|
نتنياهو .. استغفال مستمر للعالم
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 23:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جن جنون الصهاينة بعد التقارب الواضح بين رؤى الأدارة الأمريكية الحالية والرئيس الأيراني المنتخب حديثا ً ، وفي وقت استبشر الخيرين في العالم في هذا التقارب بأعتباره منفذا ً لعلاقات دولية متوازنة خالية من الحروب والأضطرابات التي سئمت المنطقة منها ، كما انها يمكن ان تكون وسيلة لأنهاء الحصار على الشعب الأيراني الذي هو وصمة سوداء جديدة في جبين أمريكا وحلفاءها الغربيين ، بعد وصمة الحصار الأول على شعب العراق الذي سجلته الأنسانية كبادرة عار لايمكن محوها تجاه الملايين من الأبرياء من شعب العراق والذي استمر لأكثر من اثني عشر سنة . جاءت كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة مركزة بشكل سمج وانفعالي بأتجاه ايران ونجاح الرئيس الأيراني في كسب ثقة امريكا من ان ايران لاترغب في تصنيع السلاح النووي ، وقد اسهب في الكذب والتحريض وطرح الأدلة على ان ايران تنوي صنع اسلحة نووية ،ولكنه لم يشر من بعيد او قريب الى الترسانة الضخمة من السلاح النووي الذي يخزنه كيانه ويتوعد به دول المنطقة ،فما أجرؤه على الكذب المستمر على العالم، وقد حرض العالم على تشديد الحصار الموجود حاليا ً على الشعب الأيراني واكثر من هذا يتوجب على العالم ان يستخدم كل انواع القوة ضد ايران ،وهي لاتزال حسب نتنياهو لم تمتلك بعد أي سلاح نووي ،وأن على العالم ان يساند اسرائيل التي تخزن ترسانة نووية لضرب ايران ، وذلك لأن احد اجداده قد ضرب في يوم من الأيام في احد الأماكن في اوربا من مجموعة كانت تنادي بالموت لليهود ، وقد قرر جده في تلك اللحظة ايجاد المكان الذي يجلس فيه اليهود اقوياء ويعيشوا بسعادة حيث عناقيد العنب وارض اللبن والعسل كما يعلن قادة اليهود ، فكان ان نجحوا في اغتصاب ارض فلسطين وطرد اهلها منها والجلوس مكانهم ! التناقض الصهيوني يعرض امام العالم : ليس هناك محاولة لأستغفال العالم اكبر مما يقوم به الصهاينة اليوم بترديدهم الكذب المستمر والتظلم في وقت انهم قاموا بأكبر جرائم التاريخ في اغتصاب ارض فلسطين وقتل وتشريد اهلها والجلوس مكانهم ،ثم البدء في تحطيم دول العرب وتفكيك بناها التحتية وبنفس الحجج التي يطلقها نتنياهو هذا اليوم من على منبر الأمم المتحدة ، انها اسلحة التدمير الشامل التي يحق لنتنياهو أمتلاكها ولايحق لسواه امتلاك او التفكير بأمتلاك التكنلوجيا النووية حتى للأغراض السلمية إلاّ إذا وافق له نتنياهو على ذلك ! فبالأمس القريب دمر العراق بدسائس الصهاينة واسلحة امريكا ، واليوم شاهدنا كيف جيّش الصهاينة العالم من اجل ضرب شعب سوريا رغم انه يعاني من هجوم ارهابي ومن تخريب وقتل ابناءه وتهجير الملايين منهم ، والحجة نفسها ، امتلاك السلاح الكيمياوي ، وسرعان ما يتناغم العالم الظالم مع ادعاءات الصهاينة والتي كان يمكن ان نقول انهم محقون لولا انهم وعلى لسان قادتهم يعلنون امتلاكهم لمختلف السلاح المحرم دوليا ً، وقد أستخدموا الفسفور ضد الفلسطينين في غزة ، وهذا ما ذكر في البرلمان البريطاني من قبل احد النواب البريطانيين ،اثناء مناقشة ضرب سوريا . هل ينجح الصهاينة مع امريكا : من غير المتوقع نجاح الصهاينة هذه المرة في تجيش امريكا وحلفاءها لضرب ايران لأجل عيون الصهاينة ، وذلك للعديد من الأسباب من أهمها : - ان شعوب تلك الدول بدأت تتفهم الدسائس الصهيونية بأتجاه الحرب المستمرة على الآخرين لأهداف خاصة تتعلق بأطماعهم في السيطرة على العالم . - سياسة الرئيس الأمريكي الحالي لاتوحي بخضوعة للضغوط والدسائس الصهيونية ،ويظهر تفهما ً كبيرا ً لأهدافهم الغير مشروعة في تأليب الرأي العام الأمريكي والغربي ، خصوصا ً وهو حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2009 ، نظير تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب . - الوضع الأقتصادي المتردي التي تمر به امريكا وحلفاءها الغربيون ،وان أي مغامرة جديدة وخاصة مع دولة بحجم ايران ،ستضاعف من المشكلة وقد تؤدي الى انهيار سريع في الأقتصاد وفي مكانة أمريكا الدولية . اين العرب من كل هذا : يظهر من خطاب نتنياهو ان العرب اليوم لاوجود لهم ،فقد تمكن الصهاينة من استغلال فرصة تفرد امريكا في العالم ووجود قادة مثل آل بوش ، تأثروا بضغط اللوبي الصهيوني ،وتوجيه ضربات مباشرة لدول العرب وبمساعدة الخونة من العرب وبالتالي فلا وجود لأي دول عربية تشغل بال الصهاينة ونتنياهو ،لقد اصبح العرب اليوم فرق متناحرة يقاتل بعضهم البعض الآخر بفضل قليل من الصناعة الصهيونية ، وان الصهاينة يقتربون من بلوغ اهداف مهمة في استغلال الثروة العربية وخاصة النفط الذي لايزال أغلبه غير مستغل ، حيث ان العرب قوم قد عادوا الى جاهليتهم الأولى ،حيث كانوا قبائل يغزو بعضهم البعض ،وان لاقدرة لهم على استغلال هذه الثروات التي يجلسون فوقها دون ان يعرفوا اهميتها . لقد كان خطاب نتنياهو منصبا ً كليا ً على ايران وكأن الحلم الأخير الذي لايزال لم يتم تحقيقة للصهاينة هو حلم تدمير ايران ،وقد أعلن صراحة ان الصهاينة سوف يضربون ايران حتى ولو كانوا وحدهم ،بعد ان فهم العالم انهم ماضون قدما ً في تدمير الآخرين لأهداف تخصهم نحو تحقيق أحلامهم في السيطرة على العالم وجلوس منتظرهم كقائد للكون .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجميل السياسة الأمريكية والضغط الصهيوني
-
جهاد النكاح .. واقع لايقبله العقل
-
المعلم ..بين الأمس واليوم
-
(بلا بوش ) حقيقة أم هرطقة
-
الحروب والأرهاب وطفولة في الشوارع
-
ارهاب العراق .. ارهاب دولي
-
سوريا والتراجع الأمريكي
-
وثيقة شرف أم وثيقة عدم ترشيح
-
السيسي ..إيزنهاور مصر
-
ذي قار رقم كبير في عالم النفط
-
السبيل الى وحدة العراق
-
نظرة مستقبلية في الأنتخابات العراقية
-
المطلوب وقفة ضمير عالمية مع العراق
-
ونجح بوتين من جديد
-
يريدون النفط بدون العرب
-
نستورد الماء والتمر من بلاد الصحراء !
-
الجنة الموعودة و ونشر الأرهاب
-
سمعة أوباما والحروب الجبانة
-
فرنسا.. موقف غير مشرف
-
الديمقراطية تلد ديكتاتورية !
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|