أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة أبو عراق - كيف نحمي الشعب من الحاكم















المزيد.....

كيف نحمي الشعب من الحاكم


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نحمي الشعب من الحاكم

هل سبق أن اجترأنا على مثل هذا المطلب ؟ أو على موضوع يدانيه أو يقترب منه ؟ أم تراه هاتف من بعيد ، ضل طريقه إلى أسماعنا ؟ فمجرد أن يساورك هذا الأمر لدليل انك اجتزت الخطوط الحمراء وأصبحت في موقع الخطر، وأصبت بعدوى الرفاهية السياسية ، التي لا تستقيم مع مفهومنا للسياسة والسيادة والولاية والوصاية والسيطرة ، ومفهومنا للزعيم الأوحد والخالد ، والزعيم الذي للأبد ، والذي يقوم بحماية شعبه من الأعداء ويوفر له السلامة والأمن وسبل العيش ، وعلى أحسن ما يكون.
سؤال يقوم على افتراض أن تكون هناك قوة أكبر من قوة الحاكم لكي تكف يده ، من أن تتغول على شعبه ، ويستقوي بعصبته على فئات الشعب المختلفة ، انه افتراض ذهني لا سابق له ، فلو جئنا بحاكم يحكم الحاكم لأزاله فورا وأصبح حاكما مكانه .
إذاً... فهي معادلة صعبة أن تجعل قوة مهيمنة على قوة أخرى من غير أن تلغيها أو تستبد بها ، بل تخشاها وتحسب لها ألف حساب ، هذه المعادلة لا يمكن أن تقوم إلا في خيال مبدعي القصص والروايات ، لذلك فإن هذا المقال لن يلبي أمنيات الذين تفتحت شهيتهم لتقليم أظافر الطغم الحاكمة ، وخاصة أن القلوب مفطورة والجراح كثيرة ،لما يجري في البلاد العربية من تصارع الحاكمين وطالبي الحكم ، فقد أصبح الشعب فريسة تتجاذبها السباع ، ويسلمها الصراع إلى الموت .
فلنقل أولا أن لاحاكم في العالم يقبل أن يأتمر بأمر احد ، من ناحية المبدأ، لأن جميع الحكام الذين استولوا على الحكم أو الذين ورثوا حكما ، سيديرون الحكم، بما يخدم سيطرتهم التامة ، يعاونه مجموعة منتقاة من المنتفعين المنافقين .
ونحن العرب والمسلمين , ومنذ استيلاء معاوية على الحكم لم يتسلم أحد الخلافة أو الحكم بالبيعة الصحيحة ، ولم يتنازل عن الحكم أحد ، إلا بعد أن يطيح السيف برأسه ، ثم يأتي من بعده آخر، ليلقى هو أو أولاده أو حفدته نفس المصير ، ويظل الناس يعانون من هذه الصراعات ويقاسون ويلات الاستبداد والعنف .
وما كان الأوروبيون وباقي أمم الأرض بحال أفضل ، بل كانوا يعانون وأكثر ، لكنهم مضوا في تغيير أساليب الحكم كي لا يكون الحكم مطلقا ، وهذه الرحلة كانت خضما من الصراعات والتضحيات ، ولم يتوصل الأوروبيون إلي نظم سياسية ديموقراطية إلا بعد الحرب العالمية الأولى ، التي أهلكت عشرين مليونا من البشر.

أما تجربتنا الحديثة في الحكم، فقد حاكها الاستعمار البريطاني والفرنسي ، إذ راح يحكمنا بملوك وأمراء ودايا وبايات وسلاطين ومشايخ صنعها لتسيطر باسمه على شعوبها ،أحكم صنعها لكي تنفذ له سياسته الاستعمارية ، ولم يكن لنا يد في تنصيبهم أو إقصائهم ، لذلك حينما جاء عصر الانقلابات العسكرية بعد أفول نجم بريطانيا فرنسا ، لم نكن ندري أنها انقلابات لصالح أمريكا ، التي كانت ترث بريطانيا العظمى وفرنسا ،وأصبح هؤلاء الانقلابيين تابعين للاستخبارات الأمريكية ، بدلا من وزارة المستعمرات البريطانية ، ولم يكونوا أكثر من لصوص استولوا على مئات الآلف من الكيلومترات المربعة ، بما عليها من بشر وحيوانات وأشجار وثروات طبيعية ، وهل كان اللص يوما يعف عن غنيمته ؟؟
وافترض هؤلاء الانقلابيون أن الشعب لا يملك القدرة على انتخاب رئيس له ، وربما خوفا من أن ينتخب الناس رئيسا من الإسلاميين ، لذلك لجؤوا إلى مجلس الأمة لانتخاب رئيس الجمهورية ، مما جعل الرئيس يحابي مجلس الأمة ويعد قوائم المرشحين مسبقا ، ويساعدهم على النجاح ويساعدونه على إعادة انتخابه بنسبة 99,9 .وفي رواية أخرى 100%
هذه اللعبة السمجة أوقعتنا في ورطة لا مخرج منها ،وبما أن دوام الحال من المحال ، فإنها أنتجت احتقانات سياسية واجتماعية وربيع عربي دامٍ ، الربيع العربي ليس صناعة أحد ولا مؤامرة حيكت في الظلام ، إنما هو ناتج طبيعي لطغيان الحاكم الواحد لمدد طويل ، وضعف الشعوب وقلة حيلتها لتغيير الوجوه ، مما حدا بأحدهم لأن يستثمر في مشاكلات الشعوب وقرفهم ، فكان احتلال العراق بتسهيل من المعارضين ، وكانت الكارثة ، وما زالت الكوارث تتوالى بأشكال مختلفة من التدمير والتشطير .
علينا أن نكون على ثقة بأن جميع الحكام العرب لن يتركوا غنيمتهم التي سلبوها أو ورثوها ، فإما أن تبقى غنيمتهم لهم أو لا تكون لأحد، لذلك فعلى عقلاء عالمنا العربي وجميع الأحزاب السياسية والمفكرين الإستراتيجيين والسياسيين العاملين و المتقاعدين ، أن يولوا هذا الأمر أهميته فائقة ، إنها قضية مستحدثة ، لا ينفع معها قراءة التاريخ ولا وصايا الأنبياء ، ولا مقالات الأدباء . إنها بحاجة إلى ورشة عصف ذهني عارمة.
ولقد سبقتنا بريطانيا إذ عصفت بها في القرن السابع عشرة أزمة سياسية وحرب أهلية بين أنصار الملك تشارلز الأول وبين كرومول المعادي للملكية، وانتصر كرومل وتم إعدام الملك ، لكن الجدال لم يتوقف بين فيلسوفين هما (تومس هوبز) المناصر للمكية المطلقة وعدم جواز الخروج على الملك ما داموا قد نصبوه ليدير أمورهم ، لكن الفيلسوف الشاب (جون لوك) ، قال بالعقد الاجتماعي الذي يتوجب فيه فسخ العقد إذا اخل الحاكم بشروط هذا العقد ، ومع الزمن انتصرت أفكار جون لوك ،واصبحت الملكية في بريطانيا مقيدة ،وانتقلت لفرنسا على لسان جان جاك روسو، وسارت إلى العالم الجديد فأشادت الحضارة الأمريكية الحديثة ، ذلك بسبب أفكاره الحية التي أمكن تطويرها في الولايات المتحدة لتصبح بها أعظم دولة .
استوقفني المادة 35 من دستور الدولة الإسلامية الذي وضعه حزب التحرير الإسلامي، والتي وجدتها تتماشى مع هوبز في الدعوة للحكم المطلق ، والتي نصها (الأمة هي التي تنصب الخليفة ولكنها لا تملك عزله متى تم انعقاد بيعته على الوجه الشرعي.)إذن من يملك عزل الخليفة؟ والمادة 39 التي لا تحدد مدة معينة لحكمه ، ونصها ( ليس للخليفة مدة محدودة، فما دام الخليفة محافظاً على الشرع منفذاً لأحكامه، قادراً على القيام بشؤون الدولة، يبقى خليفة ما لم تتغير حاله تغيراً يخرجه عن كونه خليفة، فإذا تغيرت حاله هذا التغيّر وجب عزله في الحال(
وهنا نتساءل أليست أنظمة الحكم العربية الحالية التي نجأر منها بالشكوى أكثر تقدما من خليفة يمضي في الحكم إلى ما شاء الله ولا يمكن عزله ، ولا أحد يضمن لنا نزاهته واستقامته ،وعدم استغلاله لمنصبه ، وما يدرينا أن من حوله لن يفسدونه ، وإنه لن يفسد من حوله ؟ وكيف نقنعه بخطئه وقد استبد واستوى على عرشه ؟

أنا لا أناقش دستورا لا أدري من كتبه في حزب التحرير، ولكني أقول إن فكرة تقييد الحاكم وجعله تحت الأنظار ، ومرَاقَبَا من قبل أكثر من مؤسسة قادرة على ردعه وقادرة على محاسبته والإطاحة به؟ هي فكرة غائبة عن أذهاننا تماما .



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة أبو عراق - كيف نحمي الشعب من الحاكم