دمشق - أخبار الشرق (خاص)
فجّر ملف معتقلي ربيع دمشق العشرة خلافاً حاداً بين فصيلي الحزب الشيوعي السوري العضوين في الجبهة الوطنية التقدمية.
وعلمت أخبار الشرق من مصادر موثوقة أن الحزب الشيوعي السوري - جناح يوسف الفيصل المشارك في الحكومة التي يقودها حزب البعث أبدى مؤخراً رغبته رؤية المعتقلين العشرة يخرجون من السجن بعفو رئاسي، كبادرة إيجابية تسبق إجراء الانتخابات التشريعية القادمة، وتعبر عن روح الانفتاح الذي يدعو إليه الرئيس بشار الأسد.
وأكدت المصادر أن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم لم يُبدِ موقفاً محدداً من مطالبة الحزب، لكن الحزب الشيوعي السوري - جناح وصال فرحة بكداش انبرى معارضاً لهذا الطلب، بل وذهب إلى حد المطالبة بتنفيذ حكم "الإعدام" بحق المعارضين العشرة بدعوى "الخيانة".
وأوضحت المصادر لأخبار الشرق أن الخلاف بين الحزبين تفجّر خلال آخر اجتماع عقدته القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية (ائتلاف من سبعة أحزاب يقودها حزب البعث)، إذ تحدث القيادي الشيوعي المخضرم دانيال نعمة (مندوب حزب يوسف الفيصل) عن ضرورة صدور قرار سياسي بالعفو عن معتقلي ربيع دمشق بما أن اعتقالهم تم لسبب سياسي. لكن وصال فرحة بكداش التي تمثل حزبها في الجبهة تصدّت له بشدة وحسم فاجآ الحاضرين.
والمعتقلون العشرة المقصودون هم النائبان مأمون الحمصي ورياض سيف، وثمانية من نشيطي المجتمع المدني والمعارضة، أبرزهم رياض الترك الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي، وهو جناح ثالث للحزب في سورية، ولكنه ينتمي إلى التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، المكون من خمسة أحزاب قومية ويسارية محظورة. وقضت محكمة الجنايات الثانية بدمشق على النائبين الحمصي وسيف بالسجن خمسة أعوام بعد إدانتهما بالاعتداء الهادف إلى تغيير الدستور بالقوة. بينما تراوحت أحكام السجن بحق المعتقلين الثمانية الآخرين بين عامين وعشرة أعوام، بعد عرضهم على محكمة أمن الدولة العليا، التي لا تقبل أحكامها الطعن، ولا ينقضها إلا رئيس الجمهورية.
يُذكر أن فصيلي الحزب الشيوعي السوري المشاركَين في الجبهة كانا قد انتقدا بشدة عبر صحيفتيهما "النور" (الفيصل) و"صوت الشعب" (بكداش) في الآونة الأخيرة أحزاب المعارضة السورية التي شارك ناشطون منها في مؤتمر الحوار الوطني الأول بلندن في شهر آب الماضي، والذي أسفر عن توقيع "الميثاق الوطني"، المطالب بتحقيق دولة الحق والقانون في سورية. وبينما شككت "النور" في دوافع عقد المؤتمر وتوقيته بالتزامن مع الضغوط الأمريكية على سورية؛ اتهمت "صوت الشعب" المؤتمرين من إسلاميين وشيوعيين بالخيانة و"القذارة"، واعتبرتهم يمثلون "الرأسمال المالي الطفيلي".