|
البشير يفقد خيوط اللعب الخفي ونصف عقله ..
نورالدين محمد عثمان نورالدين
الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 21:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصبح الوطن يتسرب من بين مسام الأرض وبدأ في التلاشي بفعل فاعل ، ومع سبق الإصرار ، ولم يترك لنا الفاعلون أدنى مجالاً للشك ، لنضع لهم بعض الأعذار ، والتي كانت ستبعد عن أعناقهم حبال المشانق ، أو في أحسن الفروض ، كانت ستجنبهم ، الأشغال الشاقة مدى الحياة داخل السجون ، هذه الأعذار ، كانت ستناسب مواقفهم ، فقط عندما يعترفون ببعض أخطائهم دعك من معظمها ، وربما حينها كنا سنضع لهم بعض الأعذار ، كفهمهم الخاطئ للدين ، أو ربما إعتمدوا على بعض الأحاديث الموضوعة من لدن الإسرائيليات ، أو قد يكون مغرر بهم من قوى ماسونية خفية سيطرت على عقول بعضهم ، وكل هذا بإفتراض أن هناك قضاة مستقل وعادل ومؤسسات ودولة وجيش وشعب ..!! ولكن الجريمة تجاوزت كل الممكن وتحولت إلى مافوق الخيال الآدمي البسيط ، وقد لا يصدقنا بعض الناس ، ولكن ربما هم معذورون لكونهم يفكرون بعقول بشرية ، قد لا تتخيل بشاعة الجريمة التي أرتكبت ضد الوطن ، ومدى التمثيل الذي مثل بشعب كامل ، ومدى الطمس الذي تم لهوية ثقافية بأكملها ..!! نعم نحن الآن نكتب بمداد إعتدنا الكتابه به ، ونعبر بحروف وكلمات قد تكون مقدسة عندما تتناول ، كلام جاء به الوحي من عند ملك مقتدر ، وقد تتحول هذه القدسية عند البعض ، إلى عمى ، وتتحول عند البعض الآخر ، لأداء تعمية ، وعند بعض من رحمهم ربي إلى تفكر وتدبر ووعي ، ولكن مانحن بصدد تناوله من صنف بشري تجاوز كل هذه الأصناف ، إلى أبعد بكثير مما قد نتخيل ، أبعد من أن نستوعب سلوك رجل بلحية بيضاء وجبين يشع منه النور ، لايفارق البياض حتى ملبسه ومسكنه ومشربه ، حتى يصيب من يجالسه بالراحة النفسية ، ولكن حقيقة هذا الرجل ، أنه ساحر لئيم ، ماجاء إلا ليدمر العقل البشري الذي يتحدى كل القوى الخفية ، ولكن دائماً الغلبة تكون لهذا العقل الذي كشف حتى زيف ذلك الورع الخبيث ..!! دعونا حتى لا نرهق بعضنا بكثير حديث لتقريب الصورة ، أو بتصاوير تشكل الحقيقة ، قد تأخذ من بعضنا طاقة إستيعاب ما نحن بصدده من قول ، ولكن دائماً ، التدرج في قول الحقائق المؤلمة خير من إلقائها على المسامع ، حينها قد تجد دائماً من يحاول تكذيبها عمداً ، وقد يكون صاحب مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في هذا التكذيب ، الذي يأخذ دائماً طابع الإنفعالية ، أما عندما نضع لها بعض المتشابهات من الأفعال والاقوال ، وبعد ماقد لا نستوعبه جملة واحدة ، قد نستطيع حينها ، من إنتزاع ولو جزء صغير من مساحة للحوار ، الذي أتيقن من نهايته التي ستصب حينها في صالح الحقيقة ، والتي لا نسعى سوى للبحث عنها ، ولكن العناء الأكبر يأتي بعد أن تصل إليها ، وتصبح عبئاً ثقيلاً بين جنباتك ، وداخل