|
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (6)
إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 14:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (6) =================== بقلم علي سينا ترجمة إبراهيم جركس الجزء الأول من كتاب ((فهم محمد: السيرة السيكولوجية الذاتية لمحمد: بقلم علي سينا 2007-2008)) ۞-;- الاغتصاب سمح محمد لأتباعه باغتصاب النساء اللواتي يتمّ أسرهُنّ في الغارات. بأيّة حال، بعد أسر النساء، واجه المسلمون معضلة. كانوا يرغبون بممارسة الجنس معهنّ ولكن في نفس الوقت كانوا يرغبون في أن يطلبوا فدية مالية عليهنّ لذلك لم يكونوا يريدون يجعلوا أولئك النسوة حاملات. بعض أولئك النسوة كُنّ متزوّجات مسبقاً. هرب أزواجهُنّ حين أخِذوا على حين غرّة وبقوا أحياءً. اعتبر الغزاة إمكانية الجماع ممكنة (سحب القضيب قبل القذف أو العزل كما كانوا يسمّونه). إلا أنهم لم يكونوا متأكّدين من أنه أفضل عمل. فذهبوا لاستشارة محمد: ((عن أبي سعيد الخدري في غزوة بني المصطلق: أنهم أصابوا سبايا، فأرادوا أن يستمتعوا بهنَّ ولا يحملن، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل، فقال: (ما عليكم أن لا تفعلوا، فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة). وقال مجاهد، عن قزعة: سمعت أبا سعيد فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها).)) [1] لاحظ أنّ محمد لا يحرّم اغتصاب النساء الأسيرات في الحرب. وبدل ذلك، أكّد على أنّ الله إذا أراد أن يخلق أي شيء، فلا شيء يحول دون ذلك. بمعنى آخر، حتى غياب المني لا يمكنه منع ذلك. إذن محمد يخبر أتباعه أنّ العزل سيكون بلا فائدة ولا طائل منه لأنّه سيكون محاولة لإحباط إرادة الله. محمد لا يقول ولو كلمة واحدة ضدّ الإلقاح الإجباري لأولئك النسوة الأسيرات. في الواقع، وعن طريق انتقاد العزل، فقد شرّع وحلّل عملية الإلقاح الإجباري. في القرآن، حلّل إله محمد جماع النساء الأسيرات، وسمّاه "ملك اليمين"، حتى وإنّ كُنّ متزوّجات قبل وقوعهنّ في الأسر [2].
۞-;- التعذيب يروي ابن إسحاق ما حصل في يوم غزو المدينة اليهودية "خيبر" حيث ينقل لنا خبراً عن محمد أنه هاجم، ومن دون سابق إنذار، هذا الحصن وقتل شعبه غير المسلّح بينما كانوا يحاولون الهرب. وبين الأسرى كان هناك شخص اسمه كنانة: ((وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بكنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: إنّي رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كلّ غداة، فقال رسول الله صلعم لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك، أأقتلك؟ قال: نعم، فأمر رسول الله صلعم بالخربة فحُفِرَت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثمّ يأله عمّا بقي، فأبى أن يؤدّيه. فأمر به رسول الله صلعم الزبير بن العوّام، فقال: عذّبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزندٍ في صدره، حتى أشرف على نفسه، ثمّ دفعه رسول الله صلعم إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة))[3] بنفس اليوم الذي عذّب فيه محمد الشاب كنانة حتى الموت، أخذ زوجته صفيّة البالغة من العمر سبعة عشر عاماً إلى خيمته ليجامعها. قبل سنتين من هذه الحادثة، كان قد قطع رأس والدها مع باقي الذكور البالغين عندما هاجم قبيلة بني قريظة. كتب ابن إسحاق: ((قال ابن إسحاق: ولمّا افتتح رسول الله صلعم القموص، حصن بن أبي الحقيق، أتي رسول الله صلعم بصفية بنت حيي بن أخطب، وبأخرى معها، فمرّ بهما على قتلى من قتلى اليهود، فلمّا رأتهم التي مع صفية صاحت، وصكّت وجهها وحثّت التراب على رأسها. فلمّا رآها رسول الله صلعم قال: أعزبوا عني هذه الشيطانة، وأمر بصفية فحيزت خلفه، وألقى عليها رداءه، فعرف المسلمون أنّ رسول الله صلعم قد اصطفاها لنفسه. فقال رسول الله صلعم لبلال، فيما بلغني، حين رأى بتلك اليهودية ما رأى، أنزعت منك الرحمة يا بلال، حين تمرّ بامرأتين على قتلى رجالهما؟)) [4] البخاري أيضاً سجّل لنا بعض الأحاديث عن "فتح" محمد لحصن خيبر، واغتصابه لصفيّة عشيّة مقتل زوجها: ((عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حسر الإزار عن فخذه، حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القرية قال: (الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين). قالها ثلاثا، قال: وخرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد - قال عبد العزيز: وقال بعض أصحابنا: والخميس، يعني الجيش - قال: فأصبناها عنوة، فجمع السبي، فجاء دحية، فقال: يا نبي الله، أعطني جارية من السبي، قال: (اذهب فخذ جارية). فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي، سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك، قال: (ادعوه بها). فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خذ جارية من السبي غيرها). قال: فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها. فقال له ثابت: يا أبا حمزة، ما أصدقها؟ قال: نفسها، أعتقها وتزوجها، حتى إذا كان بالطريق، جهزتها له أم سليم، فأهدتها له من الليل، فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا، فقال: (من كان عنده شيء فليجيء به). وبسط نطعا، فجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، قال: وأحسبه قد ذكر السويق، قال: فحاسوا حيسا، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.)) [5] هناك أيضاً حديث مرويّ عن أنس أحد أصحاب النبي ((عن أنس رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل، فأسلموا، فاجتووا المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة، فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحُّوا، فارتدُّوا وقتلوا رعاتها، واستاقوا الإبل، فبعث في آثارهم، فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا.)) [6] وقال أيضاً أنهم طلبوا ماءً للشرب، إلا أنه لم يسقهم أحد حتى ماتوا. هؤلاء العرب ارتكبوا جريمة قتل وسرقة، وكان لزاماً أن يعاقبوا، ولكن لماذا كل هذا التعذيب؟ ألم يكن محمد يفعل الشيء نفسه تماماً؟ من أين جاء محمد بجماله؟ ألم تكن مسروقة؟ ألم يغزو ويقتل الناس ليسرقهم وينهبهم؟. هذا المعيار المزدوج هو الذي يميّز شخصية العالم الإسلامي منذ قيامه. إنّ مفهوم القاعدة الذهبية Golden Rule والعدل غائبان تماماً عن عقل المسلمين. إنهم يطالبون بكافة الامتيازات في البلدان غير المسلمة، بينما هم ينكرون حقوق الإنسان الأساسية لعير المسلمين في البلدان التي يشكّلون هم فيها الأغلبية.إنهم يؤمنون بكل كيانهم أنّ الأمور يجب أن تكون على هذا الوضع.
۞-;- الاغتيال حتى هذا اليوم، يؤمن معظم المسلمين أنّ الطريقة الوحيدة في التعامل مع أعداء الإسلام هو باغتيالهم. في عام 1989، أصدر الخميني فتوى لاغتيال سلمان رشدي، لأنّ رشدي ألّف كتاباً تحت عنوان "آيات شيطانية" ظنّ البعض أنه يسيء فيه للإسلام. البعض أدان الخميني واتهمه بالتطرّف. أمّا المثير للدهشة أنّ الكثيرين لاموا رشدي لكونه لم يراعي حساسية ومشاعر المسلمين. في الرابع عشر من شهر فبراير/ شباط عام 2006، أوردت وكالة أنباء إيرانية أنّ الفتوى ستظلّ سارية بشكل دائم. منذ بدايته، أزال النظام الإيراني الإسلامي كافة معارضيه بانتظام وذلك عن طريق اغتيالهم، سواءً أولئك الذين يعيشون في إيران أو المنفيّين في الخارج. مئات المنشقّين تمّ قتلهم بهذا الأسلوب، من ضمنهم د. شابور باختيار، وهو ديمقراطي حقيقي وآخر رؤساء الوزارات زمن الشاه. ما لا يعلمه أكثر الناس أنّ الاغتيال كان طريقة محمد في التعامل مع المعارضين. والمسلمون القتلة اليوم يتبعون نبيّهم كقدوة حسنة. كعب بن الأشرف كان أحد ضحايا محمد. وقد نقل المؤرّخون المسلمون بأنه كان شاباً ووسيماً، شاعراً موهوباً وزعيم قبيلة بني النضير، أحد القبائل اليهودية في المدينة. وبعد أن نفى محمد بني قريظة، وكانت قبيلة أخرى من قبائل المدينة، أصبح كعب قلقاً على مصير شعبه وأمنه من المسلمين، لذا زار مكّة يسعى وراء الحماية. قال أشعاراً ومدح المكّيين على شجاعتهم وشرفهم. وعندما سمع محمد عن ذلك، ذهب إلى المسجد، وبعد الانتهاء من الصلاة، قال: ((قال عمرو: سمعت جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله). فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: (نعم). قال: فائذن لي أن أقول شيئا، قال: (قل) فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضا والله لتملنه، قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين؟ - وحدثنا عمرو غير مرة، فلم يذكر وسقا أو وسقين، أو: فقلت له: فيه وسقا أو وسقين؟ فقال: أرى فيه وسقا أو وسقين - فقال: نعم، ارهنوني، قالو: أي شيء تريد؟ قال: أرهنوني نساءكم، قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب، قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا: كيف نرهنك أبناءنا، فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، وكنا نرهنك اللأمة - قال سفيان: يعني السلاح - فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة ؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة، وقال غيرعمرو، قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم، قال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب. قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين - قيل لسفيان: سماهم عمرو؟ قال: سمى بعضهم - قال عمرو: جاء معه برجلين، وقال غير عمرو: أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر. قال عمرو: جاء معه برجلين، فقال: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه. وقال مرة ثم أشمكم، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحا، أي أطيب، وقال غير عمرو: قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب. قال عمرو: فقال أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم، فشمه ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه.)) [7] وقُتِل أبو رافع بعده. لم يشجّع نبي الله على الاغتيال فحسب، بل دافع عن الكذب والخداع والخيانة أيضاً. هناك ضحية أخرى من ضحايا محمد يضاف إلى سلسلة اغتيالاته، وهو رجل عجوز كان يسمّى أبو عفك، الذي قيل أنّ عمره كان يبلغ عندما قتله محمد 120 عاماً. قال شعراً، رثا فيه هؤلاء الذين اتبعوا محمد وصاروا من أنصاره. كتب أنّ محمد كان رجلاً مجنوناً علّم الناس اعتباطياً ما الحلال وما الحرام، وسبّب لهم انخفاضاً في مستوى ذكائهم وان يصبحوا أعداءً لبعضهم البعض*. أور ابن سعد هذه القصّة على الشكل التالي: ((سرية سالم بن عمير العمري إلى أبي عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يهوديا وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الشعر فقال سالم بن عمير وهو أحد البكائين وقد شهد بدرا علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه فأمهل يطلب له غرة حتى كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء وعلم به سالم بن عمير فأقبل فوضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش وصاح عدو الله فثاب إليه ناس ممن هم على قوله فأدخلوه منزله وقبروه)) [8] الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هذا العجوز هي أنه هجا محمد ببعض الأشعار الناقدة. وعندما سمعت عصماء بنت مروان عن جريمة القتل هذه، وكانت امرأة يهودية وأمّاً لخمسة أطفال صغار، غضبت كثيراً لدرجة أنّها قالت أبياتاً تذمّ وتلعن فيها رجال المدينة لأنهم جعلوا رجلاً غريباً يفرّقهم ويؤلّبهم ضدّ الآخرين وقتل عجوز مسنّ وضعيف*. مرّةً أخرى خرج محمد إلى المنبر وصاح: ((سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تعيب الإسلام وتؤذي النبي وتحرض عليه وتقول الشعر فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها منهم من ترضعه في صدرها فجسها بيده وكان ضرير البصر ونحى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلت ابنة مروان قال نعم فهل علي في ذلك من شيء فقال لا ينتطح فيها عنزان فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عميرا البصير)) [9] بعد أن تلقى القاتل ترحيباً وشكراً من محمد على قتله عصماء، ذهب القاتل إلى أطفالها، تفاخر بجريمته، وعنّف هؤلاء الأطفال وأهل القتيلة. ((فرجع عمير إلى قومه، وبنو خطمة يومئذٍ كثير موجهم في شأن بنت مروان، ولها يومئذٍ بنون خمسة رجال، فلمّا جاءهم عمير من عند رسول الله صلعم، قال: يا بني خطمة، أنا قتلت ابنة مروان، فكيدوني جميعاً ثمّ لا تنظرون، فذلك اليوم أول ما غزّ الإسلام في دار بني خطمة، وكن يستخفي بإسلامهم فيهم من اسلم، وكان أول من أسلم من بني خطمة عمير بن عدي، وهو الذي يدعى القارئ، وعبد الله بن أوس، وخزيمة بن ثابت، وأسلم يوم قتلت ابنة مروان، رجال من بني خطمة، لمّا رأوا من عزّ الإسلام)) [10] بعد كل عمليات الاغتيال هذه، أصبح مسلمو المدينة أكثر تبجّحاً، غروراً وتجبّراً، حيث أنهم زرعوا الرّعب في قلوب معارضيهم. أراد محمد أن يبعث رسالة بأنّ أي معارضة أو نقد موجّه له يعني الموت المحتّم. هذا بالضبط نفس الاستراتيجية التي يستخدمها المسلمون في الزمن الحالي، حيث أنّ التهديد غالباً ما يكون ضمنياً. إنّهم يتبعون النموذج والأسلوب الذي وضعه لهم نبيّهم، الذي يعتبرونه أعظم مخلوق عندهم. إنهم يريدون أن يخلقوا حاجزاً من الخوف حتى يتمكّنوا من إقامة إمبراطوريتهم من خلال الرعب والإرهاب. ليس هناك أي شك داخل عقل الإرهابي المسلم أنّ هذه الاستراتيجية ناجحة. فبالنسبة لهم، إنّ الأمر القرآني "ألقوا في قلوب الكافرين الرّعب" [11] يبدو أنه أفضل وأضمن طريق إلى النصر. لقد نجح الأمر مع محمد، فقد كان يتبجّح ويفاخر ((نُصِرتُ بالرعب)) [12]. نجح الأمر في إسبانيا عندما قتل الإرهابيون مئتي شخص عن طريق تفجير قطارات المسافرين في الحادي عشر من شهر مارس/ آذار عام 2004، وكردّ على تلك الأحداث، صوّت الاشتراكيّون للحكومة التي تبنّت من فورها سياسة الاسترضاء مع المسلمين. وبسبب التكتيكات الناجحة التي وضعها محمد وورثته الإيديولوجيين، استنتج الإرهابيون أنّ استراتيجية العنف ستنجح في كل مكان وكل زمان. هم لن يتوقّفوا حتى يسقط العالم بأجمعه أو يثبت أنهم على خطأ من خلال مواجهتهم مع قوّة أكير وأعظم وأشرس. العالم الإسلامي مريض، وسيكون من ضيق الأفق أن ننكر أنّ سبب هذا المرض هو الإسلام. كل جريمة، وكل عمل غير إنساني مرتكب من قبل المسلمين مُلهَم ومُبَرّر من خلال كلمات وأفعال محمد نفسه. هذه هي الحقيقة المؤلمة التي _وللأسف_ التي لا يريد أن يراها العديد من الناس.
***************************** [1] صحيح البخاري، كتاب التوحيد، 6974، 2116. وهناك الكثير والكثير من الأحاديث الشرعية التي توضّح كيف وافق محمد على الجماع بالنساء الأسيرات، لكن قال أنّ القذف خارجاً غير ضروري لأنه إنّ أراد الله لأحدٍ أن يولد، فتلك الروح سواءً قذف الإنسان داخل فرج المرأة أم خارجاً. أنظر الأحاديث التالية: ((عن ابن محيريز أنه قال: دخلت المسجد، فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه، فسألته عن العزل، قال: أبو سعيد: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب، فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل، فأردنا أن نعزل، وقلنا نعزل ورسول الله بين أظهرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك، فقال: (ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة).)) [صحيح البخاري، كتاب المغازي، 3907] ((عن جابر قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: [يا رسول اللّه] إن لي جارية أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل، فقال: "اعْزِلْ عنها إن شئت؛ فإِنه سيأتيها ما قُدِّرَ لها" قال: فلبث الرجل ثم أتاه فقال: إن الجارية قد حملت، قال: "قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قُدِّرَ لها".)) [سنن أبو داؤود، كتاب النكاح، 2173] [2] القرآن، سورة النساء، آية رقم 24 {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}. وأيضاً الآية رقم 3 من نفس السورة {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أنظر أيضاً الآية رقم 50 من سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [3] سيرة رسول الله، ص 515. السيرة النبوية، ابن هشام، عقوبة كنانة بن الربيع. [4] السيرة النبوية، ابن هشام/ أمر صفيّة أمّ المؤمنين. [5] صحيح البخاري، أبواب الصلاة في الثياب، 364. في هذا الحديث ينقل لنا الراوي كيف أنّ المسلمين غزو مدينة خيبر، خلال الصباح مستغلّين عدم وجود حرّاس يحرسون المدينة. "خربت خيبر" هذا ما قاله رسول الله عندما انتقل من حصن إلى أخر منتصراً: ((الله أكبر ! خربت خيبر.