رديف مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 15:43
المحور:
المجتمع المدني
من هم المسؤولين عن نمو الجماعات الجهادية المتطرفة في سوريا؟
لقد نمت الجماعات المسلحة الجهادية في سوريا إلى درجة باتت قادرة على مواجهة النظام والمعارضة معاً ،المسلحة منها المتمثلة بالجيش الحر والسياسية الممثلة بالائتلاف، علما بان النظام نفسه كان له دورا كبيرا في جلبها ونموها نتيجة لعنفه الشديد وجرائمع المروعة من جهة ،واختراقه لهذه الجماعات والسكوت عنها احيانا من جهة اخرى ، كما ان هناك بعض الدول الاقليمية التي ساهمت في تقويتها ودعمها عبر اقنية خاصة ولاهداف خاصة علما بان هذه الجماعات وفي خطأ استراتيجي كبير غطتها اصلا المعارضة وخاصة التيارات الاسلامية منها ومنحتها الشرعية بوصفها ظاهرة موقتة وطارئة يمكن استخدامها في المعركة ضد النظام من اجل اسقاطه وبدلا أن تستخدم المعارضة هذه الجماعات قامت هي باستخدامها واختراق صفوفها وتوظيفها لتأليب الغرب ضد الثورة الامر الذي صب في مصلحة النظام في المحصلة ،ثم انصرفت هذه الجماعات من مقاتلة النظام في كثير من الاحيان الى الاستيلاء على المناطق المحررة الغنيية بالنفط والزراعة الحسكة - الرقة حلب - ادلب في نموذج استبدادي متخلف غير وطني وغير ديمقراطي لادارة غريبة عن ثقافة وتاريخ المجتمع السوري ولاتحترم حقوق الانسان وحرياته الاساسية . لقد اصبحت هذه الجماعات قوية واشتد عودها ، وبدأت بتنفيذ أجندتها الخاصة غير الوطنية وفرض نمط من الحياة يهدد وحدة الوطن والبنية الاجتماعية السورية لايقل خطورة عن محاولات النظام السوري في ضرب المكونات المجتمعية السورية ببعضها وتفتيتها، الطرف الاخر الذي يتحمل مسؤولية تنامي هذه الجماعات هو المجتمع الدولي نفسه الذي تعامل مع الثورة السورية بخذلان شديد وفضل الاقوال على الافعال في دعم التيار الوطني الديمقراطي بمفهومه الواسع حيث استفادت هذه الجماعات من ضعف المعارضة .انهم يقاتلون النظام احيانا ولكنهم يصيبون الثورة في مقتل.
رديف مصطفى محامي وناشط في مجال حقوق الانسان
تركيا شانلي أورفا 1/10/2013
#رديف_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