طالب بن عبد المطلب
الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 06:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الله حيّ في الشرق ، وميّت في الغرب
وأنا حيّ في الغرب ، وميّت في الشرق
فكلانا الحيّ الميّت ، والميّت الحيّ
فما الفرق بيني وبينك يا ربي؟
إنّ الله يظهر في الأماكن الوسخة القذرة ، التي لا عدل فيها ولا كرامة لأهلها ، المواطن التي تهان فيها الأم والأخت ، وتحترم العشيقة العاهرة فيها أكثر مما تحترم الزوجة الرفيقة ، ولا يجد فيها الضعيف سندا أو عونا له إلا الدعاء ، الظلم فيها مسطّر باسم الدين أو أي شيء أخر سوى المنطق والحق. فتجد شدّة التمسك بالقوى الخارقة كالله مثلا في هذه المواطن تزداد قيمتها كلّما زاد عجز الناس عن درء الظلم عن أنفسهم. فلهذا يعيش الله هناك كوسيلة للتمسك بالأمل ، ذلك الأمل الوحيد الذي يتغلبون به على مشاكلهم. فيكون الدين مخذر لهم ومسكن للهموم ، والله هو ذلك المصباح السحري لتحقيق أمالهم ولو بالتمني. فالله حيّ هناك في الشرق ، والبشر موتى هناك غرقا في الوهم. فلا حيلة للضعيف والجاهل والمعوق والناقص والفاشل إلا أخذ جرعة زائدة من الوهم لتناسي الوهن. هو الله هكذا يفضل الأغبياء والفقراء والفاشلين على الأذكياء والأغنياء والناجحين. فأين تجد الإنحطاط وإنعدام الكرامة والذل والهوان ، ستجد الله هناك على عرشه فرحان. أليس هو من أرسل رجل أمي ليفضله على كلّ البشر؟ ألم يتبعه من البشر إلا الفقراء والعبيد وحثالة البشر؟ هكذا هو الله غبي يحب الأغبياء وضعيف يحب الضعفاء وخجول يحب الإختباء.
نحن هنا في الغرب حيث الحرية والعدل والمساواة ، نعيش ملوكا في مجتمعنا ، بل ألهة في قرارة أنفسنا. حقّنا لا يضيع وحريتنا لا تسلب وإذا عملنا نكرّم. فلا حاجة لنا للدعاء والتضرع للأجسام الخيالية ، بل نحتاج أن نعمل ونسعى وراء النجاح والكمال... أسف بينما الله ميّت هنا ، فأنا حي كريم أرزق.
لا تعجبوا إذا وصفت الله بالحيّ الميّت والميّت الحيّ لأنّ أغلب أسمائه الحسنى متناقضات... فلا عجب أن يخلق العقل ليأمر بتعطيله (تعطيل العقل وإتباع النقل) ويخلق البصر ليعجزه بملائكته وجنّه ( أرسل جبريل ليراه محمد فقط كما أرسل نفر من الجن يسمعون القرأن فلم يراهم إلا محمد) ويخلق الجمال والموسيقى ليمنعنا التمتع بهما (كلّ المحرّمات من صنعه ويحرّم علينا صنع مثلها)... فهذا هو الله المتناقض مع ذاته.
#طالب_بن_عبد_المطلب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