عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 08:02
المحور:
الطب , والعلوم
عندما دعت الجمعية الطبية العراقية العالمية والتي مقرّها المملكة المتحدة لعقد مؤتمر علمي يوم الخامس من أكتوبر/ تشرين أول الحالي لأعضائها والمهتمين بالشأن الصحي العراقي وتطورات المهنة الطبية، فأنها تدرك أن تبادل الخبرات والتجارب بين الأطباء بأختصاصاتهم المختلفة إنما يصّب في خدمة مسيرة الصحة بصورة عامة. ومن الطبيعي أن يكون مثل هذا المؤتمر السنوي مكاناً لمناقشة سبل التواصل مع الداخل العراقي من خلال مساهمات الجمعية وأعضائها في نشاطات الصحة وتعليم الطب لطلبته ووضع البرامج التفصيلية لشؤون التعليم الطبي المستمر عبر دورات وورشات عمل تركّز على أختصاصات الطب والجراحة التي يحتاجها الطبيب العراقي.
وهكذا يشهد المؤتمر والذي يعقد جلساته في لندن نقاشات تخص طرق التعليم الطبي الحديثة في مجالات طب النسائية والتوليد مثلا من خلال محاضرة الأستاذ سرمد خوندة عميد كلية طب بغداد سابقا، والصحة النفسية لطلبة الكليات الطبية كموضوع مهم يتحدث عنه محاضرا الأستاذ البريطاني أندرو كرانت من جامعة سوانزي في ويلز والمتخصص في شؤون التعليم الطبي. ومن موضوعات المؤتمر الأخرى: الصحة والربيع العربي للأستاذ سلمان الرواف اختصاص الصحة العامة في بريطانيا والذي له نشاطاته المعروفة من خلال منظمة الصحة العالمية. أضافة الى تطورات جراحة الكلى والمجاري البولية وغير ذلك من مواضيع.
ولكن المهم قبل كل ذلك هو أن الخبرات الطبية العراقية الموجودة في الخارج بمختلف أختصاصاتها تظل على أهبة الأستعداد شكلا وموضوعا للمساهمة في تطوير الخدمات الصحية للمواطنين وتطوير سبل التعليم والبحث الطبي في العراق وبما يكفل تخرّج جيل من الأطباء العراقيين يستطيع أن يساهم في حلّ مشكلات ليست سهلة في الواقع الصحي العراقي.
ولعل الحوارات الدائرة على صفحات المجلات الطبية العالمية المتخصصة، وآخرها ما نشرته مجلة اللانسيت الطبية العالمية في عددها الصادر يوم السبت المصادف الخامس من أكتوبر الحالي حول التشوهات الخَلْقية للأطفال المولودين حديثاً في العراق لخير مثال على أهمية دور الطبيب العراقي في دراسة مشاكل الشعب الصحية وإبداء الرأي في كيفية الحل بعد التعرّف على الأسباب. ولا ننسى أن نشير الى أن المجلة الأسبوعية الطبية اللانسيت نفسها كانت قد خصصّت عددا من أعدادها في شهر آذار الماضي لبحوث تناقش الوضع الصحي العراقي بتفصيل غير مسبوق.
أن كل ذلك يلقي مسؤولية كبيرة على عاهل الطبيب العراقي والجمعية الطبية العراقية العالمية والتي تضع حاليا وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة خطة عملية لعقد المؤتمر العلمي الأول للتعليم الطبي في العراق وذلك بمشاركة الجامعات العراقية والبريطانية اضافة الى المجلس الأعلى للطب في بريطانيا والأكاديمية الخاصة بالكليات الطبية الملكية البريطانية.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