أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع















المزيد.....

ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أجد أفضل من المثل المغربي الأمازيغي "يان الدور أَيِِسْتْصَ أيدي إغْ يْدَرْ غواغوو" والذي تعني ترجمته للعربية " أن سقوط الجرو في إناء اللبن ، لا يضحك إلا مرة واحدة " والذي يبين بأن الأحداث والمواقف تكون مقبولة في المرة الأولى من حدوثها ، لكنها عندما تتكرر تصبح رتيبة بائسة ، يستهزئ المرء من رتابتها حتى لو كانت تحمل كل هموم الدنيا والآخرة ، كما يشهد على ذلك المثل المغربي الدارج القائل : "الهم إلى كثر كيضحك " القاعدة التي يؤكها علماء النفس بنظريتهم القائلة : "الروح الساخرة غالباً ما تخفي وراءها الكثير من الأحزان "، الدلالة ذاتها التي يعنيها المثل العربي الذي بنيت عليه سلسلة مقالاتي السابقة والمعنونة بنفس منطوق المثل القائل : " من شر البلية ما يضحك " والذي لا يختلف في معناه عن المثالين المغربيين الأمازيغي والدارج ، السابقي الذكر ، واللذين لا يبتعدان عن الحمولة الدلالية للمقولة الشهيرة : "التاريخ يعيد نفسه " ، التي رغم اختلاف الناس حول قائلها ، تبقى حقيقة موضوعية ، ومسلَّمة فكرية ، ليست في حاجة إلى دليل إثبات ، سواء نُسبت إلى هيجل أو إلى ماركس ، أو اعُتبرت من انتاجهما المشترك ، كما ذهب الكثير من المهتمين ، إلى أن هيجل هو أول من أشار في مستهل مؤلَّفه "الثامن عشر من برومير" إلى أن كل الأحداث الكبرى والشخصيات التاريخية تتكرر مرتين ، وعقب عليه ماركس بقوله : "أن الأحداث والشخصيات إذا ما تكررت ، فإنها تظهر في المرَّة الأولى على شكل مأساة ، وفي المرَّة الثانية تظهر في شكل مهزلة" -كما في قصة جرونا الأمازيغي المسكين الذي لا يتقبل أحد سقطته الثانية في إناء اللبن فيرمى بالحجر .
المهم هنا ، ليس هو صاحب السبق ، بل المهم هو انطباق المقولة بكل دلالاتها ، تمام الانطباق على واقع أمتنا العربية والإسلامية ، وتكالب مآسي القدر ، وتكرار مصائب التاريخ وأحداثه المقيتة التي حولت حياة شعوبها -في سخرية فجة -إلى كوميديا سوداء عامرة بالهموم والمآسي ، تصدرت كتب التاريخ ، وصفحات أخبار المواقع الاجتماعية وباقي وسائل الإعلام على اختلافها ..
وكما يقولون ، أن كثرة الهموم والمآسي تولّد حسّ التفكه والدعابة لدى الكثير من الشعوب التي ترزح تحتها ، مصداقا للمثل الشعبي المغربي : " الهم إلى كثر كيضحك " والذي يؤكده المثل العربي السابق " ومن شر البلية ما يضحك " الذي بنيت عليه موضوعات مقالاتي الأخيرة التي تفضح الحقيقة المُرّة التي مفادها ، "أنه متى ما رأيت الناس تتفنن في صناعة وإنتاج النكتة ، فاعلم أن التبرم من وطأة الفقر والجوع و"الحكرة " القاسية ، قد دبت إلى نفوسهم ، وأن حلم الغد الباسم والآمال المشرقة ، أصبح لديهم كجمع الماء في غربال مثقوب ، وثقوبه واسعة.
وخضوعا لهذه النظرية الذهبية ، استقى الإنسان العربي من أوضاع أمته العصيبة وظروفه المزرية ، كماً هائلاً من النوادر والنكات ، ليروح بها عن نفسه المنكوبة ، وليسخر بواسطتها من حجم البلاوي والمصائب الخطيرة ، التي اكتوى بجحيم نيرانها الملتهبة ، وليتندر عبرها على تفاصيل أوضاعه الأشد عنفاً ومأساويةً ، وليعبر بها عما يجول في خاطره المكلوم ، وما يجري حوله من بلاوي القبح والنتانة ومظاهر التراجع المستمر في القيم والأخلاق والمبادئ ، والتي سأتطرق لبعض الأمثلة من بلاويها المأساوية ، ووقائعها الكارتية ، التي عرفتها الأمة العربية عبر زمانها ، قديمه وحديثه ، وتداخلت بأسبابها شحنات هائلة من العواطف عند مستقرئيها ، الذين الذين يهزهم الألم مع كل ضيم يصيبها , وتسعدهم أيما سعادة اشراقات ماضيها ، بينما تقل تلك الشحنات عند قارئها العادي الذي يكتفي بالضحك على شرور احوالها التي ناقضت فيها الاسماء مسمياتها ، ولم تعد الاسماء فيها مطابقة لمسمياتها ، حيث قلبت وقائع التاريخ وأحداثه - التي قيل عنها أنها تقع لأول مرة على شكل مأساة ، وعلى صور مهزلة حين تعاود الكرة - الثوابت الى متغيرات ، وحولت المتغيرات إلى ثوابت ، فأصبح الظالم عادلاً ، والكاذب صادقاً ، والسارق يحتل موقعاً في الدولة لأمانته .
وليس هناك ما هو اسوء من ألا تطابق الاسماء مسمياتها كما يقال.. حيث نجد أن جهاديي الوطن العربي والإسلامي بكليته من أقصاه إلى أقصاه ، ينادون بالجهاد لحماية الإسلام وتحرير فلسطين وبيت المسجد الأقصى ..
بينما حقيقة امر كل جهاد وجل بطولات التنظيمات الجهادية لا تعدو كونها غير أذى وقتل وتفجيرات يُسمع دويها في البوسنة ، والشيشان ، والصومال ، وأفغانستان ، وليبيا ، ومالي ، الآن في تونس وسوريا وفي بلاد الكنانة ، بعيدا عن الاراضي المحتلة ، وأنه عندما تتعلق القضية بالإسلام والمسجد الأقصى الشريف وفلسطين السليبة ، و بتحريرها ، فإننا لا نسمع ركزا لفتاوى فقهاء الجهاديين وشيوخهم ، أو خطب قادة المسلمين ومولات المجاهدين ، لحشد الحشود ضد العدو الإسرائيلي ، وهذا بلاء يضحك ويبكي في نفس الان ..
أمر غريب يدفع بمن في قلبه درة إسلام ، أن يقف مشدوها حائرا أما السؤال المحير : إذا كان الجماعات الجهادية الإسلاموية وتنظيم الإخوان الدولي وشيوخها المتصدرين لمشهد الإسلام السياسي والإعلامي العالمي ، تستطيع حشد كل هذا الكم الإعلامي والديني والسياسي والبشري والعسكري ضد بعض البلدان العربية الإسلامية ، فلماذا يا ترى ، لم يحشدوا نفس الحشود مند أربعينات القرن العشرين إلى الآن لنصرة الشعب الفلسطيني المسلم العربي الذي تم تقتيله على مر الزمان غير ما مرة ، ولماذا لا يحشدون تلك الحشود اليوم لنصرة الأرض المقدسة المغتصبة ، ولتحرير المسجد الأقصى .. أم أن هناك من يحدد مكان وزمان ونوعية جهادهم ، وضد من يجب أن يوجه بعيدا عن إسرائيل الرابح الأكبر في هذه الفوضى العارمة المتمثلة في العنف والاقتتال والتشرذم ، التي تظهر كلما ظهر هؤلاء في أي مكان من بلاد المسلمين ، بدأً من افغانستان ومرورا بالصومال ومصر والسودان وتونس والعراق وانتهاء سوريا ومصر وغيرهما من البلدان التي تنتظر دورها في المخطط الكبير الذي يهدف في آخر المطاف إلى اختفاء دول من الوجود وصعود اخرى وظهور دول لا وجود لها وتشضي أخرى ..
صدقوني أيها الأحبة أليست حالة الأمتنا هته ، من البلاوي التي تدعو مأساويتها للضحك ، وينطبق عليها المثل العربي " ومن شر البلية ما أضحك "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام دين سماحة وتسامح وليس دين عنف وتكفير !
- ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .
- ومن شر البلية ما أضحك !.الجزء الثاني
- ومن شر البلية ما أضحك !.
- حقيقة شعار - الأصابع الاربعة- ؟؟
- أفضل لحظات استرجاع الذكريات .
- ردا على أصوات ناشزة !
- النصر الناتج عن العنف مكافىء للهزيمة !
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات! الجزء الثاني .
- ثقافة السير بين الواقع والمأمول !
- لماذا لا يأتي المهدي وجودو أبدا ؟؟
- الإسلاميون والعفو الملكي عن مغتصب البراءة !؟
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات!
- كلام غير مقبول من وزير سابق !
- الجدارن فضاء مثالي لتصريف المكبوتات.الجدارن فضاء مثالي لتصري ...
- من فتنة عثمان إلى فتنة مرسي
- الديمقراطية والإسلام السياسي
- هل الدين هو السبب فيما يحدث من صراع بين الناس ؟؟
- قمة الخداع والنفاق !
- توحيد الصيام بين الشعوب العربية والإسلامية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع