|
المثقف العراقي والانتخابات طبيعه الادوار واليات العمل
مصطفى محمود جلال
الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 14:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بشكل عام، كما نرى الوضع اﻻ-;-جتماعي العراقي على حال لم ﯾ-;-بق مستقرا لمدة معﯾ-;-نة اﻻ-;- و السﯾ-;-اسة دخلت في كل ثناﯾ-;-اه و لم تدع جانب و لم تؤثر فﯾ-;-ھ و غﯾ-;-رت من طبﯾ-;-عتھ و معالمھ، و بھ اھتز وتحول اثر الضغوطات المتتالﯾ-;-ة الى ان وصلنا الى ما نعﯾ-;-شھ من الظروف غﯾ-;-ر الطبﯾ-;-عﯾ-;-ة التي من المفروض ان ﻻ-;- ﯾ-;-عﯾ-;-شھا اي مجتمع امن مستقر. و من المحزن ان ﯾ-;-كون للسﯾ-;-اسة و آلﯾ-;-ات عمل الساسة و ممارساتھم الدور اﻻ-;-كبر في التاثﯾ-;-ر على المثقفﯾ-;-ن و نتاجاتھم و فعالﯾ-;-اتھم و ما ﯾ-;-طرحونھ في الحﯾ-;-اة و ما ﯾ-;-خص المجتمع بشكل عام . و ھذا لﯾ-;-س ثمار الظروف اﻻ-;-نﯾ-;-ة بقدر ما فعلتھ المراحل السابقة لحكم الدكتاتورﯾ-;-ة و الحزب اﻻ-;-وحد و المثقف الحزبي و تدخلھ في شؤون كافة الشرائح و استﯾ-;-عاب اكثرﯾ-;-تھم في قالب معﯾ-;-ن و تروﯾ-;-ضھم و دفعھم ﻻ-;-داء مھام خاص تھم السﯾ-;-اسة و المصالح الحزبﯾ-;-ة و الشخصﯾ-;-ة اكثر من جوھر عملھم و ما ﯾ-;-مس اختصاصاتھم ، و لﻼ-;-سف ھناك منھم الكثﯾ-;-ر مستمر لحد الﯾ-;-وم على ھذا المنوال و لھ التاثﯾ-;-ر السلبي على المرحلة، و منھم من ﻻ-;- ﯾ-;-نكر حنﯾ-;-نھ الى مرحلة ماقبل السقوط . بعد التغﯾ-;-ﯾ-;-ر و سقوط الدكتاتورﯾ-;-ة و ما كان ﯾ-;-ﻼ-;-زمھا، و مرور اكثر من سبع سنوات لم نلمس ما ﯾ-;-عﯾ-;-د وضع و حال المثقف و الثقافة الى نصابھ الصحﯾ-;-ح و عزلھ عن اﻻ-;-ھداف التي لصقت بھ دون ان تكون في صمﯾ-;-م عملھ، لذا ﻻ-;-بد ان نذكر ان دور المثقف في اﻻ-;-حداث و العملﯾ-;-ات المختلفة الجارﯾ-;-ة على ارض العراق لم ﯾ-;-خرج عن النطاق المحدد الذي رسمھ لھ اﻻ-;-خرون و لم ﯾ-;-خرج اﯾ-;-ضا من القوقع المصطنع بفعل اﯾ-;-دي الساسة خصوصا . اي لم تكن ھناك اصﻼ-;- ارضﯾ-;-ة لبﯾ-;-ان راي و موقف المثقف و بقت ادوارھم فردﯾ-;-ة او مختفﯾ-;-ة لتلك اﻻ-;-سباب الموضوعﯾ-;-ة و الذاتﯾ-;-ة التي تخص اخﻼ-;-ق و جوھر المثقف نفسھ، و من ثم انخراطھم في العمل السﯾ-;-اسي و ما اضطرتھم الظروف الخاصة بھم و صعوبات حﯾ-;-اتھم المعﯾ-;-شﯾ-;-ة ، و حلول الحزب محل الحكومة في توفﯾ-;-ر ارزاقھم و مأواھم، و طبﯾ-;-عي ان نحس بانھم لم ﯾ-;-ثﯾ-;-روا اي موقف او حدث اﯾ-;-جابي لﯾ-;-عﯾ-;-دوا لھم دورھم الطبﯾ-;-عي الفعال طﯾ-;-ل ھذه الفترة من الحرﯾ-;-ة النسبﯾ-;-ة التي طغت على اﻻ-;-وضاع في العراق . من جانب اخر، توزﯾ-;-ع و تقسﯾ-;-م المثقفﯾ-;-ن بذاتھم او نتﯾ-;-جة ظروف موضوعﯾ-;-ة على المكونات اﻻ-;-جتماعﯾ-;-ة و السﯾ-;-اسﯾ-;-ة بعﯾ-;-دا عن المواقف الثقافﯾ-;-ة و اﻻ-;-راء و اﻻ-;-فكار و العقلﯾ-;-ات الثقافﯾ-;-ة العامة المطلوبة في ھذه الرحلة الحساسة في العراق، ازداد من اختفاء دورھم و عٌمق من تحوﯾ-;-لھم من المثقف السﯾ-;-اسي الى السﯾ-;-اسي المثقف، و كل حسب فكره و عقﯾ-;-دتھ و فلسفتھ و مبادئھ التي احس انھ عثر علﯾ-;-ھا ضمن اطار فكر و منھج مكون سﯾ-;-اسي قرﯾ-;-ب منھ و مفﯾ-;-د لھ، لذا مواقفھم لم تخرج من دائرة الطرﯾ-;-قة و السنة و اﻻ-;-خﻼ-;-ق و اﻻ-;-ﯾ-;-دﯾ-;-ولوجﯾ-;-ة لتلك اﻻ-;-حزاب سوى كانوا منتمﯾ-;-ن او موالﯾ-;-ن لھا . و بفعلتھم ھذه دمجوا افعالھم و مواقفھم مع ما كان ﯾ-;-قوم بھ عضو حزبي قح اثناء الحمﻼ-;-ت اﻻ-;-نتخابﯾ-;-ة ، ﻻ-;- بل كانوا اكثر اقناعا و تاثﯾ-;-را على اﻻ-;-خرﯾ-;-ن لخبراتھم في طرح اﻻ-;-راء و المواقف و المواضﯾ-;-ع و اختﯾ-;-ار المكان و الزمان، لكونھم ﯾ-;-متلكون خلفﯾ-;-ة معرفﯾ-;-ة و ادبﯾ-;-ة تؤھلھم للتاثﯾ-;-ر على المقابل و اﻻ-;-كثرﯾ-;-ة البسﯾ-;-طة و ﯾ-;-عودون باعمالھم الخﯾ-;-ر و البركة للحزب اكثر من المنتمﯾ-;-ن لھ. كم سمعنا و شاھدنا من مثقف بارز و ﯾ-;-عد نفسھ مستقﻼ-;- غﯾ-;-ر منتمي الى جھة معﯾ-;-نة و ﯾ-;-عتبر التصوﯾ-;-ت في اﻻ-;-نتخابات او لجھة معﯾ-;-نة او لمرشح ما بانھ واجب وطني و دﯾ-;-ني و لم ﯾ-;-عطي اي حق لمن ﯾ-;-عتبره حقا من حقوقھ و ﻻ-;- ﯾ-;-رﯾ-;-د اخذھھ او تنفﯾ-;-ذه، ﻻ-;- بل تطاول اخرون الى وصف من لم ﯾ-;-صوت بالخائن و المتآمر و عمقوا ھذا الراي و حددوا الجھة التي من الواجب اختﯾ-;-ارھا. لﯾ-;-س ھذا اﻻ-;- خروج عن كل ما ﯾ-;-مت بالمثقف والثقافة ما ﯾ-;-خصھ و تحوﯾ-;-ل الذات الى دمﯾ-;-ة باﯾ-;-دي الساسة حصرا. و ھذا ﻻ-;- ﯾ-;-عني ان المثقفﯾ-;-ن المنتمﯾ-;-ن الى اﻻ-;-حزاب القومﯾ-;-ة و الدﯾ-;-نﯾ-;-ة تمﯾ-;-زوا بذلك عن غﯾ-;-رھم ، ﻻ-;- بل تبﯾ-;-ن بشكل جلي ان المثقفﯾ-;-ن العلمانﯾ-;-ﯾ-;-ن في ھذه اﻻ-;-نتخابات لم ﯾ-;-دخروا جھدا في التروﯾ-;-ج و التحلﯾ-;-ل و اتخذ بعض منھم الخنادق و المتارﯾ-;-س امام اﻻ-;-خرﯾ-;-ن و انتقلوا بحالھم الى جبھات الدعاﯾ-;-ة اﻻ-;-نتخابﯾ-;-ة و غﯾ-;-روا من طورھم و كأن المرحلة ھذه فرضت علﯾ-;-ھم تاﯾ-;-ﯾ-;-د جھة معﯾ-;-نة دون اخرى ، و نسوا بان ھذا العمل لﯾ-;-س من واجبھم و اختصاصھم اصﻼ-;-، و لم ﯾ-;-بق منھم اﻻ-;- القلة القلﯾ-;-لة و ظل ﯾ-;-نظر الى اﻻ-;-حداث و ﯾ-;-نتظر تصحﯾ-;-ح المسار و اﻻ-;-وضاع و عودة اﻻ-;-ختصاص الﯾ-;-ھم و فصلھا عن ﯾ-;-عضھا ، و اعادة لحم الى القصاب و الخبز الى الخباز و ھو ﯾ-;-علم بانھا تحتاج الى بداﯾ-;-ة صحﯾ-;-حة و من الطبﯾ-;-عي ان ﯾ-;-كون المثقف في طلﯾ-;-عة من ﯾ-;-ؤدي ھذا المھام ﻻ-;-عادة النصاب للمجتمع الذي اختلط فﯾ-;-ھ الحابل بالنابل، و تحولوا جمﯾ-;-عا الى الساسة من الدرجة اﻻ-;-ولى بكافة اعمالھم و مھنھم و في مقدمتھم و لﻼ-;-سف المثقفون الذﯾ-;-ن كان من الواجب ان ﯾ-;-نوروا الطرﯾ-;-ق الصحﯾ-;-ح للجمﯾ-;-ع، و ھذا ﻻ-;- ﯾ-;-عني ان ﻻ-;- تكون لدﯾ-;-ھم افكار و عقائد و ﯾ-;-ؤمنوا باﯾ-;-دﯾ-;-ولوجﯾ-;-ات سﯾ-;-اسﯾ-;-ة معﯾ-;-نة، و تكون لھم اراء و مواقف ﯾ-;-عبرون بھا عما ﯾ-;-جول في خاطرھم، بل من ﯾ-;-ودع و ﯾ-;-ترك اﻻ-;-ھم و ﯾ-;-ھتم بالمھم في لحظات حرجة سﯾ-;-عقٌد اﻻ-;-مور و ﯾ-;-ُبقي الفوضى لمراحل طوﯾ-;-لة اخرى، لذا ﯾ-;-مكننا ان نقول ان دور المثقف و ما اقدم علﯾ-;-ھ في ھذه المرحلة لم ﯾ-;-كن مشٌرفا بل اصبح خارج المسار الذي من المفروض ان ﯾ-;-لتزم و ﯾ-;-ھتم بھ، و ھنا ﯾ-;-جب ان ﻻ-;- نتكلم بشكل مطلق و ھناك استثناءات تحملت الصعاب و بقت في الموضع الحقﯾ-;-قي للمثقف حتى ھذه اللحظة، اﻻ-;- ان اﻻ-;-كثرﯾ-;-ة الساحقة تركت مواقعھا اﻻ-;-صلﯾ-;-ة الخاصة بھا و حولت نفسھا الى ما تتطلبھ الصراعات السﯾ-;-اسﯾ-;-ة و منھا السلبﯾ-;-ة اﯾ-;-ضا .
#مصطفى_محمود_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|