أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين















المزيد.....

الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 13:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الاسباب والنتائج :
(الدين هو انعكاس للواقع الاجتماعي في الذهن الانساني ) الباحث محمد عبد الحميد الحمد
ان مذهب الموحدين كان عملية تاريخية بطيئة جاءت تلبية لحاجات جماعة تطمح الى خلق مجتمع انساني افضل .
في تحليل الباحث محمد عبد الحميد الحمد لهذا المذهب يجده مكونا من ثلاثة عناصر اساسية :
1 – الافلاطونية الحديثة ( المحدثة ) التي عرضها الحاكم بامر الله الفاطمي في دروسه الاسبوعية في ( مجالس الحكمة ) .
2 – التصورات الحقوقية التي صدرت عن الحاكم في المراسيم والسجلات التي اصدرها .
3 – حصاد المعار ك المذهبية التي جرت في بلاد الشام بين انصار الفرقة الدرزية بقيادة نشتكين الدرزي وانصاره . وكان مقرهم في وادي التيم .قال فيهم ابن كثير ( الفرقة الضالة اتباع ( هستكر ) .( وهو تصحيف لاسم نشتكين ) غلام الحاكم الذي بعثه اليهم يدعوهم الى الكفر المحض ( والكلام لابن كثير ) فاجابوه . وقد ارادوا اتباع منهج الدعوة الاسماعيلية والحفاظ على الروابط العقائدية مع الدولة الفاطمية ) ( البداية والنهاية – ج 11- ص 320 ).
- فرقة الحاكمية ( بقيادة حمزة بن علي الزوزني وانصاره ) :
وهؤلاء فصموا عرى الارتباط بالدولة الفاطمية بعد غيبة الحاكم , وارسوا قواعد مجتمع مغلق يتساوى افراده بالحقوق والواجبات والتمييز بينهم بمقدار درجة ايمان كل فرد منهم . ولكن تلك المساواة كانت شكلية , مما سببت الصراع فيما بينهم , ولم تمس جوهر العلاقات الطبقية , مما عرضهم الى ثورات في فترات متتالية .وقد نبذوا لقب ( الدرزية ) وتسموا ب ( الموحدين ) , لكن لقب الدرزية الذي يكرهونه هو الذي لحقهم فيما بعد .
- مذهب الدرزية :
هذه التسمية نسبة الى محمد ابن اسماعيل الدرزي ( اي الخياط ) . قال عنه المؤرخ المسيحي يحيى بن سعيد الانطاكي :
( ورد الى مصر في سنة 1018 هجرية داع عجمي ( لاحظ عزيزي القاري اتهام الدروز بالعجمة لانهم يرتبطون بالدولة الفاطمية الشيعية وهي ثقافة عثمانية وعروبية قومية متعصبة – راجعوا كتاب الباحث سليم مطر ( الذات الجريحة ) ) .. يسمى ( محمد ابن اسماعيل ويلقب بالدرزي وقصد خدمة الحاكم واحسن اليه الحاكم وانعم عليه , فدعا الناس الى ان يعتقدوا ان الحاكم هو الله صانع العوالم ومبدع الخلائق . واعلن دعوته وكاشف بمذهبه , فلم ينكر عليه الحاكم قوله .
يعلل الانطاكي سبب قبول ( الحاكم ) لهذه الدعوة لان الحاكم تربى على مثل هذه العقيدة منذ نعومة اظافره .ثم يؤرخ الانطاكي الى بداية ظهور الفرقة الدرزية قائلا :
( ولما ظهر الدرزي ودعا الى مذهبه استجاب كثير من الرعاع اليه واوهم الحاكم ان كثيرا من اهل المسكونة يعتقدون فيه كاعتقاده.
وكتب الحاكم الى متولي الغلمان المعز بن باديس بن منصور بن بلكين يستدعي مصيرهم اليه ليقفوا على الوحي الوارد اليه . ثم كتب الى داعي الدعاة ( ختكين الضيف ) والى ولي عهد المسلمين ( عبد الرحيم بن الياس بن احمد ) والى قاضي القضاة ( احمد بن العوام ) والى الموفق في الدين وعميد المؤمنين ( الحسن بن طاهر الوزان ) يدعوهم الى مقابلته فطالعوا الحاكم بما كاتبهم واستخبروا منه رايه فيما ذكره لهم ) .
ثم يخلط الانطاكي بين سيرة الاخرم والدرزي بقوله
: ( وعمل بعض غلمان الاتراك على قتل الدرزي فوثب اليه وهو في موكب الحاكم وقتله ونهبت داره . وحدثت الفتنة في القاهرة واغلقت ابوابها ولبثت الفتنة ثلاثة ايام وقتل فيها جماعة من الدرزية ).
