أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الصفار - الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي















المزيد.....


الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 07:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



*تحطيم العقل و سقوط الخرافة و نضال الشعوب *

الشعوذة أساس الأديان وهي بدائية الإنسان في تحديد موقعه سواء في الكون أم تأشير مركزه الاجتماعي و الطبقي, ليختلط كل شيء بالخرافة و صراع الإنسان الدامي في الحياة, و بدهاء جرى ترسيخ سلطة السادة و الملوك لاستغلال العبيد و المرأة وتم غزل الأساطير و الطقوس و تشريع قوانين العقاب و الثواب. فالخرافة اعتمدت التحريم و الثواب لتفصيل الحقوق الطبقية, فجاءت كلها بأساس خاطئ و ليبنى عليها كل تشريع الحق لزمن العبودية القامع لحقوق البشر, إذ تجسد فيه بربرية مهينة للإنسان!

لنلاحظ الأسطورة المعروفة للجميع! أسطورة الطرد من الجنة. فنحن لا نعرف الكثير عن كيف كان يعيش آدم و حواء في الجنة. لكن نعرف فقط أن أمر قاسي قد حدث, فجاء الطرد من الرب, المالك للكون. فبهذا عرف البشر أول شكل للمُلكية الخاصة و جبروت رب العمل و صاحب السموات و الأرض و مالك البشر الأول. وهكذا جاء الإذلال الأساسي لآدم أمام الله, أي أمام أول رب عمل. و ليترجم الذل ب و ما أني إلا عبدك الذليل و الحقير! و بهذا بدء اختزال حقوق البشر إزاء السيد المالك في تطبيق العرف السماوي في التسلسل من الله و ملائكة و بشر من طين, و ليتطابق مع الفوارق الطبقية من سادة وعبيد في المنفى الغبي (الأرض) الذي قذف به الله آدم و حواء!

هكذا كانت البداية لطرد آدم من بيته و تسريحه من حياته المرفهة التي تقود نحو الفوارق الطبقية, لا استطيع أن أقول من عمله إذ الأسطورة لم تخبرنا شيء عن العمل و قيم و ثقافة الإنسان الأول سيدنا ( آدم ). لكن لنلاحظ التبرئة لآدم و هو يخلد و ليبقى (سيدنا آدم ) رغم الطرد من الجنة, بإغواء حواء و بتحريض الشيطان, الذي هو, أنتاج الله الخصيص ( لآدم ) و ذريته إلى يوم القيامة!

فتبدأ الحياة بأول ضحية, التي هي حواء التي أغوت السيد آدم. ليتم عقابها الأزلي, بلعنة آلام الحمل و الولادة. ليتجسد بؤس الخلق و البدايات. إذ بدءً تم الازدراء الجنسي ( للمرأة ), التي هي الأم و البنت و الحبيبة. فالحق اللاهوتي بُني ليكون هناك كبش فداء, بحواء ضعيفة القلب و قليلة العقل. ليتواصل استمرار غزل مؤامرة كبيرة, إذ يتطور مبدأ الحق والعقاب على يد ( الأنبياء أحفاد آدم ) و لتستمر توجيه اللعنة للضعفاء و التحقير للمرأة عبر العصور و ليخرج الرجل ذا سطوة, فهو السيد الجلاد و النبي. و تبقى المرأة غاوية ناقصة دين و عقل. و ليُصَورُ أحياناً الرجل ضحية يدفع ضريبته على الأرض بعد أن فقد الجنة بسبب حواء الغاوية, وهنا يكمن الإيحاء لتمتلك المرأة و كل العبيد, أحفاد النبي آدم.

و بكل سهولة و شرعية صار حجاب للمرأة, و الذي هو فقط لحماية الرجل من إغواء المرأة. إذ الله لم يختار من نساء الأكوان إلا مريم العذراء و أبنه المسيح. ليتطور اعوجاج التاريخ و الحياة و من زمن بدائية البشر. لنعيش اليوم أكبر مهزلة للإسلام السياسي. فكما كان إبهام ولا معقولية خرافة الدين و الطرد من الجنة. لتكون السلطة الدينية أكثر ديماغوجية, فهي من توزع الشر ثم لتضع قوانين للتحريم والعقاب, التي يكمن فيها الإجحاف والظلم الجنسي و الطبقي.

