أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!














المزيد.....

حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 08:03
المحور: المجتمع المدني
    


لم نكن نعرف ان هنالك علمٌاً يتمحور حول - لغة الجسم او الجسد - أو الحركات التي نقوم بها سواء كانت على شكل تعابير في الوجه، الفم، اللسان أو اليدين والى أخره من الحركات، حتى انتمائنا للحياة الغربية في الدول المتطورة علمياً وثقافياً وإجتماعيا وحضاريا وأخلاقياً، حيث تعلمنا من خلالها ان للجسد لغة متكاملة، شأنها في ذلك شأن كل اللغات الحية عدا كونها بدون صوت.

ولكننا على الرغم من ذلك ، بقينا نمارس بعض الحركات دون أن ننتبه لما قد تسببه من إحراج للأخرين، أو نفطن إلى انها ربما تؤخذ على محمل الجد، فتنتهي بقضية يطالبوننا فيها برد الإعتبار لمن أنتقص منهم، أو من شخصيتهم أو مكانتهم العلمية أو الإجتماعية وما إلى ذلك.

قبل عام أثيرت ضجة حولي لأنني وضعت سبابتي على فمي، قاصدا من ذلك الإشارة إلى صديق لي بأن لا يتكلم. ولكن هذه الحركة -اللغوية- ترجمت إلى كلمة - إش -. وهي كما تعلمون كلمة عراقية باللغة الدارجة، يقصد بها طلب الهدوء أو السكوت. عندها سقطت تنظيمات وتوقفت أعمال ونشاطات وبحت حناجر صراخاً و - عويلاً - وعقدت مؤتمرات لمناقشة معنى هذه الكلمة الدخيلة على اللغة العربية والعراقية حتى باتت الجالية العراقية في سبات تنتظر من يوقظها منه عن طريق رد الإعتبار.

أنتهت - المعمعة - عندما وقف صديقي أمام مجموعة من ابناء الجالية مكسور الخاطر، لاوياً رقبته تارة يمينا وأخرى يساراً وكانه طالب في مدرسة يشكو صديقه للمعلم لأنه قال له – إش-. حينها صحا ضميري الذي كان في سبات لأكثر من عشرين سنة فقررت أن اقدم إعتذاري عن تلك الجريمة النكراء

ولكن ما أثار ذلك في ذهني بعد مرور زمن غير قصير عليه، هو وقوع حادثة ما زالت موضع كثير من الاستغراب والتساؤل، بطلها شخصية وناشط مجتمع، في ندوة حضرتها مجموعة من أبناء الجالية العراقية، حيث لاحظ المنتدون ان علم العراق لم يكن موجوداً في ندوة – عراقية – بجانب العلمين الكردي والإسترالي على الرغم من الحضور الرسمي الكبير.

يقال ان احد الحضور سأله عن سبب عدم وجود العلم العراقي، فكان رد فعله حركة من يده مع امتعاض واضح على وجهه. يعني بالعراقي – شمر إيده بالهواء – بمعنى : يابه دروح . . .او روح ولّي أو ما إلى ذلك من تعبيرات.

أيا كان المعنى المقصود، فإن هذه الحركة لم تكن فقط تمثل إهانة للشخص المقابل، بل كانت في الواقع اهانة للحضور جميعهم، وللجالية بأكملها بإعتبار ان العلم العراقي يعتبر رمزاً للعراق والعراقيين سواء تضمن تعبير – الله أكبر – أو صورة نخلة عراقية أو علم "أسود – مصخم – نمارس اللطم تحت ظله سواء في الداخل أو في شوارع سدني!

منذ فترة والجالية قامت ولم تقعد ، الجميع يتحدث عن هول الصدمة خاصة وانها صادرة عن مركز معروف على مستوى الجالية ويعمل على ضم كل الفعاليات تحت مظلته.

الحادثة بحاجة إلى تفسير عبر وسائل الإعلام، ليس مهما كيف، ولكن المهم هو أن تقوم الجهة المسؤولة عن الإحتفالية بتفسير لما حدث، وكيف حدث، ولماذا حدث، ومن هو المسؤول عنه، وماهي الإجراءات التي أتخذت من أجل عدم تكرار حدوثه مستقبلاً. هذا التفسير يجب أن يرافقه أعتذار – بشفافية – من أجل إعادة – لحمة – الجالية، التي مازالت تئن من وطأة هذا الخطأ الفادح الذي وجه إهانة على المستوى الوطني للعراق والعراقيين.

ان القيام بالنشاطات – الناجحة – لايتطلب ديكورات فخمة، ولا وسائل إعلام حديثة، ولا بدلات وملابس جديدة، ولا بأن تكون لغة الحديث إنكليزية وليس عربية، بقدر تطلب الأمر توفير كل وسائل الإحترام والتكريم للحضور الذين لولا حضورهم لما تم اتمام الفعاليات أو النشاطات.

قبل عام كنت شجاعاً بإعتراف بعض من - رموزهم - ، ترى، هل هل هناك من سيخطو خطوتي ليقدم أعتذاره عما حدث إلى الجالية كلها؟

لنرَ.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملعقة السادسة في ملحمة نضالية ..!
- غسان نخول . . نصير الضحايا
- دولة القانون بدون قانون !!
- ماتت عمتي ناجية
- هل تسمحون لي ... ؟
- إعلان عن تأسيس موقع إلكتروني خاص بالهيئة
- الدكتور كاظم حبيب في زيارة تأريخية لأستراليا
- إلى روح الشهيد إكرام سعادة
- كل الكفاءآت من أجل إعادة البناء
- بعضهم يولدون شيوعيون
- إلى اللقاء . . كامل شياع
- قيس أسطيفان ... مدعاة فخر وإعتزاز
- نحن أيضاً نستحق إعتذاراً
- مذكرة تفاهم
- براءة اختراع بامتياز
- لا - للعودة -
- قوات الصحوة؟
- لنعترف؟(مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ...
- هداكم الله!
- الثغر الباسم


المزيد.....




- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!