أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنور فهمي عبده - أنين الخليقة














المزيد.....

أنين الخليقة


أنور فهمي عبده

الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 13:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما فسد الإنسان إنعكس فساده علي الأرض كلها فأينما ذهب الانسان تصادفه الاشواك و البلايا. فرأينا فياضانات مدمرة و عواصف هائجة وزلازل مهلكة. و رأينا ايضا فجوة كبيرة بين الفقراء و الاغنياء بين البؤساء و اصحاب المال و الجاه. أندهش الناس يوما حين رأوا خبرين في نفس الجريدة عن رجل هندي لم يستطيع ان يجد ثمن تذكرة قطار لليذهب من قريته الي مستشفي بالمدينة. لأن التسمم قد اصاب احد قدميه و لابد من بترها فورا قبل ان تتدهور صحته اكثر. فقرر الرجل ان يضع قدمه المصابة علي قضيب القطار ليبترها القطار حين يمر عليها.
و في نفس الجريدة خبر آخر عن مليونير قرر ان يترك نصف ثروته للقطة. ما اغرب الانسان و ما اصعب الجحود. ان التفاوت في الثروات زاد الفجوة بين الناس بدلا من ان يؤجج المحبة بينهم.
و ما زاد الطين بلة هو وحشية الانسان ضد أخيه الانسان. أزدادت الكراهية و البغضة و الحسد الي درجة الانتقام و القتل و التشفي و التمثيل بجثث المقتولين للتو. رأينا في سوريا احد المتوحشين يستخرج قلب و كبد احد الجنود السوريين ليلتهمه نيئا. يا لها من صورة مريعة لم نري لها مثيل من قبل. آكلي لحوم البشر كنا نسمع عنهم و ها نحن نراهم صوت و صورة. و ما ابشع اسلحة الدمار و هي تسقط علي البيوت فلا تفرق بين مسلحين و ابرياء. ان الوحشية بلغت مداها عندما رأينا اسلحة كيماوية تفتك بالمئات بلا رحمة.
بكل اسف الانسان المخلوق في ابهي صورة في اجمل مثال تدهور الي ابشع الصور و الامثلة. و كما تلوثت الأرض بالمخلفات الصناعية تلوثت بدماء الابرياء و استسلم الكثيرين لآلة الشر التي تطحن و تسحق و تدمر.
رأينا بالأمس مسلحين يدخلون الي مركز تجاري بكينيا لكي يقتلون عشوائيا كل من كان حظه عائرا و تصادف وجوده في المكان. و رأينا ايضا قنابل تنفجر في كنيسة في باكستان لتقضي علي العشرات في لحظات و السبب انهم يدينون بديانة مختلفة. بل في العراق تكاد تكون الانفجرات العشوائية التي تودي بحياة المئات بصورة شبه يومية. و حجتها الاختلاف في العقيدة لأصحاب نفس الدين. يا للهول انها اسباب غريبة و عجيبة و مضحكة.
لكن يزول العجب عندما ندرك من هو خلف كل الاحداث. ان الجرائم ضد الانسانية يقودها عدو الانسانية. و كما انه بوجد عدو للبشر مذلك يوجد محب البشر.
لقد تسلل في بداية الخليقة الشيطان الي اجمل مكان جنة عدن. حيث وجد اول انسان صنعته يد القدير و نفخ فيه نسمة حياة. و بدأ يبث فيه سموم الكذب و الخداع. و فال له ان عصيت وصية الله لن يتغير شيء لن تموت. و لكن بكل أسف ما حدث بعد ما سمع آدم لكلام ابليس الخبيث هو سقوط و فشل زريع ليس له فقط بل لكل الخليقة.
طرد الله الانسان من امامه فانفصل الانسان عن الله و سكن الارض التي انبتت شوكا و حسكا فحصد الأنسان المرار و الفشل. و ما زال الشيطان يحصد الضحايا بواسطة كل الذين يطيعونه الذين يخططون لقتل الابرياء و ينشرون الكراهية و البغضة و الفساد بين البشر.
و لكن لم يصمت الله علي هذا الوضع المؤلم فجهز لخلاص عجيب لكل من يؤمن. (يو 3 : 14)"وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان
(يو 3 : 15)لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
(يو 3 : 16)لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
(يو 3 : 17)لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.
جاء السيد المسيح لينشر رسالة المحبة و السلام. و لم يكتفي بأنه و هو في صورة الله و رسم جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته..لم يكتفي بالتعاليم السامية التي لا يماثلها تعاليم. أحبوا اعدائكم باركوا لاعنيكم احسنوا الي مبغضيكم. و لكنه صنع معجزات لم يصنع مثلها بشر فقرر ان يقيم لعازر بعد ما أنتن في القبر 4 أيام و اعلن امام الجميع انه سيقيمه و قام لعازر و رآه الجميع فاندهشوا دهشة عظيمة. و لكنه لم يكتفي بذلك بل قرر ان يأخذ عقوبة البشر بموته علي الصليب بدلا من الجميع لكي ينجو من الهلاك الأبدي كل من يؤمن به فينال غفران الخطايا و الحياة الأبدية



#أنور_فهمي_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة روحية


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنور فهمي عبده - أنين الخليقة