|
معاداة الإسلام ليست جريمة والمجاهرة بها حقّ إنسانيّ يجب أن يعترف به العالم كلّه
مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 10:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
معاداة الإسلام ليست جريمة والمجاهرة بها حقّ إنسانيّ يجب أن يعترف به العالم كلّه
"راجت مؤخرا على شبكات التواصل الإجتماعي «الفايسبوك» صورة لشاب يتعمّد الدوس على المصحف الشريف. وفي هذا الإطار أكدت وزارة الداخلية أنه «تبيّن من خلال التحريات الأولية أن الصورة ألتقطت خارج تراب الجمهورية التونسية وهي لشاب تونسي لا يتجاوز عمره 20 سنة ويقيم حاليا بإحدى الدول الأوروبية». كما صرحت وفق بيان صادر عنها بتاريخ 26 سبتمبر الجاري أنّه تم التنسيق مع النيابة العمومية في الموضوع وقد فتح بحث عدلي في الغرض، كما أنّه تمّ إعلام الأنتربول الدّولي لإتخاذ الإجراء المناسب في شأنه." هذا الخبر ورد البارحة في صحيفة "المغرب" التّونسيّة (الجمعة 27 سبتمبر 2013، العدد 639، ص 15). خبر رائع ويليق بـ"أحسن الحكومات في التّاريخ"، الحكومات التّونسيّة الإسلاميّة النّهضويّة الإخوانيّة ذات الماضي الإرهابي والحاضر الذي لا يقلّ عنه إرهابا، هذه الحكومات التي ساعدت المدّ الإرهابي (المنسوب للسّلفيّين) أحسن مساعدة حتّى إنتشر وتغلغل وبثّ أذرعه الأخطبوطيّة في كلّ أنحاء البلاد وفي كافة أجهزة الدّولة أيضا، فكانت بذلك خير مساهم في تحطيم الجمهوريّة ورمي سمعة تونس في الوحل ليمرّ عليها جيش الإرهاب الإسلامي وهو يحاول إعادة مجد الخلافة الإسلاميّة بالقتل والذّبح والإغتيالات. فالأمر محسوم الآن: تونس دولة إرهابيّة تقودها جماعة إرهابيّة ("حزب حركة النهضة" أو "حركة الإتجاه الإسلامي" مثلما كان يسمّى في الثّمانينات والتسعينات من القرن الماضي) وهي دولة داعمة ومنتجة ومصدّرة للإرهاب. وهذا الخبر ينبئ بمستقبل مظلم أو بإنعدام المستقبل أصلا، إذا تواصل حكم "الجرذان" (كما كان يسمّيهم "معمّر القذافي")... وهل يمكن أن ننتظر من الجرذان غير الفساد والخراب؟ لكن، ليس هذا هو موضوعنا هنا، فما أوردت هذا الخبر إلاّ لأنّه جزء من حكاية أكبر حدثت لي البارحة وكتبت فيها تعليقين طويلين على موقع الفيسبوك، وإنّما أردت جمعهما في مقال واحد تعميما للفائدة وليفهم بعض من إختلطت عليهم الأمور والمواضيع بعض الحقائق التي قد لا يخبرهم أحد بها. ذاك الخبر هو الجزء الأوّل من الحكاية، أمّا الجزء الثاني فهو الآتي: نشر أحد المسؤولين عن صفحتي على الفيسبوك صورة لرجل يلبس زيّا ساخرا متكوّنا من العشرات من الأعضاء التناسلية الذكورية المنتشرة على كامل جسده وقد كتب عليها كعنوان: "محمّد بن آمنة، رسول النّكاح، وهو يتجول في المدينة ليلا ويبحث عن أيّ شيء ينكحه". وكانت التعليقات تتراوح كالعادة في مجتمعاتنا "العربية الإسلامية" المنافقة بين الشّتائم واللّعن، وهو شيء تعوّدنا عليه نحن الملحدون، بل أصبح جزءا من أيّامنا، نفتح أعيننا عليه ونغمضها عليه. ولكنّ أحد التعليقات استرعى إنتباهي. كان تعليقا مطوّلا فقرأته، لأنّ معظم التعليقات التي تحتوي على الشتائم تكون عادة قصيرة. كان التعليق هو الآتي: "السؤال الذي يجنب تونس ويلات الحرب المقدسة لماذا كلما تعاظم فشل الترويكا يظهر شخص يضع المصحف في دورة المياه أو يضع المصحف في سلة المهملات أو ينشر صورة للنبي جسده عاري مزروع أعضاء تناسلية؟ وهل نشر هذه الأشياء يراد منه إحداث صدمة النفسية أعمق من الإغتيال الذي سيليه وضمان ضعف تأثير الإغتيالات نسبيا؟ ربما عصابات الإجرام السياسي تستعمل تقنية العلاج بالصدمة كلما تعاظم فشلها تدنس المقدسات ثم تقوم بإغتيال معارض حتى لا يحدث الإغتيال الزخم القادر على إسقاط حكمها وحتى التخلص النهائي من كل معارضها، ولو ثبتت صحة هذا التحليل فمثلما وضع المصحف في دورة المياه قبل إغتيال الشهيد شكري بلعيد ومثلما وقع ترويج لحملة الإفطار الإستفزازي في رمضان وغيره قبل إغتيال الحاج محمد الإبراهيمي سيحدث إغتيال لشخصية سياسية أهم من الشهيدين لأنه هذا الإسبوع وقع ضع المصحف في سلة المهملات ونشرت صورة للنبي جسده عاري مزروع أعضاء تناسلية." ووجدت تعليقا آخر من طرف فتاة تدعى "سندة كمون"، تونسّية، قامت بنشر رابط الصّورة على صفحتها الخاصة ومعها التعليق التالي: " لم تبق للنهضة وسيلة للبقاء في الحكم سوى استئجار المرتزقة لتهجم على القرآن ومحمد ومن ثم التسويق لحماية المقدسات هههههه قد تقوم حرب مقدسة بتونس لبقاء االفشلة بالحكم." فكان ردّنا كما يلي: "رسالة للعاهات التي تتهمنا بأننا مستأجرون من طرف حركة النهضة في تونس ومن بينهم الآنسة سندة كمون التي تقول: «لم تبق للنهضة وسيلة للبقاء في الحكم سوى استئجار المرتزقة لتهجم على القرآن ومحمد ومن ثم التسويق لحماية المقدسات هههههه قد تقوم حرب مقدسة بتونس لبقاء االفشلة بالحكم.» لهؤلاء العاهات نقول: الترويكا تحكم تونس بسبب الشعب الجاهل (أي بسببك أنت وغيرك) الذي لا يفكّر ولا يأخذ عبرة من الماضي. لا أحد يجهل حقيقة حركة النهضة وجرائمها في الثمانينات والتسعينات، لكن الشعب الجاهل إختارها على أساس أنها "حزب ربّي"، فوجد "***". ووجد الإرهاب والإغتيالات والإفلاس. المشكلة ليست مشكلة ملحدين أو فيلم مسيء يساهم في الرفع من أسهم حركة النهضة أو غيرها. المشكلة في شعب زبالة لا يفهم وفي نخبة زبالة لا تعرف كيف تستخدم عقولها وفي حزب إخترتموه بأنفسكم فزرع أذرعه في كل مكان وداس على رقابكم بتواطؤ منكم سواء بالعمالة أو بالسكوت. المشكلة مشكلتكم أنتم وليست مشكلة من وضع القرآن في المرحاض أو من تبول عليه. من داس على القرآن يعبّر عن رأيه، ونحن حين نشرنا الصورة التي تتحدث عنها عبّرنا عن نظرتنا لرسول الإرهاب والنكاح. التعبير عن الرّأي حرّيّة تكفلها كلّ المواثيق الدّوليّة، فهل هناك ميثاق دولي واحد يجرّم تصوير رسولكم أو معاملة القرآن معاملة أيّ كتاب آخر؟ بإختصار، هذه حريتنا نمارسها مثلما يمارس المتديّن حريته في رفع دبره للسماء خمس مرات في اليوم وفي قراءة قرآنه الذي يحرّض على الإرهاب ويلعن كلّ غير المسلمين في العالم كلّه. فلا تلقوا بتبعات حماقتكم وجهلكم على الآخرين. أنتم إخترتم قمامة الأحزاب الإسلامية وأنتم وحدكم تتحملون مسؤوليتها. وإذا أردتم محاربة الإرهاب في تونس، عليكم أن تحاربوا الإسلام نفسه، إذ لا ينفع أن تقطع أذرع الأخطبوط مادام الرّاس حيّا، لأنّه سينبت أذرعا أخرى وبالتالي ستعودون للنقطة الصفر. الإسلام هو المشكل. الإسلام هو رأس الدّاء ومصدر الإرهاب. متى تفتحون أعينكم، يا من تريدون الجمع بين المتناقضات؟ الإسلام والتقدم لا يلتقيان. الإسلام والحرية لا يلتقيان. الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان. الإسلام وحقوق الأقليات لا يلتقيان. الإسلام والحياة لا يلتقيان. إفتحوا أعينكم، أو سارعوا بإحراق أنفسكم، لأنّ الإسلام سيحرقكم آجلا أم عاجلا." لم تردّ الصّفحة التي نشرت التعليق الأوّل عليّ، ولكن وجدت تعليقا جديدا من طرف نفس تلك الفتاة المذكورة أعلاه تقول فيه: "سأجيب هذا تافه ولكن بطريقة أكثر تحظر، أولا أنا يهودية وليس لي رغبة بأن يتحول سكان العالم إلى يهود ولا تعنيني جزيرة العرب سوي سكنها البشر أو الحيوان المهم بأن لا تصدر مخاطر تهدد كوكب الأرض، ثانيا ماذا ستستفيد أنت عندما يتحول العرب إلى ملاحدة مثلك؟ هههه مهم ان تحدث الفوضي بغية الشهرة، ثانيا أنا لا أتحدث عن الأديان لأنه لا أحد يملك الحقيقة فقط نتبني الدين الذي ورثناه حتى لا نذهب إلى الفراغ ونحاول دوما أن نجعل ذلك الدين لا يتخالف مع قيم العصر حتى لا يسقط، ثالثا شعب تونس ليس على نفس الدرجة من الوعي ولا يمكن للأغلبيته فهم أن النهضة حزب فاشي النزعة والنشأة ولا يمكنه الرقي بأخلاق المجتمع ويسيطر على عقول انصاره قيم فاسدة، رابعا انا دوما أنتقد الإسلام فيما يتعلق بتهديد حريتي وهويتي التونسية التى تسري في عروقي دون ذلك الأسلام كمعتقد شخصي لا يعنيني طالما لا يفرض علي معتنقيه قيود وسأواصل نقد الإسلام بشراسة طالما هناك من يريد تعطيل إنتماء تونس للعالم المتحظر ومعادات المساوات المطلقة وغيره ولكن بمجرد إندثار الأحزاب الدينية لن أضيع وقتي بأنتقاد الإسلام، خامسا وأهم انا لا يعنيني محتوي صفحتك وحريتك في نشر ما تريد ولكن عليك كتافه تددعي انك طبيب المدينة الوحيد أن لا تمارس حريتك على حساب إستقرار الخضراء والمواثيق الدولية تبقي محترمة بتونس حتى بعد قمع أمثالك لأن الحرية جعلت لتحدث الإستقرار وليس لتعذيب الجهلة والمسربلين دينيا ثم نعت ردة فعلهم بالإرهاب فإرهابي هو من يبادر بالعنف مثلك ومثل من انتهك سلم المدنيين بأبراج التجارة عالميين وفعلا هناك تزامن رهيب بين ما يقوم به أمثالك والإغتيالات وهذا ليس نوع من ثقافة المؤامرة لأن أمر تكرر." فكان ردّي الأخير كما يلي: "جوابنا سيكون مطوّلا نسبيّا، لكن نرجو أن نأتي من خلاله على مختلف النقاط التي ذكرتها. أولا، التزامن لا يراه إلا أمثالك ممن عشّشت في أدمغتهم الفارغة نظرية المؤامرة، بتشعّباتها وألوانها وأشكالها المختلفة. نفس النظريّة التي يهواها المسلمون إلى حدّ الإدمان ("التخلف الإسلامي مؤامرة من الغرب الكافر الذي أبعدنا عن ديننا"، "العالم كلّه يكره الإسلام ويريد الإطاحة به"، "حقوق الإنسان مؤامرة غربيّة على الإسلام"، حتّى "الثورات العربيّة مؤامرة صهيونية أمريكية على الإسلام والمسلمين"). إذن، من هذه الناحية أظنّ أنّك قد رضعت من نفس الثدي الذي رضع منه راشد الغنوشي وعلي العريض وأبو عياض والحبيب اللوز والصادق شورو وعبد الرؤوف العيادي وغيرهم ممّن هم في السّلطة اليوم في تونس... ثانيا، لا يهمني إن كنت يهودية أو مسيحية، فهذا أمر لا يعنيني في شيء، لكن إن كنت مسلمة فهذا أمر يخصّني ومن حقي نقدك وإنتقادك والسخرية منك أيضا (وكلها طرق تعبير) ولتعلمي أن نقدي للمسلمين وللإسلام هو دفاع عن حقّي في أن أكون حرّا وأن أقول ما أريد وأن أفكّر مثلما أريد متى أريد دون أن أجد حمارا مسلما يكفّرني أو (مثلك) يتّهمني بالعمالة لأي طرف كان لأنّه يرى في نقدي أو إنتقادي أو حتى سخريتي جرحا لشعوره. إذا كان كلامي جرحا لشعور المسلم أو كما تقولين "تعذيب الجهلة والمسربلين دينيا" (ولا أعرف أصلا أيّ معنى تريدين إبلاغه بلفظ مسربلين دينيا، لكن لا يهمّ) فهذا لا يهمّني، خاصة أن المشكلة في الأصل هي مشكلة هؤلاء الجهلة الذين لا يريدون الحرية إلا لأنفسهم ويجهلون حقيقة دينهم ويدافعون عنه مثلما يدافع الكلب عن عظم يخاف أن يُنتزع منه فيخسره (وهنا دلالة على أنّ المسلم ليس مؤمنا بالدرجة التي يتصوّرها ويصوّر بها نفسه، فإيمانه هشّ وضعيف حتى أنّ أقلّ كلمة نقد تستهدف دينه يمكن أن تغضبه وتجعله يحرق العالم ليثأر من قائلها وممّن لم يقلها أيضا وهنا قمّة الهشاشة). ومثلما يقال: لا يعذر الجاهل بجهله. ثالثا: تقولين أنه "بمجرّد إندثار الأحزاب الدّينية لن أضيع وقتي بإنتقاد الإسلام". إسمحي لي أن أقول لك أنّك لا تختلفين عن المسلمين مغسولي العقول في شيء لأنّك تنتقدين القشور وتنسين اللب. تنتقدين الأحزاب الإسلامية وتنسين أن الأصل الذي ينهل منه جرذان الأحزاب الإسلامية هو القرآن والسّنّة والأحاديث. تنتقدين الإرهاب ولكنك تنسين المصدر الأساسي للإرهاب وهو القرآن. وكما قلت لك سابقا، لا يصحّ أن نزعم أنّنا ضدّ الإرهاب إذا لم نكن ضدّ الإسلام وتعاليمه وشريعته الحيوانية وإيديولوجيته الفاشيّة المقيتة. وكلّ مدافع عن الإسلام، سواء كان ذلك عن جهل وتعصب أعمى أو عن معرفة بخفاياه، هو مساند وداعم ومؤيّد ومتواطئ مع الإرهاب. ولنفترض جدلا أنّ الأحزاب الإسلامية لم تعد موجودة في تونس، ولنفترض أيضا أنها لم تعد موجودة في العالم كلّه، هل سيتوقّف الإرهاب؟ لا. لأنّ الإسلام سيبقى موجودا ولأنّه دين مبني أساسا على الإستعمار والغزو والسبي والقتل والرّجم وقتل المرتدّ وجلد الزاني، إلخ. ولأنّه دين مسموح فيه الكذب والخداع خدمة للمصالح، وخاصّة لنصرة الإسلام. إذن، إرتحنا من الأحزاب الإسلاميّة (القشور) وبقي الإسلام (لبّ المشكل)، لذلك "حكايتك فارغة" كما يقال. وسيبقى الإرهاب موجودا ينتقل عبر التعليم والتلقين من المهد إلى اللحد وسيبقى الإرهابيون بيننا وإن لم يصرّحوا بأفكارهم ونواياهم كخلايا نائمة في حالة "كمون" إلى أن تحين مرحلة القوّة و"التمكين" فيعودون إلى السّطح ليخرّبوا ويقتلوا ويحرقوا بإسم ربّهم وقرآنهم. في حقيقة الأمر، أنتم توهمون أنفسكم بأن المشكل هو الأحزاب