|
لا وعي ولا ماده في فكر سامي لبيب .. رداً على مقالته الوجود والحياة
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 01:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا وعي ولا ماده في فكر سامي لبيب .. رداً على مقالته الوجود والحياة
الكاتب...
أتذكر فى الطفولة المبكرة التى لم تتعدى السنوات الأربع مشهد باحث عن الله حيث بدايات أجنة العقل فى الحراك أمام ما يلقى أمامها من أفكار وصور .. لم أكن حينها عنيداً بل راغباً فى إستيعاب مايقولونه عن الله بعقل إمتلك فى مهده القدرة على خربشة الوجود بأظافر ناعمة , فعندما كان يُذكر اسم الرب كان يستدعى ذهنى حينها صور للمسيح ذو الملامح الأوربية المُعلقة على جدران منزلنا ,ولكن أبى ذكر لى بعدها أن الرب ليس كهذه الصور ليرفع أصبعه ويشير للسماء حيث مسكنه وملكوته .. لذا بدأت عيونى تتعلق وتحدق ملياً فى السماء باحثة عن الرب ليهدينى خيالى حينها لتلمس ملامح وجوه بشرية ذات حجم كبير تتخلق من الغيوم لأرى رأس رجل وسط تشكيلات الغيوم لأهرول لأمى ذات مرة وأصرخ : لقد رأيت الله ! لتندهش من كلامى فأشد يدها وأدعوها للشرفة وأشير لملامح الله .. أنظرى يا أمى هناك .هاهو الله .هاهى رأسه وذاك أنفه وجبينه وهاهى لحيته البيضاء الطويلة ,فتندهش أمى الطيبة من المشهد وتعقب "سبحان الله .المجد لك يا رب"!!-لأدرك أن رؤيتى صحيحة فأهرول لأبى وقد إمتلكت الثقة فى إكتشافى لأدعوه لرؤية الله فيندهش من المشهد ولكنه يحطم تصوراتى فيقول هذه غيوم وسحب تشكلت والله ليس هكذا ولا يمكن أن نراه .. لأقول له ألم تقل أن الله فى السماء فيبتسم معلناً أن الله كبير وهائل وليس على هيئتنا ولا نستطيع رؤيته
حسم الكاتب فكرة (الله ) منذ نعومة أظافره أي بمعنى في سن الحفاظة.. علما انه قال في مقاله سابقه أن والده كان يستقضه لصلاة الصبح كل يوم ... الهدف من هذه المقالة هو الإطاحة باله الإسلام .. ولكن مع الأسف أطاح باله اليسوعية .. يسوع المسيح... كيف .. طبعا لا توجد أية في القران تحدد مكان وجود( الله )لا في السماء ولا على الأرض ..فلماذا كلفت أبويك أيها الكاتب لينظران إلى السماء ليروا تخلفك .... كافة الأناجيل تتكلم عن موت يسوع وقيامه من بين الأموات وصعوده إلى السماء ..فالذي ينظر إلى السماء ليرى إلهه هم اليسوعيين لان تراثهم الديني يتكلم عن قيامة ابن الله وصعوده إلى السماء وجلوسه على يمين أبيه أي الله ..لو حددنا في عقولنا مكان الله لأصبحت عقليتنا كعقلية الكاتب .. فالرؤية الخيالية التي رآها الكاتب والتي صورها لأبويه (ها هى رأسه وذاك أنفه وجبينه وها هى لحيته البيضاء الطويلة )هي حقيقية مستوحاة من صوره الإله المادي الوجودي والمراحل التي مر بها اله اليسوعية .. كالصلب أو عند أكله للفطير أو عند جلوسه على ساحل البحر .. إما نحن المسلمون فلا نضع صوره خياليه لله في مخيلتنا .. والسبب في ذلك ..لان الله ليس له مكان ولا زمان محددين .. الهدف العقائدي من إخفاء مكان الله هو لإبطال مكانية الشريك الوثني كابن الله أو بنات الله فعظم العقائد الشركية ترفع الشريك إلى السماء إلى جانب الله على اعتقاد مكان تواجده
قال الله...فاليسوعية تؤمن بالهين احدهم ارضي الابن والثاني المسيح هو الله .. بينما يؤمن المسلمون باله واحد .. } وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ{84}
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ{81} سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ{82} فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{83} وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ{84} وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{85} وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{86} وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ{87} وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ{88} فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ{89
الكاتب....
بالطبع لا تكون فكرة الإله بذات الشكل الذى تخيلته ولكن لا وجود لفكرة إله إلا من خلال حالة تخيلية عقلية محضة تستقى ملامحها من الوجود المادى بغض النظر عن تنوع الصور المُختلقة داخل ذهن كل إنسان , وهكذا كان حال الإنسان القديم الذى أسقط رؤيته للإله على مشاهد طبيعية بدون تحوير لتتطور الرؤية وتنحى نحو التجميع والتجريد لتصل فى أعقد صورها إلى الأديان والمعتقدات الحديثة التى لم تفلح قدرتها على التجريد العالى أن تلغى مشاهد عديدة تجعل الإله ذات تجسيد ووجود مادى . (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 115 البقرة وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) هود 7- (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) 17 الحاقة
تعليق ...
لم تفلح هذه المرة في مقارنتك بين الإله القديم والإله الحديث .. فتفسيرك للآيات غير مقنع ولا منطقي ... لذا فشلت في إدراك الأديان والمعتقدات ألحديثه كما تقول ... ما استشهدت به من آيات لا تعكس فكرة اله مادي ولكن الذي جعلك تعتقد ذلك كلمة عرشه لذا اعتقد أن العرش تعني كرسي الرئاسة ولكن بالحقيقة العرش تعني سيطرة الله بعلمه وخبرته على الماء .. بعد افرض الله سيطرة على السماء والأرض فرض سيطرته على الماء .. قال الله {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }هود7
الكاتب...
- من أين يأتى الوعى وما علاقته بالوجود المادى . الوجود يتمحور فى المادة والوعى فقط ولا ثالث غيرهما , فالمادة هى كل الوجود المحسوس وما يمكن الإستدلال عليه مادياً بينما الوعى منتج لا مادى من منتجات الذهن البشرى كمرآة تعكس الواقع المادى على الدماغ , الوعى مهما كان عبقرياً فهو إستيعاب للوجود المادى الذى سبق الوعى فى الحضور , فالارض بكل ما تحمله من تنوع هائل من الصور المادية وُجدت قبل الإنسان بملايين السنين سابقة لوجوده ومستقلة عنه ليكون الوعى بمثابة إلتقاط صور لهذا الوجود والتعاطى معها , ويكون تطور الوعى الإنسانى هو القدرة على إستيعاب مدخلات عديدة متمثلة فى آلاف الصور الوجودية ومحاولة تنظيمها وترتيبها وإيجاد علاقات مع بعضها لنحظى على التطور . أى وجود مادى هو واقع موضوعى مهما كان نوعه أو حجمه فالقمر مثلا يوجد فى داخل وعى الإنسان كصورة فقط وليس كوجود بالطبع , فالوعى هو القدرة على إستيعاب الوجود المادى كصور فقط وبالطبع لا يمتلك أى قدرة على خلق كيان خارج الوعى -وبقدر ما تُعتبر هذه بديهية إلا أن الشطط الإنسانى يسمح لفكرة خيالية أن تنفصل وجودياً ليتوهمها وجوداً منفصلاً ذات كينونة .!
تعليق...
فحوى المقطع أعلاه.. يقول .. الوجود يتمحور في المادة والوعي .. فالمادة.. شيء موجود فلا حاجة لإثباتها .. بينما الوعي منتج عقلي بشري غير مادي .. وعن طريقه .. سهوله فهم المادة فلا يحتاج الشخص إلى ذكاء خارق لفهمها .. وضرب لنا مثلا على ماديات الأرض البسيطة والتي تستطع جميع المستويات استيعابها .. رغبتك بالأشياء المادية البسيطة بعقلية اله قديم بسيط أن هي إلا رجعيه تريد العودة بها إلى زمن إلا وعي فرغبتك بالعب والعبث بالأشياء المادية البسيطة أن هي إلا رغبه تنصل عن استيعاب الحداثة وغلق الفكر بالطفولة .. بمعنى تريد البقاء بعقليه واحده من المهد إلى اللحد ..طبعا هذه عقليه رافضه للتغير .. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة170
لا وعي ولا ماده في فكر سامي لبيب
الكاتب...
. الأفكار المنظمة أو الخيالية على السواء هى منتجات من تأثير الوجود المادى فلن تجد أى فكرة إلا وتكون مفرداتها وكل محتواها من صور مادية سقطت على الدماغ ,فحتى الأفكار الخيالية الفنتازية أوالميتافزيقية ستجد مكوناتها صور مادية تم لصقها بشكل عشوائى فقط , فعروس البحر تصور خيالى لكيان غير موجود ولكن مفرداته المادية موجودة , فهناك الرأس والصدر لإمرأة ,والجذع والذيل لسمكة ومن هنا نستطيع أن نرسم صور وأفكار خيالية متوهمة كثيرة مثل التنين الأزرق والشيطان والله وتوم وجيرى فجميعها لن تخرج عن مكونات مادية موجودة فى الطبيعة حصراً , ولا إستثناء لأى فكرة فى الوجود من صورها المادية بل يستحيل أن تجد صورة منطقية أو خيالية لا يكون محتواها و مكوناتها وكل كينونتها من صور مادية مستقلة خارج الوعى شكلت وصاغت ورسمت وحددت الفكرة , فهكذا الوجود وهكذا الدماغ صاحب التكوين المادى المتعامل حصراً مع الوجود المادى كوكيل حصرى ووحيد ومتفرد بلا منازع فى توريد كل مكونات الأفكار لتكون وظيفة الدماغ التعاطى مع الصور الخام لتشكل الوعي ,ولنذكر فى هذا السياق أن مفاهيمنا المغلوطة عن الوجود تأتى من إنفصال الصور الخيالية التى أبدعناها لنتوهم أنها ذات وجود مستقل بينما هى نتاج الوعى الذى أنتجها وأبدعها لنعانى من هذا الوهم والرؤية الغافلة لنجتر منها ونبنى عليها قصص وأساطير وسيناريوهات وتقام معاهد وجامعات .!!
تعليق ..هنا تكمن عقيدة الكاتب...
كل هذا اللف والدوران لكي نعبد اله الحضارات القديمة الذي لم نسمع عنه أي شيء غير الخزي والعار الذي أصاب حضاراته ولو كان إلها لما فتحت مزبلة التاريخ بأسماء شعوبه .. كقوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس والأيكة وقوم تبع وفرعون وهامان وأبا جهل وصدام وحسني ولقذافي
اله الماسونيين والنورانيين
﴿-;- قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾-;- [ص: 82]، كان ذا إعلانَ العداوة من إبليس، وأقسم بالله جهْدَ يمينه ألاَّ يَسْلَم مِن كيده من بني آدم إلا قليل، وأن يأتيَهم مِن بيْن أيديهم، ومِن خلفهم، ومن تحت أرجلهم، ومن فوقهم تنزل رحمةُ الله، فأنَّى له المجيء؟!
فنزل آدم - عليه السلام - وهبط معه عدوٌّ لا يَكلُّ ولا يَمَلُّ من إغواء ذريته من بعده، جلب عليهم بخيله ورَجِله، وأكثرهم له منقادون، حتى قادها تمشي على خُطواته، إلى عبادة الشياطين وتولِّيه، وذا قديمٌ قِدمَ الشرك، وقدمَ الوثنية نفسها، فمذ حاد الإنسان عن التوحيد، اتَّبع خُطواتِ الشيطان إلى الشِّرْك، واتَّخذ لله أندادًا، ثم مرَّت فترة، حتى أعلن الإنسانُ الشيطانَ إلهًا.
وقد يظن ظان أنَّا نحكي روايات ألف ليلة وليلة، و"يُحكى أنَّ..."، لا والله، ففي زمننا، بل زمن مَن قبلَنا، بل من عصور ما قبل الميلاد لم تنقطعْ عبادة الشياطين، ولا نقصد بعبادته طاعتَه وتوليه، والوقوعَ في المعاصي فقط، بل أعظم من ذلك؛ اتخاذه إلهًا، وتوجيه العبادات له زُلْفَى، والقربى جهارًا، بل وجعله نِدًّا لله، لا في الألوهية وحسب، بل في الربوبية، والزعم بأنَّه مدبِّر الكون، بل كان منهم مَن يشهد أنَّ الشيطان إلهٌ لا شريك له!! نعم، يوجدون في التاريخ، بل هم الآن في عصرنا، بل تسرَّبوا إلى أمتنا بدعاوى الحرية المطلقة، وحرية الاعتقاد، ورأس الدعوة الشيطانيَّة في حاضرنا هي "المنظَّمة الماسونية العالمية"، التي اخترَقَها عَبَدةُ الشيطان من فرسان المعبد، ثم أعاد تنظيمَ نشاطها بشكل دقيق ومُحْكَم النورانيُّون "حملة لواء الشيطان"، وهم أعلى مرتبةٍ في الماسون، إلا أنهم لا يُجاهرون بعبادة الشيطان للعامَّة، ولا تجد ماسونيًّا -إن أعلن عن هُويته - يجاهر بعبادته للشيطان، غير أنَّ أتباعهم في المراتب الدنيا، أنشؤوا جماعاتٍ صارتْ تجاهر بعبادة الشيطان دون رَبْطها بالماسونيَّة؛ لأنَّ للالتحاق بالماسون شروطًا أخرى.
ولسبر غور هذه الدِّيانة، وبيان ماضيها وأصولها من الأهمية، قدرَ ما للدعوة إلى التوحيد من أهمية؛ لأنَّ دعواهم من معاول هدْم التوحيد، ولا يُستهان بأنَّها دعوةٌ شاذَّة، فقد كان لها صدًى في الماضي، وهدَّدتْ كيانَ الدولة الإسلامية، لا يعي فداحةَ أمرهم إلاَّ مَن أحاط بهم خُبرًا.
ولا يزعمنَّ قائل أنهم شرذمة قليلون، كلاَّ، فكم من قلَّة صارتْ كثرة، خاصة وأنَّها آفةٌ تصطاد شبابًا أغرارًا، أحداثَ أسنان، سفهاءَ أحلام، لكنَّهم من الطبقة الثريَّة المُتْرَفة النافذة، ولهم مؤهلات عِلميَّة، فلا يَمرُنَّ زمن، حتى يطلع علينا منهم رأس في الدولة، وحينها سنرى الحقيقة المرة، والمثل حي يرى للناظرين، فلِعَبدة الشياطين في الولايات المتحدة الأمريكيَّة كنائسهم وجمعياتهم، وجماعات ضَغْط على النظام السياسي.
وهذه الدعوة هي موضةُ التسعينيات للمراهقين، ولكنَّهم الآن في العالَم مجتمع له رسالته، فلهم كُتبُهم، ومجلاَّتهم، وفلسفتهم، وموسيقاهم، وطقوس عبادتهم، وألبستهم، ونظامهم، وجمعياتهم ونواديهم، ومحلاَّتهم، وأتباعهم في تزايد، ومنهم أولو الأمر والنهي في الدول الكبرى، وشعاراتهم أصبحت (ماركات) عالمية، ومعابدُهم كالفطريات تستشري في دول عِدَّة!!
وكيما نعيَ فِكرَهم، نستدعي شيئًا من ماضيهم؛ كيما نقارعَهم ونحن على عِلم بمخططاتهم وغاياتهم.
فلهذه الدِّيانة جذورٌ في معظم الحضارات القديمة، بالأخصِّ الوثنية منها، فقد كان عَبَدَة الأوثان يستمتع بهم الجانّ، ويوحي لبني الإنسان، بمطالبِه من القُرْبى والطقوس الوثنية الشِّركيَّة، ومَن مارسوا السِّحر، إنما بُغيتهم التحكُّم في الجان، وخِدمة الشيطان.
تاريخ النِّحْلة الشيطانية
- الحضارة الفرعونية المصرية:
تكمن التعاليم السحرية، وعبادة الشيطان فيما يُعرَف بـ"تقاليد القبالاه المصرية القديمة"، التي توارثتها الأجيال المتعاقبة كتعاليم شفوية، وفي الحضارة الفِرْعونيَّة، كان الفراعنة على رأس السُّلطة، يليهم "الملأ" الجيش: يمثِّل القوَّة المادية لفرعون، والسحرة، أو الكهنة: كانوا يمثِّلون الدِّينَ والفِكر، والفلسفة التي يعتمد عليها الفرعون.
والكَهَنة كانوا عِمادَ الحضارة الفِكريَّة والعقدية، وتكوَّنتْ خلالَ هذه الحضارة الطوطمية[1] قاعدةٌ هائلة من الثقافة السِّحرية السوداء، والعقائد الوثنيَّة، والأساطير الخُرافية[2].
وفي خِضمِّ تلك الحضارة كان يقبع تحتَ سلطانها بنو إسرائيل، يسومهم آلُ فرعون سوءَ العذاب، ولأنَّهم ضمنَ النسيج الاجتماعي الحضاري، كان من نِتاج الاحتكاك الثقافي تلقِّي ثقافة الغالب، وامتزاجها مع ما لديهم، وضمها ضِمنَ تراثهم العقدي والفكري، على أنَّها مِن نتاجهم تدريجيًّا؛ لإقامتهم عِدَّة قرون في مصر، فتشكَّلت عندهم كتعاليم كهنوتية فلسفيَّة سحرية، عُرفت في التاريخ اليهودي فيما بعد بـ"ثقافة القبالاه اليهودية"، المستوحاة من "القابالاه المصرية القديمة"، وهذه التعاليم بمثابة فلسفة منهجيَّة للتفكير والتحليل، مَرَّتْ بتطورات عِدَّة، حتى طبَّقوها على شرْح التوراة، فكسبت رداءً دينيًّا، معه وشاح الشرعيَّة التلمودية.
- أساطير إله الشرِّ الفرعونية: وهي مبنية على أسطورة "إيزيس[3]"، و"أوزوريس" الفرعونية، التي كُتبت حوالي عام 4000 ق م[4].
تقول الأسطورة: إنَّ أوزوريس هو ابن إله الأرض الذي ينحدِر من سلالة إله الشمس رع، الإله الخفي، أصبح أوزوريس مَلِكًا على مصر، وعلَّمَ شعبَها كيف يزرع، وكيف يصنع الخبز والنبيذ، وتزوَّج أوزوريس من أخته إيزيس، وتعاونَا معًا لنشْر الحضارة في البلاد، وكان أوزوريس محبوبًا لدى شعبه، وأثَار هذا الحبُّ حِقدَ أخيه "ست"، الذي أخذ يُفكِّر في التخلص من أخيه والاستيلاء على عَرْشه، واستطاع سِت التخلصَ من أوزوريس، وبعدَ طول عناء استطاعتْ إيزيس - الزوجة الوفية - بمعونة بعض الآلهة وبسِحرها إعادةَ أوزوريس إلى الحياة الأبدية، وأصبح أوزوريس إلهًا بعد بعثه، وعاد إلى الأرض، حيث قام بتعليم ابنه حورس، ومساندته ضدَّ عمه ست، واستطاع حورس في النهاية التغلُّبَ على عمِّه، واستعادة عرش أبيه.
أصبح "أوزوريس" رمزًا لإله الخير، بينما أصبح "ست"، أو "سيتان" "SATAN" رمزًا لإله الشرِّ أو الشيطان، وانتشرتْ عبادة كلاَ الإلهين في الحضارة المصريَّة القديمة.
عبادة الشيطان في التراث البابلي:
في الألفية الخامسة ق.م كانتِ الإمبراطورية السومرية في بلاد الرافدين، ولها مُدن رئيسة، كأور عاصمة "بابل"، والتي عُرِفت بعلوم السِّحْر والفَلَك والتنجيم، وفي ذلك الزمن كان هاروت وماروت[5] بمدينة بابل؛ لتعليم الناس السِّحر ابتلاءً من الله - عزَّ وجلَّ - للتمييز بيْن السحر والمعجزة، حتى يَميز الناس الخبيث من الطيِّب، ويعي المؤمنون الفُرقان بيْن معجزة الأنبياء، وسِحر الكهَّان.
وفي القرن العشرين ق.م - عَهْد الكلدانيِّين - استشرى السِّحْرُ في أهل بابل، حتى ضرب المثل في إتقان السحر بحُكماء وكهنة وسحرة بابل، الذين كانوا قومًا يعبدون آلهةَ الكواكب السبعة، ويعتقدون أنَّ حوادث العالَم كلَّها من أفعالها، وعملوا أوثانًا على أسمائها، وجعلوا لكلِّ واحد منها هيكلاً فيه صنمه، يتقرَّبون إليه بضروب من الطاعات والطقوس، من الرُّقَى والعُقَد والنفث، ولكلِّ كوكب اختصاص، فمَن رام شرًّا أو حربًا، أو موتًا أو بوارًا لغيره، تقرَّب لزحل، ومَن أراد البرق والحرق والطاعون، تقرَّب إلى المريخ بما يوافقه من ذَبْح بعض الحيوانات [6].
وقد اتَّخذت تلك الأساطير، وما خالطها من الشعوذات والطلاسم، والممارسات السحرية - عِدَّةَ امتدادات دينيَّة وعِرقيَّة خلال مساراتها التاريخيَّة، في الحضارة الفرعونيَّة والفينيقيَّة والتدمُريَّة.
عبادة الشيطان عند الفرس:
استولى الفُرْسُ على بابل فيما بعدُ، ومِن أقدم ما ذُكِر في تاريخ هذه النِّحلة الشيطانية ما كان في بابل وأشور، حيث تذكر الأساطير البابلية والآشورية أنَّ هناك آلهةً للخير، وآلهة للشَّر، وأنَّهما كانَا في صِراع دائم، والجذور المعروفة لهذه الدِّيانة ترجع إلى أرْض فارس، حيث بدأتْ عبادة شياطين اللَّيْل المفزِعة، فقد كان ثَمَّة قبائل بدوية رحَّالة، تروح وتجيء بيْن شمال فارس، تبحث عن الماء والكَلأ، وعانَتْ من الأعاصير والجَفَافِ حالَ تنقُّلها ذهابًا وإيابًا، وليقينهم أنَّ الله - تعالى - لا يأتي الشرُّ منه، والشرُّ كلُّه من الشيطان؛ توهَّموا أنَّ العقاب لا يصدر إلاَّ من الشيطان، فأمِنوا مكرَ الله، ثم تسارعوا للتقرُّب من الشيطان كيما يكفَّ عنهم شرَّه، ثم تطورتْ بعد أجيال لتعبِّرَ عن مطلق الشر، ثم تطوَّرت - مرةً أخرى - لتعبر عن الشرِّ بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد الثنوية التي كانتْ تؤمن بإلهين: الأول إله النور الفاعل لكلِّ ما هو خير، والثاني إله الظُّلْمة الفاعل لكلِّ ما هو شر، وهو الشيطان، ويقتسم - في زعْمهم - الإلهان السيطرةَ على الكون، واختلاف تفسير العَلاقة بين الإلهين وتأثيرهما في الكون، نشأ منه الفرق والطوائف، التي تتميَّز كلُّ واحدة بمفهوم لهذه العلاقة، حتى نشأتْ فِرقٌ تُعظِّم الشيطان أكثرَ، واتخذته الإلهَ في المقام الأول، وسعتْ للتقرب له بطقوس وثنية؛ رهبةً منه، ثم وجدت طوائف من الثنوية، تفرض لإله الشرِّ في بعض الأزمنة سلطانًا أكبرَ من سلطان إله الخير على الأرض، فترى أنَّ النور والخير منفردان بالسموات، وأنَّ الظلمة والشر غالبان على الأرَضِين.
وتقوم سلسلة الديانات الفارسيَّة الثنوية على معتقد أنَّ العالَم مركَّب من أصلين "اثنين" قديمين: أحدهما النور، والآخر الظلمة، ومِن الديانات الثنوية: الزرادشتية والمزدكية، والديصانية والمانوية، والشامانية، وكذلك المجوسية عَبَدة النار بصفتها معدنَ الشيطان وأصله.
والشامانية والمانوية، تُؤمنان بقوَّة إله الشر والظلمة "الشيطان" وتَعْبُدانِه، وما زال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يُقدِّمون له الأضاحي والقرابين، وكذلك في أوربا.
وهؤلاء هم عَبَدةٌ للشيطان وحْدَه؛ لقوَّته على الكون وتغلُّبه، وهؤلاء يتقرَّبون منه رغبةً.
عبادة الشيطان في التراث النصراني:
حينما انتشرتْ فكرةُ عبادة الشيطان في التراث اليهودي من خلال ثقافة "القبالاه"، عبرتْ إلى النصرانيَّة من خلال بعض الأفكار الغنوصيَّة، التي صاحَبتِ انتشارَ النصرانية في أوربا، والتي ترى في العالَم الجحيم المطلق، وهو عالَم الشر، ولا يمكن أن يخلقَه إلهُ الخير، وكل قصص الخلق مغلوطة، بل النصرانية نفسها لا تنفي غلبةَ الشيطان على العالَم الأرضي، وبها تعظيم لقدرات الشيطان، بالإضافة إلى انتشار المظالِم الاجتماعيَّة زمنَ انتشار النصرانية، وتفسيرها بأنَّها من ثوابت القَدَر؛ ممَّا دَعَا البعض إلى الكفر بالإله السماوي، والإقبال على عبادة الشيطان المتمرِّد، فتكرَّست فكرة عبادة الشياطين؛ اتقاءً لشرها (رهبة)، ومفهوم هذه العبادة يرتكز على وجود عالَمين: عالَم الملكوت، ويسيطر فيه إله الخير، وعالم الكهنوت، ويسيطر فيه إله الشر، وهو الشيطان.
وأوربا الشرقيَّة قومُها مؤمنون بالسِّحْرِ والشياطين حالَ اعتناقهم للنصرانية، فآمنوا بها مع إثبات تغلُّب الشياطين، وحُكمهم العالَم السفلي، ومدافعتهم لإرادة الرَّبّ، كما ظلَّتْ نِحْلة "البيوجوميل" (النِّحْلة الشيطانية) غالبةً على عشائر البلغار والبلقان لعِدَّة قرون.
- وفي القرون الظلامية الأوربية الوُسْطى، ظهرتْ جماعة "فرسان الهيكل" فرسان المعبد الصليبية في أوروبا، اتَّخذتْ من الشيطان إلهًا ومعبودًا، وكان لها اجتماعاتٌ ليلية مُغْلَقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها بصورةِ امرأة، وتقوم هذه الجماعةُ بسبِّ المسيح وأمِّه وحوارييه، وتدعو أتباعَها إلى تدنيس كلِّ ما هو مقدَّس، وتعتبر جماعة "فرسان الهيكل " طورًا من أطوار الماسونيَّة العالميَّة، وكانوا يتميَّزون بلبس قميص أسود يسمونه "الكميسية".
انتشرتْ هذه الجماعةُ في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتْها الكنيسة، وقامتْ بحَرْق مجموعة من أتباعها، وقتلتْ زعيمها، وقد قالتْ إحدى أعضاء هذه المجموعة قَبْل حرقها: "إنَّ الله مَلِك السماء، والشيطان مَلِكُ الأرض، وهما نِدَّان متساويان، ويتساجلان النصرَ والهزيمة، ويتفرَّد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".
وفي القرن الرابع عشر انتشَرَ الطاعون في أوروبا، وقتل ثلث سكَّانها، فارتدَّ عدد كبير عن النصرانية، وعبدوا الشيطانَ بدعوى أنَّه اغتصب مملكةَ السماء، ثم ظهرتْ عِدَّة جماعات بين عامي 1432- 1440م، مثل "جمعية الصليب الوردي"، وفي القرن السابع عشر ظهرتْ جمعية تُسمَّى "ياكين"، ثم "الشعلة البافارية"، و"الشعلة الفرنسية"، و"إخوة آسيا".
