أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- (1)















المزيد.....


هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- (1)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه بعض الهوامش اليومية التي سجلتها تعليقا مني على بعض الأحداث المصرية منذ قيام "ثورة 25 يناير" أنشرها على أجزاء.

الجزء الأول:

11 أغسطس 2011
مصر ليست دولة إسلامية:
إن الذين ينادون الآن بإبقاء المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على أن: (الإسلام دين الدولة)، هو خروج على شرائع الإسلام وهدي النبي عليه الصلاة والسلام، ومخالف لصحيح العلم والواقع إذ "الدولة" أية دولة ليس لها دين، لأن الدولة كائن اعتباري وليس كائنا حيا له وجود مادي حي حقيقي يمشي ويتكلم ويفكر ويعقل ويؤمن ويكفر حتى نقول إن دين الدولة هو الإسلام، فاعتبار الدولة من هذا المنطلق لها دينا رسميا هو الإسلام يعني إقصاء بقية أطياف الشعب المصري من الذين لا يدينون بالإسلام.

15 أغسطس 2011
الإسلاميون والعلمانيون، من كان منكما بلا خطية فليرمها بحجر:
ما الفرق بين الكلمات والأفكار والطرح المتعالي العنصري المتعجرف الحاقد الكاره لكل من هو سلفي ولكل من هو تابع للتيار الإسلامي السياسي من قبل أدعياء العلمانية وأدعياء الليبرالية وبين طريقة التيارات الإسلامية، فهؤلاء بطرحهم وعنصريتهم الفكرية وتطرفهم اللفظي وعجرفتهم وتعاليهم في الحديث عن علمانيتهم وليبراليتهم لا ينقصهم سوى العمامة واللحية ويكونوا هم ومتشددي السلفيين سواء بسواء.

24 أغسطس 2011
هل تنهار الشعوب بانهيار قادتها؟
نعم تنهار الشعوب حين ينهار قادتها، وذلك حين تخلو الشعوب من نظام راسخ وفكر واعي تسير في ظلاله، فإذا وجد النظام الراسخ والفكر الواعي ثم ينهار القادة يبقى النظام الراسخ والفكر الواعي مظلة للشعوب وسند لها، أما إذا خلت الشعوب من النظم ومن الفكر وأوكلت أمرها إلى قادتها يعبثون بمصائرها فحتما تنهار الشعوب حين ينهار قادتها. إن الأمة التي تربط مصيرها بحياة القائد وبقائه لهي أمة لا تستحق الحياة، بل عار على الحياة أن يكون على قيدها أمة كهذه.

26 أغسطس 2011
الفيدرالية القانونية والتشريعية هي الحل لمصر ولكل الدول العربية:
هذا المشروع الفكري يبدأ بمحاولة ترويج فكرة (الفيدرالية القانونية التشريعية الكاملة) التي طبقها النبي محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة وقبل هذا هو الدستور الموحد الجامع لجميع طوائف الشعب المصري ، ولا خلاص لمصر ولا لغيرها من الدول العربية إلا بالفيدرالية القانونية التشريعية والدستور الموحد الجامع.

27 أغسطس 2011
أيها العقل من تكون؟؟
ما أكثر ضجيجنا وهوسنا وتشدقنا بمصطلح (العقل) في وجوه من يختلفون معنا. وما أكثر حماقاتنا وسخافاتنا وجهالاتنا التي نغلفها بغلاف العقل. وما أكثر ادعاؤنا أن ما نحن عليه من فكر أو مذهب هو العقل، وما دونه هو الرجعية والتخلف. حتى بن رشد الفيلسوف العبقري قال: (الحَسَن ما حَسَّنه العقل، والقبيح ما قبَّحَه العقل). لكن لم يجرؤ واحد منا ولا حتى بن رشد نفسه ولا غيره أن يخبر الناس بما هو العقل، وأي عقل نتبع؟؟ عقل بن رشد؟؟ أم عقلي أنا؟؟ أم أعقلك أنت؟؟ أم عقل من؟؟.

29 أغسطس 2011
الإعلاميون المصريون وثمار عهد مبارك:
كلما كان الإعلامي المصري أحمقا وسفيها وكلما ازداد شذوذا وتطرفا وسفاهة وكلما كان جهولا شوارعيا فيما يعرض وفيما يقول وفيما يفعل وفيما يطرح كلما ازداد نجاحه وازدادت جماهيريته وذاع صيته وبالطبع زاد أجره. فهكذا يكون الإعلام المصري، وهكذا يكون الإعلاميين المصريين، وهكذا تكون ثمار تربة الرئيس مبارك بحق.

2 سبتمبر 2011
منذ بضعة أيام أرسل لي أحد القراء على بريدي الخاص سؤالا :
ما رأيك بكل صراحة وأمانة فيما لو وصل الإسلاميون في مصر إلى سدة الحكم؟
فأجبته بالتالي:
والله حسب وجهة نظري وتوقعاتي أن أول قرار سيتم أخذه هو استئصال الأعضاء التناسلية للرجال وكذلك النساء، سدا لذريعة الفتنة والفسق والفجور.
فرد علي بسؤال آخر: وما رأيك لو وصل أحد التيارات الأخرى كالقوميين والليبراليين وغيرهم؟
فأجبته بالتالي:
لن يكونوا أفضل من حسني مبارك.
فرد عليا متسائلا: وما الحل؟
أنا لا يعنيني من يصل إلى الحكم في مصر، ولكن أريد من سيصل بماذا إلى الحكم، بأي نظام سياسي؟ بأي برنامج؟ بأي رؤية؟ هذا ما أريده.

كل التيارات السياسية المصرية إسلاميين وغير إسلاميين يكذبون على الناس ويخدعونهم، كيف؟ عندما تتفق التيارات السياسية جميعها مثلا على بقاء المادة الثانية من الدستور، وهي المادة التي تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، مع أن كل التيارات السياسية تعلم أن الدولة هي كائن اعتباري أي مفهوم سياسي وليست كائنا حيا يعقل ويفكر ويؤمن ويكفر ، ومن ثم يكون له دين، أليس هذا كذب على الناس واستغفال لهم؟؟.
فإذا كانت الدولة "دولة إسلامية" فأين حق بقية الطوائف غير المسلمة في السلطة وإدارة البلاد وإدارة موارد الدولة، في حين أن الآليات الديمقراطية الصرف لن تمكن غير المسلمين من الوصول إلى السلطة أو المشاركة في إدارة البلاد حتى "لو شافوا حلمة ودنهم"، فهم أقلية وفق المعايير الديمقراطية، وبالتالي سوف تظل هذه الأقليات مجرد تابع ولن يكون لها دور يذكر في تشريع القوانين أو المشاركة في إدارة البلاد، أو حتى إدراة شئونها كأقلية من تلقاء نفسها، أليس هذا ظلم لهذه الأقليات؟؟
فهل تصلح هذه التيارات أن تقود البلاد بمفردها؟؟.

لابد أن يكون هناك دستور جامع لكل الطوائف المصرية تنص بنوده على تحديد مسمى هذه الدولة بمسمى غير سياسي وغير ديني وغير طائفي، مثلا بأن يكون المسمى لهذه الدولة (الأمة المصرية الواحدة) وهو مفهوم يجعل من عموم المصريين على اختلاف مشاربهم أمة واحدة يجمعهم وطن واحد هدف واحد غاية واحدة تعايش مشترك ‘ وكذلك ينص الدستور على الفدرالية القانونية لكل طائفة من طوائف الشعب المصري، يعني أن يكون لكل طائفة تشريعاتها وقوانينها الخاصة بها والتي لا تلزم بها غيرها من الطوائف، وفي الوقت نفسه تكون بقية نصوص الدستور للمبادئ العامة التي تنظم العيش المشترك بين جميع هذه الطوائف وتحدد الواجبات والمسئوليات والحقوق بالعدل والحق والقسط فيما بينهم، وبالتالي تكون الرئاسة عبارة عن مجلس رئاسي يشارك فيه عضو عن كل طائفة من الطوائف ويكون له رئيس يقوم بالمهام الخارجية والبروتوكولية، ويتخذ هذا المجلس قراراته بالإجماع والتوافق.

وفي هذا الدستور حين يقتل مسلما قبطيا أو قبطي مسلما هذه ومثيلاتها من القضايا سينص عليها في الدستور كما سبق وأن قلت بالحق والقسط والعدل، لأن الدستور سيتعامل مع الجميع على قدم المساواة ولن يكون هناك مسلم ولن يكون هناك غير مسلم وهكذا حالات السرقة والنصب والاعتداء وغيرها من الجرائم سيكون الحكم فيها هو العدل والقسط (المساواة) والحق. أما لو اعتدى مسلم على مسلم أو مسيحي على مسيحي فكل منهما يحتكم إلى قوانينه وتشريعاته الخاصة به التي ارتضى التحاكم إليها، ولا ننسي أن المصريين ليسوا فقط مسلمين ومسيحيين، فالمسلمون سنة وشيعة ويسار بكافة طوائفه من ليبراليين وعلمانيين وشيوعيين واليسار لا أعتقد أنه سيرضى بالأحكام الإسلامية بما فيها تطبيق الحدود ، وكذلك الشيعة لن يرضوا بأحكام السنة والعكس كذلك، وكذلك المسيحيون ليسوا سواء فهناك الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستنت (الإنجيليين) وجميعهم يكفر بعضهم بعضا، وكذلك البهائيين، ولن ترضى طائفة بأحكام الطائفة الأخرى، فأنا أرى أن أفضل ما يمكن فعله هو تطبيق دستور المدينة الذي كتبه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بينه وبين اليهود والنصارى والوثنيين من أهل المدينة، وأقر فيه لكل طائفة بالحق في أن تحتكم لقوانينها وتشريعاتها الخاصة، وأقر لكل طائفة بأن يكون لها رئيسا منها يرتضونه هم، وفي نفس الوقت أشركهم الرسول جميعا في الرئاسة العامة معه فهو لم ينفرد برئاسة المدينة بمفرده، أما موضوع المواطنة هذا مجرد شعار هلامي لا أثر له في أرض الواقع، وأرى أن نستبدله بمصطلح (أمة مصرية واحدة) كما فعل الرسول مع اليهود والنصارى وبقية أهل المدينة حين قال (إنهم أمة واحدة من دون الناس) يقصد المسلمون واليهود والنصارى وكل من وقع على هذه الصحيفة، أما المجلس الرئاسي المشترك هو السبيل الوحيد الذي سيجعل كل طوائف الشعب المصري يشاركون في السلطة الفعلية وإدارة الدولة، خلافا للقوانين التي لن تكون سوى حبر على ورق ولن يلتزم بها أحد.

وهناك أيضا خدعة كبرى تخدع بها التيارات السياسية غير الإسلامية الشعب المصري، ألا وهي مصطلح (الدولة المدنية) وهو مصطلح كاذب ومختلق وأتحدى أي أحد أن يذكر لي أين يوجد هذا المصطلح وفي أي قاموس سياسي أو في أي كتاب من كتب علم السياسة؟؟ فهذا مصطلح اختلقه أشباه المثقفين وأشباه السياسيين المصريين ليدلسوا على الناس مفهوم العلمانية.

29 أغسطس 2011
نظام مبارك ليس شخص مبارك:
كثير من الناس يظنون أن النظام هو شخص حسني مبارك وبعض وزرائه وبعض رموزه هنا أو هناك، كلا، فالنظام أعمق وأشمل من الأشخاص بكثير، النظام هو عبارة عن منظومة متشابكة ومتسعة ومعقدة من المصالح التي ترتبط بهيئات وأشخاص ورموز داخل مصر وخارجها، وقد كتبت هذا الكلام في مقالي (حقيقة حياد الجيش وقراءة أخرى في المشهد المصري)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245550
ونشرته يوم 11/ فبراير وقبل تنحي مبارك بساعتين، والغريب أن بعض المواقع يومها رفضوا نشر هذا المقال كموقع (مصرنا) وموقع (عرب تايمز) وجريدة (روزاليوسف) بل وعاتبوني على كتابة هذا الكلام، وكيف أقول هذا الكلام على الجيش المصري العظيم حسب تعبيرهم، ولم ينشر لي هذا المقال سوى موقع (الحوار المتمدن)، ولكن سبحان الله أثبتت الأيام صدق وحقيقة كل حرف كتبته في هذا المقال.

29 أغسطس 2011
أرى أن مشكلة المصريين والعرب أجمعين تتلخص في كلمة واحدة (انعدام النظام):
فالنظام هو المفتاح السحري لتقدم وتطور أي أمة وأي مجتمع، أنا أضحك كثيرا عندما أرى المصريون يقولون إن الغرب تقدم بالحرية وبالعلمانية وبالديمقراطية وووووو....إلخ. فأنا أرى أن الغرب لم يتقدم بهذه الأشياء فحسب ولم تكن هذه الأشياء هي السبب الأساسي والمبدئي في تقدم الغرب على الإطلاق، وإنما الغرب تقدم بالنظام ثم النظام ثم النظام فقط ولا شيء غير النظام، والنظام الذي يصلح لنا يبدأ بدستور عادل مقسط يقوم على الحق وعلى الاعتراف بحق كل طائفة من طوائف الشعب في أن تدير مجتمعها الصغير داخل الجماعة الأم بما تريد وما تشتهي من قانون أو تشريع، حتى ولو كان عدد هذه الطائفة 10 أفراد، وحتى ولو وصل عدد الطوائف إلى مائة طائفة في البلد الواحد، ولنا في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مثل فعددها نحو 52 ولاية ولكل ولاية قانونها الخاص وتشريعاتها الخاصة واستقلاليتها شبه التامة في كثير من إدارة شئون الولاية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، والدستور الأمريكي هو الضابط والموجه والمرشد الوحيد لكل ذلك العدد من الولايات، ولذلك نجحت الولايات المتحدة وتقدمت وتطورت ووصلت إلى ما هي عليه دون خوف من التفرق أو الاقتتال أو التشتت أو التحزب وهذا هو عين ما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة مع كل الطوائف والقبائل المختلفة دينيا وعرقيا وثقافيا، وهذا ما يجب أن يحدث في مصر بل ومن الضروري أن يحدث بل وعلينا جميعا المطالبة بذلك والترويج له، لأن عدم تطبيق هذا النظام الذي يكفل لكل طائفة وكل تيار استقلاله في إدارة شئونه الخاصة بتياره وبنفسه تحت مظلمة الدستور العام فلن تقوم لمصر قائمة أبدا وستظل مشكلة المسيحيين يتاجر بها البعض وتظل الكنيسة تبتز بها النظام الحاكم وتستأسد على الدولة بحجة اضطهاد الأقباط، وستظل الدولة تجامل الكنيسة على حساب المسلمين كما كان يحدث في عهد مبارك، وستظل التيارات الإسلامية في تحدي دائم وتحرش مستمر بالكنيسة والدولة، وكذلك الأمر مع الشيعة والبهائيين وغيرهم وغيرهم من الطوائف والتيارات المختلفة، والحل الوحيد هو ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة، وما أسميته أنا (الفيدرالية القانونية التشريعية لطوائف الشعب المصري)، وإن لم يحدث هذا فسنظل كما نحن والوضع كما هو منذ عهد السادات ومبارك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولن نتقدم خطوة واحدة في أي اتجاه. وأخيرا كثيرا ما كنت أقول لأصدقائي قبل الثورة كم تعجبني العبارة التي يقولها الريس (برايز) في نهاية فيلم (فيلم ثقافي) لما كان الفيديو مش عايز يشتغل على التليفزيون فقالهم (النظام يا بهايم النظام).

10 سبتمبر 2011
دولة القوى السياسية فيها كالتالي:
أحزاب وحركات سياسية كرتونية.
جماعات دينية منغلقة.
جماهير كرة قدم.
ترى كيف يكون مصيرها؟؟.


10 سبتمبر 2011
الثورة الحقيقية:
إن المشكلة المصرية الحقيقية تكمن في حقيقة وواقعية المشروع السياسي وهل هو مشروع سياسي إصلاحي حقيقي أم مشروع سياسي للقفز على السلطة والبقاء فيها. هنا فقط يتحدد مستقبل الثورة الحقيقي، أما ثورة بلا قيادة وبلا مشروع سياسي إصلاحي (رؤية مستقبلية واضحة محددة) وبلا قوة تحميها فلا يمكن أن يكون لها مستقبلا.
ألف باء ثورة أن تقوم بها حركة سياسية (جزب مسلح_ فرقة عسكرية_ جماعة مسلحة) لديها مشروع سياسي إصلاحي، تقوم أول ما تقوم بالاستيلاء على جميع مقاليد السلطة في البلاد، ثم التخلص من النظام الساقط نهائيا، وفرض حالة الطوارئ أو الأحكام العرفية لإعادة النظام في البلاد، ولا مانع من التدافع الدامي وسقوط آلاف القتلى والجرحى ولا مانع من بعض أو كثير من التخريب والتدمير هنا وهناك، فالفساد الإنساني والسياسي لا يغسله سوى الدم الغزير (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) ومن ثم البدء في تنفيذ وتطبيق المشروع السياسي الإصلاحي، وهذا يعني أن المشروع الإصلاحي يحتاج إلى القوة لفرضه على الناس فرضا لإرهاب الفلول والثورة المضادة حتى يتواءم الناس شيئا فشيئا مع المشروع الجديد، هذه هي الثورة الحقيقية.

أنا لا أرى أي ثمار حققتها الثورة الشعبية المصرية سوى ثمرة واحدة فقط هذا لو افترضنا جدلا أنها ثمرة ألا وهي: (غياب شخص الرئيس مبارك وغياب شخوص أركان نظامه عن المشهد السياسي). ولو كان هناك من ثمار أخرى حققتها الثورة الشعبية فأتمنى أن يحيطني أحد بها علما.

أرى أن مصر لن يطهرها سوى حرب أهلية طاحنة بعدها سيفيق الشعب المصري من موته العفن ويزيل عن رأسه وعينيه غبار القرون وثبات السنين. إذ ماذا ربح الشعب المصري من وضع السلاح والاستسلام والخنوع والذل لحكامه الطغاة عبر آلاف السنين؟.
للأسف الشعب المصري مشكلته معقدة ومركبة وليس من السهل تصور حلها بهذه البساطة التي يتصورها البعض، الشعب المصري عبر عشرات القرون وآلاف السنين تتملكه ثقافة أشبه بثقافة العبيد وذلك نتيجة أنه رزح تحت الاحتلال الأجنبي لمدة 2800 عام منذ عهد ما قبل الدولة القبطية بـ 800 سنة وحتى نهاية حكم الملك فاروق، وكان كلما احتلته أمة من الأمم لا يأخذ منها ولا يتأثر بها إلا في أحط وأحقر قيمها وثقافتها ، حتى إن العلامة بن خلدون حين زار مصر وهو يعد مقدمته الرائعة في علم الاجتماع قال عن المصريين (كأنهم أمة فرغوا من يوم الحساب) يعني ناس فاضية فارغة ليس لديهم ما يهمهم أو يشغلهم وليس لديهم قضية أو مصير يشغلهم أو بالبلدي كدة (ناس تافهة) ، ونتيجة لهذه الثقافة المتأصلة في نفوس المصريين وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، وبالتالي لن ينهض هذا الشعب من موته وثباته هذا إلا بهزة زلزالية عنيفة، ما هي؟ ومتى؟ وكيف؟ الله وحده أعلم.
إننا ندور في حلقة مفرغة تحتاج لمن يكسرها والكسر يحتاج إلى القوة، والقوة ليست شرا، ففي بعض الأحيان تكون القوة والتدافع الدامي هو العلاج الوحيد للأمراض المصيرية والمزمنة، وقديما قيل : (واجلعن آخر الدواء الكي). وجميعنا يعلم كم استمر القتال في الثورة الفرنسية وكم سالت الدماء بين الفرنسيين ثم أين وصلت فرنسا الآن وكيف أصبحت، بل إن معظم الدول الأوروبية وأمريكا قامت بها حروب أهلية طاحنة استمرت لسنوات عديدة قبل أن تصبح هذه الدول دولا متحضرة وراقية، فأعني أن ليس كل استخدام للقوة يكون شرا فالقتال الطائفي والعنصري كله شر لكن القتال للنهوض والتقدم والرقي والأفضل هو قمة الخير مهما كانت تضحاياته.
إن السياسي الناجح هو من يضع كل الاحتمالات والخيارات أمامه، والقوة هي خيار سياسي هام حين تعجز الخيارات الديبلوماسية، بالضبط كالطبيب يضع أمامه كافة الأدوية الممكنة ويكون من بين هذه العلاجات (البتر_ الفتح_ الكي) وتكون هذه الأخيرة هي العلاج الناجع حين لا تفلح العقاقير في برء داء.

11 سبتمبر 2011
الدين بريء من جرائم الإنسان:
الإنسان بما هو إنسان إذا أراد أن يرتكب جرما ما بحق أخيه الإنسان فهو ليس بحاجة إلى دين يحرضه على ذلك
والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى:
* مجازر (ستالين) الشيوعي بحق الغجر في (بولوينيا).
* عشرات الملايين ضحايا الحروب العالمية الأولى والثانية.
* جرائم هتلر بحق اليهود والغجر وغيرهم.
* جرائم إبادة ملايين الهنود الحمر.
* ضحايا حرب الكوريتتان.
* ضحايا حرب فيتنام.
* ضحايا حرب أفغانستان.
* ضحايا غزو العراق.

16 سبتمبر 2011
أعلاميو وصحفيو وسياسيو مصر:
كلما قرأت للكتاب والصحفيين المصريين
وكلما شاهدت واستمعت للإعلاميين المصريين
وكلما نظرت لمواقف وتصرفات التيارات السياسية المصرية بمختلف انتماءاتها
كلما أخذتني الشفقة بالشعب المصري وشعرت بالقلق على مصيره.
لكني أعود إلى نفسي وأقول: لو كان المصريون يستحقون أفضل لوجدوه.

20 سبتمبر 2011
لماذا ضجر المصريون وكفروا بالثورة؟:
نظام الرئيس مبارك عمل طيلة سنوات حكمه على تقليم الأظافر السياسية للشعب المصري حتى تآكلت جميعها، ولما لم يترك لهم منفذا يمارسون فيه غريزة السياسة، مارسوها في أخص شئونهم الخاصة، كما يمارس المراهق أو المراهقة (العادة السرية)، مارسوها في العمل في البيت في التجارة وظلوا هكذا حتى تحول كل مواطن مصري إلى (رئيس جمهورية نفسه)، وبالتالي استغنى المصريون بجمهورياتهم الخاصة عن جمهوريتهم الأم، كما يدمن المراهق ممارسة (العادة السرية)، فيكتفي بها عن الممارسة الجنسية الطبيعية.
ثم جاءت الثورة، وبعد شهور قليلة من وقوعها شعر المصريون أنها تهدد الأمن القومي للجمهورية الخاصة بكل فرد منهم، فبدؤوا بالضجر منها والكفر بها.
وبالتالي فنحن بحاجة ماسة إلى ثورة جديدة، على أن تكون في ميدان آخر غير ميدان التحرير.

23 سبتمبر 2011
لكل عصر وزمان أصنامه وأوثانه:
فإن كانت الصنمية والوثنية في شكلها البدائي الساذج (أحجار _ تماثيل _ أشخاص _ مخلوقات _ أرواح) قد أوشكت على الاختفاء تماما من عالمنا اليوم، إلا أنها قد عادت تطل من جديد بوجهها القبيح، ولكن هذه المرة في شكل أفكار وفلسفات ومذاهب ومعتقدات وقناعات.
(وتالله لأكيدن أصنامكم) (57_ الأنبياء).


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك:
https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
كتابات ومقالات: نهرو طنطاوي على فيسبوك:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العلمانية- على الطريقة المسيحية الأرثوذكسية المصرية
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الرابع عشر: (هل حفظ الله كتاب ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثالث عشر: (أثر عقيدة التجسد ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثاني عشر: (مفهوم السنة، وما ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الحادي عشر: (هل أنزل الله على ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل العاشر: (طاعة الرسول)
- السنة ما لها وما عليها: الفصل التاسع: (البلاغ، الأسوة، ما ين ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثامن: (هل القرآن كافٍ وحده؟)
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السابع: تابع (القرآنيون والتفر ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السادس: (القرآنيون والتفريق بي ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الخامس: (القرآنيون ومأزق حفظ و ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الرابع: (تاريخ إنكار السنة ونش ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثالث: (تاريخ نقد وإصلاح التر ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثاني: (الصحابة والسلف بين ال ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الأول: (عرض تمهيدي لقضية السنة ...
- إطلالات قصيرة على واقع المشهد المصري الحالي
- لماذا بصق المصريون في وجوه نخبهم وإعلامييهم؟
- شيفونية المصريين
- (توفيق عكاشة) نموذج معبر عن حقيقة الشخصية المصرية
- من ينقذ المصريين من أنفسهم؟


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- (1)