|
إصلاح التعليم:من مناهج الكهني إلى مباهج المفتي
كمال الساكري
الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 02:49
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لا حديث اليوم في تونستان إلا عن التعليم والدراسة مادام موسم الفصل والدروس الخصوصية على كل لسان.ولقد كانت ساكنة الإيالة التونسية تشكو فساد المدرسة والكلية بسبب ضحالة التكوين وضعف المردودية.ملايين في الفصول في كل سنة دراسية تدفع بعشرات الآلاف إلى البطالة والضياع بين الفراغ والجنوح والحراقة.ولإصلاح منظومة 1958 التي أرست دعائم الدولة الوطنية ونقلتها من الفقر والتخلف والجاهلية إلى دولة العلم والحداثة والمدنية .قامت الدنيا ولم تقعد حول إصلاح التعليم وبناء مدرسة الغد سنوات العهد الجديد والألوان البنفسجية .لكن بعد 17 ديسمبر ذهبت السكرة وحضر المداينية.فلا إصلاح يذكر ولا حتى إصلاح الإصلاح ولا مدرسة عصرية.مناهج تعليم خردة مستوردة من بعض البلدان الإفرنجية .تفرض على مربينا وتلامذتنا وطلبتنا بين مطرقة المستبدين وسندان الحاجة.ولذلك عرف تعليمنا بمخبر الفئران البشرية من بيداغوجيا الأهداف ومناهج العرفان االبنائية..وما بينهما وصولا إلى الكفايات الأساسية.كلها مناهج مستوردة من سوق الخردة الصناعية الغربية .صلح بعضها في ديارها بعد توفير الشروط النفسية والعلمية والمادية للمعلم والمتعلم ولم يصلح أغلبها فتلقيناها غصبا حافية بلا أدنى حذاء أو خوذة أو شاشية .فكأن تجربتنا معها تجربة عمال الحضائر في مصانع الخردة .فلا المربي امتلك ناصية الصناعة والاختراع ولا التلميذ حذق الصنعة وفاز بقصب السبق والإبداع .فكان تعليما أقرب إلى الكهني على الوزن المهني المشوه والمباع. فتبا لمناهج الكهني وثقافة الكبي وصناعة الخردة وأهلا بمباهج المفتي وصناعة البردة. فها أن شمس الحق قد بزغت ومخايل الفوز والمجد قد أقبلت .لقد ولى عهد العمالة إلى الأجنبي والتبعية إلى الامبريالي الشرقي والغربي وحلت أزمنة الدولة الدينية الأصيلة حاملة لواء الخلافة السادسة الأثيلة .واستبشر الكون بميلاد عهد التقى والفلاح فلا قتل ولا قمع ولا غيلة.بل إيمان يصدقه عمل صالح وعلم أصيل يفتح أبواب المستحيل هدفه بناء الإنسان المؤمن وغايته صناعة المفتي المذكر بمناقب رجال الدين من أجل ذلك فإن حكومتنا الموقرة بزعامة إخوان تونستان لا تشعر بالقلق أو الحيرة حول التعليم وإصلاحه .فبعد اتمام مهام أسلمة الدولة من طريق التغلغل في مفاصل الإدارة على حد تعبير معارضيها الحسدة .ستعلن برنامجنا التربوي المبارك ويتكون من النقاط التالية. غلق كافة المؤسسات التعليمية من الحضانة إلى الجامعة.لا كرها للمدرسة العصرية والقيم التقدمية .كلا ولكن من أجل إعادة فتح الكتاتيب والمساجد لاسترجاع العصور الزاهية للتعليم الزيتوني.ونعود إلى البرامج الأصيلة من قران وفقه وحديث وتفاسير وعلوم العربية.ولم لا التفتح على العلوم الصحيحة. فبمثل هذي العلوم ومناهج الحفظ والتكرار ومداومة الحواشي والمتون يزدهر التعليم وتترقى الأفهام والعقول .ولما كنا حديثي عهد بالحكم الإسلامي فمن الصواب والمفيد أن نستقدم عتاة الدعاة والمفتين . فنستضيء بأنوار علومهم ونسترشد بآلاء فهو مهم فنميز الخبيث من الطيب والحلال من الحرام. فنعرف بعد طول جهل أن ختن البنات ركن شرعي مكمل لختان البنين .ونعلم أن نكاح الجهاد فريضة مؤكدة لجهاد النفس متممة.ولا ضير في اختلاط الأنساب وتفشي هذا النوع من الفساد فالضرورات تبيح المحظورات.وأما بخصوص منزلة العلوم الصحيحة فكفانا تقليدا للغرب الكافر بلدان الفضيحة.وآن الأوان للعود إلى المنابع الإسلامية الأولى .كالتداوي ببول البعير في معالجة الأمراض الخبيثة. وإرضاع الكبير في مواطن العمل درءا للرذيلة. أما فيما يخص تعليم المرأة فمندوب لا محالة. ولكن سبب الخلاف بيننا وبين بني علمان أن عمل المرأة بلية .فما ضر لو علمناها من الكتاتيب إلى الثانوي ولمن تزيد إلى الجامعة.ثم حجبناها في البيت تقوم على زوجها وتربية الصبية.فضربنا بحجر واحد ألف عصفور وعصفورة.فنوفر بقاع النساء العاملات لآلاف العاطلين ولا سيما الاسلاميين من المشمولين بالعفو التشريعي والعائدين من طورا بورا والصومال والسودان. سامح الله مخالفينا وهداهم إلى سواء السبيل.لو كانوا وافقونا الرأي لحققنا أهداف الثورة في شهور .لو كانوا دخلوا في ديننا لكفيناهم شر الاعتصامات والاضرابات وجنبونا ردود الفعل من عنف ورش وربما قتل دون قصد وسابق إضمار. وبخصوص التعليم نحن نهدف إلى صناعة المفتي في الكتاتيب والمعاهد الدينية .ويكفي استفتاء هذا النوع من العلماء حتى يعطينا الحلول دون عناء.وليس في هذا الضرب من التعليم أي تقليد لطالبان أو إمارات ومملكات بني عربان.ولن نحتاج إلى الغرب الكافر والسافر اي معونة.فكفانا تبعية للغرب .ولكن لا ضير في تلقيح الإخوان من جهاد النكاح إلى ختان البنات وأسلمة البلاد.ان ذا عهد إسلام فمن صدق سلم ومن خالف ندم.فتعسا للتعليم الكهني ومرحى بتعاليم المفتي.فقد ولت عهود الكفر والجاهلية وحلت أزمنة الحق والإسلامية.فقط صبرا آل تونستان من صديق وحبيب أليس الصبح وإن تمطى وناء بكلكل بقريب. ـــــــــــــــــــــــ
#كمال_الساكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونستان :من العار إلى الغار
-
بمناسبة أربعينية الشهيد المناضل القومي الحر محمد براهمي
-
نحن والاسلام السياسي: خطوة الى الأمام أم خطوة الى الوراء؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|