و كل شيء يغلف بلبوس الشرعية المقدسة. بنظرة فاحصة, نرى أن السادة من أقطاع و نبلاء يعكسون سيطرة الطبقة الحاكمة, التي تحتاج لقانون يضفي شرعية على مُلكية النهب الخاصة لاضطهاد البشر, ليدفع الثمن الفقراء كما دفعت حواء قبلهم ضريبة يصعب علينا استيعابها. بهذا يكون السيد المالك مرآة تعكس صورة الله على الأرض تُجسد غاية السلطة, حين صار المليكُ و رجل الدين خليفة الله في الأرض.

فالله أزدرى آدم و حواء و وجه العقاب فهم بشر,عوام عبيد, ليسوا من جنس الملائكة. و هكذا عرف الإنسان التسلسل و السلم الطبقي و بدء يعمل وفق قوانين الأسطورة و الخالق و أخلاقه و مزاجه و جبروته. فكما هناك ثغرات في هشاشة الأسطورة و غرابة إرادة الخالق و حكمته, جاءت غرابة الأديان و الأنبياء و الشرائع. فكما الله خلق حواء و الشيطان و بدء الظلم و العقاب و العجائب و الطوفان.

فآدم صار النبي الأول, لكن بغرابة تبقى الجنة تحت أقدام الأمهات! فهكذا كان الشيطان من ارفع و أرقى ملائكة الله في التعبد, ليتمرد و يتجبر لكن يؤجل عقابه و هو يستمر في الإغواء. فهكذا يبجل الرجل و ليسطر على المرأة, التي تستمر في أن تكون ناقصة عقل و غاوية وليؤجل عقابها. لكن ليلاحقها الأنبياء و القساوسة و الملوك و القرضاوي والعريفي, و بهذا نستمر في العيش في قيعان الخرافة النتنة و هشاشة أفكارها المدمرة و الدامية.

أن هشاشة الأسطورة و منطقها الغريب, ينعكس على شكل سلطة و جبروت أحفاد آدم. فالتناقض نزل من السماء و ليستمر في الحياة بعد أن كان تناقض في بلادة أسطورة الخلق ليتحول إلى تناقض طبقي صارخ يفضح عورة دين زمن العبودية. إذ المرأة السعيد دائما حاضرة وعلى دوام العصور, فهي زوجة السيد الإقطاعي أو زوجة المليك, فرغم أنها من جنس حواء الغاوية الناقصة للعقل, ممكن أن تصبح ذات سطوة و تتسلط على الشعب. هنا يبرز التناقض و البلادة و القانون الطبقي الذي يساوم بكون المرأة غاوية. كما برز هشاشة سلطة الشيطان واستمرارها على تحريض البشر إلى يوم الحشر.

الحق الديني لزمن العبودية و البرجوازية يتجسد بتسلط السادة على العوام. نحن نعيش لليوم على إعادة إنتاج الخرافة و في أعلى مراحل انحطاطها وتناثر شظاياها المدمرة متجسدة بالتحريم والتكفير و فتوى النكاح و حزام التفجير لهدر حياة البشر.

فأخلاق الامتلاك وانعكاسها في حياة بشر سواء في مجتمعاتنا أم غيرها. هي برمجةُ عقلُ الإنسان عبر أسطورة الدين و شكل الحياة و من آلاف السنين. فقيم العبودية ضاربة في النفس البشرية إذ خلدها الدين و القس و الشيخ و الملك. أصفُ ذلك, أن البشر يوميا يتجرع قطرة من قيم العبودية منذ الولادة حتى أيام دراسة الجامعية. بهذا تكون العوام كما الرابورتات لتنتج الماضي في اليوم الحاضر.