هذا النص الغامض بحسب الباحث يحدد مقتل نشتكين الدرزي في ايام فتنة القاهرة ( 410 هجرية – 1020 م ) والصواب ماذكره ابن تغري بردي وهو ان الدرزي كتب للحاكم كتابا وعندما قراه بجامع القاهرة ( الازهر ) ثار الناس عليه وقصدوا قتله فهرب منهم , ثم خرج الى الشام ونشر الدعوة في الجبال , فان اهلها سريعوا الانقياد . ونزلوا بوادي ( تيم الله بن ثعلبة ) غربي دمشق من اعمال بانياس فقرا الكتاب واستمالهم الحاكم واعطاهم المال ( النجوم الزامن – ج 4 – ص 184 ) .
وكانت الدعوة العلوية ( النصيرية ) منتشرة في هذا الوادي وما حوله . وقد تحول الى المذهب كثير من العلويين . ولكن ابا سعيد بن القاسم الطبراني ( توفي 1037هجرية ) قاومهم . ومع ذلك لازال العلويون يذكرون تلك الايام بحزن .
قال محمد امين الطويل :
( وادخلوا قسما من العلويين في هذا المذهب وقد اصاب العلويين اعظم ضربة تاريخية بسببه , اذ ظهرت عقيدة الدروز ) ( تاريخ العلويين – ص 215 ) .
يرجح الباحث محمد عبد الحميد الحمد في كتابه ( صابئة حران والتوحيد الدرزي – ط4 – 2011 – دار الطليعة الجديدة – سورية – دمشق .. ان نشتكين الدرزي ( محمد بن اسماعيل ) لم يقتل في حياة الحاكم بل ان الحاكم اختفى وهو راض عنه . ولاصحة لما ذكره صاحب كتاب (سوسنة سليمان ) من ان نشتكين الدرزي قد قتل في معركة مع التتر ( 410 هجرية -1020 م ) ( سوسنة سليمان – ص 250 ) . لعله صحف كلمة ( جامع تبر ) الى ( معركة التتر ) . ولاصحة لما اشاعه عنه خصومه من الحاكمية او الموحدين ( ان الحاكم لما تحقق من سوء نية الدرزي قتله بسيف الموحدين بيد حمزة بن علي ودعا الى رد اولئك المخدوعين بنشتكين الى جادة الصواب . وكتب حمزة رسائل خلاصتها ( انه لاخالق ولا معبود الا الله ولا نبي الا محمد وان القران معصوم ) ( الدروز – ص 38 – محمد علي الزعبي – بيروت ).
ان هذا النص فيه تشويه للحقيقة التاريخية بحسب الباحث الحمد . لان نشتكين الدرزي قال ان الحاكم هو الامام وخليفة الله في ارضه وحجته على خلقه . وان الامامة اجل قدرا من النبوة . وان نفس الحاكم قبلت بصفاء جوهرها الفيض الالهي فاتت بعجائب العلوم الحقيقية والمعاني اللطيفة والاسرار المكنونة ... وان دعوة النبي محمد سارية وان تاويل القران الكريم خصه الله بالمؤمنين من عباده . ومن اطاع قائم الزمان الحاكم بامر الله الذي سيقوم ويملك المسكونة . وهذه العقيدة قال بها القاضي النعمان المغربي من قبل :
( ان قائم الزمان هو صاحب القيامة والذي يكون التكليف في حده مرفوعا ويتجرد حينئذ الباطن ويسقط الظاهر ) ( اسس التاويل ص 62- القاضي النعمان المغربي ) . لان القائم لاشريعة له بل هو يزيل الشرائع وينسخها باقامة التاويل المحض ( في تاويل الزكاة – ص 119- جعفر بن منصور اليمني – صورة مصورة ) .
مذهب الحاكمية او الموحدين :
هذا المذهب امامه وواضع شريعته هو حمزة بن علي بن احمد الزوزني . قال عنه يحيى بن سعيد الانطاكي انه نزل بظاهر القاهرة في ( مسجد تبر ) ودعا جماعة الى اسقاط التكاليف من الصوم والصلاة والحج واستجاب لهم خلق كثير .
دعا حمزة بن علي الى الاقرار بتوحيد الله , الواحد الذي لم يتغير ولم يتجزا . وهو الذي خلق الاشياء من نور روحانيته. واول شيء اخترعه وابدعه من نور وحدانيته جوهر بسيط هو العقل الفعال ثم انشا العقل الفعال , النفس الكلية من نوره ثم انشات النفس الكلية الهيولي ( الطبيعة ) من حركتها وعن الهيولي الاولي نشات سائر الخلائق بتوسط العقل والنفس .
واذا علمنا ان الاله يرمز له بالحاكم , والعقل الفعال يرمز له بحمزة بن علي , والنفس الكلية يرمز لها باسماعيل بن محمد التميمي . وبقية الحدود بالهيولي الاولي . راينا مدى الاختلاف في العقيدة بين نشتكين الدرزي الذي لم تختلف دعوته عن بقية دعاة المذهب الاسماعيلي , وبين دعوة حمزة بن علي .
لقد كان الخلاف بين نشتكين الدرزي وحمزة بن علي حول طبيعة الحاكم الالهية . ويرجح الباحث الحمد ان الامر حدث بعد غيبة الحاكم وليس في حياته كما قال صاحب السوسنة .
جرى صراع دموي بين حمزة بن علي ونشتكين الدرزي في بلاد الشام .
قال الدكتور احسان الهي ظهير :
( اختلفا فيما بينهما على غنيمة الوهية الحاكم وثمرتها هي النبوة . واراد كل منهما ان يكون النبي للحاكم . وكفر كلا منهما الاخر , على الرغم من ان دعوتهما واحدة ) .( الاسماعيليون وتاريخهم وعقائدهم – ص 728 –فرهاد دفتري – دار الينابيع – دمشق – 1995 ) .
في اعتقاد الباحث الحمد ان الدعوة لم تكن واحدة . ويقول اذا دققنا النظر في الرسالة الموسومة ب (الرضى والتسليم ) , والمنسوبة الى محمد بن اسماعيل التميمي , يتهم نشتكين واتباعه بعدم معرفتهم لطبيعة الحاكم الالهية : انهم يدعونه الحاكم بامر الله , وانه الامام والامام خادمه هو حمزة بن علي . وان نشتكين حاول ان تكون له مزية على حمزة بن علي ...
الخاتمة :
ان المعركة العقائدية التي جرت بين انصار الدرزي وحمزة تذكرنا بالمعركة العقائدية التي جرت في الاسكندرية في مطلع القرن الرابع والتي اثارها اريوس القيرواني (270 – 330 م ) الذي استدل من قول الانجيل ( ابي اعظم مني ) ( يوحنا 28 – 14 ) ومن قوله ايضا
(والرب خلقني اول خلائقه ) ( امثال – 8-22) ان السيد المسيح له المجد هو الابن المخلوق قبل كل الخلائق وهو الذي خلق الروح القدس . ومع ذلك ليس مساو للاب في الجوهر ( تاريخ اغابيوس المنبجي – بيروت – 1907 ) .
ان وصف السيد المسيح بانه انسان اثار غضب الكنيسة في الاسكندرية , فرد عليه القديس اثناسيوس الاسكندري ( 286 –352 )قائلا :
( ان الوهة الابن مساوية للاب في الجوهر ومن قال غير ذلك يجب ان تحرمه الكنيسة الجامعة . ( تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية – ج 1 – ص 204- مار اغناطيوس يعقوب الثالث – دمشق – 1953) . وهكذا حرم اريوس من منصبه الكنسي وانخذل اتباعه .وهذا ماحصل لنشتكين الدرزي واتباعه ايضا الذين قالوا :
ان الحاكم بامر الله هو امام اسماعيلي كابائه من قبل , فتلاشى ذكرهم ومعتقدهم ولم يبق الا الاسم الكريه الذي ورثه لخصومه الموحدين من بعده .
ان حمزة بن علي كان عالما وفيلسوفا مطلعا على الفلسفة اللاهوتية , لاسيما فلسفة يحيى النحوي الاسكندري . ولم يكن نشتكين الدرزي كذلك . وهو الذي لم تتعد معرفته الفقه الاسماعيلي والفلسفة الاسلامية المعاصرة له , على عكس حمزة العالم المثقف الذي كان له اطلاع على الفلسفة اليونانية والاسلامية معا .
على اضاءات فكرية وفلسفية جديدة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صابئة حران والتوحيد الدرزي - ج 2
- صابئة حران والتوحيد الدرزي
- المامون وحرية التفكير الديني في الاسلام الكلاسيكي
- جدلية حكم الردة في الفقه الاسلامي
- العلاقة الجنسية واشكالاتها في مجتمعاتنا
- اشكالات العولمة في مجتمعاتنا
- مشكلة الانقطاعات الثقافية والنمو الاقتصادي والاجتماعي
- مراجعات في الفكر الاسلامي المعاصر
- الحياة الجنسية والزواج قبل الاسلام
- الغوص عميقا في عالم الكم
- بين النظرية النسبية ونظرية الكم
- تعددت الدعارة والفساد واحد
- عن الثورة واليسار - ج 2
- البحث في الشفرة الوراثية للانسان - ج 2
- عن الثورة واليسار - ج 1
- البحث في الشفرة الوراثية للانسان - ج 1
- مكة بين الجاهلية والاسلام
- الانسان والاله الكونيان
- هادي العلوي .. المثقف المتمرد
- الهة في مطبخ التاريخ - ج 2


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين