|
الإرهاب والدين .
ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 09:14
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
يهدف الاسلام كدين سماوي إلى رفاهية الانسان ، ويهدف إلى التوحيد بين البشر في ظل نظام قانوني واحد ، هو الشريعة الإسلامية ، دون تمييز ( لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) . وكانت كلمات الله عز وجل في القرآن الكريم تنصبّ في هذا المجال بين الترغيب والترهيب ، هنا يدل على حالة الرهبة من الله ، فقد وردت في سورتي ( البقرة والنحل ) بصيغة الأمر { وإيّاي فارهبون } ، وصيغة الأمر تفرض الوجوب ، والرهبة في هذا النطاق تدخل ضمن الخضوع لله مخافة من غضبه ، وبالخضوع لله تنتفي المعصية . وقد تقع الرهبة في نفس الانسان من شخص ، في حين لا يرهب الله ، وهذه الصورة عبّر عنها القرآن الكريم في سورة الحشر بقوله { لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون } . ولقد حرض الله المؤمنين على الدفاع عن أنفسهم وحياتهم بأن قال للمؤمنين في سورة الانفال { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم وأنتم لاتظلمون ، وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم } .لكن هذا التحريض لايعني – قطعاً – التعدي على الغير لأن {الله لا يحب المعتدين }. لذلك فنحن لن نكون أبداً إرهابيين ، ونحن رواد حضارة عنوانها الاسلام . تقوم الشريعة الإسلامية على مبدأ العدالة الاجتماعية والتعاون على الخير ورفض الظلم واستغلال الآخرين . كما أن الحرب العدوانية غير موجودة في الاسلام ، لأن الحرب بمنظورها الدفاعي هي الموجودةفقط وبصورتين : 1- حرب الدفاع عن النفس : تجلّت في قوله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على تصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ...} سورة الحج الآيات (39-41) . وسمي بالجهاد وفقاً لقواعد محددة : الجهاد فرض ولا يحل تركه بأمان أو موادعة . أساس العلاقة بين المسلمين ومخالفيهم في الدين – الحرب دار الاسلام هي الدار التي تجري عليها أحكام الإسلام ويأمن من فيها سواء كانوا مسلمين أو ذميين . لكن الشريعة الغراء لا تجعل المقاومة الشعبية المسلحة حقاً للشعب له أن يستغله أو يحجم عن استخدامه تخوفاً ورهبة ، تجعله واجباً يأثم المتخاذل عن أدائه . ويقول تعالى في سورة الانفال الآية /65/ : { يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين ، وإن يكون منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } . 2- حرب الاغاثة : حرب الاغاثة لشعب ٍ مسلم ، لقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك نصيرا } . وفقاً لذلك فالشريعة الاسلامية تقف ضد الارهاب بكل صوره وأشكاله حتى أن آداب القتال في الحرب لها قيود أخلاقية مثل : - لاتجوز فيه الحرب الهجومية . ( أي الاعتداء ) . - لاتجوز مباغتة العدو قبل إنذاره . - لايكون الجهاد إلا مع العدو الحربي . - لايجوز قتل النساء والأطفال ورجال الدين المعتزلين . - يجب معاملة الأسرى معاملة حسنة . - لاتجوز مقاتلة من جنح للسلم ......الخ ( 104) . ونقول بملء أفواهنا ورداً على التراث الغربي الذي دعمته الحملات الصليبية إن الاسلام دين سماحة وغفران وهما من صفات الله عز وجل ، فهما بالتالي من الصفات التي يجدر بالمؤمنين التحلي بها . فالدين يدعو إلى التسامح واللين وسماحة الإسلام تذكرنا بخرافة (لافونتين ) عن الريح والشمس التين تراهنتا أيهما أقدر على أن تجرد رجلاً في أحد الحقول من عباءة يلبسها ، فأما الريح فهبت تحاصره وتشدد من هجومها ، فإذا بالرجل يزيد من تشبثه بالعباءة وإحكام قبضته عليها ، وأما الشمس فقد طلعت في هدوء وثقة إلى كبد السماء ، تبث حرارتها ، حتى رأى الرجل من المناسب أن يخلع العباءة من تلقاء ذاته ويلقي بها جانباً . وكما نعلم أن الاسلام إنما انتشر ووطد دعائمه في أنحاء عديدة من افريقيا السوداء وجنوب شرقي أسيا ، وحتى حدود الصين ، لا بالسيف والقهر ، ولا حتى بالتبشير والدعوة ، وإنما بفضل سماحة خلق التجار المسلمين الوافدين إلى تلك المناطق للتجارة ، وأمانتهم ورفقهم ودماثة طبعهم ووقارهم ، مما دفع الناس إلى الاقبال على سؤالهم عن تعاليم دينهم ، ثم اعتناق هذا الدين ، الذي كان من كتابي مفهوم الارهاب في القانون الدولي 1998
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التمييز بين العنف والإرهاب :
-
شبيحة الاسد تذبح مواطن اعزل بالسكين :// دراسة تحليلية .
-
مَن يحدد خيارات الشعب السوري ...
-
متابعات حول المجزرة :
-
المسكوت عنه في الثورة السورية (2)
-
قصص قصيرة عن الثورة وللثورة المعراج الاول
-
عن القضاء والفساد ومشروعية النظام ومصيره
-
الديموقراطية و صندوق الاقتراع :
-
نحن رواد حضارة عنوانها الاسلام
-
المسكوت عنه في الثورة السورية (1) لماذا هي حرب استنزاف ؟
-
قراءة تحليلية للقاء بشار الاسد على الاخبارية السورية في 17/4
...
-
بطل رغم أنفه
-
الاسلام السياسي وتجربة الدولة في الجزائر : الفرصة الضائعة .
-
البوطي ...ومصيره ...دراسة تحليلية :
-
كتاب مفهوم الارهاب في القانون الدولي دراسة قانونية ناقدة ((
...
-
وثيقة للتاريخ ......دعوة للتوقيع
-
المرتزقة وحكم من يقاتل الى جانب النظام الاسدي من وجهة نظر ال
...
-
مفهوم الارهاب في القانون الدولي دراسة قانونية ناقدة ((6))
-
حسن نصر الله , قشة على ظهر بعير :
-
كتاب مفهوم الارهاب في القانون الدولي (5 )
المزيد.....
-
منظمة العفو الدولية: قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن أدا
...
-
إصابة 7 أشخاص بهجوم طعن بمركز للاجئين في برلين
-
اعتقالات وصدامات في احتجاجات للحريديم الرافضين لتجنيدهم
-
-ضغوط دبلوماسية- لمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالان
...
-
حرب غزة.. حماس تدين صفقة الأسلحة الأميركية لإسرائيل: -دعم لا
...
-
ضابط صهيوني يزعم: كنا على بعد دقائق من اعتقال السنوار!
-
تاياني: العسكريون الإيطاليون مع الأمم المتحدة إلى غزة لبناء
...
-
روسيا تنسحب من اتفاقية مجلس أوروبا الإطارية لحماية الأقليات
...
-
الأونروا: 4 من كل 5 مدارس في غزة تعرضت للقصف
-
-تقدم وعشرات الأسرى-.. زيلينسكي يتحدث عن الوضع في كورسك الرو
...
المزيد.....
-
التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من
...
/ هيثم الفقى
-
محاضرات في الترجمة القانونية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة
...
/ سعيد زيوش
-
قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية
...
/ محمد أوبالاك
-
الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات
...
/ محمد أوبالاك
-
أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف
...
/ نجم الدين فارس
-
قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه
/ القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ اكرم زاده الكوردي
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ أكرم زاده الكوردي
-
حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما
...
/ اكرم زاده الكوردي
المزيد.....
|