لكن ظهور الفوارق الطبقية و تصاعد الصراع الطبقي كان دائما هو المحرك للتاريخ, فالبشر بتنوعه الطبقي, تتنوع نوازعه الفكرية, لينتج و على أساس انحيازه الطبقي تجمعاته أو تنظيماته و ليبرز نضاله و ثوراته عبر مجرى التاريخ و تعرجاته و شكل المرحلة الاقتصادية للشعوب, و طبعا للطبقات الفقيرة و الأحرار دور كبير في التغيير.

التربية عندنا متأتية من زمن فهم المصلحة الذليلة و التملك أي ثقافة العبودية, التي تؤكد تقديس الملكية الخاصة. فالخوف من ثقافة القطيع الديني هو حالة بوهيمية تجبر البشر على الانحياز الأعمى للموروث و خرافة قبول القسمة الظالمة التي يقودها السلطان و النبي, و ليخنع لها العبد الذليل و المرأة الضعيفة, إذ هُيئت العقلية و من البداية للخشوع. لذا قال ماركس "الدين أفيون الشعوب".

لكن عبر الزمن صار هناك نقدٌ لقيم العبودية و تجلى ذلك في عقول الأحرار و في صفوف العبيد الذين بدءوا يعوا مصالحهم الطبقية. لتحدت مثلا في العراق ثورة الزنج و في روما ظهر سبارتيكوس, ليرفض سباتيكوس التمتع الجنسي بامرأة وهو في قفص العبودية. رغم رغبات الليل القاسية ليعكس التمرد على قيم العبودية. من هنا نشعر اليوم تخلف بشرنا القاسي, الذي لم يفهم أبجديات ثورة العبيد قبل أكثر 3 آلاف عام. فثقافة ملكية خاصة و امتلاك العبيد, التي هي ثمر أديان العبودية. ولتأتي الرأسمالية لتجسد السقوط الأخلاقي لحضارتنا.

المهاترات الدينية و الطائفية هي التي تطغي اليوم. فصار هناك أجندات تعمل من أجل التناحر الديني و الطائفي. ذكري لسبارتكوس و ثورته ضد العبودية و عدم مضاجعة المرأة التي قدمت له في قفص العبودية, أردته به ليوضح أن الإنسان لم يولد عبد و لم يولد شاذ, بل الأنبياء و الأديان و المليك و كل الخرافات, هي مَنْ تحول الإنسان إلى مسخ! كيف؟

فقبل 3 آلاف عام رفض سبارتكوس و في زنزانته مضاجعة جنسية مع امرأة من طبقة العبيد, و في ظرف الكفاح ضد العبودية. لكن اليوم و بعد كل هذا لتاريخ الطويل لصراع الإنسان من أجل الحرية, يطل علينا الإسلام السياسي و المليكُ و اوباما و رجال الدين المشعوذين ليقود البشر إلى المربع الأول, بكلمة أخرى ليعودوا بالبشر إلى تشريع و أخلاقيات زمن العبودية, ليتحفونا بنكاح الجهاد أو جهاد النكاح, التمتع الجنسي قبل لقاء حور العين في الجنة.

التملك ظهر من آلاف السنين حين قُضي على المشاعية البدائية, حين ظهر الصياد و الإقطاع والنبيل الارستقراطي و بهذا صار دين و شرع و صار هناك قانون يسن من اجل الملكية, و ليحدد القانون كيف تبتاع العبد و تحافظ عليه على قيد الحياة من اجل إنتاج الثروة. هكذا صارت المرأة خادمة ليس للسيد فقط بل لبعلها, أن نظام العبودية طغى في كل مكان في الشارع شرطة الملك لامتلاك الشعب, وفي البيت الرجل يمارس السطوة على الزوجة, ليجسد امتهان الإنسان.

