النظام التعليمي والثورة.

كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 16:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

حوالي 180 ألف مرشح للتباري على ثمانية آلاف منصب شغل أعلنتها وزارة التربية الوطنية.
أفواج من حملة الشهادات يتقدمون لمباراة لا تتجاوز حدود النجاح فيها 4.5%.
هذا العدد من المترشحين يمثل حوالي 0.5% من المجموع الرسمي لساكنة المغرب.
هذا العدد، وإن كان بحجم أرقام مديونية هذا الوطن، لا يظهر بالشكل الكافي معضلة العطالة في هذا البلد.
هذا العدد مؤشر دال على أزمة هذا النظام وعدم قدرته على استيعاب الطاقات الهائلة للشباب المغربي.
هذا العدد مؤشر قوي على بؤس النظام التعليمي الحالي وعدم قدرته على إنتاج نخب واعية ومدركة بأن لا كرامة مع البطالة والبؤس.
سيحج الآلاف من هؤلاء لمراكز الامتحان وكلهم أمل أن يكونوا من 4.5% الناجية، وهذا حقهم ونتمنى لهم جميعا مستقبلا يحققون فيه إنسانيتهم وطموحاتهم.
هذه المباراة دليل على أن النظام التعليمي الحالي يؤدي دوره الإيديولوجي بامتياز: إنتاج الخنوع وزرع الروح الفردية المعادية لأي خلاص جماعي من الاستغلال والاضطهاد.
أفواج الأميين، والمطرودين، والمنقطعين، والحاصلين على شهادات تعليمية بمختلف رتبها جزء من نتاج نظام تعليمي قائم يحقق أهدافه الحقيقية وهي استدامة نفسه وضرب كل نزوع نحو التغيير الثوري.
عدم انخراط كل هؤلاء في الأشكال المتقدمة الداعية لانتزاع الحق في العيش الكريم وفرض حقهم في التعبير والانتفاع بخيرات البلد دليل على نجاح النظام ومؤسساته في زرع أوهام الخلاص الفردي والروح الأنانية في صفوف القوى المتضررة من نظام القهر والاستغلال القائم.
التعليم بهكذا خريجين ناجح ولا يحتاج إصلاحا للنظام بل المزيد من تعميق القائم والإصرار في تعميق رجعيته.
تصوروا معي لو ملأ هؤلاء الساحات والشوارع واستأسدوا في المطالبة ليس في حقهم في التشغيل فحسب، بل بحقهم في وطن يتسع لجميع كادحيه ويلفظ مصاصي دمائه خارجا.
سيجدون إلى جنبهم كل ضحايا نظام البؤس والاضطهاد وكل التواقين إلى نظام وطني وشعبي وديمقراطي.
وإلى أن يحين ذلك فليعش نظام تعليمي كالقائم عندنا، ولتعش أجهزة الدولة وخدامها.
الثورة نائمة وملعون الساعي لإيقاظها.

#كريم_اعا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات