|
مرحلة العري العربي!!!
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 09:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
*لا أعرف أن كان هذا الزمان، كما يسميه الكاتب الجزائري الكبير الطاهر وطار، بالزمن الحراشي، ولا أعرف أن كل هذا الزمن يمكن تسميته بزمن الرويبضه، كما أنني لست متيقناً ولكن خوفاً من الأتهام بالردة والتفكير، وعدم الأيمان بالرسل ، بأن هذه الأمة، هي خيرأمة اخرجت للناس، وكما لا أعرف أن كان الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب، في لحظة صحو عندما قال "أننا امة لو جهنم صبت على رأسها واقفة " ولكن ما أعرفه أجزم به أن هذه المرحله هي ، مرحلة العري الشامل في كل شيء ، في السياسة والفن والثقافة . هذه ليست مرحلة فيروز ولا مرسيل خليفة ولا ما ماجدة الرومي ولا جوليا بطرس ولا الشيخ أمام ،إنها مرحلة نانسي عجرم ،وإليسا ، وهيفاء وهبي، وروبي ،وكوكي وغيرهن،وهن اللواتي يحركن الأمة من محيطها ألى خليجها، بل هن اللواتي تجتمع البرلمانات والوزارات العربية من أجلهن، أما القتل اليومي والمنهج بحق الشعبين الفلسطيني والعراقي ،فلا يستثير أي نخوة أو كرامة أو حمية أو غيرة عربية، وغدا حال قادة الأمة العربية كما يصفهم المظفر النواب "تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم فلا تهتز لكم قصبه"وحال الكثير من القوى والأحزاب القومية والتقدمية والإسلامية أضحى كحال الحزب الشيوعي العراقي والذي نترحم على قادته الثوريين كثيراً، والذي غدا يستأنس بالخازوق بمحض أرادته،قيادته شاركت بحكومه مؤقتة شكلها الأمريكان وعناصره ترقص طرباً لسقوط النظام البعثي وإعتقال صدام . هذه مرحلة القابض فيها على مبدأه كالقابض على الجمر ، هذه ليست مرحلة الثورة ولا الثوار، بل مرحلة التكنو قراط ، مرحلة من يرددون من المتنفذين في المؤسسات غير الحكومية شعارات المحاسبة والمساءلة والتنمية المستديمة والمستدامه ومحاربة الفساد، والفساد يعشعش في كل ركن وزاوية من زوايا مؤسساتهم. فالثائر مطارد في كل الأقطار العربية، بل ينظر اليه على أنه وباء يجب الخوف والحذر منه. وأن تعترض أو ترفض السياسة الأمريكية أو الأسرائيلية في المنطقة، فأنت تعرف أن مصيرك السجن أو القبر، فصدام ورغم كل الملاحظات على حكمه،عندما رفض أن يبيع العراق ويقبل سياسة الهيمنة الأمريكية، حاصرته أطاحت به العواصم العربية والإسلامية قبل واشنطن وتل أبيب أوروبا، بل وتفاخر البعض في بالمشاركة في إسقاطه، حتى أن أحدى العواصم العربية، أقامت الأفراح والليالي الملاح إحتفاءً بهذه " المناسبة العظيمه " مناسبة الأغتصاب الجماعي لعاصمة الرشيد والخلافة، كما شرب الأخرون الأنخاب سرا لستر عوراتهم، والبعض عندما رأى حال هذه الأمة والتي ذاق منها الويل، هرول ألى إستسلام إستباقي. والرئيس الراحل أبو عمار عندما رفض أن يفرط بالحقوق الثايتة والمشروعة للشعب الفلسطيني ،ضاقت عليهالأرض بما رحبت وحوصر حتى الشهادة، حتى أن القمة العربية التي أنعقدت في بيروت لم يتسع صدرها لسماع صوت القائد الرحل من مكان حصاره، والرفيق أحمد سعادات ورفاقه عندما أرادوا أن يردوا على الغطرسة الأسرائيلية والعنجهية الأسرائيلية بقتل قادتنا وأبناء الشعب الفلسطيني وأغتيال الأمين العام السابق للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى ، تطوع المتطوعون العرب قبل الأجانب لسجنه في أريحا تحت حراسة أمريكية -وبريطانية . واليوم إن قلت أن لا حل ألا بعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، ترى من أبناء جلدتك من يتهمونك باللاواقعية وعدم محاكاة روح العصر، وأنه ما زال هناك "ميه عتيقة في رأسك "ناسين أو متناسين أن التقادم الزمني لا يسقط الحقوق أو يلغيها. أي مرحلة التي وصلنا إليها؟ مرحلة من لا يريد أن يتعرى من هذه الأمة نعريه قسراً، والممثلة الناجحة عندنا هي الأكثر عرياً وأيضاً حال المطربات بدون عري شبه كامل وجيش من الراقصات العاريات وكلمات الأغنية الملتهبة ، فأن الأغنية والمغنية لا ينلن الإعجاب ولا تتحقق الشهرة والنجاح ولا تتطوع فضائيات العري العربي وهي كثيرة لبث الأغنية . وهذا ليس حصراً وقصراًعلى المطربات والممثلات والرقصات ، بل حال الأمة بأكملها، فالحاكم أو القائد العربي الذي يعترض أو لا يتماشى مع السياسة الأمريكية في المنطقة يوسم "بالإرهاب "ويصبح مطارداً للعرب قبل غيرهم، والذي يرفض التطبيع مع الأحتلال يزج به في سجون الأنظمة، أما من يحصد الجوائز والميداليات والألقاب فهو من يمجد ديمقراطية العم سام ويمتدح مشاريع التطبيع ويسهم في نشر ثقافة ما يسمى بالسلام. من ينقذ الأمة من مرحلة العري هذه؟ هذه المرحلة التي تهدف ألى تحطيم الإرادة والمعنوية العربية ، بحيث تصبح الهزيمة شاملة للوعي العربي ، وبحيث يبقى العربي إنساناً مهزوماً في كل شيء، وخارج التاريخ والجغرافيا والبشرية العاقلة.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عفوا نانسي عجرم..!
المزيد.....
-
مصادر توضح لـCNN سبب زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إلى
...
-
البنتاغون يرفض الكشف عن موعد تسليم شحنات الألغام المضادة للأ
...
-
مصادر لبنانية: بايدن وماكرون بصدد إعلان اتفاق هدنة بين حزب ا
...
-
واشنطن: لن نشارك في مفاوضات الترويكا الأوروبية مع إيران
-
حفيدة ترامب تؤدي رقصته الشهيرة على متن طائرة خاصة وتثير تفاع
...
-
وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
حكومة ترامب خليط غريب يثير التساؤلات.. شخصيات ذات توجهات متن
...
-
إيزابيلا.. طفلة بريئة لم تتجاوز ربيعها الثاني... كيف تحولت أ
...
-
الحكم بسجن عضو في -مواطنو الرايخ- للتخطيط لخطف وزير الصحة
-
روسيا تهدد.. لا قيود على نشر -أوريشنيك-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|