الدينية والبعض الآخر يتوهّم أنّ المشكل هو الوهابيّة، كلّ هذا نفاق وتعلات تصنعونها لكي لا تعترفوا بأن الإرهاب جزء من الإسلام، بل جزء من حياة محمد بن آمنة ودعوته الإرهابية، بل جزء من القرآن نفسه الذي يقرؤه المسلمون كل يوم لاعنين اليهود والنصارى ومهدّدين العالم كلّه بالخراب إن لم يدخل "للدّين الحقّ"... وكلّ ذلك على لسان ربّهم الخيّر الكريم العفوّ الجبّار القويّ الحكيم الذي يضع نفسه في مرتبة "مخلوقاته" فيلعنهم ويسبّهم ويشتمهم ويهدّدهم... رابعا: أنا لا أمارس حريتي على حساب الآخرين، لأنّ حريتي في الأصل ليست مرتبطة بالآخرين بل هي مرتبطة بي أنا شخصيّا وبقناعاتي ولا يجب ربطها بالآخرين أصلا ولا يمكن إلاّ في حدود قواعد أخلاقية أوّلها وأهمّها "عدم التحريض على العنف والقتل والإرهاب" مثلما يفعل القرآن ("قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ” سورة التوبة، آية 14. "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ”. سورة التوبة، آية 29. "الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا ”. سورة النساء، آية 76. "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير ”. سورة الأنفال، آية 39. إلخ) ومثلما تقول الأحاديث (”أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح”، هذا في صحيح ابن حبان و قد صححه الشيخ الألباني في صحيح السيرة النبوية ص 149 وقال عنه أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد: إسناده صحيح، والذبح في اللغة هو قطع العروق المعروفة في موضع الذبح من الحلق بالسكين. ”واعلموا إن الجنة تحت ظلال السيوف” وهذا في صحيح البخاري و مسلم. إلخ) والسّيرة (أما من السيرة النبوية فسنوات ما بعد الهجرة كلها جهاد وقد كان عدد غزوات محمد 27 غزوة و56 سرية قاتل بنفسه في 9 غزوات منهن… وكل ما يقوم به الإرهابيون المسلمون اليوم ما هو إلا تقليد محمد في هذه الغزوات فهم يقلدونه في كل شيء.) فالشيء الوحيد المقدّس عندنا، وحتّى في المنطق البسيط، هو الإنسان ككائن حيّ، أي كجسد (الحرمة الجسديّة)، وما عدا ذلك فهو ليس مقدّسا، بل هو قابل للنقد والإنتقاد والسخرية أيضا. فنقد المعتقد والسخرية منه لا يمثلان إعتداء على الآخر، وإلا فمن الضروري أن يعترف المسلمون بأن ربّهم أهان اليهود والنصارى في قرآنه وبالتالي يجب عليهم تعويض "الأضرار المعنوية" التي لحقتهم طيلة 1400 سنة من الدّعاء وتلاوة القرآن والخطب والمواعظ والمصنّفات في تكفير اليهود والنصارى دون أن نحصي المرات التي شتمهم فيها المسلمون بمبادرة شخصيّة. إذن فالتعرّض لمعتقدات الآخرين ليس فيها أيّ ضرر أو إعتداء، مادام المسلمون يدّعون أن دينهم جاء للعالم كلّه ويعرضونه كسلعة على قارعة الطّريق فمن الطبيعي أن تدوسه بعض الأقدام... كأن نتعرّض للقول بأن محمّد بن آمنة ليس إبن عبد الله لأنّه ولد بعد موت هذا الأخير بأربع سنوات... فما نقوله قالته المصادر الإسلاميّة قبلنا بمئات السّنين ولم ير فيها أحد أيّ إعتداء، بل حتى في الزمن الحاضر، هناك فتوى من شيخ الأزهر تقول أنّ فترة الحمل في الإسلام أربع سنوات، وهي مرتبطة بمسألة نسبة أبوّة محمّد بن آمنة لعبد الله... فأين الإعتداء في تكرار ما قاله الآخرون؟ حتّى عندما نتعرّض لنعت رسول المسلمين برسول النكاح أو بالإرهابي، فهذا كلّه مدوّن في مراجعهم الإسلامية إمّا بالقول الصّريح أو بالتلميح. فمن الطبيعي أن ننعته برسول النكاح عندما نجد حديثا يقول أن محمدا "كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة" وأنّه "أعطي قوّة ثلاثين" رجلا (صحيح البخاري) وفي أحاديث أخرى "قوّة أربعة آلاف رجل" ("فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، للحافظ بن حجر العسقلاني)... ومن الطّبيعي أن ننعته بالإرهابي نتيجة لعدد الغزوات التي قام بها ولعدد ضحاياه ولعدم إحترامه أدنى القواعد الإنسانية مثل التّعامل مع الأسرى المستسلمين العزّل (مذبحة بني قريضة). فإذا كان المسلم يرى هذا إعتداء على رسوله، فالأصحّ أن يوجّه إتّهامه للمراجع الإسلامية لأنها هي التي مكّنتنا من النصوص والتفاسير والأدلّة التي نعتمدها. والأولى أن يطبّق المسلم قاعدته العقديّة المشهورة "ناقل الكفر ليس بكافر"، ولو كان متأكّدا من كفرنا، لأنّ الأصل يحاسب قبل الفرع، وبالتالي عليه أن يقرّ بأنّ ناقلي الأحاديث النبوية كفّار وبأنّ مفسّري القرآن كفّار أيضا بل وبأنّ القرآن نفسه كافر لأنّ الكثير من آياته تطعن في أخلاق محمّد بل وفي أخلاق الإله الإسلاميّ نفسه. أعتقد أنّ جوابي واضح ولن أطيل الحديث أكثر، فما يُستشف ويفهم من بين السّطور أكثر ممّا يستحقّ تعليقك السّابق من تفسير وشرح. واللبيب من الإشارة يفهم."
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزّنا الشرعي بين آيات محمّد بن آمنة وفتاوى جهاد المناكحة لم
...
-
الدّليل على تفاهة إستعمال مبدأ السّببيّة لإثبات وجود الإله ا
...
-
الدين في التحليل النفسي
-
كريستوفر هيتشنز يتحدّث عن -الإسلاموفاشيّة- أو -الفاشيّة الإس
...
-
في تفاهة إستعمال المسلمين لحجّة العدد لإثبات صحّة الإسلام
-
الإسلام والجهل المقدّس
-
مركّب النّقص عند المسلمين والبحث عن مصداقيّة للإسلام لدى الأ
...
-
عملا بمبدأ من فمك أدينك: هذا إعتراف أحد الدّعاة المسلمين بأن
...
-
حديث عن الله والذّباب وأشياء أخرى
-
التّكفير والقتل والإرهاب كوسيلة للإقناع في الموروث الإسلامي
-
الرّأي المبين في تفاهة تجّار الدّين – -نوفل سلامة- أنموذجا
-
نموذج من ثقافة المرأة-السّلعة في تفكير شيوخ النّكاح
-
من إكتشافاتي الرّائعة على الموقع: الصديقة -منية زرّاع- من تو
...
-
ردّ على تعليقات الزّائر صالح الوادعي على المقال -شذرات من وح
...
-
أمثلة من فتاوى شيوخ النّكاح والإرهاب - ما حكم لعن الكفار من
...
-
شذرات من وحي الخاطر - حول شروط نقد الإرهاب
-
إزدواجية المعايير عند المسلمين
-
عندما يصبح الحمار داعية والبغل دكتورا في كلّ العلوم
-
ردود سريعة على تعليقات الأصدقاء حول المقال -ردّ موجز على الم
...
-
ردّ موجز على المقال المتهافت -مالك بارودي اثبت لنا ان الله غ
...
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|