أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أميرة الطحاوي - أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا















المزيد.....

أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 - 12:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أميرة الطحاوي
ليست قليلة تلك التحولات التي شهدتها الحركة الكردية بتركيا في الأعوام الأخيرة، رغم توقع الكثيرين أن ضربة قاضية قد وجهت للحركة باعتقال زعيمها المعروف عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني ب ك ك على يد القوات التركية في نيروبي فبراير 1999 و الحكم عليه بعد 6 أشهر تخللتها محاكمة سريعة بالإعدام – و هي العقوبة التي لم تطبق أبداً في تركيا منذ عام 1984 ، إلا أن قضية أكراد تركيا استمرت تعلن عن نفسها بطرق مختلفة غير العمليات العسكرية التي ارتبطت بها ضد الجيش التركي،كما أن اسم أوجلان نفسه والذي يقبع بسجن هو نزيله الأوحد بجزيرة اميرلي استمر في التردد إعلاميا بين الحين و الآخر ،ففي عام 2001 خفف عنه حكم الإعدام للسجن مدى الحياة انسجاما مع توقيع تركيا في أغسطس من العام ذاته بإلغاء عقوبة الإعدام لتصبح مهيأة لعضوية الاتحاد الأوروبي ، و في المؤتمر الثامن لحزب العمال الكردستاني 2002 تم الاتفاق أعضائه على تغيير اسمه إلى "مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني-كاديك" معلنين إنهاء النضال المسلح و مطالبين حكومة أنقرة بتوسيع نطاق الحقوق الثقافية للأكراد، و هو تراجع كبير في سقف مطالب الحزب الذي طالما دعا لاستقلال كل أجزاء كردستان بالشرق الأوسط تمهيداً لتكوين"كردستان الكبرى" ، و خطوة وقف العمل العسكري لم تكن وليدة اعتقال أوجلان فقط، بل تفعيلا لأكثر من هدنة أعلنها الرجل في عقد التسعينات و لم تلتزم بها أنقرة، و آخرها ما أعلنه أوجلان بنفسه أثناء محاكمته و قبلها بأشهر عندما خرج من سوريا و حط بروما و عواصم غربية أخرى كضيف نصف مرحب به قبل أن تغلق بوجه طائرته كل مطارات العواصم الأوربية ليجد نفسه يحط في نيروبي فتقتنصه المخابرات التركية بكل سهولة ، و منذ اعتقاله واصلت وكالات الأنباء ترجمة تصريحات أوجلان و كتاباته المطولة التي يسربها لمحاميه ممن تتاح لهم فرصة لقاءه، مثلما واصل ب ك ك تواجده بكردستان العراق لكنه دخل في مواجهات مع الاتحاد الوطني الكردستاني – حليفه السابق – بعد أقل من عام على اعتقال زعيمه، و كررت تركيا غير مرة الإعلان عن نيتها التدخل العسكري بشمال العراق لتتبع فلول الحزب المذكور، رغم أن من تبقى منهم لم يزد عن 5 آلاف و تركزوا شبه محاصرين في منطقة محدودة بجبال قنديل الوعرة بكردستان العراق.