عقلك ، وقد تنفجر في أي لحظة ، من هول ثقلها ، فمجرد الفعل الجاد ، لإيصال هذه الحقيقة للناس ، هو بعينه الجهد الجبار الذي قد يقودك للجنون حينما تظن أنك قد عجزت عن إيصال الحقيقة ، أو مجرد قولها ..!! من لا يعلم أن المصالحة التي تمت في عهد مايو جاءت بفكر التمكين ، وجاءت بفكر المكر والدهاء ، الذي تميز به الكثير عبر التاريخ ، لدرجة أن أصبح هذا المكر والدهاء ، من المأثورات التاريخية التي حفظها البعض عن ظهر قلب ، وتلبس بها ، دون أن يدرك ، أو يفكر في والوقائع التاريخية التي تمت فيها أحداث المكر والدهاء في السياسة والإقتصاد ، ودون أن ينزعها من ثوبها التي تلبسته حينها ، وهو ثوب التدين ، حتى أصبح كثير من المخادعين ، رموزاً يتشبه بهم التابعون وتابعي التابعون ..!! نعم جاء حينها فكر الدهاء يمشي على قدمين ، وتمكن من كل مفاصل الدولة السودانية ، إقتصاد ورموز سياسة ، وهذا كل ما كان يحتاجه ، وعندما هب الشعب ، وقاد ثورته في مارس أبريل ، بكل بساطة كانوا هم يجلسون في الخفاء ويخططون ليجهزوا على ما تبقى حينها من روح ومؤسسات ، شكلوا بكل دهاء تلك الحكومة الإنتقالية ، وخططوا بعدها ، لعمل الإضرابات ، والمظاهرات ، والتوترات الشعبية ، والخروج كل يوم ضد الحكومة ، وكل هذا كان يتم عن عمد ، مستغليين الديمقراطية وأجواء الحريات التي جاء بها الشعب السوداني ، والذي طال إنتظاره لها ، بعد حكم عسكري دكتاتوري جسم على صدره كل زمان عمره ، وكان هؤلاء يعرفون تماماً هدفهم ، نعم حينها لم يكن هدفهم إصلاح الحكم الديمقراطي ، الذي رفضوا قبلها التوقيع على ميثاق الدفاع عنه ، ولم يكن هدفهم المنافسة الديمقراطية الشريفة ، أو المعارضة الوطنية الديموقراطية التي كانت ستخرجنا إلى بر الأمان لو كتب لها حينها بعض العمر ، ولكن ظل هؤلاء يلعبون على وتر الإحتجاجات الغير مبررة ويصنعون الإضطرابات في كل مكان ، وهذا كان ظاهرياً ، أما في الخفاء ، كانت خلاياهم ، تنخر في جسد المؤسسة العسكرية ، وتسيطر عليها رويداً رويداً ، وكان بعضهم يلقي ببعض الرماد على وجه رئيس الحكومة المنتخب حينها حتى لا يرى حقيقة مايدور ، وعندما كادت خطتهم أن تنجح ، وتتمكن ، كشفت القوى الوطنية ، ومعظمها كان حينها في خندق المعارضة ، المؤامرة التي كانت تحاك ضد وطن وشعب ، وبدأت تحذر حينها حكم الصادق المهدي ، وبإعترافه اليوم ، كانت تحذره من إنقلاب عسكري علي الديمقراطية ، وكانت تحذره من سوس بدأ ينخر في حكمه الذي بدأ ينهار بفعلهم ، الظاهر منه والخفي ، وكان حينها كل هم هذه القوى الوطنية ، هو الحفاظ على الديمقراطية ومكتسبات ثورة الشعب السوداني ، ولكن حدث رغم كل هذا ما كان متوقعاً ، ونجح الدهاء والمكر ، في تمرير أكبر مخطط إجرامي مر على تاريخ هذه الأرض السودانية بتاريخها القديم والحديث ، مخطط إجتثاث وطن وشعب بأكمله ، وإستبدالهم بوطن وشعب آخر ، وإستخدموا كل الأساليب ، المشروعة والغير مشروعة لتمرير هذا المخطط ، الذي كان أوله الخديعة وآخره البطش ..!! إكتملت دائرة الشر العالمي بعد إنقلاب الجبهة الإسلامية على الديمقراطية ، على أرض السودان ، وأصبحت البلاد حينها مرتعاً لكل قوى الشر العالمي ، ومنبراً لمحور الشر ، هذا الشر الذي حتى وإن حاولت الإنقاذ التخلص منه فلن تستطيع ، وجاء زمن وحاولت فيه ، ولكنها فشلت ، لكونها لم تكن صادقة ، فهي ترى أن مبادئها فوق الجميع ، ونسيت أنها سلكت طريق اللاعودة ، فمن يسلك هذا الطريق ، كتب عليه أن يكمله للآخر أو يموت وهو يجاهد من اجل بقاءه ، وهذا بالضبط ماحدث للإنقاذ لاحقاً ، ولكن قبل ذلك دعونا ، نذهب سوياً ، خطوة بخطوة ، دون أن نقفز على المراحل المهمة ، في تفاصيل الجريمة القذرة التي دبرت بليل ..!! لم تكتفي هذه العقول ، وفكر الخديعة والدهاء والمكر ، من إستغلال الديمقراطية لتنفيذ مخططها ، لا بل وإستغلت الدين أيضاً ، لتجيش كل الشعب لصالح مشروعها الحضاري الذي إدعت أنها جاءت به لخير شعب السودان ، المشروع الحضاري العالمي ، الذي سيغذو العالم من أرض السودان ، الذي أصبح حينها ، منبراً لقادة هذا المشروع الديني العالمي ، والذي سيواجه كل قوى الظلام والعدوان ، من أرض النيلين ، أو هكذا بدأوا الترويج لحملتهم التدميرية ، ولم يسلم منهم الشعب الذي كان حينها يطارد في الشوارع عبر ( الكشات ) لتجنيدهم ، وتفويجهم للجهاد المقدس بالقوة ، وحاصروا حينها كل الشعب السوداني ، لا خروج من السودان ولا دخول إليه ، حصار كامل لشعب أعزل ، قتلوا معظم شبابه بإسم الجهاد ، بعد أن حولوا الحرب الأهلية في جنوب السودان إلى حرب دينية ، ضد أمريكا وإسرائيل ، وفي ذات الوقت ، كانت سياسة التمكين على أرض السودان جارية على قدم وساق ، من تشريد وصالح عام ، وإعدامات ومعتقلات ، وتصفيات جسدية بالجملة والقطاعي ، ولم تسلم من هذا التمكين ، أي مؤسسة ، وفي سنين قلائل ، أصبحت الدولة السودانية ، دولة تابعة للجبهة الإسلامية ، بكل مفاصلها ، جيش وقضاء وخدمة مدنية ودستور ، حتى الشعب حينها تمكنوا من تحويلة لمجرد شعب هتافي يكبر ويهلل خوفاً وهلعاً من قطع لقمة العيش ، أو من أجل مصلحة يريد أن يقضيها ، وبفعل الإرهاب الجهادي في جنوب البلاد ، وتسليح القبائل ضد بعضها في غرب البلاد ، وزرع الجهوية والقبلية بين أبناء الوطن ، ومحو الشخصية السودانية من على الخارطة ، لدرجة تكفير كل من يتحدث عن المواطنة ، أو الوطنية ، وإكتملت الدائرة الأولى ، وأصبح كل السودان شعباً ومؤسسات تحت يدهم بعد ، أن حلوا جميع الأحزاب السياسية وطاردوا رموزها وقاموا بتصفية الخصوم السياسين داخل المؤسسة العسكرية ، وبعد أن تحقق لهم الهدف الأول ، وفاقوا من سكرة التمكين ، علينا أن نسأل ثم ماذا بعد ؟ ، ماذا فعلوا بعد أن أصبح السودان ملكاً حراً وبشهادة بحث موثقة بدماء روت أرضه ، ماذا فعلوا ؟ .. بعد أن وضع سامرهم كأس التمكين الداخلي ، بدأ يصب في كأس التمكين العالمي ، ولكن في غمرة ونشوة السلطة ، نسي سامرهم وتناول الكأس جرعة واحدة ، وأمسك بخيوط اللعبة ، وبدأ في تحريكها ، إستعداداً للكونية ، ونسي أنه عندما جاء ، إمتطى جواداً ، لم يقم بترويضه بنفسه ، بل ونسي ، حتى أن يلجمه ويعلمه الصبر والجلد ، وبدأ يسمح أصوات صهيله ، الغاضب ، حينما كان الشيخ السامر ، يحرك خيوط كل قوانين ( التوالي ) ، لتصبح تحت يده لوحده ، وتعطيه صلاحية ركوب هذا الجواد ، مدى الحياة ، ولكن أحس الجواد بمكر ودهاء شيخه ، فرطم به الأرض ، وألقاه من على ظهره ، وركله بحوافره ، ذهب الشيخ سجيناً للمرة الثانية ، وذهب الجواد رئيساً للمرة الثانية ، ومنذ ذلك التاريخ ، أصبحت المؤسسة العسكرية هي الجواد الرابح ، الذي لا يخسر من يمتطيه ..!! نعم ، كثر الفرسان الجدد ، وإستولوا على كل شئ حتى العقول ، سخروا علماء الدين في صالح مصالحهم ، سخروا أموال الدولة ، لصالح تنظيم هلامي لا قاعدة له ولا قيادة ، أسموه ( المؤتمر الوطني ) ، تنظيم جامع لكل الشعب بمافيه الأحزاب السياسية ، كل لوبي في داخله يشكل قيادة منفردة ، وكل عصابة تنهب مايلها من اموال الدولة ، حتى أصبحوا أقوياء مادياً ، وبدأوا في شراء الذمم والأخلاق ، وبدأوا في شراء القيادات الطائفية المعروف ولائها التاريخي لصاحب السلطة والمال ، حتى ولو كانت هذه السلطة ملكاً شرعياً لها ، كحالة الصادق المهدي ، الذي نسي أنه الرئيس المنتخب ، وبدأ في بيع مواقفه بالمال ، ومايزال ، وكل هذا يحدث ، وهناك تحالف في الخفاء ، يتم التنظيم له ، تحالف يضع قدماً في السلطة وأخرى في المعارضة ، وبهذا يجد الجميع مبتغاه ، القيادات الطائفية تجد المال الوفير ، وفرسان القصر يجدون المساحات الكافية لسرقة المزيد من الوطن ، وكل هذا يتم تحت مسمى ديني ، طائفياً كان أو حركياً ، وتجلى هذا التحالف في أخطر صوره عندما ظهر تحت عباءة التباكي على ذهاب حكمهم في مصر ، وخرجوا حينها جميعاً تحت راية تحالفهم الخفي ذلك التحالف الذي لا يعرف سوى المصالح الحزبية الضيقة ، حتى ولو كانت على حساب الوطن ..!! أصبح الوطن لا وجيع له ، حلايب محتلة ، الفشقة محتلة ، قرى وادي حلفا محتلة ، جنوب السودان تم فصله ، أبيي في طريقها للجنوب ، فقد الشعب كل مؤسساته بعد ان تم بيعها بأبخس الأثمان لأنفسهم أو بالأصح قاموا بسرقتها ، الآن لا وجود لهذه المؤسسات في الواقع وفشلت سياسة الخصخصة التي لم تكن سوى سرقة مقننة لمؤسسات الشعب ومايزال المشروع مستمر ومايزال فرسان القصر في إزدياد ، ومايزال الوطن يصاب بالهزال والضعف بسبب النهب الذي يتعرض له ..!! قاموا ببناء ترسانة مسلحة لحماية مصالحهم ، ترسانة تشكلت من جهاز الأمن الذي لا هم له ليل نهار سوى حماية رموز النظام وحماية مصالحهم ، ولا يتوانى لتنفيذ هذه الحماية ، في ممارسة القتل والإعتقال والتهديد وقطع لقمة العيش ، ويستعمل كل الأساليب الغير أخلاقية التي يعرفها الجميع ، وتاريخه يشهد بهذا ، وينضم إلى ترسانته ، الجيش الذي من المفترض هو حامي تراب الوطن ، ولكن أي رصاصة أطلقها الجيش عبر تاريخه الإنقاذي حتى اللحظة كانت موجهة ضد الشعب السوداني ، في كل إتجاه ، ولم يقم بواجبهه في حماية تراب الوطن ، وأصبح عبارة عن مليشيا تابعة للنظام ، لا قرار له ولا إستقلالية ، وحتى كوادره يتم إختيارهم بدقة ، ثم تاتي الشرطة المسخرة لضرب المواطنين والطلاب وكل من يحتج أو يعارض قرارات الحكومة ، ثم مليشيات الدفاع الشعبي والمجاهدين وغيرهم من المليشيات الخاصة التابعة لكل عصابة تأتمر بأمرها ، وقد تتصارع فيما بينها عندما يظهر بعض المسروق أو عندما يختلفون في قسمة كيكة كبيرة ، ولا مكان هنا للشعب او مصالحه ..!! أصبح المواطن بسبب سياسات هذه العصابة ، لا يملك شيئاً ، ولا يملك مورداً مالياً لخزينته التي تسيطر عليها هذه العصابة ، فبعد أن سرقت كل مؤسسات الشعب عبر الخصخصة ، وإستولت على الجيش عبر التمكين ، وإستولت على الخدمة المدنية عبر سياسة الولاء السياسي ، وفككت كل نقابات الشعب الحرة ، وشردت كل النشطاء ، لصالح مشروعها الحضاري ( الكذبة ) ، وقامت بفصل جنوب البلاد ، بسبب مبادئ تخص فقط حزب النظام ، ولاعلاقة للشعب السوداني بها ، قامت هذه العصابة ، بإختراع مسميات غريبة لسرقة المزيد من أموال الشعب ، كخدعة ( الدعم الحكومي ) والتي قالت انها سترفعه تدريجياً ، ولكن في الحقيقة هو كان عبارة عن زيادة في الأسعار ، لتخفي سوءتها التي بدأت تظهر بعد أن فقدت العصابة البترول الذي كانت تتغذى منه ، وأصبحت لا ترى أمامها سوى ما في يد الشعب من قليل ، ولن تقف هذه العصابة عن أفعالها اللا أخلاقية ، طالما تمتلك المال والسلطة ، والمبكي ، هو أن هذه السياسات الأخيرة ، والتي تقول انها إصلاحات إقتصادية ، تمت بموافقة أحزاب قد تكون محسوبة على المعارضة ظاهرياً ، وهي ذات أحزاب التحالف الخفي ، ذلك التحالف مدفوع الثمن ، والذي تظهر نتيجة ثمنه في ذلك الرفاه المالي الذي تتميز به هذه الأحزاب التي لا نعرف لها أعمالاً تجارية أو إستثمارات ، وإلا فمن أين لها كل هذه الأموال التي نراها ، فموكب الصادق أو الميرغني لوحدهما يضم عشرات العربات التي تقدر بالمليارات ..!! نعم التركيبة النفسية ، لعصابة النظام ، والمرض النفسي الذي يعانون منه من أعراضه ، انهم لن يعتذروا أو يتراجعوا عن خطأ إقترفوه ، بل ولن يترددوا للحظة ، في قتل وتصفية كل مخالف لرأيهم ، بل لن يتوانوا في تسخير كل الدولة وكل مؤسسات ومليشيات حزبهم ، من جهاز أمن وجيش وشرطة ومجاهديين ، لقتل كل الشعب السوداني ، وتصفية كل نشطاء المعارضة ، وتشريدهم لخارج البلاد ، فمبادئهم تجعلهم يقفون ضد كل الدول العظمي بطريقة مضحكة ، أضرت بالوطن وأضرت بالشعب السوداني في الخارج والداخل وهو لا علاقة له بهذه المبادئ التي تخص فقط حزبهم ، ، وذات هذه المبادئ الخاصة التي يتمتعون بها ، هي ما ستجعلهم يقتلون الشعب ، إذا حاول مجرد الإحتجاج أو التظاهر ضد إى سياسة من سياساتهم او ضد أي قرار سيقع ضرره مباشرة على المواطن ..!! هناك تمثيليات كثيرة يقوم بها النظام ، عبر مؤسساته ، البرلمان ، أحزاب الموالاة ، الكومبارس مدفوع الثمن ، وعبر هذه المؤسسات ، يمرر النظام كل قراراته ، كبيع مؤسسات الشعب ، وتجفيف المستشفيات ، وأكل أموال المغتربيين ، وزيادة الضرائب والجمارك ، وزيادة أسعار المحروقات ، والقمح ، ووضع القوانين التي تحميهم ، أما الشعب السوداني لا يجد عندهم ادنى إهتمام ، لا علاج مجاني ولا حتى بقروش ، لا تعليم لا كهرباء مدعومة رغم إستغلالهم في إنتاجها مياه النيل التي هي ملك حر لهذا الشعب ، الدولة لا تقدم أي خدمة للمواطن ، رغم هذا تقوم بزيادة الأسعار ليراكموا من ثرواتهم ..!! الخطاب الأخير للدولة والذي عبر عنه رئيسهم البشير في مؤتمره الصحفي الأخير ، كان بمثابة تحدي مباشر للشعب ، فالتقارير التي أمامه تقول له ، ان الشعب مات وشبع موتاً، وأصبح لا قدرة له على التظاهر والإحتجاج ، فقل ماتشاء وأفعل ماتريد ، وفعلاً ، رفع صوته ، بأكاذيب ، فُضحت بعد ليلة واحدة ، فحينما قال ان زيادة أسعار المحروقات ، لن تتاثر بها الشرائح الضعيفة ، كذب الواقع حديثه ، وكانت النتيجة ، مضاعفة أسعار الرغيف ، ومضاعفة أسعار الغاز ، ومضاعفة أسعار المواصلات ، وهذه الأشياء هي عصب حياة الشرائح الضعيفة ، وقال ان أصحاب العربات والسفير الأمريكي هو من يتمتع بالدعم ، وكذب الواقع قوله ، وهاهم أصحاب العربات يصطفون في محطات البترول ، والسفير الأمريكي يغلق التنك وهو يبتسم في وجه عامل المحطة ، والبشير يتوارى ، ويرسل المساكين من ابناء الشعب في جهاز الأمن عساكر الجيش والشرطة ليحموا نظامه ، ويحمي نفسه ، من محاكمات تنتظره في لاهاي ، ومحاكمات ستطول كل المجرميين الذي نهبوا أموال الشعب وقتلوا أبناءه ، وشردوا نصفهم والنصف الآخر يعيش في ظروف عبودية قاسية ، يقومون بخدمة رموز النظام ، الذين يسخرون كل الدولة لخدمتهم وخدمة أسرهم وعائلاتهم ، وهؤلاء سيهربون إلى قصورهم خارج البلاد ، بمجرد ان تحدث هبة لهذا الشعب ..!! وعندما حاول البشير لعب تلك اللعبة المفضوحة والتي ، قال فيها ( كفاية ) ، كان الرجل يريد أن يجس نبض الشارع ، والذي لم يعره أي إهتمام ، ولم يعر كفايته أي لفتة ، فالشعب عرف عبر التجارب ، أن لا صدق يخرج من هؤلاء ، وأن كفايتهم ستكون مزيداً من المصائب على الشعب ، وعندما تم فضح لعبته ، قال ان أمر ترشحه متروك لقرار حزبه ، وتوارى مرة أخرى عن الانظار ، ومنعت الصحف حينها في الحديث عن ( كفاية البشير ) ، كما منعت اليوم من الحديث عن زيادة أسعار المحروقات ، ومنعت من نقل نبض الشارع الحقيقي ، وعقدت صفقات مدفوعة الثمن مع الإعلاميين المحسوبين لهم ، ليشوهوا الحقيقة ، وليواصلوا في ضرب الشعب من الخلف كديدنهم دائماً ، ولكن هذا الشعب من أكثر شعوب العالم ذكاء ويفهم من يقف معه ومن يقف ضده ..!! الصحافة تم حصارها ، وتم ترويضها لصالحهم ، فالصحف اليوم تخرج لتقول ، بالمانشيت العريض ( تبت يد المخربون ) ، قاصدة أبناء الشعب السوداني ، الذين خرجوا محتجيين ، ومتظاهرين ، دون حتى كلمة عزاء واحدة لعشرات القتلى والجرحي الذين نعرفهم ونعرف أسرهم ، فهم شرفاء أبناء شرفاء ، ومناضلون أبناء مناضلون ، ولكن هو بيع الضمير بأبخس الأثمان ، والخوف ، وحماية مصالح أسيادهم الذين يستخدمون معظم الإعلاميين كعبيد ، يدفعون لهم ليكتبوا ويقولوا ما يريدون هم ، فهؤلاء الصحافييون والإعلاميون لا عقول لهم تفكر ، ولا مبادئ لهم ، ولا ماء وجه ، فكل همهم هو المال ، وهؤلاء يجب المطالبة بإجتثاثهم جنباً إلى جنب مع مطالبات إجتثاث النظام ، فالصحف الوطنية التي تحترم ميثاق الشرف الصحفي وتحترم ضميرها ، احتجبت عن الصدور ، بدلاً عن بيع كذب مدفوع الثمن مرتين مرة عندما يأخذون من الأسياد ومرة أخرى عندما ياخذون ثمن الصحيفة من المواطن الذي يبيعون له كذباً وتلفيقاً ..!! لا طريق ثاني ، للخروج من هذه الأزمة ، سوى طريق الثورة بكل أشكالها ، وأنواعها ، الإنتفاضة الشعبية المعززة والمحمية بالسلاح ، نعم الجبهة الثورية وباقي الحركات المسلحة تضغط من الخارج ، والجماهير مع القوى السياسية من الداخل ، حتى تسقط هذه العصابة ، التي ستكون في أشرس حالاتها ، لحماية مصالحها ، ولكنها في اللحظة الحاسمة ، سيفر كل قادتها للخارج ، تاركين العساكر والجنود الذين يقاتلون من أجلهم في مواجهة أبناء وبنات الشعب ، وهذه هي قمة القذارة الأخلاقية ، ونقولها بكل وضوح ، لا أمل في الضباط في كل الأجهزة ، فهؤلاء هم صنيعة الإنقاذ ، الأمل الوحيد في العساكر والجنود وضباط الصف ، في الإنحياز للشارع ، والغد الخالي من عصابة النهب حتماً سيكون أجمل ، وأنضر ، والشمس التي ستشرق غداً ، نعم ستشرق على دماء وشهداء وقتل ودمار ، لكنها ستشرق على أرض حرة ، ووطن سينهض لبناء سعادته ورفاه شعبه وإستعادة كرامته ..!! ولكم ودي ..
#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشحوم الزائدة أولاَ ..!!
-
يا حليل البلف ..!!
-
مبررات فطيرة ..!!
-
الدولار ركع يا جدعان ..!!
-
سنرفع الدعم عن المواطن لصالح المواطن ..!!
-
زيادة فاتورة الكهرباء ..!!
-
معاناة محلية وادي حلفا ..!!
-
الدعم المرفوع ( بالكسرة ) ..!!
-
مجموعة القيادات الشبابية السودانية ..
-
أروشا وعشم إبليس ..!!
-
خسارة ومكسب للتحالف !!
-
دولة الكيزان ..!!
-
لا للعنف هنا وهناك !!
-
24 / صفر
-
قنابيرنا و رؤوسهم ..!!
-
سُحبت الثقة من الإسلاميين !!
-
عركي الوطن بيك بخيت ..
-
الإغاثة للحكومة أم للمتضررين ؟
-
فرصة للإستثمار والإستنفار !!
-
دولة تسعد بالفشل !!
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|