أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - فاعلية المثقف العراقي في صياغة الدستور














المزيد.....

فاعلية المثقف العراقي في صياغة الدستور


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 10:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا بد للفئة المثقفة العراقية أن تجترح الوسائل والأساليب ليكون منجزها الفكري حاضراً ومساهماً في عملية صياغة مسودة الدستور، وهي معنية أكثر من بقية الفئات بهذه العملية لكونها القوة الخلاقة التي تمتلك مؤهلات وخبرات معرفية وفكرية، أثبتت حقائق ومعطيات التجربة التاريخية والإنسانية خطأ تهميشها أو الاستغناء عنها، فأدواتها تتكامل مع أدوات السياسي لإنجاز هذه المهمة المفصلية، والتعاضد بين أدوات المثقف والسياسي في ميدان هذه التجربة ضمانة لقدر كبير من اشتراطات نضجها، بالإضافة الى كونها مقدمات توفر سبل ومقومات نجاح العملية السياسية برمتها الجارية في عراقنا.
والمثقف في حاضر العراق الجديد الذي ما زال في طور الولادة، معني لإثبات ذاته الفاعلة في صياغة مسودة الدستور، والقيام بدور مؤثر فيها لاسيما أنها تشكل أخطر تحدي يهدد عملية التحولات السياسية والاجتماعية، فحينما يتمكن من تحقيق هذا الدور أي إنتاج ثقافة حية يقوم عليها إنتاج المجتمع نفسه، يحق له آنذاك أن يكتسب صفة المثقف بحسب تعبير غرامشي الذي اعتبر المثقف هو من يقوم بنشاط ذهني مهما كان بدائياً شرط أن يكون مؤثراً بوظيفته الاجتماعية المباشرة، كبانٍ ومنظمٍ في الحياة العملية.
وقد عرف الدستور من وجهة النظر الاجتماعية بأنه عقد تآلف بين شركاء الوطن، وهو من وجهة النظر القانونية بمثابة القانون الأساسي للدولة الذي يخضع له الجميع ويحتكم اليه الحاكم والمحكوم، ويحدد صلاحيات السلطات (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، وينسق آليات العلاقة بينهما وفق مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، مثلما يحدد واجبات المواطن وحقوقه الأساسية سواء السياسية أو الإنسانية، وينظم العلاقة بين المواطن والحكومة.
وفي ظرف تعقيدات حاضرنا تأتي أهمية صياغة الدستور ليس لأنها تؤسس الى عقد اجتماعي بين جميع مكونات الشعب فحسب بل إنَّ تحويل هذا الاستحقاق الى منجز سيدفع بالعملية السياسية الى الأمام، ويدعم بناء مرتكزات النهج الديمقراطي لعراق مستقل فيدرالي موحد تعددي ينعم بالحرية والاستقرار.
ومن هنا يبرز الدور الطليعي للثقافة في مسيرة التحولات السياسية والاجتماعية المتصاعدة باتجاه الديمقراطية، فلا بد للمثقف أن يتخلص من حالة التحييد التي فرضتها مكبلات الاستبداد في سني الديكتاتورية المضنية التي عمقت مفهوم حرفية الثقافة، مختزلة فضائها الرحب الى حيز مؤسسة في خدمة سلطة النظام الشمولي، مثلما عليه في ما توفر من فسحة للحرية في راهننا الاستثنائي أن يتحرر مما تنسجه سلطة السياسي من أطواق تبتغي ارتهانه، وهذا لا يعني التحريض على الابتعاد عن المشهد السياسي، بقدر ما هي دعوة لخلق مناخات وتأسيس سياقات مشاركة حامل الفكر، وصاحب المنجز الإبداعي في الحياة السياسية بحيث يكون فاعلاً في مجرياتها بالقدر الذي يمكنه من تأسيس سلطته الثقافية بمحاذاة السلطة السياسية، آنذاك سيكون الحراك الثقافي ضمانتنا في مواجهة تحديات استحقاقاتنا التي صير القدر كل واحد منها معضلة، لتحويلها على شاكلة ما تحقق في الانتخابات الى منجز داعم لسيرورة التغيير بالتزامن مع إعادة أعمار البنى التحتية للدولة، وأحياء المنظومة القيمية الاجتماعية، كخطوة أولى على طريق الإنماء المعرفي والثقافي القادر على تجديد الفكر بالشكل المتماهي مع مسار التغيير الديمقراطي الجاري في البلد، ووفق حاجاتنا في مواكبة إيقاعات العصر الرقمي.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجم عبد خضير.. أحمد أدم في هيبة الموت الموشح برائحة الأرض وا ...
- المبدع موفق محمد متألقاً في سويسرا
- الجمعية الوطنية العراقية أمام مسؤولية تاريخية للارتقاء بالأد ...
- القمم العربية من انشاص الى الجزائر
- خذ معك كتاباً إذا دخلت مدينة الحلة
- عرس الدم
- البذرات الأولى لنهضة المرأة العراقية
- نداء من أدباء ومثقفي بابل عن ما بعد الوحشية في التاريخ العرا ...
- ثورة الإمام الحسين (ع) عطاء فكري متجدد
- انطباعات عن يوم عراقي مشرق
- قائمة (اتحاد الشعب) ضمانة ليسار عراقي معافى
- هواجس أمام أنظار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العر ...
- الرقابة الانتخابية ضرورة لكسب ثقة الناخبين
- النص الكامل لقصيدة فتاوى للإيجار للشاعر المبدع موفق محمد
- همسة علها تجد آذاناً صاغية
- الانتخابات المقبلة جدلٌ بين الإستئثار والآمال الوطنية
- خطوات جدية على طريق إنجاز الانتخابات
- ديمومة الحوار المتمدن مفخرة لكل الحالمين بغد أفضل
- راهنية الانكفاء في العراق ما بعد انهيار الدولة
- لاعنون لإحتلال العراق وقانعون بالتواجد الأمريكي في الخليج عب ...


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - فاعلية المثقف العراقي في صياغة الدستور