إنا إذا نزلنا بساحة قوم. فساء صباح المنذرين!)) بعد غزو المدينة، حانت اللحظة لاقتسام الغنائم. دحية، أحد المحاربين، أخذ صفية ضمن حصّته. والد صفيّة الذي كان زعيم بني النضير كان قد قُطِع رأسه بأمرٍ من محمد قبل ثلاث سنوات. وبعد غزو خيبر، عُذّب زوجها الشاب وقتِل بأمر من محمد أيضاً. أحدٌ ما أخبر محمد أنّ صفية البالغة من العمر سبعة عشر عاماً كانت في غاية الجمال. لذلك عرض محمد على دحيّة فتاتين، ابنتي عمّ صفيّة، بدلاً منها وأخذ صفيّة لنفسه. [6] صحيح البخاري، كتاب المحاربين من أهل الكفر والرّدّة، 6417. [7] صحيح البخاري، كتاب المغازي، 3811، 2375. [8] الطّبقات الكبرى، ابن سعد 2/8 ص 31. [9] الطبقات الكبرى، 2/8. [10] السيرة النبوية، ابن هشام. [11] الآية القرآنية {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 151] [12] عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بُعِثتُ بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوُضِعت في يدي). [صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسّنة، 6845] * ملحق أضافه المترجم: أودّ أن أذكر هنا الأبيات الشعرية التي قالها كلٌ من أبي عفك وعصماء بنت مروان والتي كانت سبباً في خسارتهما حياتهما، وليحكم كل قارئ عمّا إذا كان ذلك سبباً كافياً لقتل أي إنسان مهما كان دينه أو اعتقاده. قال أبو عفك: لقد عشتُ دهراً وما إن أرى من الناس داراً ولا مجمعا أبـــرّ عهـــوداً وأوفـى لمـــن يعاقــد فيــهم إذا مــا دعـا مــن أولاد قيلــة في جمعهـم يـهـدّ الجبـال ولـم يخضعا فصـدعهـم راكــب جاءهـــم حـلالٌ حـرامٌ لشتـى معــــا فـلـو أنّ بـالعـــزّ صــدقتــــم أو المــلك تـــابعتـــم تبعـــا فغضب محمد عندما سمع هذا الشعر وحرّض على قتل أبو عفك، فخرج سالم بن عمير فقتله. وعندما سمعت عصماء بنت مروان بهذه الجريمة النكراء القذرة، قالت شعراً تعيب على فاعلها وندّدت بهذه الطرق في قتل الناس الأبرياء: باست بني مالك والنبيت وعوف وباست بني الخزرجِ أطعتـم أتاويّ من غيركم فــلا مـــن مــراد ولا مــذحجِ ترجونه بعد قتل الرؤوس كــما يــرتجي مرق المنضجِ ألا أنـــف يبتــغــي غــرّة فيقطــع مـن أمـل المرتجــي إلا أنها لاقت المصير نفسه عندما سمع محمد بذلك، وكعادته أرسل أحداً ليقوم عنه بعمله القذر، فظهر من بين الناس عمير بن عدي الخطمي، وتبرّع بالقيام بهذه الجريمة النكراء، فذهب إلى بيتها في الليل وكانت ترضع صغيرها وهو كان ضريراً، فتحسّسها ثمّ أغمد السيف في صدرها حتى نفذ من ظهرها، ثمّ رجع إلى رسول الله منتصراً ويداه ملطّختان بدمها، أمّا ردّة فعل النبي فكانت بغاية البرود حيث قال "لا ينتطح فيها عنزان". أليس هذا هو حال المفكّرين الأحرار في عالمنا العربي اليوم؟ ألا يحكم بالموت على كل من يتجرّأ ويقول الحقيقة؟ فيصعد أحد حماة الهيكل إلى المنابر وينادي مطالباً برأسه أو رأسها. كم من سالم بن عمير وعمير بن عدي الخطمي في عالمنا العربي الذين مستعدّون أن يقوموا بالعمل القذر في أية لحظة وأي مكان دون أيّ اعتبار. وهم يؤمنون أنّ هناك مكافآت وحور عين ينتظرونهم في العالم الآخر.
#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام قارورة محكمة الإغلاق [1]... الدكتورة وفاء سلطان
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (5)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (4)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)
-
محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (1)
-
حياة حرّة من قيود الدين...[3]... تنوّع... تعدّد... وخصوصية
-
طبيعة الإله في الإسلام... الدكتور وفاء سلطان
-
تفنيد منطقي لمفهوم العذاب الإلهي
-
إله الفجوات: هل يظهر الكون أي دليل على التصميم؟.
-
حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة
-
حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة
-
مأزق المؤمن: الكوارث الطبيعية
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [13]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [12]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [11]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [10]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [9]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [8]
-
خمسون وهماً للإيمان بالله [7]
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|