|
تعقيباً على مقال د. محمد عبد المطلب الهوني: محنة العفيف ومسئولية الإعلام
أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 - 12:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رغم أن مقال د. محمد عبد المطلب الهوني عن محنة العفيف الأخضر مع رئيس "النهضة" راشد الغنوشي في غاية الاختصار إلا أنه أيضاً في غاية الكثافة أو كما يقول الفلكيون الفزيائيون "مادة مكثفة" . فقد طرح فيه بكل دقة مكر رئيس "النهضة" الذي نسب للعفيف الأخضر كتاب "المجهول في حياة الرسول" الذي لم يكتبه ولم يسمع باسمه إلا من فتوى شيخ "النهضة" بقتله. ولم يسمع حتى بالموقع الذي نشر فيه هذا الكتاب، وهو كما يقول المفكر الجزائري أحمد هالي في مقاله المهم AHMED HALLI : LONDRES SIEGE DE L INQUISITION الذي نشره بالقسم الفرنسي بالشفاف أن هذا الموقع قريب من كنيسة السبتيين ... ويمتلك جيشاً عرمرماً من العلماء الذين يعرفون كل شيء تقريباً عن الإسلام ... ومما يدل على كذب رئيس "النهضة" وسؤ نيته أن موقع "الكلمة" الذي نشر كتاب "المجهول في حياة الرسول"نشر أيضاً عشرة كتب نقدية للإسلام هي :فقه الإرهاب، نبي الإسلام تحت المجهر، هل القرآن معصوم؟، هل رحب الأقباط بالفتح العربي؟، خرافة أمية محمد، خواطر مسلم في المسألة الجنسية، خواطر حول القرآن ومحمد، تدوين السنة، الإعجاز العلمي في القرآن حقيقة أم وهم، نص الوثيقة العمرية، ...إلخ، وهي لا تقل خطورة عن كتاب "المجهول في حياة الرسول" الذي قال عنه المفكر الجزائري أن مؤلفه اعتمد على أحاديث موضوعة بل إن هذه الكتب أشد خطورة على الإسلام من كتاب "المجهول في حياة الرسول" وكان من المنطقي ، لو كان رئيس "النهضة" راشد الغنوشي منطقياً حتى مع نفسه لنسب جميع هذه الكتب التي نشرها الموقع إلى أستاذ الأجيال العفيف الأخضر. لكنه لم يفعل لسبب ماكر وهو أن كذبته كانت ستبدو كالشمس في رابعة النهار أمام جميع قرائه لأنه لابد للعفيف الأخضر من أن يكون قضي كل حياته في كتابة هذه الكتب بكل مراجعها التراثية الهائلة التي لا يمكن أن يقوم بها إلا "جيش عرمرم من العلماء" ونحن نعلم جميعاً أن أصابع العفيف الأخضر مصابة بالشلل منذ 18 شهراً قبل تأليف "المجهول في حياة الرسول" المنشور في شهر ماري – آذار والذي أبت ظلامية وكذب وشعوذة "النهضة" ورئيسها إعتبار شلله عقاباً إلاهياً والحال أن سببه كان صدمات صغيرة متكررة متأنية من كونه ظل لمدة ثلاثة أشهر يغلق بكل قوته حنفياته التي كانت تقطر بغزارة لأن السباك طلب 700 يورو لتغيير الحنفيات ولم يكن العفيف قادراً على تسديد هذا المبلغ!. إليك قارئي العزيزالمعلومة التي قدمها المفكر والصحفي الجزائري أحمد هالي عن هذا الموقع الذي "يملك جيشاً عرمرماً من العلماء الذين يعرفون كل شيء تقريباً عن الإسلام" هذا الجيش العرمرم هو الذي كتب الكتب السابق ذكرها ، فكيف يستطيع العفيف الأخضر بأصابعه المشلولة أن يكتب إحدى عشر كتاباً لم يكن "المجهول في حياة الرسول" إلا جزء صغير منها زيادة على أن سجالها باسم المسيحية ضد الإسلام لا يعبر عن قناعات العفيف العقلانية التي لا تفضل دين على دين، لأن ذلك هو النرجسية الدينية بعينها التى يعتبرها ‘حدى عاهات التعليم الديني السائد في العالم الإسلامي. سبق لي أن أشرت في مقالي "كيف حضر زعيم "النهضة" الغنوشي فتواه باغتيال العفيف الأخضر"، أن ذكرت بعض الوقائع التي حضر بها فقيه الإرهاب جمهوره لتقبل فتواه الكاذبة ضد العفيف الأخضر ... وقد علمت أخيراً أن تونسياً كشف ،لمراسل الأسبوعية التونسية "الملاحظ" من لندن، في شهر فبراير الماضي "سراً" خطيراً:" العفيف يحضر كتاب قنبلة ضد الإسلام" والمقصود طبعاً هو كذبة – قنبلة ضد العفيف الأخضر باسم الإسلام المفترى عليه! حرب الإشاعات مهدت لحرب الإنترنت!. إحدى الأفكار المهمة في مقال د. الهوني هي أن الغنوشي لا يفوت فرصة لتوجيه أصابع الاتهام بتهم باطلة للعفيف الأخضر دائماً بأسماء مستعاره سواء أكان يكتب أو يتدخل في الفضائيات. يقول د. الهوني:"ففي الأسابيع المنصرمة، بينما كنت أشاهد برنامجاً عن الليبراليين العرب في حصة "الإتجاه المعاكس ... سمعت مداخلة بصوت أعرفه تمام المعرفة لأنه صوت تعودنا على سماعه مراراً ، لكن الإسم الذي أعلن المتكلم أنه اسمه لم نسمع به من قبل، وباعتبار أن المداخلات في هذه الحصص تكون معدة سلفاً ، وأن أكثر المتدخلين معروفون لدي مقدم البرنامج ، استغربنا تواطؤ معد البرنامج مع الشيخ الغنوشي في شنه هجوماً بذيئاً على الأستاذ العفيف الأخضر بأسم مستعار. ولم يكن العفيف الأخضر متدخلاً في الحلقة ولم يكن حاضراً في هذا النقاش". وأخلاق الإعلام ، في البلدان المتحضرة طبعاً، تأبي مهاجمة مثقف في غيابه لأن ذلك بمثابة إصدار حكم غيابي عليه بالإدانة وفي حالة زعيم "النهضة" بالقتل شنقاً كما توعده في مقاله سبق أن أشرت إليها في مقالي المنشور في "إيلاف" بعنوان "شيخ متأسلم يموت كمداً ويحلم باعدام العفيف الأخضر شنقاً"! كما أشار مقال د. الهوني إلى "جرائم أخرى أكثر خسة وأشد لؤماً" من جريمة نسبة كتاب "المجهول في حياة الرسول ، هي "تعهير" المفكرة التونسية والجامعية اللامعة رجاء بن سلامة يقول د. الهوني :"هناك كاتبة تونسية معروفة كتبت مقالات لم تعجب ديكتاتور الحركة، فهل تعلمون ماذا حدث لها؟ شرعوا في تصفيتها معنوياً وذلك بوضع اسمها وعنوانها الإلكتروني على بعض مواقع الإنترنت الجنسية للتشهير بها كعاهرة معروضة في سوق النخاسة الجنسية. لماذا؟ لأنها كتبت مقالاً "أي ديمقراطية يريدها لنا الإسلاميون الديمقراطيون" تعرضت فيه بنقد موضوعي لأفكار الغنوشي الهاذية عن ديمقراطيته التي تشبه الديكتاتورية الدينية كما يشبه الماء الماء كما يقول ابن خلدون. ولا عجب أن ينحط المتأسلمون إلى حد اسقاط رغباتهم الجنسية الداعرة فيرمون بها المحصنات من النساء اللواتي أمر القرآن الكريم بعدم رميهن بالفاحشة وقرر لذلك عقاباً شديداً في الدنيا وعقاباً أشد في الآخرة لكن عصيان أوامر الله لدي فقهاء الإرهاب أسهل عليهم من شرب كأس دم من دماء خصومهم السياسيين. فماذا تقول الرسائل التي يرسلها المتأسلمون إلى الملال الطاهر رجاء؟ " (...) طوله كذا ، وقطره كذأ ...إلخ"، وإليكم عينة من هذه الرسائل الداعرة التي لا تليق إلا بمتأسلم أصيب بعودة الشيخ إلى صباه :"
Objet: je t aime
salut cherie moi aussi j aime le sexe et surtout les rebeu en voi moi té photo et nue ou sexy je t aten cherie كما أرسلوا لها صور رجال عارية ... فالرجاء من شرطة الأخلاق في المملكة المتحدة أن تستعمل وسائلها التكنولوجية لتحديد صاحب الموقع الذي تأتي منه الرسائل الداعرة. ومطلوب قانونياً وسياسياً وأمنياً وأخلاقياً من الأنتلجنس سرفيس [المخابرات الريطانية] أن تقدم للعدالة الرسائل والمقالات والفتاوى الإرهابية المحرضة على القتل والتي لا شك أنها بحوزتها لأن لديها من الوسائل التكنولوجية المتقدمة ما تختطف به كل رسالة صادرة عن فاكس أو إنترنت وتحديد موقعها وصاحبها بدقة رياضية. اللهم إلا أن تكون هذه المخابرات متواطئة مع الإرهاب وما ذلك عليها بعزيز وتجربة مصر وفرنسا معها شهيرة ومريرة ... الفكرة الأخيرة المهمة فر مقالة د. الهوني هي قوله "نناشد كل وسائل الإعلام العربية وكل القائمين عليها بألا يتواطئوا مع هؤلاء الإرهابيين بإخفاء أسمائهم وصفاتهم عندما يحاولون تجريح الناس أو تكفيرهم أو النيل من سمعتهم وكرامتهم، ونناشدهم بأن يلتزموا بقواعد وأخلاقيات المهنة وألا يبادروا إلى نشر أو إذاعة خطاباتهم التحريضية ما لم يوقعوها بأسمائهم ويفصحون عن هويتهم، وإلا فإنهم يتحملون مسئولية المساهمة في ارتكاب هذه الجرائم". فهل سيستجيب المسؤولون عن وسائل الإعلام العربية إلى هذه المناشدة الحكيمة؟ فيما يتعلق بجريدة "القدس العربي" وقناة "الجزيرة" اللتين يشرف عليهما يوسف القرضاوي فإنني أقول للدكتور الهوني : لقد ناديت لو أسمعت حياً / ولكن لا حياة لمن تنادى فالمسئولون عن هاتين الوسيلتين الإعلاميتين ليسا بأفضل من المتأسلمين من فقهاء الإرهاب الذين يوجهون عبرهما فتاوى القتل بناء على اخبار لفقوها بأنفسهم، وأذكرهم بقول المولي تبارك وتعالي" ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" (42 إبراهيم). ملحوظة: هاتفت صديقي الفيلسوف د. محمد المستيري مدير مجلة "رؤى" التابعة لحركة "النهضة" وأخبرته بفتوى رئيس "النهضة" راشد الغنوشي الكاذبة والآثمة ضد الأستاذ العفيف الأخضر، فاستنكر ذلك وأبلغني تضامنه التام مع الاستاذ العفيف وطلب مني إرسال الملف المتعلق بفضيحة رئيس "النهضة" وقد فعلت، راجياً من الله ايقاظ ضمائر من هم حسنوا النية في "النهضة" للتخلص من رئيسهم الذي يقودهم إلى هاوية سياسية وأخلاقة : وإذا كان الغراب دليل قوم / يمر بهم على جيف الكلاب ملحوظة ثانية: لا شك أنكم جميعاً قرأتم الخبر الذي نشرته "إيلاف" يوم 19/5/2005 عن تعرض موقعها لهجوم فيروسي أفسد برامجها ... فهل أصبح كل فقيه إرهاب بن لادن آخر يستخدم الأسلحة الجرثومية ضد المواقع التي لا تعجبه؟!. وعلي الباغي تدور الدوائر. [email protected]
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلي شباب - النهضة- لا تقفوا موقف الشيطان الأخرس
-
كيف حضر زعيم -النهضة- الغنوشي فتواه باغتيال العفيف الأخضر
-
دفاعاً عن القرضاوي وراشد الغنوشي
-
شيخ متأسلم يموت كمداً ويحلم بإعدام العفيف الأخضر شنقا!
-
مشورة المرأة
-
-العالم- والتطبيع مع إسرائيل
-
رداً على فقهاء إرهاب القاعدة
-
رداً على صائب خليل: نظرية الخونة الأبطال
-
نداء إلى شيخ الأزهر ومفتي مكة وباقي علماء المسلمين: طهروا حظ
...
-
الشيخ حسن نصر الله ورفيق الحريري
-
لبنان: الحقيقة... الجريمة ... والتحدي دهاليز المأساة اللبنان
...
-
لماذا وقعت بيان العفيف الأخضر؟
-
المثقفون العرب ودم الحريري
-
راشد الغنوشي يدعو إلى تصفية الناخبين الفلسطينيين و رئيسهم
-
زوجة الكاهن والنار التي تحت الرماد
-
هل راشد الغنوشي فقيه إرهاب ؟
-
رسالة مفتوحة لمحمود عباس -أبو مازن-كن في شجاعة السادات
-
محكمة دولية لمحاكمة دعاة الإرهاب
-
القنابل لها ذقون
-
البيان الأممي المبين
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|