أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي حسين غلام - الشتات الفيلي سمة الماضي والحاضر














المزيد.....

الشتات الفيلي سمة الماضي والحاضر


علي حسين غلام

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 13:31
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بعد أحداث التسفيرات التي شملت العوائل الفيلية في القرن الماضي وما صاحبتها من إضطهاد وظلم وقهر ومآسي وأساليب قمعية لتغييب المحتجزين من الشباب الفيلي في ظروف غامضة وبأدوات قتل وتعذيب متنوعة، حيث كانت لهذه الأحداث وقائع أليمة ومؤثرة في المجتمع الفيلي لتبدأ معها رحلة الشتات الفيلي وتمزيق الجسد الفيلي لتتناثر أوصاله بين التشريد والغربة في بلاد شتى أو الإنصهار في العشائر العربية العراقية أو الإندماج في مجتمعات بمسميات وعناوين أخرى هرباً من أسم الفيلية الذي بات أسماً منبوذاً للأسف عند أهله قبل الآخرين بل تنكروا عن الهوية الفيلية وبأصرار عنيد خصوصاً بعد أن بدأت الأجهزة الأمنية القمعية في العهد البعثوي الدموي بالتنكيل وإضطهاد الفيليين بالتزامن مع أعلام مسموم ممنهج ودعايات مخابراتية لئيمة وخبيثة للنيل من أصولهم وجذورهم العراقية الأصيلة وتشويه صورتهم الوطنية وأعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية بل أدنى من ذلك، لترتسم هذه الصورة في ذهنية الغالبية من الشعب العراقي وقد أستغلها ضعفاء النفوس بشكل واضح لغرض إباحة ونهب وسلب وإغتصاب الممتلكات العائدة للمسفرين، ناهيك عن الأسلوب القهري الرخيص للقوى الأمنية بكل أشكالها وألوانها ومستوياتها في تخويف وإبتزاز المواطن الفيلي من أجل الحصول على مكاسب مادية كبيرة، كل هذه العوامل وغيرها من الضغوطات التي لم نذكرها ويعرفها القارئ أثرت وبشكل كبير على نفسية وذهنية بل وعلى عقلية الكردي الفيلي ليصل الى قناعة راسخة بضرورة التخلي عن الفيلية للأبتعاد عن كافة الآثار السلبية والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المترتبة على هذا الإنتماء ودفع الشر والضرر قدر المستطاع، لقد أصبح الشتات صفة تلازم المكون الفيلي في الماضي بل أخذت هذه الصفة مساحة واسعة لتصبح عقدة سلبية معقدة لا يمكن حلها في الوقت الحاضر وفي ظل هذه االتحديات العصيبة وقوة قوية مؤثر في اللاوعي التاريخي والعقل الباطني لذات الشخصية الفيلية، بحيث أخذت لتمتد وتؤثر في الثقافة الفيلية لتشمل النخب المثقفة والكفاءات وعموم طبقات وشرائح المجتمع الفيلي، وإنما تعدى كل الحدود ومنها الفكر ليشمله الشتات الفكري وهي طامتنا الكبرى (لنضيّع الخيط والعصفور)، جميع الشعوب المضطهدة تستنجد نخبها ومثقفيها ومفكريها لإنتشالها من الواقع المزري المتردي والنهوض بها بما يلائم موقعها ومكانتها التأريخية وأستشراف المستقبل من أجل أجيالها القادمة لتعيش بكرامة وحرية وعدالة إجتماعية ورفع الحيف والظلم الملاصق لها منذ أمد بعيد، فأين نخبنا السياسية ومثقفينا لإنتشال الشعب الفيلي من وضعه المأساوي وإعادة الروح الى الهوية الفيلية والإنتماء والولاء لها وإعادة الثقة بالنفس الفيلية وتعزيز الأواصر الأخوية ليأخذ دوره الحقيقي والتأثير في الواقع الإجتماعي والسياسي والثقافي في إطار المجتمع العراقي عموماً والفيلي خصوصاً، إن الشتات الفكري وإنعدام رؤية التوحد وعدم التوافق على المشتركات جعل من نخبنا كلاً يفتح دكان لعرض بضاعته وبأساليب متنوعة وفي مجملها خانعة خاضعة تابعة لجهات مستفيدة من هذا الشتات الفيلي إلا القلة القليلة التي ترى مصلحة الفيلية فوق المصالح الشخصية والفئوية، ولذلك سيبقى الفيليون مشتتون ومهشمون طالما هذا هو حالهم متخوفون من شبح الفيلية التي تؤرق نفسياتهم وعقولهم بفعل اللاوعي التأريخي والمصالح الشخصية، فما الحل؟؟؟ الحل يكمن في تجريد وتهذيب عقول النخب والمثقفين من الشتات الفكري التابع للغير بقصد أو من غير قصد أو لأجل منافع ومصالح ذاتية ضيقة والوسطية بين العقيدة والقومية وإعادة الإعتبار للهوية الفيلية ككيان مستقل له خصوصيته وأمتداده بكل الإتجاهات، وإحترام القيم والمبادئ الفيلية التي تربى عليها أجدادنا الأوائل وإشاعة روح المحبة والتسامح والإحترام المتبادل والإبتعاد عن التعالي والتكبر وإستصغار الآخرين، والتحرر من مارد الخوف الأسود الذي يقيد كل تحركاتنا ومنطلقاتنا التي تساهم في توطيد العلاقات الأسرية والإجتماعية والثقافية، إن الأهتمام بالمنتديات الإجتماعية والثقافية بعيداً عن السياسية السبيل الوحيد لإعادة اللحمة والحميمية الى علاقاتنا الأجتماعية ولملمة أطراف الثوب الفيلي المهلهل وزرع الثقة في النفس من أجل تثبيت الذات وإستنطاق الهوية الفيلية والتفاخر بهذا العنوان السامي والذي له سمات وخصائص متميزة قلما تجدها في مجتمعات أخرى. إن تجاوز المحن والمصاعب يتطلب الصبر وسعة الصدر والعمل الجمعي بعقول ناضجة واعية عميقة الفهم والإدراك لما يجري حولنا وبناء رأي عام موحد أزاء القضايا المهمة التي تحدد مصيرنا والإبتعاد عن مفهوم ( رأي أنا وإلا فلا؟؟؟)، وأنا أقول إن لم نجتمع ونتفق على كلمة سواء ونتوحد فأن مصيرنا هو الشتات وتدمير أجيالنا القادمة ونصبح في خبر كانَ.



#علي_حسين_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدجال الاعور المصري... مرسي
- طائفية؟!؟! لبست ثوب الوطنية
- في الخفاء... العراقية تصب الزيت على النار
- شخصيات فيلية... تاريخ مبهم وحاضر ضائع
- الأقزام ... عراة من الأخلاق
- عنجهية الخليج... وحق النقض الفيتو
- الصراعات... بين الشخصية والسياسية
- المثقف الفيلي بين الأستقلال والتبعية
- الشباب الفيلي بين الواقع والطموح
- العراقية وتصحيح الموقف الخاطئ
- العراقية والمأزق الخطير
- دمنا يهدر بإسم الشراكة الوطنية
- الإعلام الفيلي والمسؤولية التأريخية
- عراقليكس لفضح المستور
- مصير الفيلية والدولة الكوردية
- فيلي بلا كفن
- يلهمني كل ما فيك ايها الفيلي
- كبوة الفيلية عابرة
- شعب مسكين
- سفراء أمريكا ... بلطجية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي حسين غلام - الشتات الفيلي سمة الماضي والحاضر