|
يوم نيساني من أيام زيارتي للعراق 2013 .. بغداد تحتضن الكتاب/ ج3
يحيى غازي الأميري
الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 20:45
المحور:
سيرة ذاتية
يحيى غازي الأميري
سعادة وفرح غامر يسيطر على قلمي وأنا اكتب عبارة بغداد تحتضن الكتاب، نعم أنها نافذة جديدة واسعة تهب منها رياح التغيير الطيبة، لإزاحة شيئاً من الغبار والدمار الذي يغلف وجه بغداد! يأتي المعرض في وقت بالغ الخطورة، كثير الرعب، واسع الانفلات،شديد الانحدار نحو منزلق الانهيار، تسرح وتمرح وتصول وتجول فيه المفخخات وكاتمات الأنفاس، فيما تنتفخ فيه أرصدة العديد من القادة السياسيين بالسحت الحرام،وتتكدس فيه المزيد ملفات الفساد؛ وفي الجانب الأخر تزداد فيه أفواج العاطلين والأيتام والأرامل والضحايا. نعود لساحر الألباب! الكتاب فهو جامع الأفكار، الصديق الودود الناطق الأخرس، الذي يكلمك بود دون ضوضاء وضجر؛ دافعاً عنك الملل والجهل، يقربك إلى الحقائق، وينقل لك تجارب الشعوب والأمم على امتداد العصور والدهور، يمنحك الدفء والبصر، ويزيح عن صدرك الهم والكدر، مليء بالتجارب والأحاسيس والمشاعر، فيه الغث والسمين مما دون في الثقافة والعلوم والأدب، فيه سحر الشعر والنثر وفيه مدونات تسحر الألباب من صور الهيام والغزل والفرح والمرح، وفيه تجسد لصور مؤلمة للهموم والحزن والشجن. انه كنز ثمين رغم خفة وزنه مليء بمكارم القيم والأخلاق. دونت فيه الحكمة والموعظة والعبر، فيه الحب ولوعة العشاق وبعد الفراق، يصور لك الرعب والخوف والموت ومذلة الفقر، يسطر في صفحاته البؤس والمعاناة وهول الحروب في أبشع صور، مدون فيه لوعة الحرمان ومناجاة الليل وطول السهر وجور وظلم البشر على أخيه البشر. يفضح أسرار البؤس والشقاء والقهر ويدلك على من يروج للكذب والخداع وأين يكمن الخطر؛ فيه الخير والشر منشور بعدة أشكال وصور. أنه رفيق السفر في الليل والنهار، الجليس الأنيس في الوحدة ضد الضجر، أفضل الأصدقاء والجيران، منصف للأصحاب والخلان فلا تبديل في بيانه أو نسيان، جامع المنافع والجواهر والدرر، يطير بك إلى الفضاء الواسع، يرشدك إلى عوالم النور ، يطلعك على ما دون في الكون من علوم ومعارف وأسرار تبهر الأنظار وتنير الأبصار، فيه كل ما يخطر ببالك عن أسرار الإنسان والحيوان و الشجر والحجر؛ يسطر لك الأخبار ويفك لك ما غمض من الأسرار وتبهرك فيه إبداعات نوتات الموسيقار وإبداعات ريشة الفنان، وكيف جسدوا بخفة وروعة ما تبصره العين وينتجه الفكر إلى ألوان ونغم في أجمل الصور، ويدهشك دائماً بالعجائب والغرائب وما خفي من أسرار الطبيعة والبشر!
قرب مكتب الاستعلامات في مدخل قاعة المعرض رتبت العديد من الفولدرات والصحف المتعلقة بالمعرض ودور العرض والبرنامج الثقافية المرافقة لأيام المعرض، التقطت عدة فولدرات وعددين من جريدة المعرفة -جريدة يومية تعني بفعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب، الدورة الثانية- وفيما كنت اقلبهما على وجه السرعة كنت اسمع صوت صديقي(عبد الحسين حبيب) يسأل احد موظفي الاستعلامات عن الأستاذ (نوفل أبو رغيف)، دون موظف الاستعلامات أسم صاحبي في دفتر ملاحظاته واخبره انه سوف يخبره عند حضوره. ها هي دور العرض مشرعة الأبواب، كل دار عرض تعرض بضاعتها بتنسيق وتبويب،يتيح فرصة أفضل للزائر لمشاهدة المعروضات. كانت فرحة كبيرة تسري في بدني وأنا أشاهد هذا الكم الكبير من الكتب ودور العرض وحركة الناس وهي منشغلة في تقليب صفحات من الكتب المعروضة.يشير (كشاف) المعرض الذي أقلب صفحاته وأنا أتجول في المعرض إلى أن هنالك 61 داراً عراقية مشاركة و184 داراً عربية وأجنبية. من أول معرض دخلته " دار وكتبة الهلال"اشتريت منه كتابين عن فن الرسم والتلوين، واشتريت كتباً أخرى، كنت أقتنيها في مكتبتي الخاصة بالعراق، قبل هجرتي إلى خارج الوطن عام 2001 وزعتها إلى المعارف والأصدقاء فاشتريت ( الملل والنحل لـ أبو فتح الشهرستاني، ورواية 1984 الشهيرة للكاتب البريطاني جورج أورويل، وكتاب الأحلام بين العلم والعقيدة للدكتور علي الوردي).. وبينما كنت أقف أمام مكتبة دار لشؤون الثقافية العامة العامرة بمعروضاتها المتنوعة، اخترت مجموعة منها، وقبل أن أسدد ثمنها، جاء أحد موظفي المعرض ليبلغ صديقي الأستاذ (عبد الحسين حبيب ) بان الدكتور (نوفل أبو رغيف) في انتظارنا بمكتبه المجاور للاستعلامات معرض الكتاب،تركت الكتب التي اخترتها، بعد أن أخبرت الموظف المسؤول عن المكتبة أني سوف أعود أيها.
في باب المكتب وقف الدكتور (نوفل أبو رغيف) مرحباً بقدومنا، فيما كانت ترتسم ابتسامة واسعة على وجهه وهو يصافحنا بحرارة ومودة، وأنا أصافح الدكتور( نوفل ) كان صديقي الأستاذ (عبد الحسن حبيب) مسترسلاً بحديثه التعريفي لشخصي للأستاذ نوفل ؛ رغم أننا من مدينة واحدة ( قضاء العزيزية) لكننا لم نلتقي من قبل، تعارفنا سريعاً على بعضنا، فمعظم أولاد جده المغفور له عبد المطلب أبو رغيف الموسوي تربطني بهم علاقات صداقة ومودة، وبالأخص منهم المغفور له عمه (عبد المنعم أبو رغيف) كان صديقي وزميلي في مرحلة الدارسة المتوسطة والثانوية. دعانا مضيفنا إلى الاستراحة في مكتبه، وأثناء تناول المرطبات، دارت أحاديث متنوعة تخص الهم العراقي والشأن الثقافي، وبعد استراحة قصيرة دعانا مضيفنا إلى التفضل بحضور الأمسية الثقافية، اصطحبنا مضيفنا إلى القاعة المخصصة لفعاليات المنهاج الثقافي الواسع الذي أعد بهذه المناسبة، وأثناء تصفحي للفولدرات التي حملتها معي من الاستعلامات وجدت أن هنالك برنامج حافل بالنشاطات الثقافية يغطي كل أيام معرض بغداد الدولي الثاني الكتاب، مقسمة إلى نشاطين في اليوم نشاط صباحي تحت عنوان(منتدى جسور) ومسائي يحمل عنوان (المقهى الثقافي). استمتعت جداً بالمحاضرة القيمة التي كانت ضمن منهاج هذا اليوم الموسومة ( النشر الالكتروني" الصحف الالكترونية" للقاص محمد حياوي) قدم وأدار الأمسية الشاعر والكاتب( منذر عبد الحر)، وتخللت الجلسة مشاركة فعالة بمداخلات قيمة من العديد من الحضور الأفاضل. عند انتهاء الأمسية كانت فرصة وفسحة طيبة للتعارف مع بعض الحضور والتقاط بعض الصور التذكارية.وسرني أن التقي الأستاذ المخرج السينمائي والكاتب( قاسم حول)، نتداول أطراف الحديث ونلتقط بعض الصورة التذكارية.
وبعدها عدت أدرجي إلى معرض مكتبة دار الشؤون الثقافية، وأخذت الكتب التي اخترتها، فأكرمنا الدكتور الفاضل نوفل أبو رغيف تلك المجموعة من الكتب.أنه حقاً هدية ثمينة، كانت فرحتي كبيرة وأنا أحمل مع تلك المجموعة من الكتب كتابين قيمين من الكتب التي أبحث عنها أولها (القابض على الجمر للأديب والناقد الفقيد الشهيد قاسم عبد الأمير عجام ) والكتاب الثاني (الأعمال الكاملة للشاعر الأديب الراحل حسين مردان).
مالمو/ السويد
#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم نيساني من أيام زيارتي للعراق 2013، بصحبة الأصدقاء زيارة
...
-
يوم نيساني من ايام زيارتي للعراق2013 ، خيبة أمل من أول فرصة
...
-
جامعة كريخان ستاد السويدية أقامت معرضاً للرسم، لطلاب قسم الف
...
-
الفنان ستار الساعدي وفرقة الأندلس أحيوا أمسية ثقافية غنائية
...
-
على هامش مهرجان الأفلام السينمائية العربية الثاني في مالمو
-
التركمان حقوقهم ومعاناتهم في ندوة سياسية مطولة في مالمو
-
لقاء لغرض التحاور بين وفد وزارة الثقافة العراقية والجالية ال
...
-
ومضات من خزين الذاكرة... نقطة تفتيش، و زوجين قنادر، و 6 دجاج
...
-
ذكريات في الذاكرة راسخة، من العزيزية إلى أربيل
-
ردا ًعلى تعليق الدكتور - يوسف الهر- والذي ورد على مقالنا الم
...
-
تكريم العالم العراقي المندائي الفذ د. عبد الجبار عبد الله, م
...
-
قاسم عبد الأمير عجام في عيد الصابئة
-
أحد ضحايا صدام وحرب تصفية الحسابات إعدام نصب الجندي المجهول
...
-
يا لقلب أمك يا ناجي
-
من خزين الذاكرة .. أبي يهدينا بفرح غامر كتاباً مندائياً
-
الأحلام المحترقة
-
مأتم عراقي مندائي من الذاكرة المهمومة
-
محمد عنوز في كتاب من منشورات تموز
-
احتفالية لبعث الأمل ب ( طراسة ) * رجل دين مندائي جديد في سور
...
-
الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف يكتب كي يوقظ الضمير الإنسا
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|