حول الرغبة العارمة فى توحيد اليسار المصرى ... وحدة وثائقية .. ام تنوع ووحدة ارادة على الارض

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 14:08
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

اليسار الموحد هو الحلم الكلاسيكى لدى فصائل اليسار المختلفة ... ولكن حالة التحمس الشديد (الملتبسة ببعض الرومانتيكية السياسية ) هى الأخطر على اليسار ... فالوحدة تحت ضغط مجرد الرغبة المحمومة والحماس وبعض التزيد فى مسألةالوحدة والتى تتجلى فى رفع شعارات الوحدة ووضع اللوجهات على مواقع التواصل الاجتماعى دونما ان تكون هناك دراسة موضوعية اكثر علمية لقضية الوحدة ودونما اخذ التجارب المريرة فى الوحدة وسرعة الانقسام للأجيال السابقة .. والأهم من ذلك دونما ان يتم الاخذ فى الاعتبار الفوارق على ارض الواقع فى المدارس التنظيمية المختلفة لكل التنظيمات وكذا الفوارق الفكرية والايدلوجية ... وهو مالايمكن تجاوزه عبر وثائق التوحيد والاندماج الورقية ...التى يمكن ان تحدث بين الاحزاب المتشابهة فكريا وتنظيميا ...ناهيك عن ان هناك فى دعوات الوحدة ماهو جهل بطبيعة بعض الاحزاب وهل هى ليبرالية التوجه ام اشتراكية التوجه .. فمثلا .. هل حزب التجمع هو حزب اشتراكى ؟ اعتقد ان قادته انفسهم لم يجيبوا بعد على هذا السؤال الذى حير قطاعا كبيرا فى عضوية التجمع .. وهل حزب التحالف كذلك ؟ لأول وهلة فالتجمع هو (تجمع قوى سياسية صاحبة مرجعيات متنوعة ) و التحالف هو (تحالف سياسى بين اصحاب مرجعيات يسارية متنوعة ) ومن الطبيعى ان تكون هناك فوارق وتنوعات داخل (التجمع) و (التحالف) يصعب دمجها
الأولوية التى اراها بشكل علمى .. هى وحدة الارادة لاوحدة التنظيم ... وحدة الارادة على الارض مع الاحتفاظ بالتنوع الفكرى والمرجعى ...للوصول فى النهاية الى وحدة نضالية وتنوع فكرى ..

ووحدة الارادة لايمكن تحقيقها بعيدا عن ارض الواقع الذى سيختبر نوايانا وارائنا النظرية ... فما قيمة ان نتحد فى تنظيم واحد بوثائق وقرارات معلنة ثم عند النزول الى ارض الواقع ( ارض المعارك السياسية ) نكتشف ان رؤانا مختلفة وطريقة تعاملنا مع الواقع مختلفة .. فينسحب كل فصيل الى فصيله وتبدأ المأساة مأساة الانقسام وتصدير حالة التشتت الى الجميع عبر تبادل القاء المسئوليات عن هذا الانقسام ؟ .
.... عند ذلك اليس من الافضل ان ننظر خارج الصندوق -بعيدا عن فكرة الحزب الوحيد (الرسمى )الكلاسيكية -الى فكرة اخرى .. وهى : الاستفادة من التنوع الفكرى والسياسى والتنظيمى داخل اليسار مع السير نحو توحيد الارادة عبر ابتداع اشكال لخوض المعارك الجماهيرية والسياسية بارادة موحدة ؟
السؤال حول كيف تأتى وحدة الارادة فى ظل اختلاف الرؤى .. يرد عليه بسؤال ... هو كيف نوحد الرؤى .. دونما ان نختبرها على ارض الواقع ؟ الرؤى التى سيتم توحيدها على الورق عبر الوثائق ستتفكك وحدتها امام اول اختبار على ارض الواقع لأنها لم تقام على اساس التعامل الحى الخلاق معه وانما قامت نتيجة رغبات محمومة واستجابة لألحاح محموم يفتقد للعلمية التى هى اساس الفكر الاشتراكى ..
... لست مع هؤلاء الذين يتحدثون فى مسألة الوحدة انطلاقا من حتمية ان يكون هناك حزب واحد موحد للطبقة العاملة .. وبالتالى فنحن امام مطالبة بان ننحو نحو النموذج الستالينى المركزى .. الذى يرى مركزية الحزب الواحد ... ولايرى فى التنوع الذى هو من طبائع الامور ومن اصل الفهم الفلسفى الماركسى (الوحدة فى اطار التنوع ) وهذا هو خطأ 68 الفادح الذى لم تستفد منه الماركسية الستالينية...........
...اليسار عبر تاريخه لم يتعاطى بعد مع فكرة التنوع داخل تيار اليسار العام مع اننا اصحاب اكتشاف تلك القاعدة التى تحكم الظواهر الطبيعية (الوحدة والتنوع ).. فلنفكر بدلا من ان نجلب احزان انقسام جديدة لأنفسنا واضافة تاريخ جديد للوحدة والانقسام ... ..

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات