اصولية يوليو والنخبة الحمرا !!

سعد فتحي رزق
باحث
(Saad Fathi Rizk)

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 09:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

كلما مر شهر يوليو او اتي شهر اكتوبر وتقرب احتفالات اعز الاعياد ، اعياد تحرير الارض. مبعرفش افرح واعتقد ان كل اللي هيفتكر مصر اللي قبل الحركة المباركة في يوليو 52 مش هيعرف يفرح بالنصر, لان توابع حركة يوليو معملتش اي اضافة لمصر؟ لا علي المستوي الاقتصادي ولا الثقافي ولا الديني ولا الاجتماعي ولا الزراعي حتي.
وهو عكس ما يقولون لنا اليوليويون! ولا التاريخ بيقول الرأيين , الرأي اللي انا بقوله و الرأي الرسمي - المنتصر ! فبلاش تصدقني وبلاش تصدق بردوا الرأي الرسمي اقرا بنفسك واحكم بنفسك.
مصر من 52 وهي بتجرب نظام حكم مناسب لها !! بعد ان كانت القوي العظمي- امريكا تاتي وتجلس مع ملك مصر في مينا هاوس لتقرر مع مصر مخططات العالم !! روزفلت وفاروق في مينا هاوس. اقري وراجع المعلومات. او انظر اي حدث جلل حين جائت كوريا الي مصر لتتعلم من التجربة الديمقراطية والاقتصادية المصرية. وافرأ ايضا ان كوريا في نفس العام لم يكن فيها مبني خراساني يعلو لدورين, وهناك الكثير من الشواهد علي قيمة وعطمة مصر في هذه الفترة,
اري ان النظام الاقتصادي يفرض ثقافته علي الاغلبية وتسمي هذه الثقافة بالثقافة السائدة لان احدا لم يجتهد لتحصيلها. يعني لما كان النظام البرلماني في المملكة المصرية اللي كان نظامها الاقتصادي رأسمالي حقيقي وقتها، ولما كان البكوات والبشاوات هم رجال الاعمال كانت الثقافة السائده وقتها مسحوبة من تلك الفئة الي الفئة الادني اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وهوي ليس عيبا ولا ارسخ للطبقية بالمطلق. ولو مش عاوز تتعب نفسك في القراءه اننظر الي النخبة الحقيقية في اي مجال وقتها , من الذي اثر في الشعر والسينما والسياسة والتعليم والغناء والمعمار حتي الاقتصاد. ؟ من ؟ هم نخبة وطنية من نطبقات تعلمت من منابع الشمال الاوربي صاحب تجرب العبور الي ازمنة التنوير,
وليس الشرق البدوي الشحيح. كما حدث بعد الحركة المباركة التي اختارت طمس كل التجربة القديمة وانشأت نظاما اشتراكي يوزع فائض القيمة (ان وجد), علي من لا يعملون تحت شعار اسموه مبدأ العدالة الاجتماعية. وليس مبدأ تكافئ الفرص.
مش بس كدا! لأ دا كمان التثقيف بقي تثقيف ادبي من الدوله التي وجهنا بوصيلتنا الثقافية نحوها ، الاتحاد السوفيتي !! وبعدها ظهر المبالغة في كراهية الطبقة البرجوازية و انشاء البرولليتاريا. ومن هنا بدأت كارثة مصر الحقيقية حيث استبدلت كل النخبة في النظام الذي اسموه اقطاعي، وحل محله العامة من الطبقة غير المتخصصة وغير المؤهلة في كافة الشؤن بلا استثناء واحد حتي الموسيقي و السيرك و السينما اصبحوا قطاع عام !!!
فاصبح في مصر ثقافة استهوت عموم الناس وهي اشتراكية مبتوره ولا اقول شيوعيه ، جاء هذا النظام الجديد لينتج لنا اليوم اناس آمنت بهذه المبادئ لانها اعطت له قيمه زائفة وهميه كبديل عن لقب الافندي او البيه او الباشا. احساس ذاتي يعني نتيجة حرمانات قديمة بنت طبقته. فعوض عنه بقراءة الكتب الحمرا ,كتب الاشتراكية. وهي علي المستوي التحليلي نوع من انواع الاصوليه التي كانت مناخ خصب لتنموا فيه كل انواع الاصوليه.
الاصوليه الدينيه بشقيها ، فهناك من يستدعي تجربه الخلافة الاسلامية زي الاخوان وهناك من يذهب لاصولية اقدم فيذهب الي السلف الصالح زي السلفيين وهناك من يذهب ابعد ليجلب لنا الاصولية الفرعونيه لكي يحافظ علي الهوية المصرية. كله بيحاول بعد سقوط تجربة محمد علي باشا اللي حققت نجاحها بعد 150 سنه شغل حقيقي في بنيان المجتمع بنيان علمي بدأ من القاع و انتهي الي ان اصبحت مصر مقررة لمصائر الشعوب مع القوي العظمي. كل ده اتهد ورجعنا نجرب, ايا من الاصوليات انفع لنا ؟؟!!!
الحقيقة ولا اي من الاصوليات صالحة وخصوصا بمن اسموا انفسهم نخبه لمجرد انهم قرأوا بعض من الكتب الحمراء التي اثبتت التجربة العملية انها نظرية غير قابلة للتطبيق في 1991.
محدش من اصدقائي يزعل, انا عارف ان الحَمار كتير اقصد اللون طبعاً, بس هي محاوله مني لطرح مسار قراءة مختلف عن المسار الرسمي!!!

#سعد_فتحي_رزق (هاشتاغ)       Saad_Fathi_Rizk#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات