ماذا لو تم صرف اموال الوقفين للتربية؟!

عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 15:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ماذا لو تم صرف أموال الوقفين للتربية؟!
عدنان السباهي
هذا التساؤل قد لايعجب البعض لكنه تساءل معظم الشعب العراقي وخاصة الطبقة المحرومة، فالأموال التي تصرف على الوقفين لو صرفت على الفقراء والمساكين ولو تم بناء ملاجئ للمشردين ، وإقامة مشاريع صغيرة للأرامل والأيتام لساهمت وربما لقضت على ظاهرة الفقر والتسول في العراق، فهذه المليارات من الدولارات التي تصرف على الأبنية الخاصة بالوقفين والملاكات والعزائم والولائم ، وما نشاهد من عمران لمساجد ذات مساحات واسعة وفي أماكن مميزة تبنى بالطابوق المستورد والمرمر الأجنبي من المناشيء العالمية، والتي غالبا توضع صورة المرجع الفلاني أو القائد الفلاني على أبواب تلك المساجد فتصبح حزبية وسياسية، وتبتعد عن هدفها الأساسي وهو العبادة والتقرب إلى الله وليس البعد عنه، فتصريحات لجنة النزاهة بالبرلمان بان هناك عمليات فساد تقدر بمليارات الدنانير داخل الوقفين، وان المشكلة الكبيرة بدعم الإرهاب بهذه الأموال التي يغزوننا يوميا بمفخخاتهم وأحزمتهم الناسفة، وان ما نراه من تبذير بحقوق الناس ما هو إلا نوع من الاحتيال الذي يمارس بطرق قانونية ودينية مشروعة، وهو يناقض ما يقال من قبل الطبقة السياسية بمحاربتها الفساد والإرهاب، فالواقع المعاش من الفقر والحرمان والجهل والأمية المتفشية بسبب قلة الأبنية المدرسية بحيث لازالت هناك مدارس طينية في العراق ، والدوام لثلاث وجبات أو أكثر أو مدرستين بنفس البناية، ففي الوقت الذي يتم المطالبة والدعوات لتغيير المناهج الدراسية القديمة وطرق التدريس البالية التي أكل عليها الدهر وشرب، بما يواكب التطور العلمي والتكنولوجي وثورة المعلومات العالمية، تفاجات الأوساط المهتمة بالتعليم وبالمستوى العلمي بامتحانات الوقفين السني والشيعي والذي رافقه الغش والتزوير، وهذه التوجهات تعكس توجه الساسة لان الكثير منهم حصل على شهادة مزورة ليكونوا وزراء ومدراء عاميين ونواب برلمان ، وهناك كليات خلقت من اجل السياسيين والأدوار الثلاثة وغيرها، ماهية إلا إخفاقات السياسة تضاف للإخفاقات الأخرى ، وكان الأجدر بالحكومة وأصحاب الشأن صرف الأموال هذه لوزارة التربية التي تعاني من نقص الأبنية المدرسية للقضاء على الأمية، بينما يتم صرفها على أمور تضعف التعليم والرصانة العلمية وتجعل المجتمع جاهلا برغم امتلاك إفراده الشهادات العليا!!، فينبغي على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب العقول المستنيرة والوطنين، توحيد الجهود بتقليص الأموال التي تصرف للوقفين وتخصيصها لوزارة التربية من اجل النهوض بالواقع التعليمي، فأي مجتمع عندما ينهار فيه التعليم يصبح من الدول الفاشلة وأضننا نسير بهذا الاتجاه، فيا امة ضحكت من جهلها الأمم، فيتطلب دعم التربية بالأساتذة الأكفاء وتوفير كافة مستلزمات العلم والدراسة وإعطاء الأولوية للأهم والمتعلق بحياة الناس وبرأيي المتواضع إن التعليم أهم من الأكل والشرب وان سبب الماسي التي نعيشها هي الجهل والجاهلين فمن اختار الأمي غير الأميين.

#عدنان_جواد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات