|
سلفيون بلا حدود
كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 16:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• لا تعرف العلمانية الليبرالية لها مرجعية غير متطلبات الواقع، تحقيقاً لصالح الفرد، الذي يترتب عليه صالح المجتمع. • المشكلة ليست فقط مجرد جدل حول تقييم المحتوى، لكنها في الأساس تتعلق بمنهج التفكير ذاته، والذي يجعل من الماضي مرجعية للحاضر والمستقبل. . مشكلة مع السلفية الناصرية التي تربطنا بزمن بالخمسينات والستينات، والسلفية الاشتراكية التي تربطنا بالقرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، والسلفية الإسلامية التي تعود بنا للقرون الهجرية الأولى، وكذا السلفية القبطية الأرثوذكسية، التي تعود بنا للقرون الميلادية الأولى. . انتصار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (السلفية) على كل ما عداها من كنائس وعقائد مسيحية، يرجع لذات الجذر الذي أدى لاستشراء السلفية الإسلامية، رغم الفارق في المحتوى بين الاثنين. . هي سلفية العقلية المصرية إذن، مهما تنوعت الأفكار واليديولوجيات والعقائد. . في الحضارات القديمة كان التسامح والتعايش مرتبطاً بتعدد الآلهة، وظل هذا الحال حتى مع ظهور الكيانات الإمبراطورية، إذ تعايشت الآلهة المحلية، مع إله الإمبراطورية الرسمي الواحد، وقد أتاح هذا التعدد قدراً كبيراً من الحرية، كما اتاح نجاة من الجمود والثبات عند نقطة محددة من تاريخ الإبداع الإنساني. • الإنسان بدون عقل كالحمار، وبدون عاطفة يكون كالجدار، لكننا نعاني في الخلط بين يؤخذ بالعاطفة، وبين ما يقارب بالعقل وحده. . ربما لو استطعنا الفصل بين هذا وذاك، يمكن أن نرى العالم كما هو حقيقة. . تبقى مصيبة لو تصور السيسي أننا أو العالم يمكن أن يقبل عبد الناصر جديداً في مصر!!. . ما ارتكبه عبد الناصر ليس مجرد أخطاء، فالخطأ وارد لكل البشر. . ما ارتكبه جرائم وخطايا، مازلنا إلى الآن نتجرع نتائجها. . من يعجز عن التعلم من دروس التاريخ، يحكم على نفسه أن تدهسه عجلات الزمن. . تتميز الناصرية بأنها الكابوس الذي يمتد لسنوات طويلة بعد أن تستيقظ منه. . الطبلة والمزمار لا تستطيع تحويل البطل الافتراضي، الذي يتشكل في ضباب الحشيش والأفيون، إلى مصدر إلهام حقيقي، لشعوب خلفتها عربة الزمن. . هل هي صحوة الناصرية، أم موت النخبة المصرية فكرياً وسياسياً؟. . ما يحدث أنه مع مرور الزمن، تتجسد الأسطورة، وكأنها اكتست لحماً وعظاماً من جسد التاريخ. يتعملق القزم، ويتحول العربيد إلى رمز للعظمة. . ليس هذا اعتباراً واستقراء لما كان، ولكن لأن هذا ما تتمنى الشعوب الغارقة في أوهامها أن يكون. هي العوالم الموازية التي نصنعها لأنفسنا، نحيا فيها، ولتكون في ذات الوقت مقبرة اختيارية لنا. • الناصرية هي: الاستبداد والدولة البوليسية. الديكتاتورية وحكم الفرد، والقضاء على كل زملائه. المعالجات الجاهلة لقضايا البلاد المصيرية، مما أدى لانهيار اقتصاديات البلاد، مثل قوانين الإصلاح الزراعي التي فتت بها الأرض الزراعية، فصار من المستحيل الآن زراعتها بأسلوب اقتصادي، والتأميمات التي حولت المصانع التي كانت ناجحة في أيدي أصحابها، إلى أوكار لنهم المال العام، وسوء الإدارة، فتحولت إلى مراكز تخريب للاقتصاد، نحتار الآن في معالجتها. علاوة على قتل روح المبادرة الفردية لدى الشباب المصري، بتحويل الجميع إلى موظفين بيروقراطيين في مؤسسات الدولة، دون ما حاجة حقيقية إليهم، ليتحولوا إلى عبء، بدلاً من أن يكونوا قوة اقتصادية. الدخول في مغامرات عسكرية، أدت في النهاية لتحطيم مصر عسكرياً واقتصادياً وبشرياً بآلاف الشهداء. التآمر على أنظمة الدول المجاورة. هوس الزعامة والطموح الإمبراطوري، ما دفعه لمحاولة حذف اسم مصر التاريخي، واستبداله باسم يعبر عن هوية وهمية. تجريف البلاد من رجال الأعمال ورجال السياسة، وقتل الشخصية المصرية أو إخصائها، رغم خطاباته الديماجوجية، التي تشحن الجماهير بانفعالات، يسوقها بها إلى الحياة في عالم مواز، تلونه العزة والكرامة، في حين أدت سياساته لإفقار البلاد، وتدمير الجيش المصري، وجعل مصر مثار سخرية وازدراء من كل العالم. بث ثقافة وروح العداء للآخر الإسرائيلي والغربي، ما شكل أرضية ينمو فيها التعصب الديني والعداء للسامية والمسيحيين، فصارت الوطنية تعني العداء لآخر. أوصل القضية الفلسطينية التي تبناها إلى حالة كارثية، ضاعت فيها كل فلسطين وسيناء والجولان. . تلك هي الناصرية التي أخشى عودتها، لتقضي على ما تبقى من مصر المحروسة!! • تصيب الأغلبية مصالحها في مقتل، إذا أهدرت أي من حقوق الأقليات، وتذهب الأقليات بأرجلها للجحيم، إذا رأت لها مصالح خارج نطاق مصالح الوطن ككل. • رغم تمنياتي بزوال غمة النظام السوداني الحاكم الآن عن الشعب السوداني الشقيق، وتسليم المجرم البشير إلى محكمة العدل الدولية، إلا أنني صرت أتوجس من ثورات شعوب منطقة الشرق الأوسط، فلم نشهد حتى الآن بعد ما سمي "الربيع العربي" أي تقدم لهذه الشعوب، بل شهدنا تدهوراً ما بين فوضى وعودة للخلف. . عذراً يا أحرار السودان، فسوف أرقب ما يحدث الآن بقلق وتوجس وإشفاق.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس علمانية
-
بين الماركسية والإسلام السياسي
-
خربشات على وجه العواصف
-
ثورة أمة على المحك
-
مصر العظيمة تنتفض
-
نحو عالم بلا إرهاب
-
أمة في مواجهة الأغبياء والقتلة
-
في ذكرى انقلاب 23 يوليو
-
آمال المصالحة الوطنية
-
استعادة الإنسانية
-
خواطر علمانية
-
هي العودة للميادين
-
هو زمن الحسم
-
سويعات قبل شروق الشمس
-
النصر لمصر
-
رؤيتي للأيام القادمة
-
قتلة وأوغاد
-
كي لا ألدغ من جحر مرتين
-
هو حقاً ربيع عربي
-
ألف باء موضوعية
المزيد.....
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|