactivists التي تأتينا من الولايات المتحدة؟ سامي الذيب: يمكن أن نطلق على هذه الحركة هذا الإسم، ولكن أنا أفضل مصطلح حركة abolitionist، في إشارة إلى حركة الغاء الرق. نحن نرفض التعدي على السلامة الجسدية ونيرد الغاءها. وفي الولايات المتحدة، تم خفض حتان الذكور من نسبة 99% إلى نسبة 60٪-;-. وفي أولى الندوات التي حضرتها هناك في عام 1994، أوضح رجل دين: "نحن أقلية اليوم، ولكن هذا سوف يتغير، وما سبقنا هو الهمجية، وما سيأتي بعدنا هو الحضارة". فهل هناك همجية أكبر من التعدي على أطفال أبرياء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم؟ والفت نظرك إلى أن التوراة تسن على عقوبة الموت لجرائم كثيرة. فإذا كنت تعمل يوم السبت، يجب قتلك. وإذا سببت والديك، يجب قتلك. الخ. وقد الغى اليهود كل هذه النظم ما عدا ... التعدي على الأطفال من خلال الختان لأن الأطفال لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم. لقد تحرر العبيد لأنهم ثاروا، ولكن لا يمكن للأطفال ان يثوروا. هذه الكائنات البريئة تستحق الدفاع عنها. فهذه قضية نبيلة ومعركة نبيلة لن تندم عليها ابدا.
د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com -------------------------------------- حملوا مجانا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14 حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131 حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 موقعي http://www.sami-aldeeb.com مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com عنواني [email protected]
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريمة الختان 154: التم الهمج على بعض
-
الجامعة العربية تريد محاكم تفتيش
-
نقاش مع مسلمة مسيحية
-
القرآن 17 : أسئلة حول طبعتي العربية للقرآن
-
سامي لماذا تذكر دينك المسيحي؟
-
القرآن 16: طبعة جديدة فريدة من نوعها
-
ذبح الحيوانات: رجال دين بلا دين
-
القرآن 15: في مزبلة التاريخ
-
القرآن 14: صدق سامي العظيم
-
ردي على مبشر مسيحي
-
القرآن 13: نحن بحاجة إلى طبعة علمية للقرآن
-
القرآن 12: الأهداف الاجتماعية لطبعتي العربية
-
حملوا كتبي مجانا
-
القرآن 11: الأخطاء اللغوية – دعوة للقراء
-
القرآن 10: كشكول مفكك الأوصال
-
أكبر درجات الغباء الاعتقاد بالكتب المقدسة
-
من المسطول: سامي الذيب أم مؤلف القرآن؟
-
يا مصر: الشجرة تقلع من جذورها
-
حل للمأساة: رفع القدسية عن القرآن ومحمد
-
كيفية استئصال الأصولية الإسلامية
المزيد.....
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|