أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - شعب الله المختار !














المزيد.....

شعب الله المختار !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لا نعترف بكل صراحة بأن مصمم اتفاق أوسلو عبقري ؟ الاتفاق بني على أسس غير قابلة للتطبيق، بحيث يتمتع الفلسطينيون بامتيازات الدولة دون وجود هذه الدولة على أرض الواقع، فيما يعطي الاتفاق إسرائيل حق التمتع بالأرض دون أن تكون محتلة للسكان !! فلا الفلسطينيون سيقبلون بأقل من حدود 67، ولا الإسرائيليون يوافقون على تلك الحدود !!

إذن ما كانا نتخيل بأنه مرحلي قد أصبح بحكم الواقع مستداماً، وأن إسرائيل لا تفكر مطلقاً في إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة طالما أنهم قبلوا بسلطة على السكان وتركوا الأرض للمستوطنات !

ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل الآن ؟! إذا كانت إسرائيل ترفض التخلي عن الضفة الغربية لأنها أراض توراتية حسب زعمهم، فمن حقنا أن نتحدث عن أحقية من يمتلك الأرض تاريخياً. اليهود سكنوا الضفة لمدة 70 عاماً قبل أن يأتي ملك بابل نبوخذ نصر لينفيهم إلى العراق. قبل هذا هم أتوا من مصر كغزاة بزعم أن الله قد منحهم أرض فلسطين. حدث هذا في أحسن الأحوال قبل نحو 3000 عام، فيما استمر الوجود الكنعاني طوال الستة آلاف عام ( 4000 ق. م ). وقد مر على الشعب الفلسطيني احتلالات وإمبراطوريات كثيرة، ولكن الكنعانيين بقوا في الأرض يرقصون الدبكة الشعبية ويفلحون أرض العنب والزيتون، ويطرزون الأثواب من خلال فن راقي لا يمكن أن يتطور إلا عبر حضارة ضاربة في عمق التاريخ.

لو أن كل احتلال طالب بأن يعود للأرض التي احتلها، فمن حق بريطانيا المطالبة بالهند، ولو أننا أخذنا هذه النظرية على إطلاقها، فإن من حق البشرية جمعاء العودة إلى أثيوبيا حيث أصول الإنسان الأول !!

هذا افتراض مجانين، ولا يمكن أن يقبل عاقل بأن الدين يمكن له أن يكون عرقاً، فاليهود جزء من شعوب العالم ولا علاقة لهم بفلسطين إلا كعلاقتهم بمصر أو أوكرانيا أو روسيا أو أمريكا، وقد اعتقد بلفور عندما وعد اليهود بوطن قومي في فلسطين بأنهم سوف يتعايشون مع سكان البلاد الأصليين بود وسلام، ولكنهم ارتكبوا المجازر وقاموا بتشريد شعب كامل إلى منفي الشتات.

إذا كان الإسرائيليون قد اغتصبوا الأرض فماذا سيفعلون مع خمسة ملايين نسمة يعيشون في غزة والضفة يحاصرهم جيش ( الدفاع ! ) ؟! لماذا يضيقون سبل العيش على الناس ويستغلون تفوقهم العسكري والاقتصادي على سكان البلاد الأصليين ؟ أي احتلال هم ؟! ولماذا يرفضون التعايش مع الآخرين على اعتبار أنهم شعب الله المختار ؟؟!
إذا كان اليمين الإسرائيلي لا يقبل حل الدولتين فهم أمام خيار ثان كان مطروحاً في السابق، وهو القبول بدولة واحدة ديمقراطية لجميع مواطنيها من عرب ويهود ودروز وشركس وأرمن، وبهذا الحل ستبدأ نهاية الصراع، ولكن لأجل أن يتحقق السلام المستحيل لابد من وجود ثقافة قبول الآخر وثقافة التعايش.

في أواخر السبعينات وطوال الثمانينات عاش أهل الضفة وغزة في رخاء واستقرار وكان من الممكن التفكير في حل الدولة الواحدة ولكن قوى اليمين المتطرف دخلت على الخط وبدأت تقتل الفلسطينيين دون سبب ما أدى إلى أحداث الانتفاضة الأولى 1987 والانتفاضة الثانية 2000. لا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني العيش خارج وطنه، فكيف يحق لليهودي الأمريكي الذي لم تربطه علاقة بأرض فلسطين الهجرة إليها ولا يحق للفلسطيني العيش الكريم والحر داخلها ؟!

ثمة دول راقية ومتطورة يعيش بها أكثر من قومية، مثل سويسرا وبلجيكا، وهل نعلم أن الشعوب الصينية تتكون من ست وخمسين قومية مختلفة بلغات ومعتقدات مختلفة ؟! فلسطين ليست استثناء فهي متعددة القوميات والثقافات ومن الممكن أن تكون دولة واحدة ذات نسيج تعددي تكفل حق المشاركة الديمقراطية لجميع مواطنيها.

ربما لن نشهد ولادة أفق إنساني يخلص الفلسطينيين من معاناتهم إلا بانتشار الفكر العلماني داخل الشعب الإسرائيلي ما سيؤدي إلى تراجع قوى اليمين، المطلوب تفكيك الخرافات والأساطير اليهودية التي تقضي بأن الله منح فلسطين لهم كأرض ميعاد وبأن المسيح لن يأتي ليذبح شعوب الأرض بسيفه تحت أقدامهم، وبأن الأرض يمكن أن تتسع لعيش إنساني مشترك ولكن ليس قبل نسف خرافة شعب الله المختار !!



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!
- الأولمبياد الدولي في الرياضيات
- حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!
- الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين !
- في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام !
- السلفيون وتاريخية النصوص الدينية
- أطفال في قلب الحصار !!
- تهانينا للإسلاميين !!
- عن التفكير الناقد
- متى نعترف بالتخلف وأسبابه ؟!
- عن أوهام الإعجاز العلمي مجدداً
- يهودية الدولة هي المشكلة الحقيقية !!
- لماذا تقدم المسلمون في العصر العباسي الأول ؟!
- النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !
- الدماغ Brain والعقل Mind .. ما الفرق ؟!
- أي مستقبل للسلفية الجهادية ؟!
- مصر الجديدة وغزة ومجرد سؤال
- في الأول من أيار: الحركة العمالية والربيع العربي


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - شعب الله المختار !