لتمتد يد السرقة حتى إلى النسب, إذ كان النسب يعود للمرأة وهو أكثر صدقا. فمن رأى عملية الولادة يقر في ذاته أن الابن يستحق أن ينسب إلى الأم. فحتى أسطورة يوم الحشر تَدَعي أن منادي السماء ستنادي على الإنسان متبوعا باسم الأم, إذ أمر الخيانة الزوجية واردة. لهذا نسب الأب زائف لا تعترف به حتى الخرافة. البشر البدائي تربى على أمر امتلاك المرأة والعبيد, لتخليد جور العبودية وغبائها. ثم لتأتي الرأسمالية و تحول الإنسان إلى بضاعة مبذولة تشترى, فممكن أن تمتلك لمدة ربع ساعة فتاة في بيوت اللهو كبضاعة, فسلطة رأس المال هي أساسا لاستغلال الإنسان و آلية لسحق البشر.

ليقدم الشعب المصري ( العوام ) خطوة جبارة ب 30 مليون فاسقط دولة الإخوان الرجعية. أقول أن البلدان العربية لا محال ستمر بما مرت به شعوب أوربا. فالعبودية مرفوضة من البشر, إذ قبل الإنسان الإغواء و التمرد و هو في الجنة و كانت حواء هي عنصر الفضول والتحدي. لهذا أقول لا غرابة في حضور المرأة المصرية و التونسية في كفاح الميادين من اجل التحرر. لنرى و بوضوح و باسم الدين و المقدس, ترتكب في خيم رابعة العدوية أفظع الجرائم.

أقصى المعارف وجامعها هي الفلسفة. فالفلسفة المثالية جاءت لخدمة الملكية الخاصة و للمحافظة على موروث الحق اللاهوتي, التي أعطت البعد الفكري للهجوم على حقوق البشر العامل و بذلك هي فلسفة أرباب العمل, التي تبرر استغلال الإنسان لأخيه الإنسان, فهو من مخلفات زمن العبودية. و مجيء الأديان كان تشريع يبيح امتلاك العبيد كما حببت الأسطورة التغني بالتذلل للخالق. فالأديان لم تدين امتلاك البشر, بل وضعت قوانين مرتبطة بغريزة الإنسان في حب الذات وعمل الإحسان. و هذا هو مبدأ مصلحي أي أن الذي يعتق العبد فالله يجزيه بالعطف يوم الحساب أي حتى أعطاء الحرية للبشر هو صدقة سيد مالك العبيد.

إذ لم يبحث الخالق أبداً بجريمة امتلاك العبد صانع الثروة. و بعد أن يمص السيد طاقة العبد, فيرمى حرا طمعا بجنة الله. هذه فلسفة لاهوتية في أمر الخير والعدالة الاجتماعية التي تقوم على ما يرمي السيد من فُتات للشعب الكادح.

بسقوط الإقطاع وظهور الطبقة العاملة ظهر الفكر والفلسفة المادية الماركسية التي ترفض صدقة السيد وتدعو للنضال الثوري لانتزاع الحقوق ومنها الطريق لحرية الفكر والجسد و الجنس, و بلا أي سند لأسطورة أو خرافة إذ لا يوجد سيد يقدم الحقوق الطبقية على طبق من ذهب. لذا الطريق للأحرار يمر بالعمل على تفنيد الخرافة و عقلية الخنوع و إدانة الفكر الديني المُشرع و المبرر لسلطة السيد و القيصر.

لذا انخرطت النساء بالعمل الثوري و النزول للشوارع, أنها صرخ ضد تطبيق العبودية بآليات أحزاب الإسلام السياسي. هنا أحب ألفت النظر إلى أمر مهم لتفنيد خرافة المرأة ناقصة عقل و ما يترب عليه من ظلم و استغلال للمرأة.

أن وجود المرأة على طرفي المعادلة الطبقية, اقصد أن المرأة حاضرة في كنف السلطة فهي زوجة للملك و رب العمل و الشيخ. فلهذه المرأة سطوة و امتلاك للثروة. اطرح أمثلة بسيطة للتوضيح. الجميع يعرف عن زوجات أمراء الخليج و السعودية. و فقط سأذكرُ بالمحروسة موزة, زوجة أمير قطر حمد آل ثاني و دورها في التآمر على السلطة و الجميع يعرف كيف هي تعيش و ما تملك من ثروة. ثم الجميع يعرف عن أميرات السعودية و زوجات الرؤساء العرب, و كيف كانت حياة هذه الزوجات و ما يملكهن من ثروات و أي انحياز طبقي لهن في الحياة.

فهناك بون شاسع بين المرأة في قصر الملك و المرأة العوام, و ليس فقط على صعيد المرأة بل يقف الرجل الكادح أو الفلاح الرث الثياب أمام هذه النساء المُذهبات ليشعر بالمهانة و العار, أنه الحس الطبقي الذي لا يمكن الفكاك منه رغم الدين و خرافة الأسطورة و فلسفة الخنوع. ليرتج جسد كل عبيد المجتمع من نساء و رجال, أمام الظلم الطبقي الذي يقوده الملك أو الرئيس المسلم, و بهذا حصل الصخب و الانتفاض. لينسى البشر العوام الدين و الأسطورة و الخنوع في فورة الهيجان الثوري في لحظات الصفاء الطبقي التواقة للسمو الإنساني و في رغبة العيش الرغيد و بالكرامة الرافضة للظلم و التمييز الجنسي و الطبقي.

أن انتفاض الملايين وحده من ستحرر الشعوب من أنياب شرع رجل الدين و ليتحول الشرع لكتب في مكتبات, يتسلى بها الذي يرغب بمراجعة التاريخ و ليضحك على هراء دين العبودية. الشعوب الأوربية التي خاضت حروب صليبية, كانت أيضاً تصرخ الله الابن وروح القدس, وتموت في الطريق الوعرة من روما إلى الشرق. أي كانوا اشد جنونا من الأخوان وآل وهاب. اليوم الشعب الأوربي لا يبالي لأمر الدين أكثر من مناسبة عطلة و تراث ليتناول الأطعمة و يضحكوا من هراء القساوسة و الدين.

الشاب في الغرب لا يتزوج اليوم إلا بعد أن عاش لسنين مع حبيبته. فهذا هو شكل العلاقات للزمن الحديث حيث الرفقة سواء في مراحل الدراسة أم العمل في المصانع التي تجمع الرجل و المرأة, إذ سقط مفهوم و خرافة إذا اجتمع الر جل و المرأة يكون ثالثهم الشيطان.

كلنا سمع عن زواج القاصرات, و خاصة ما حدث في اليمن بزواج رجل في الأربعين من طفلة في الثامنة, انه الاغتصاب الشرعي, و الانتقام من جنس حواء و تأشير أن آدم سيدنا و نبينا الأول. لتموت( روان, اسم الطفلة اليمنية) بنزيف داخلي في الرحم. و لتقدم الطفلة نجود ضحية زواج القاصرات, طلب الطلاق إلى محاكم اليمن و هي في العاشرة من العمر, لتليها الطفلة ريم و هي في الثانية عشر للطلاق من ابن عمها زوجها. القاصرات أسمائهن كثيرة و السلسلة طويلة. لكن أعمارهن بين 8_ 13 سنة و أزواجهن بين 30 _ 62 سنة.

في كل البلدان العربية التي حدث فيها الانتفاض سارع ملك السعودية و مفتيها القرضاوي و أمراء الخليج و على رأسهم حمد آل ثاني لدعم السلفية و الأخوان و جبهة النصرة, ليكون البديل لنظام الدكتاتور. سريعا كشف الشعب المصري ( العوام ) زيف أحزاب الإسلام السياسي و بشاعة تفكيرهم, فعجز الأخوان أن يطبقوا الإسلام. إذ الدين هو أنتاج البشر في زمن العبودية. اليوم نحن نعيش زمن آخر يفصلنا عن أول دين سماوي 5000 آلاف عام و أن أفكار و شرائع الدين الإسلامي تعود إلى زمن بداية الإنسان في تلمس السلطة و اختراع التشريع و القانون من اجل لجم البشر و مصادرة حريته.

ما يواجهه الإسلام السياسي اليوم, هو لا يمكن أبداً تلبيس الشرع الإسلامي على مجتمع و شعب قد تخطى العلاقات الإنتاجية البدائية و قفز البشر إلى مراحل بعيدة عن زمن علاقات الإنتاج العبودية, لكن يبقى عقل الخرافة بعيداً عن الفهم و العلمية و محلق في الخرافات, بهذا يحطم رجال الدين و أحزاب الإسلام السياسي أنفسهم بانتحار ليدمر البلدان و الشعوب.

لهذا نرى غرابة مفاهيم الدين و منطقها البعيد عن حياة العصر و شكل علاقاته الإنتاجية الحالية على كافة الأصعدة, خاصة العلاقات بالمرأة و من ثم شكل العلاقات الإنتاجية والاجتماعية و ما تحويه من حياة علم و فن. الإسلام السياسي هو رجعة بائسة تجسدت وحشيتها ضد جنس المرأة ثم ضد أحرار الشعب من طلبة و شباب عصري. لتجري اليوم أشرس المعارك في سوريا, ما يتخللها من اغتصاب للفتيات إلى زواج لمدة ربع ساعة, حيث يتناوب العشرات على شابة بشكل همجي ضاربا حتى المقدس الديني, إذ في الزواج الشرعي, هناك أمر العدة المعروف حتى للعوام, فما بالك من شيخ الإسلام من عُريفي و قرضاوي.

أن جذر هذا الانحطاط الأخلاقي كان يكمن في السلطة الأبوية العبودية التي كانت نائمة و متمددة في جسد الموروث الاجتماعي المتخلف أي لم يجري اجتثاثها للآن, تجسدت في تقديم العريس للفتاة من قبل الأب, حفيد آدم.

شاب على علاقة حب ببنت, شيءٌ مرفوض في مجتمعاتنا لا ترحب به العائلة المحافظة و لا السماء و لا رجل الدين, رغم أنهم يأملوا الزواج. يأتي الأب بخطيب ذا مركز اجتماعي للبنت, فينسف أحلام الشابين.إذ البنت لا تقدر أن تعلن حبها أبداً. فتنتهي علاقة حب شريفة أمام زواج بائس لكن مقدس. أن تتزوج الفتاة رغم عن أرادتها تكون بمثابة عاهر إذ تقدم جسدها لا قلبها للرجل, فقلبها و خيالها مُعلق برجل آخر. كلنا يعرف الحب الأول, فحتى أجدادنا و آبائنا عرفوه. لكن بقوة طائشة تسير مفاهيم العبودية فلها جبروت زمن العبودية.

أن ما يحث اليوم هو اجترار للتاريخ و الفكر و عدم القدرة على استيعاب الحاضر, أي أن هناك من يحاول أعادة أحداث التاريخ. و هنا تحضرني مقولة لكارل ماركس تنطبق على حال شعوبنا. " أن التاريخ قد يعيد نفسه أحياناً ففي المرة الأولى يكون مأساة حقيقية و في المرة الثانية يكون مهزلة دامية.

لذا رأى ماركس ضرورة تفنيد الدين," كونه واقعًا خياليًا, و هذا شرطا خاص للتخلي عن الغبطة المزيفة و صولاً للسعادة الحق على الأرض. يقول ماركس" أن تفنيد الدين هو التمهيد لتدمير وادي الدموع الذي يسبغ على الدين هالته. الدين هو صرخة البائس, و هو شعور عالم يفتقر إلى القلب, وهو أيضًا روح واقع خالٍ من الروحانية. بكلمة الدين هو أفيون الشعب من هذا المنطلق, يضحي الدين الحارس لـ - بنية الخطيئة - التي هي استغلال الفقير".

و كما أفلس الإسلام السياسي إزاء قضايا تحرر البشر الجنسي و الطبقي, يفشل على صعيد الفكر و الأمور العلمية, ليطرح رأيه بالوعي و كأنه شيء ما بحد ذاته و كأنه مستقل يطير في الفراغ, لا بل يتصور البعض أن الوعي هو الروح, أي أنه لا يزال يتخبط في مستنقع الخرافة الأولى. فالروح أساسا شيء ليس له وجود أنها أنتاج خيال الإنسان البدائي. لقد كان البشر يعتقد أن مركز العاطفة و الحب هو القلب لخفقان القلب لمشاعر الحب و الحزن, ليتبين للبشر أن القلب مجرد مضخة للدم تنتج الدورات الدموية, احتاج ذلك دراسة للوصول لهذه الحقيقة العلمية لتتحطم أسطورة القلب مركز الحب كما تحطمت أسطورة الأرض مركز الكون. لكن أحزاب الإسلام السياسي لا تجد حرج حتى من دوران الشمس حول الأرض.

لذا الأخواني و السلفي يراهن على الروح ليضعها معضلة أمام العلم و العلمانيين. فالروح هي كما أسطورة آدم و حواء و الشيطان والتفاحة والأفعى والطرد من حديقة الحيوان. الوعي شرحه العلماء و الفلاسفة بشكل مسهب, فهو الفكر وهو ناتج عن عمليات الدماغ المتأثر بالواقع المادي من اجل شرحه. فابسط حيوان له فكر و تتميز الغريزة عند الحيوان بشكل جلي وتُسير حياته. لكن الإنسان خطى خطوات جبارة بعد أن بدأ العمل فحل التفكير العلمي و التجريبية و لتحجم الغريزة إلا في أمور معينة, لتؤكد ارتباط الإنسان بالحيوان. الغريزة ناتجة عن الهرمونات, أما الوعي فهو ناتج عمليات الملاحظة والتجربة والتأمل و التفكير و لتحليل العالم المادي الذي يسبق الوعي.

بهذا يكون الوجود المادي هو من تنتج الحياة, و الإنسان هو أحد أنتاجها. الطبيعة لم تعي ذاتها. بكلام فلسفي احتاجت الطبيعة, لعقل ليراها و يشرحها, فاستطاعت الطبيعة فقط بالإنسان أن تعي ذاتها. بهذا الإنسان شارح واعي للطبيعة ولعلاقات الإنتاج الاقتصادية والإنسانية, بهذا الإنسان يكون سيد الكون. سينتهي دور الإسلام السياسي من الأخوان و السلفية و جبهة النصرة, إذ هو عاجز عن أي تفسير لحياة البشر و الوجود, لا يمكنه أن يقدم نظام يلبي و يطور حاجات بشر عصرنا الحديث. لكن هو قادر و بكل جدارة على اغتصاب ليس المرأة بل حياة آلاف البشر. لكن هذا لا يرهبنا فقد كان هتلر أكثر جبروت, فانتهى إلى مزبلة التاريخ.
ملاحظة عن مصادرالمقال!
شكرا لمقالات الصديق الرائع سامي لبيب فهي تثير فضولي و تعليقاتي, و من ثم تحريض صديقي لبيب لبذل الجهد في تحويل تعليقاتي لمقالات, إذ رأى أني مقل في الكتابة و مكثر في التعليقات, لذا صرت ملبيا لرغبة سامي لبيب هههههه!
احد كتاب الحوار المتمدن!(مروان هائل عبدالمولى _زواج القاصرات )حول زواج القاصرات في اليمن استعنت بالزميل



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب
- الأرضُ… النخلُ و الخيول
- منطلقات في الحرام و الحلال
- ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
- الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!
- أزمة اليسار بدايةٌ, و إلى ذنبٍ لا يخفيه كيساً
- الحركات الفاشية في التاريخ همجية
- النظام الرأسمالي في تدمير و تشويه الإنسان
- هولوكوست قرن 21 في الهواء الطلق
- البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!
- في سوريا لا يفقس جنين السلفية أبدا
- لن تَعُد سوريا فريسة سهلة للغزو بل خازوق


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الصفار - الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي