أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - تونس على ذيل وزغة !














المزيد.....


تونس على ذيل وزغة !


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ الاتحاد العام التونسي الشغل، بالرغم من أننا نؤيده مبدئيا ودوما، إلا أننا نعتبره متسببا هذه المرة، وبالدرجة الأولى مقارنة بالمعارضة، في تعنت النهضة بخصوص خارطة الطريق التابعة لمبادرة الرباعي الراعي للحوار والذي هو طرف أساس فيه. ويكمن خطأ الاتحاد في إعطاء حجم كبير جدا لحزب سقط اعتباريا يوم سقط نظام الإخوان في مصر.

إنّ حزب النهضة الآن بفكره وبسياسته وبإمكانياته كيان لا جسم له لكنه أشبه ما يكون بذيل الوزغة المعروف عنه أنه يبقى في حالة تحرك حتى لو مات الجسم الأصلي (فكر وإيديولوجيا وتنظيم الإخوان في مصر). لذا أملنا أن يتفطن اتحاد الشغل، والمعارضة أيضا، لهذه الحقيقة تحسبا من أن يؤثر استبعادها من حسابات الفاعلين سلبا على سياستهم. حيث إنه بقدر ما الاتحاد مازال يعتبر الذيل جسما كاملا ما نتوجس خيفة من أن تتسبب هذه العقيدة في أن يعيق ذيلٌ خارطةَ الطريق لبلد ذي 12 مليون نسمة وذي 3000 سنة من التاريخ.

على أية حال، للتدارك، ليس هنالك أفضل من تثمين توحّد المعارضة مع بعضها بعضا من جهة ومع الرباعي الراعي ومع سائر مكونات المجتمع المدني من جهة أخرى، وذلك حول ضرورة قبول حزب النهضة على الفور بخارطة الطريق المقترحة.

وليكن في علم الذين مازالوا متمسكين بالإخوانية أنّ الوحدة التي أشرنا إليها ليست موجهة ضد الإسلاميين، اللهم إلا إذا كانت النهضة بالنسبة لهم هي الممثل الوحيد للإسلاميين والصانع الأوحد لسياسة المسلمين. ثمّ ألَم يَعِ الإخوان بعدُ، من أتباعٍ ومن أنصارٍ للنهضة، وغيرهم، أنّ كل المسلمين إسلاميون بالمعنى النبيل للكلمة لكن شريطة أن لا يتكلم حزب بعينه باسم الإسلام؟ ألَم يدركوا أنّنا كلنا إسلاميون شريطة أن نتوحد، كما توحدت المعارضة اليوم، وأنّ الوحدة المقصودة ، لئن يعتبرونها هُم سلبية فهي في الحقيقة وحدة إسلامية؟

عمّا سيأسف أتباع وأنصار حزب النهضة حين تُبيّن لهم الأحداث أنّ هذا الحزب كان مجرّد ظاهرة لكنها احتوَتهم بشدة وكان سبب الاحتواء كلمة خير تحولت إلى كمين ألا وهي غَيرتُهم المؤكدة على الإسلام وتمسكهم بالانتماء لحضارته؟ سوف لن يأسفوا على أيّ شيء لأنّ الفكر الإسلامي سيلقى سبيله نحو التحرر والتجدد بفضل جيل جديد من المفكرين المسلمين، لا سيما أنّ حرية الرأي والتعبير كمكسب ثابت للثورة سوف تكون ضمانة لاستفاقة الفكر الإسلامي واستجابته لحاجيات وتساؤلات المسلمين ولن يكون هنالك عندئذ حديث عن قمع الإسلام أو أية إدعاءات من هذا القبيل .

إنّ تونس تعوّل على هداية هؤلاء المغرور بهم في حبّ كيان سياسي لا يتناسب مع طموحاتهم الحقيقية ولا يتلاءم مع طبيعة المجتمع المسلم. ولعلّ انقلابهم التلقائي والذاتي على حالهم، اليوم قبل الغد، سيكون انصياعا جميل لواحدة من السنن التي يتضمنها القرآن الكريم بصريح العبارة في قوله تعالى " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، صدق الله العظيم.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس وكل العرب: اليوم سهرٌ وغدا أمرٌ
- نحن وأمريكا والربع ساعة الأخير
- تونس أكبر من الأحزاب وأغنى من النواب
- الإسلام السياسي فُضَّ فماذا بقي؟
- تونس ومصر: واقعٌ متأسلم ودامٍ، ونخب منتهية الصلوحية
- تونس: اقتراح بعث سلطة من الفكر الإسلامي لتعديل السياسة
- تونس: إنقاذ وطني بلا سلطة للتجديد الديني؟
- المجتمع والإخوان: طرقُ الباب بلا تطرّق إلى الأسباب؟
- مصر وتونس: انقلاب الضلالة أم انقلاب على العمالة؟
- تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية
- تونس: توحيد العقيدة التشريعية ضمانة الإنقاذ الوطني
- تونس: اعتصام الرحيل وعربة بلا سبيل؟
- لماذا هناك سلفيون وإخوان وما البديل؟
- الاغتيال السياسي في بلاد الإسلام والإسلام الموازي
- هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟
- هل من انقلاب علمي على الإسلام السياسي؟
- متى سيمرّ العرب من الديمقراطية التابعة إلى المصلحياتية؟
- تونس: باكالوريا أم امبريالية الرياضيات؟
- تونس: هل انقلبت علينا الديمقراطية؟
- تونس: هل التجديد التربوي مسألة مباهج أم مناهج؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - تونس على ذيل وزغة !