و لازال أوجلان محافظا على سياسته في استغلال التناقضات الإقليمية و الدولية لأنقرة فبعد أن وظف عداءها مع دمشق فوفرت له الأخيرة ملاذا آمناً لأكثر من 17 عاما متغاضية في الآن نفسه عن اشتراك كثير من أكرادها في عمليات ب ك ك العسكرية بتركيا و مستفيدة من إلهاء شبابها بالكفاح خارج الحدود، و مثلما وظف أوجلان صراعات الحزبين الكبيرين بكردستان العراق بالتسعينات مثبتا لحزبه قواعد و دوراً هناك، ها هو أوجلان يعاود توظيف حالة التأرجح و النفور في علاقات أنقرة و الاتحاد الأوربي ، تماما مثلما كان يفعل من قبل، فيصرح في فبراير من العام الماضي أنه سيقدم مذكرة دفاع إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مايو ، و ركز على الجانب المنظومي - الإيديولوجي( و هو جانب أثير لدى أوجلان إذ يظهر ولعه بالتنظير في كثير من أدبيات حزبه و مثلما حدث في مرافعته أمام المحكمة التركية بعد اعتقاله التي وصل المكتوب منها لنحو ألف صفحة حسب ترجمتها العربية و التي حملت اسما رناناً هو : من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديموقراطية )و أفسح مساحةً لوجهة نظره فيما يتعلق بالعلاقات التركية ـ الأوروبية الحالية، و العبارة الأخيرة فهم منها أن أوجلان جاد في تحويل صراعه مع الحكومة التركية إلى المحافل الأوربية التي طالما انتقد في السابق بيع بعض حكوماتها -بالأخص الحكومة الألمانية- الأسلحة لحكومة أنقرة لتستخدمها ضد أبناء جلدته من المدنيين الكرد و هو الانتقاد الذي كان يجد دوماً صدى كبير في الشارع الأوربي الذي يحمل تجربة مرة لحربين عالميتين والرافض لتورط حكوماته في حروب خارجية تطال مدنيين ،أوربا التي كانت مهجرا و ملتقى لأنصار أوجلان من الكرد المتحمسين دوماً ،و يتذكر المواطن الأوربي كيف اعتصم الآلاف من هؤلاء في كبرى ميادين العواصم الأوربية فور الإعلان عن اعتقال زعيمهم.
و يبدو أن إعلان أوجلان الاحتكام لأوربا استلزم بعض السياسات على أرض الواقع من حزبه فكان أن قام بعد شهر واحد من هذا التصريح شقيقه الأصغر عثمان أوجلان بتسليم نفسه مع 13 من قادة الحزب إلى قوات "البيشمركه" الكردية و منها لقوات التحالف الأميركي في شمال العراق داعيا الأكراد في كل من ايران و سوريا و العراق و تركيا إلى العمل السلمي لنيل حقوقهم و منهيا بذلك أي علاقة له بالجناح المنشق الأكثر ثورية بالحزب و الذي يقوده جميل باييك و الموجود أيضا بجبال قنديل و الذي لا يرى في سياسات أنقرة القامعة لحقوق الأكراد أي تحسن يعفيه من الكفاح المسلح ضدها .
و كبادرة لحسن نية أنقرة أمام مطالب الاتحاد الأوربي و بعد أن قبلت أنقرة المعايير الأوروبية عام 2003 التي تسمح بإعادة محاكمة أي شخص أو جهة لدى طلب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ذلك، أعيدت محاكمة البرلمانية الكردية المعروفة " ليلى زانا" ورفاقها الثلاثة بعد عشر سنوات في سجون تركيا و أطلق سراها في يونيو من العام ذاته، لكن أنقرة حصنت نفسها ضد أن ينطبق السيناريو ذاته على غريمها أوجلان فاستثناه البرلمان التركي من إعادة المحاكمة، رغم وجود المادة 90 من دستور البلاد التي تنص على أن قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعلو القوانين التركية الوطنية .

مضى عام 2004 و لازالت المسألة الكردية بتركيا تستفيد بصورة أو أخرى من معطيات أوربا الجديدة، و في العام ذاته فازت الشابة الكردية المتجنسة بالألمانية " فلك ناز" لخمس سنوات أخرى بمقعد في البرلمان الأوروبي.
حاولت تركيا التأكيد هذا العام أن ب ك ك لازال يقوم بأعمال عسكرية مناهضة لسيادتها ، إلى حد أن صرح في 13مارس 2005 قائد القوات البرية التركية الجنرال يشارنيوك أنط عن " تزايد ملحوظ في عمليات تسلل المسلحين الأكراد من شمال العراق إلى تركيا في الأشهر الخمسة الأخيرة، ووصل عددهم داخل
الأراضي التركية إلى العدد نفسه الذي كانوا عليه عام 1999 قبيل اعتقال أوجلان " و هو تصريح لم يصدقه أحد حتى داخل الأوساط المحافظة و اليمينية بتركيا، بل و صرح كمال بياتلي رئيس وكالة الأنباء التركية لهيئة الإذاعة البريطانية في مايو الحالي معقباً على أخبار تطويق 10 آلاف عسكري تركي لبعض المدن الكردية ببلاده بأن الرقم مبالغ فيه، مما يعني أن محاولة تركية تصوير قوة حزب العمال على أرض الواقع حالياً هو مجرد تلويح بأنها في مواجهة مع خطر إرهابي تماماً مثلما أمريكا بعد الحادي عشر من سبتمبر، و لكن أحدا لن يصدق هذا خاصة أن تركيا عارضت استخدام أمريكا أراضيها و لقاعدة انجيرليك في غزو العراق الذي تراه واشنطون منطلقا للإرهاب، و بالتالي فإن دعاية تركيا قد لا تجد من يساندها حتى في واشنطون .
و قبل أيام أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارها النهائي في شأن قضية الزعيم الكردي المعتقل في تركيا عبدالله أوجلان.وجاءّ في حيثيات القرار أنّ "المحاكمة التي أجريت للسيد أوجلان في تركيا عقب اختطافه في كينيا عام 1999 كانت غير عادلة". وإن أوجلان تعرضّ بعدّ اختطافه لمعاملة غير لائقة تحط ـ وفق المعايير الحقوقية الأوروبية ـ من الكرامة الإنسانية، و استبق هذا الإعلان بيوم واحد دعوة من أوجلان اختار لها صفحات أوزجور بوليتيكا الجريدة اليسارية التي أغلقت غير مرة بقرار حكومي تركي لتعاود الإصدار مستفيدة من الأجواء الإعلامية المنفتحة أوربا " و هو اختيار له دلالته، ليدعو " انه مستعد للدخول في مفاوضات مع الحكومة التركية في حال إطلاق سراحه بعد إعادة محاكمته و سيستغل إعادة محاكمته إذا تمت إعادتها إلي حل ديمقراطي للمسألة الكردية"
و في انتظار الرد التركي يبقى التأكيد على أن الورقة الأوربية التي استغلها أكراد تركيا قد نجحت على الأقل في وضع أنقرة بموقف لا يحسد عليه أمام الاتحاد الأوربي الذي تتطلع لعضويته منذ سنوات و يجابه طلبها كل مرة بمطالب الإصلاح الاقتصادي و السياسي، لكن هذه المرة المطلب محدد واضح و ربما ستفكر ألف مرة قبل أن ترفضه لأنه سيعني إغلاق ملف عضويتها تماما في الاتحاد الأوربي.



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا الحكومة المصرية لمعارضيها
- في الغناء لبشار الأسد بالكردية والعربية
- رجل أمريكا المريض
- بين مفتي الدجاج و مفتي التسونامي
- لماذا نحن قلقون
- البصرة-عندما يقوم الطلبة بما يعجز عنه الساسة
- هل كانت انتخابات القاهرة بروفة لانتخابات عراقيي المهجر ؟
- برقيات سريعة
- صورة من قريب ..هل تصنع الصور زعماء..؟
- لا أحد يريده هناك ... ولا هنا أيضاً
- الحزب الشيوعي العراقي : التاريخ العبء يسجله كتاب
- كول لي يا وحش منين الله جابك
- مرحبا بنصير شمة و لكن.....
- نحو منهج بديل لدراسة المسألة الكردية - 1
- تحية من القاهرة
- و مازالنا مع الآشوريين شعبا و قومية و ديانة :
- الآشويون : ضحايا الإختلاف العرقي و الديني - 2 من 3
- الآشوريون: ضحايا الاختلاف العرقي والديني 1-3
- قطار الأصولية بكردستان ، متى يرحل ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أميرة الطحاوي - أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا