أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى















المزيد.....

رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 02:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لفتَ انتباهي فيديو لإحدى النساء اللواتي تحمّلنَ بفطرتهنّ مآسي بحياتهنّ جمّة ولما حمله وضعها من معاني ليست كالمعاني التي أرادتها تلك الكلمات , حيث حملت كلماتها من العبودية ما لا يستطيع حمله الإنسان السوي , وأضافت لعبوديتها ذلك الخنوع والرضوخ للقدرٍ المحتوم الذي التصق بشعوبنا دون فكاك , فعجزنا عن أي عملٍ نبتغي من ورائه تحسين حياتنا , بمعنى إن المفاهيم اختلطت علينا وتاهت مقاييسنا بزحمة مشاكلنا بسبب تلك المفاهيم , ولم نعُد نُميز بينهما كما سيتوضّح هذا من خلال اللقاء لهذه المرأة المبسوطة والتي أرادوا لها أن تكون رسالة موجهة لكل العالم دون أن يكتفوا بأوطانهم والخراب الذي لحق بها , فكان الهدف من لقائها هو زرع فكرة الصبر على البلوى والقناعة بها , لتصاحبها حالة من السعادة ترافقها نشوة غريبة .
فكيف لا ينتشي العبد وكيف لا يشعر بالسعادة في اليوم الذي يتلقى فيه نفس الضربات من سيّده دون زيادة فيها ؟
وكيف لا تشعر المرأة بالسعادة والممنونية من زوجها الذي لم يفكر بالزواج عليها , وكيف لا تُسعد في حالة رضاه عنها لما قدمته له من طاعة مصحوبة بخدمتها له ؟

هي نشوة من غاب عقله بفعل تخدير الأفيون الذي رضعه من ثدي أمة غاب عنها وعيها , هي الاكتفاء بسعادة سلبية ووهمية لا تُحسب على السعادة الحقيقية , كأن يكتفي العبد برضا وسعادة سيده فقط رغم القهر الواقع عليه بعد أن يقارن وضعه مع من هم أتعس منه حالا من العبيد أمثاله الذين يتلقون كل يوم وبرحابة صدر جلد سيدهم لهم , ليكتفي بوضعه ويعتبره نعمة وفضل عليه , مقارنة بغيره ممن هم أتعس منه حالاً ليزداد خنوعا ويُسعد بوهمه هذا .
والمرأة التي اكتفت بقدرتها على إسعاد زوجها دون أن يتذمر منها ودون ان يضربها كما هو وضع النساء من حولها , وربما يرميها إلى الشارع بعد أن سلبها جهدها وعمرها الذي قضته بخدمته , كل هذه أوهام لا علاقة لها بالسعادة الحقيقية التي تأتي من طموحنا وآمالنا ومن ثم أفعالنا وإبداعنا وما ينتج عنهما من تغيير .

هذه رسالة الست مبسوطة إلى كل العالم ...أرادوا بها أن تكون قدوة لنا جميعاً لما تحمله من معانٍ للصبر
http://www.youtube.com/watch?v=fSaYqSKE8KY

أنها مبسوطة وعلامات الانبساط تعلو وجهها , ابتسامتها ابتسامة الرضا والقناعة والقبول ببؤسها وبعفوية المرأة الساذجة القانعة بحياتها رغم البلاء ورغم ما حل بها من كوارث , فالأمور لديها صارت معكوسة بعد أن اعتبرت نكبتها حباً عظيماً , وإغداقاً للنعمة وللرحمة عليها , هي ارتضت بذل الحياة وقسوتها لأنها تنتظر العوض من الله في الآخرة بعد موتها , أما الحياة الدنيا فهي ليست بذات أهمية لديها , رغم عذابات السنين ورغم مآسيها , لكنها تعيش الانتظار على أمل تركّزَ لديها في ما بعد موتها .
هي واحدة من الملايين الذين ابتلوا بمآسي الحياة , فبعد موت زوجها الذي ترك لها ارثه المتكون من خمسة أبناء معاقين يحملون مرض ضمور العقل , مات منهم اثنان بعد أن أكملوا السبعة عشرة عاماً , وبقي لديها ثلاثة يصارعون الموت أمامها وهي سعيدة بقولها أنا راضية بقسمتي .
لا أريد البحث هنا عن حالة التخلف والجهل الذي جعلها تنجب أبناءها الخمسة بالرغم من معرفتها بأنها ستنجب أبناءً معاقين , ولا أريد ألبحث هنا عن وضعها فيما لو كانت لا تستطيع أن ترفض طلب زوجها لو حاول أرغامها على الإنجاب كونها لا تستطيع أن ترفض له طلب , ولكن ما يعنيني هنا هو تلك العقول التي رضخت للذل وتعوّدت عليه .

كل من سيرى هذا الفيديو سيراه بالعيون التي تعوّد أن يرى بها الأمور ومن وجهة نظره التي شكّلت قناعاته وأفكاره , البعض سيقول بأن الصبر مفتاح الفرج , والآخر سيقول القناعة كنز لا يفنى , وآخر سيقول انه الصبر على البلاء وهذه نعمة فضيلة أغدقها الله علينا لنتحمل بلاوينا , والبعض سيرى من تلك المرأة بأنها عظيمة لأنها استطاعت أن تتحمل بأيمانها قسوة الحياة وتواجه بلاءها بابتسامة عريضة اعتبروها ابتسامة القوة والتحدي .
والبعض سيفكر بالأسباب الحقيقية التي اختفت وراءها تلك الابتسامة , وهي أننا شعوب مرهقة أتعبتها آلاف السنين من الانتظار , انتظار الحياة وهي بين أيديهم , معتبرين سعادتهم الحقيقية تكمن ما بعد موتهم !!, وتركوا بلا أباليتهم حياتهم الحاضرة والحقيقية لوجود البديل لها .

تقول مبسوطة : ربنا محبش حد من البشر زي محبني , وأنا شاكراه لأن ابني المعوق يقدر يدخل للحمام لوحدو { كما هو العبد الذي يشعر بالسعادة كون سيده لم يضربه يوم " قناعة الذل" والشعور بالممنونية لنعمة أنفاسه فقط }
هي لا تستطيع وصف النعمة ألي أغرقها الله بها !!
ثم تقول : عمري مطلبت منه طلب وتأخر عليّ !!
فسألها المقدم : هل طلبتِ من ربنا أن يشفي عيالك ؟
أجابته : طلبت , لكن هو عايزهم عنده كدة ( محاولة أيجاد العذر دوما) وأنا مش زعلانة , أنا فرحانة لأن الله عارف ألصح فين , وعشان عمرُ مزعّلني في حاجة !! ( انتهى )

ما نفع إرادتنا وما نفع عقولنا أذن ؟

أرادوا لمبسوطة أن تكون رسالة لكل العالم وليس للوطن العربي فقط !! ليرتضوا ويسعدوا بمصيرهم الذي اعتبروه محتوماً , قانعين وخانعين له , ولأجل أن تكون قدوة يُقتدي بها من يحاول أن يستخدم عقله للنهوض بواقعه , وأن ينسى شيء اسمه عدم الرضا والتمرد , في محاولة لرفع عنهم كاهل المسؤولية , ليسكنوا وهم مرتاحين البال والضمير .
الرضا سكون على الحاضر ومن ثم سيكون رجوع مستمر إلى الماضي لأن قانون الحياة هي الحركة الدائمة والتغيير المستمر , لكننا خضعنا ضد رغبة الحياة وارتضينا بالسكون والحياة تسير إلى الأمام , فصرنا في رجوع نسبة لها .
فالحيوان يشعر دوما بالرضا والقبول بحياته منذ قرون , ولا زال يشعر بهذا الرضا ووضعه كما هو منذ قرون بلا أدنى تقدم ولا حتى تأخير , وذلك بسبب ميكانيزم عقله وآلية عمله المختلفة عن عقل الإنسان , فما بال ألإنسان الذي امتلك الوعي والعقل الذي يستطيع به من تحسين أوضاعه ؟

لا زالت شعوبنا تعيش على فطرتها الأولى , تشبثت بالقناعة واعتبرتها كنزاً , وصار لها صبرها مفتاحاً لفرجها , معتبرة أن حقيقتها مجرد وهم وسراب , ووهمها هو الحقيقة التي تكمن في ما بعد موتها فقط , اكتفت باستنساخها لحياة أجدادها بل وسُعِدت بحياتها دون أية إضافات .

الرضا والقبول بالواقع التعيس هو نتيجة للجهل بهذا الواقع وهو أكبر عبودية , فالزوج لا يريد لزوجته الوعي بأن لها حقوق مسلوبة لأنها ستتمرد عليه وتحاول أن تتساوى معه بالحقوق بعد وعيها بتلك الحقوق , ووعيها فقط هو الذي سيرجع لها ما سلبه منها , والسيد لا يريد لعبده الوعي بحقوقه الإنسانية التي لا تفرق بينه وبين سيدّه الذي يحاول حصر تفكيره لمعرفته المسبقة بأن الوعي هو مفتاح الفرج له , والمنكوب الجاهل لا حيلة له سوى ان يوهم نفسه بتغييب عقله , ليشعر بنشوة المتأمل الحالم بحياته ما بعد موته! , فأي حكمة يا أصحاب العقول الغافلة عن مصائبها من صبركم على الذل دون محاولة للتغيير متأملين تعويضكم فقط , وبأن هناك من يقف ويتأمل حالكم ويمتحن إرادتكم وصبركم ؟



إبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا .... بهم نهزم التخلف وننصر ألإنسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبقى الوضع على ما هو عليه ( والمعين هو الله )
- ما بين السوط وتعليقه ولعنة الملائكة الأبدية لا زال قهر النسا ...
- أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)
- شرف الحرية
- دعارة الجسد هي نتاج لدعارة الفكر
- الحمد لله الذي عافاني فيما ابتلى به غيري
- خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً ل ...
- صوت المرأة في انتخابات العراق عورة , تحت وصاية الرجل وحكم -- ...
- نحن لا نحب الله
- سرقة من تحت الحجاب
- قتلها بهيمنته وقتلته بسكينها ... فهل هي القاتلة ام هي المقتو ...
- حواء من ضلع آدم أم آدم من رحم حواء / اسباب دونية المرأة
- أفكار في قضية المرأة ( من هو المسؤول عن تردّي أوضاع النساء )
- الدين والشريعة لا تهذب الأنسان ولا تعلمه الأخلاق
- متى ستحتفل المرأة العربية بعيدها
- أفكار في قضية المرأة --- علاقة الأضطهاد والقمع بأبداع المرأة ...
- كم نحن بحاجة لغسل عار العقول
- لا يخلو رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما
- ردا على مقال الزميل نعيم ايليا ( في رحاب المطلق )
- تأملات طفلة في مجتمع عربي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى