أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - أزمة كاتب














المزيد.....


أزمة كاتب


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 09:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمسك الكاتب بقلمه ليكتب مقاله الأسبوعي و للأول مرة منذ أن أحترف مهنة الكتابة تقف يده عاجزة عن الكتابة كان هذا يحدث له في بداية عهده مع الكتابة أما منذ أحترف الكتابة أصبحت هي حرفته فيكفي أن يجهز الورق و القلم فتنساب الأفكار كما تنساب كما ينساب الماء من الصنبور
ماذا دهاه هذا الأسبوع أنه عاجز عن الكتابة ؟
أن الأفكار في عقله مشوشة و كلما حاول إخراجها على الورق كانت عبارات بدون معنى مشوهة ليست مترابطة هو نفسه لا يفهما فما بالك بالذين سوف يقرئوها
هل يعتذر عن الكتابة هذا الأسبوع و لكن الجريدة كلها تحت الطبع و قد لا بسعفهم الوقت لوضع أي شيء مكان مقاله و لا يريد أن يعتذر هذا الأسبوع حتى لا يستسهل الاعتذار وكلما تعثرت يده عن الكتابة أعتذر فسوف يكون اعتذاره أكثر من كتابته و لما لا أليس الاعتذار عن الكتابة أفضل من أن يهين قلمه و يكتب كلام فارغ ولكن من يدري أليس يمكن أن يتحول بهذا المقال الفارغ و الكلمات المشوهة أبرز كتاب عصره أنه جرب كثيراُ أن يكتب مقالات نقدية يحث فيها القارئ على استخدام عقله و ألا يسلم بأي حقيقة دون أن يعمل عقله و كتب ينتقد أحوال المجتمع و بعمل على أبراز الجوانب السلبية و الحلول المقترحة للإصلاح و كتب عن الوجود و الماهية و كتب عن رواد الإصلاح في الغرب و تمنى وحلم بعصر نهضة يخرج منه وطنه من ظلمة الدين الذي كفر رواد الإصلاح والمصلحين وأستحل دمائهم ليس لأي علة فيهم غير أنهم أرادوا للناس أن يستخدموا عقولهم المهملة و أن يزيحوا عنها الصدأ لكي تبدأ في العمل بعد أن تعطلت لقرون كثيرة كل جرمهم أنهم لم يريدوا أن يمشوا في الركب كقطيع دون أن يستخدموا فلم يعجب هذا أولى الأمر لأن لو أستخدم الإنسان العقل يصعب قيادته و قد يطالب لا قدر الله بأبسط حقوقه وهذا لا يجب أن يكون.
ولكن من يدري فربما إذا كتب المقال هذا الأسبوع يتملق الحاكم فربما يصبح رئيس تحرير مؤسسة صحفية كبيرة يسبح فيها الحاكم كل أسبوع و يشيد بقراراته الحكيمة حتى لو بعد قترة قرر الحاكم أن يلغي القرار و يتخذ عكسه فأنهم لا يخجلون في الإشادة بحكمة القرار رغم أشادتهم قبل ذلك بحكمة عكسه !
و ربما يصبح ضيف مستمر للبرامج في التلفزيون الحكومي و لما لا ألم يصبح من ضمن كذابين الزفة فلما لا يستضيفوه حتى يتكلم عن حكمة و أحسان الحاكم و بعد نظره و حنكته ! ولكنه يدري أن الناس عندما ترى هذه البرامج تحول القناة على الفور بحثاً عن أي شيء أخر و لكنه يستطيع أن يتباهى أمام عائلته وأصدقائه بكثرة البرامج التي يظهر فيها
لما لا يكتب مقال ديني يهاجم فيه عقيدة الأقلية في بلده و يهددهم بالعذاب الشديد في الدنيا و الآخرة و أن دينهم محرف و أنهم ينبغي أن يرجعوا عن ضلالهم و لكنه ليس كاتب ديني و قد يثير المتاعب لنفسه و لكن ليس هناك أي متاعب ألم يقرأ كثيراً هجوم على النصارى ولم يتحرك للحكومة ساكن المهم ألا يهاجم الدين الرسمي
( الإسلام ) ولكن دين اليهود و النصارى فهو مباح فهاجم و تكلم كما تريد و ليس هناك رادع بل سوف تزداد شعبيتك بين الرعاع و الدهماء وهم كثيرين جداً و سوف ينتظروا مقالاتك كل أسبوع
أما أخذ الجانب العكسي وأقف جانب الأقليات وأتكلم عن جزء بسيط من مشاكلهم و أتهمهم بالسلبية و التقوقع على أنفسهم رغم أنه يعرف أن معظم الشعب يعرف عدم جدوى المشاركة و أنه لن يسمح لهم سوى بالهتاف بالروح والدم نفديك يا حاكم و أن أي معارضة ولو سلمية لن ينجو من بطش الحاكم العادل و رجاله المخلصين
لما لا يكتب للناس يدعوهم للثورة على الظلم و الفقر و القهر الذين يعانون منه و لكنه لا يضمن عواقب ذلك لقد كبر سنه و لن يقدر على الاعتقال و السجن و قد تتعرض أسرته للإيذاء دون أي ذنب جنوه سوى أنهم أسرتي
أرفض أن أتحول إلى بوق أمام الحاكم
أرفض أن أتحول إلى كلب سلطة أكل الفتات الساقطة من مائدة الأسياد أو حتى يكون لي نصيب في مائدة الحاكم
أرفض أن أهاجم أي عقيدة أو دين طالما أنهم لا يستطيعون الرد بالمثل فلن أستغل ذلك و أهاجمهم
أرفض أن .............................
لن أكتب هذا الأسبوع وليكن ما يكون
وجاءت لي خاطر يحاورني لما تضخم من شأن كتابة مقالك من عدمه؟ ، لما تعطي الموضوع أكثر من حجمه ؟
ماذا يفرق كتابتك المقال هذا الأسبوع أو عدم كتابته ؟
و ماذا يحدث أن لم تكتب أصلاً بعد ذلك ؟ و ماذا جنيت بعد أن قضيت عمرك في الكتابة ؟ هل أثرت أنت أو غيرك في مجتمعك ؟ هل الناس عندها استعداد على غربلة فكرها و انتقاء الصالح منها ؟ هل خلق مقالات أي كاتب رأي عام تستطيع من خلاله تكوين أرض صلبة تقف عليها لتغير ما به من سلبيات ؟ لمن تكتب ؟ للناس ! أنهم يتصفحون الجرائد و المجلات لقراءة الحظ و الرياضة و الفن !
أنهم لا يقرئون ما أنتم تكتبون ............... و لا يفهمون شيئاً من كلامكم الصعب
يرفضون التغيير حتى ولو كان للأصلح يثيرون و يطالبون بتغيير مدرب الفريق الكروي الذي يشجعونه إذا ساءت النتائج في عهده أما حياتهم و مستقبلهم و مستقبل أولادهم عامة فهم مستسلمون للقدر و القسمة و النصيب أو إرادة و مشيئة الله تختلف الأسماء في التواكل كل واحد حسب خلفيته الدينية
لم أجد ما أرد به على هذا الخاطر ..............................







#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإصلاح
- متى بأتي ملكوت الله ؟


المزيد.....




- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...
- ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - أزمة كاتب