|
علي أنوزلا الصحافة الإرهاب
الهيموت عبدالسلام
الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 13:19
المحور:
حقوق الانسان
........ ويستجوبونه : لماذا تغّني ؟ يردُّ عليهم : لأنُي أُغنّي وقد فتَّشوا صدرَهُ فلم يجدوا غير قلبهْ وقد فتشوا قلبَهُ فلم يجدوا غير شعبهْ وقد فتَّشوا صوتَهُ فلم يجدوا غير حزنهْ وقد فتَّشوا حزنَهُ فلم يجدوا غير سجنهْ وقد فتَّشوا سجنَهْ فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود محمود درويش ليس غريبا ألا تكتب كلمة واحدة حول اعتقال الصحافي "علي أنوزل"ا الكثير من الجرائد وأن يأمر رؤساء تحريرها للصحافة بعدم الكتابة أو التضامن مع زميلهم المعتقل. ليس غريبا على هؤلاء وقد سنحت الفرصة ليصفوا حساباتهم معه –بدل أن يبتلعوا ألسنتهم- وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن علي أنوزلا صحافي نزيه لاعلاقة له بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد،بل ولاعلاقة له لابالمال الوسخ ولا بحرب الأجهزة ولابتفكيك الشفرات عن بعد،ولا بطقوس التقاليد المرعية ،ولا بالجوقة المنعم عليها ،يعلمون علم اليقين أنه قلم جريئ نزيه فقط ،قلم يعري انهزامية هؤلاء الصحافيين وانحطاطهم وانغماسهم في أخبار الفضائح والجنس والإثارة والعنف وفي كبوات المناضلين وتهافتهم البئيس على الولائم والأظرفة المنتفخة وعلى عرابي الإشهارات وعلى موزعي يطائق العلب الليلية،وعلى السفريات الفارغة من هموم مهنة المتاعب. ليس غريبا على هؤلاء وغيرهم أن يتلقفوا بلاغ الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالرباط والانطلاق في وليمة الانقضاض ونهش جسم أنوزلا ونصب المشنقة وتأثيث الزنزانة وصياغة صك اتهام على مقاس قانون الإرهاب حتى قبل أن يقول القضاء كلمته،يتكالب هؤلاء الصحافيون- طبعا ليس كلهم- ليس لأنه يزعج سادتهم وأولياء نعتمهم ولكن لأنه كذلك يشعرهم بالقزمية والتطفل والسطحية والخواء بل والترامي على مجال حوله هؤلاء الصحافيون إلى تجارة بخسة طغى فيه الابتزاز والكتابة تحت الطلب وحروب تصفية الحسابات بالوكالة وتبييض سيرة ناهبي المال العام ورموز الفساد المالي والإداري وسماسرة الانتخابات منسوب الاتهامات والسرعة التي قذف بها الصحافيون علي أنوزلا يجد تفسيره سوى في انزعاجهم من قلم لايستمرئ المال الحرام كما يفعلون،ويزعجهم لأنه لم يصانع ويحابي من بيدهم زمام أمور البلاد وأنه قراء موقعه في تزايد،يزعجهم لأنه لايستجيب لدعوات الولائم الدسمة والإكراميات السمينة،يزعجهم لأنه يرفض مهنة تلميع صورة وسيرة من يدفع أكثر.
فزاعة الإرهاب الإرهاب سواء تقنع بالدين أو بالعرق أو بالإيديولوجيات الدوغمائية فإنه يشكل خطرا على البشرية جمعاء ،وأنه لا مستقبل للإرهاب وأن دوره سيظل محدودا في الإرباك والبلبلة وقتل بعض المواطنين الأبرياء بل وأن مستوى الوعي البشري الذي عانى كثيرا من ويلات الإرهاب هدا الوعي لم يعد يسمح بالإرهاب حتى ولو أصبح سلطة حاكمة كما هو الشأن في ألمانيا هتلر وإيطاليا موسوليني وأفغانستان عمر الملا وغيرها . تبث تاريخيا أنه لامدخل للقضاء على الإرهاب بكل أصنافه غير الديمقراطية الحقيقة بمرتكزاتها الكبرى فصل السلط وسمو المواثيق الدولية في التشريع والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل وأن الشعب المصدر الوحيد للسلطة ،لدلك فإن حركتي غوابو وحركة إيتا بإسبانيا لم تدفع هده الأخيرة إلى استخدام فزاعة الإرهاب للتراجع عن الحريات العامة والفردية أو التراجع عن دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون أو فرض حالة الطوارئ بدعوى محاربة الإرهاب ،كذلك شأن اليابان مع منظمة الجيش الأحمر إذ بقيت اليابان حريصة على ديمقراطيتها وتداول السلطة بين أحزابها واستقلال القضاء الضامن الوحيد للحقوق والحريات بل وتصدر اليابان في قائمة الاقتصاديات العالمية،نفس الأمر في ألمانيا مع منظمة بادر ماينهوف والألوية الحمراء بإيطاليا وغيرها من الجماعات والمنظمات بالدول الديمقرطية حيث لم تستطع جميع هده الحركات المعزولة داخل المجتمع لاحسم السلطة في هده البلدان ولا فرض تراجع عن القيم الديمقراطية الكونية التي راكمتها هده الشعوب طيلة مسيرتها ،وقد كانت الحصانة الحقيقية والوحيدة وصمام الأمان لهده البلدان من هده الحركات هي الديمقراطية. ولأن عقيدة الإرهاب الوهابي في رابط الشريط بموقع لكم وليس الشريط ،ولأن الشريط ظهر بالموقع العالمي للفيديوها يوتوب وكدلك بالباييس وغيرها سبق أن نشرت قنوات عربية وغربية مثله ،هدا الشريط كان يمكن أن يفتح نقاشا عموميا حول خطورته التي تحدق بالبشرية جمعاء وتهدد المكتسبات الكونية التي راكمتها البشرية كالتعايش والاختلاف والعيش المشترك والحريات الجماعية والفردية بدل اعتقال صحافي ،في خضم هدا الجدال صرح الفنان "نبيل لحلو" بأهمية عرض الشريط بالقنوات العمومية قصد اطلاع المغاربة على مخاطر هدا المد التكفيري الغريب عن جميع الديانات والقيم الإنسانية ،في نفس الشأن أورد اليازغي القيادي بالاتحاد الاشتراكي ما مفاده أن الإرهاب يجب الاطلاع من باب اعرف عدوك التي تعمل به جميع الأنظمة الديمقراطية بل وتعايشت معه دون تفريط في مكتسباتها. اعتقال ومحاكمة علي أنوزلا ليس لأن يساند ويشيد بالإرهاب بل لأنه يوجد نقدا لاذعا وصريحا للسلطة في البلاد،نقد حاد بدأ يبلور توجها لدى الرأي العم المغربي أن هامش حرية التعبير والرأي بالمغرب يتوسع إد أصبحت كتابات وافتتاحيات أنوزلا مؤشر لقياس وضعية حرية الصحافة التي سيتبين مجرد مسألة وتحين الفرصة لاعتقال علي أزوزلا ومحاكمته.
#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فصل المقال فيما بين العمل السياسي والثقافي والحمار من اتصال
-
حين ينتصر منطق حرب الكل ضد الكل
-
الصحافة مهنة من لا مهنة له
-
لشكر في -90 دقيقة للإقناع- ونهاية حزب عتيد
-
حقيقة الصهيونية ومخاطر التطبيع
-
رسالة مفتوحة من تازة إلى عبدالإله بن كيران حول أحداث تازة
-
حتى لاننسى فنان الشعب المغربي أحمد السنوسي -باز-
-
مهداة إلى حركة 20 فبراير
-
لمحات حول الثقافة والمثقفين
-
رد ومحاورة الصحافي عبد الكريم الأمراني
-
ياسمينة بادو وزيرة الصحة في برنامج نقط على الحروف
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|