في 1770 بدأتْ بذور فكرة إقامة مجمع شيطاني على يدِ مجموعة من عَبَدة الشيطان من اليهود، وكانوا مِن كبار المرابين والحاخامات، والمديرين والحُكماء، فأسَّسوا مجمعًا سِريًّا يعمل على تحقيق أغراضهم، وأسموه: "المجمع النوراني" (The Illuminati الإليوميناتي). وكلمة "نوراني" بمعنى "لوسيفر" Lucifer "حامل الضوء"، أو "الكائن الفائق الضياء"، ثم أسَّس الألماني آدم وايز هاوبت مذهبًا مشابهًا باسم "حملة النور الشيطاني" النورانيِّين ضمن المجمع النوراني، وفي عام 1776م[7]، نظَّم وايز هاوبت جماعةَ النورانيِّين لوضع مؤامرة انتشار دعوتهم، وسيطرتهم على مواضع التنفيذ.
في عام 1784 اكتشفتِ الحكومة البافارية وجودَ مخطَّط شيطاني لتدمير جميعِ الحكومات الملكيَّة، والأديان الموجودة.
اندماج النورانية والماسونية
بعد فضيحتهم، انتقل نشاط النورانيِّين إلى العمل خلفَ مسمَّى "العالمية"، ونقل مركز القيادة وكهنة النظام الشيطاني إلى سويسرا، فلَبِثوا هناك حتى نهاية الحرْب العالمية الثانية، حيث انتقلوا إلى نيويورك[8].
ولكي يحافظ وايز هاوبت على برنامجه؛ رأى أن يمتزجَ مع الماسونيِّين، الذين يجدون مطلق الترحيب في الأوساط البروتستانتية؛ وذلك لكون المذهب البروتستانتي صِهْيونيَّ النزعة، يهودي الجذور، فبالتالي هو لا يتعارض كثيرًا مع التطلعات الماسونية اليهودية، وهذا التحوُّل سيجعل النورانيِّين ينشطون في البلدان البروتستانتية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم استراليا وشمال أوربا.
ومن مبادئهم: أنَّ الأرواح لا تنجو إلا إذا انحدرتْ إلى الدَّرْك الأسفل من الخطيئة، والشيطان هو الإله، وأنه مساوٍ تمامًا لأدوناي - وهو اسم يُطلقونه على (الله تعالى) - وتنصُّ العقيدة الشيطانية على أنَّ الشيطان قاد الثورةَ في السماء، وأنَّ إبليس هو الابن الأكبر لأدوناي، وهو شقيق ميخائيل الذي هَزَم المؤامرة الشيطانية في السماء، وأنَّ ميخائيل نزل إلى الأرض بشخصِ "يسوع"؛ لكي يكرِّر على الأرض ما فعله في السماء، لكنَّه فَشِل.
والنورانيون هم أكبر داعم لنشْر هذه الديانة في عصرنا؛ لذا كوَّنوا جمعياتٍ تابعةً للماسونية بشعارات مختلفة؛ كيما تموه على العامَّة والسلطات في دول عِدَّة، كلها تدعو لحرية الأديان، غير أنَّ المراد من تلك الدعاوي نشْرُ التحرُّر من ربقة الأديان، واتِّباع الشيطان.
- جمعية الجمجمة:
مؤسِّس الجمعية " وليام هـ. راسل" "William H. Russell" طالب في (جامعة ييل)، من أسرة ثَرِيةٍ امتلكتْ إمبراطورية تجارة الأفيون في أمريكا، ابتعثَه النورانيُّون سنة 1833 إلى ألمانيا بمِنحة دراسية لمدَّة سَنَة، فتصادق هناك مع رئيس جمعية سِريَّة ماسونية، كان "الموت" شعارًا لها، وحين عاد إلى أمريكا، أسَّس "جمعية إخوة الموت"، وبشكل غير رسمي كانت "جمعية الجمجمة والعظام" شعار الجمعية، عبارة عن عَظْمَتي ساقٍ تعلوهما جُمجمة، وفي الأسفل يوجد الرقم 322، تعبيرًا عن سَنَة تأسيس الجمعية عام 322 ق. م زمن الإغريق؛ ليُعادَ إحياء الجمعية على يد الماسون عام 1832م في ألمانيا، وعام 1882م في أمريكا؛ ليكون الهدف منها إحكامَ السيطرة على العالَم، حيث يُشاع بأنها القَلْب المعتم لحكومة العالم السِّريَّة[9].
- كنيسة الشيطان:
بالرغم من أنَّ معظم الباحثين يذهبون إلى أنَّ آنطوان ليفي هو مؤسِّس فكر عبادة الشيطان في العصر الحديث، إلاَّ أنَّ البعض ينسب هذا الفكرَ الحديث إلى موسيقا "الرُّوك"، والمغني الأمريكي ليتل ريشارد، الذي أدخل سنة 1952م إلى الرقص أنغامًا وحركات تعود إلى العُنف، وبعدَه في عام 1955م، تزعَّم ألفيس بريسلي الحركة الموسيقيَّة، وراح يخاطب غرائزَ الشباب، ويُشجِّعهم على رفْض القِيَم الدينيَّة والأخلاقية، وعلى الحياة نفسها[10].
تَمَّ الاعتراف بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966م، بأوَّل كنيسة لعبادة الشيطان في سان فرانسيسكو، تحتَ حماية قانون كاليفورنيا لحريَّة الأديان، الذي صدر في العام نفسه.
وحسب تقارير مكتب التحقيقات الفِيدرالي في الولايات المتحدة، فإنَّه يدخل في كل عام في هذه الديانة 50 ألف شخص، كما أكَّد أنَّ هذه الطائفة وراءَ الكثير من جرائم القتْل وخطف الأطفال، وخاصَّة في ولايتي سان فرانسيسكو، ولوس أنجلوس، حيث كانتِ الشرطة تجد بقايا دماء أطفال، وحيوانات مذبوحة بجوارها الشموع والأقنعة السوداء والجماجم[11].
والمجتمع الأمريكي يضمُّ أكثر من 20 طائفة تُقدِّس الشيطان.
بعض الحقائق بالأرقام في أمريكا وغيرها:
♦-;- 17 مليون مواطن أمريكي هم مجموعُ أتباع الطوائف التي تقدِّس الشيطان، 105 ملايين مواطن أمريكي بين ملاحِدة وعلمانيِّين، 70 مليون مواطن أمريكي لا يؤمنون بالبَعْث.
♦-;- 47 % من سكَّان أوروبا يعانون هلاوسَ بصريَّة وسمعيَّة (إما بشكل مرَضي، أو نتيجة لتعاطي الكحوليات والمخدِّرات، والأدوية العصبية).
♦-;- 1282 مكانًا رسميًّا على مستوى العالَم، تُمارَس فيه عبادات تقوم على تقديس الشيطان والأنفس السفلى.
♦-;- الدستور الأمريكي يُعْطي حريةَ اختراع كلِّ فرد لدِين خاص به[12].
♦-;- ومؤخرًا بدأتْ هذه الممارسات تزدهر علنًا في دول أوروبية كثيرة، ففي إنجلترا - مثلاً - هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبًا في ألمانيا وإيطاليا، وفي فرنسا هناك مجلَّة وبرنامج خاص لعَبَدة الشيطان، تُقدِّمه عرافة تُدْعى "مدام سولي"، وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يُمارِس آلاف الأشخاص بانتظام ما يُسمَّى بالقُدَّاس الأسود عند اكتمال البدر.
♦-;- وأشار تقرير صدر في شهر مارس/ آذار سنة 2005 عن البَعْثة الوزارية لمراقبة ومكافحة التجاوزات الطائفيَّة، وتَمَّ تسليمه إلى رئيس الوزراء: أنَّ ظاهرة عبادة الشيطان تكتسب أرضًا جديدةً في فرنسا؛ مما يؤدِّي إلى زيادة عمليات تدنيس المقابِر، وطقوس معادية للمسيحيَّة.
♦-;- كما تشهد الظاهرة تزايدًا أيضًا في الدول الإسكندنافية وروسيا، وإيطاليا وإسبانيا، وألمانيا واليونان، وجنوب أفريقيا، واعترفتْ بعض الدول بها[13].
http://www.alukah.net/sharia/0/19717/
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحشيش بين جهاد علاونه!!ّ وعثمان ابن عفان
-
الحروب الصليبية تطور المصطلح والمفهوم
-
جذور الفساد !! تنافس الإسلام السياسي الفاسد على العمالة
-
خربشة فيلسوف يستمد أفكاره من أوهام اليسوعية ..رد على مقالة س
...
-
الجنس المناكحة في شريعة يسوع (للكبار فقط )
-
أسرار التوبة السياسية في الكتاب المقدس ...
-
دليل قاطع على أن الكتاب المقدس كتب في أوربا ( صراع روما والي
...
-
ألعريفي منافق والدليل من القران
-
التحريف اليسوعي القبطي للتاريخ الإسلامي ...
-
رد على مقالة هشام ادم ! قراءة في سفر الوثنية
-
التحريف اليسوعي القبطي للتاريخ العربي ...
-
رد الله على مزاعم اليسوعيين وقولهم نحن من ذرية الله (أوربا ف
...
-
رد على تعقيب خلدون طارق ياسين ..إشكالات قصة موسى والعبد الصا
...
-
إيضاحات حول مقالة خلدون طارق ياسين!!! إشكالات قصة موسى والعب
...
-
قالت اليهود (الياهو ابن الله )التصحيح القرآني للتلمود اليهود
...
-
قصة التغير الأمريكي في الشرق الأوسط: من الفكرة إلى التنفيذ،
-
رسل المسيح يبشرون اليهود بقضيب مسيحي مختون (أوربا في القرن ا
...
-
ملخص كتاب اليسوعية والفاتكان والنظام العالمي الجديد
-
إيضاحات مختصره حول رسالة خلدون طارق ياسين المحترم
-
المساومة السياسية على الختان بين اليهود واليسوعيين (أوربا في
...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|