أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - قراءة محايدة لبعض أدبيات المعارضة السورية















المزيد.....


قراءة محايدة لبعض أدبيات المعارضة السورية


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدخل منهجي ،
يشير عنوان هذه المقالة ، إلى أن الكاتب يعطي قراءته الخاصة لعدد من أدبيات المعارضة ، التي أتيح له أن يطلع عليها ، صفة " المحايدة " . إن من حق القارئ ــ بطبيعة الحال ــ أن يرفض هذا الإدعاء ، من منطلق أن كلاًّ من القراءة والكتابة ، إنما تمثل موقفاً لإنسان لايملك نفسه إلاّ بصورة نسبية ، ذلك أن معظم منظومة القيم والعادات والأعراف التي تحدد موقفه من الآخرين ، قد اكتسبها من المجتمع الذي يعيش فيه ، الأمر الذي ينطبق على قراءته هذه لأدبيات الآحرين .
إن مانرغب أن نوضحه حول هذه النقطة المنهجية ، هو أن وقوف الإنسان في منتصف المسافة بين الحق والباطل ، إنما هو انحياز إلى الباطل ، بينما يستحق وقوفه إلى جانب مايعتقد جازماً أنه الحق صفة الحياد حيث يتماهى الانحياز إلى الحق هنا مع الموضوعية ، ومع الموقف الأخلاقي الصحيح ، وهذاهوالحياد.
إن كل مواطن سوري ، يعلم علم اليقين ، أن النظام الوراثي الحالي ، والذي قامت الثورة ضده ، إنما يقف منذ 1970 ( إن لم يكن قبل ) على ساقين هما : الاستبداد والفساد ، ويخفي عورته بورقة توت فضحت النظام أكثر مما سترته ، هي ورقة الحزب الواحد والطائفة الواحدة ، أي عملياً " تغييب إرادة الشعب " . وبهذا ، ولهذا فإن الوقوف إلى جانب إرادة الشعب ، إنما هو وقوف مع الحق ضد الباطل ،وهو مايمثل برأينا جوهر الموقف الموضوعي المحايد .

في إطار إعدادي لهذه المقالة ، عدت إلى أبرزالأدبيات المتعلقة بالثورة السورية ، والتي يعود بعضها إلى عامي 2011 و2012 ، بينما يعود بعضها الآخر ، إلى العام الحالي (2013 ) ، بل إلى الأيام القليلة الماضية تحديداً . لقد تمثل الآنطباع العام ، الذي وقفت عليه وعنده ، في هذه الأدبيات ، والذي تدور حوله هذه المقالة ، هو بصورة أساسية مايلي :

1. كثرة البيانات والمؤتمرات والاجتماعات والندوات ومراكز البحوث والدراسات والهيئات السياسية والطبية والإغاثية ، المتعلقة بسوريا عامة وبالثورة السورية خاصة ، والتي يتواجد القسم الأعظم منها خارج سورية .
إن وجود مثل هذه " التعددية " كان يمكن أن يكون أمراً طبيعياً وعادياً ، سواء من حيث الشكل أو من حيث المضمون في ظل ثورة " الحرية والكرامة " التي جاءت لتطوي خمسة عقود من قمع " الرأي الآخر " وتغييبه ، لولا أننا كنا نشم في بعض هذه الأدبيات ، رائحة الخوف من هذا الرأي الآخرالتي زرعها النظام الديكتاتوري في نفوس وفي عقول أبناء الشعب السوري على مدى أكثر من جيل ، وبالتالي فإن هذا البعض كان يتملص من استحقاقات " اليوم الحالي " العملية المستعجلة ، إلى استحقاقات " اليوم التالي " النظرية المؤجلة .
هذا إضافة إلى أن القارئ لهذه الأدبيات غالباً مايقع ، من جهة ،على ماهو واضح ومعلن ، ومن جهة أخرى على ماهو مسكوت عنه ومضمر، الأمر الذي يعطي لمخاوف المتخوفين ، وشكوك المتشككين مبرراً إضافياً .

2. لايحتاج المرء لكثير من الخبرة لكي يدرك ، أن الإهتمام الأساسي لمراكز البحوث والدراسات الكبيرة والممولة بالبترودولار ( أي عربياً وأجنبياً ) والتي تعتمد على المزج بين الخبرات العربية ( السورية خاصة )
والأجنبية ( الأورو أمريكية خاصة ) ، وعلى المزج بين اللغتين العربية والإتجليزية ، هو " اليوم التالي " ، أي التخطيط المسبق للمرحلة الانتقالية التي سوف تعقب سقوط نظام عائلة الأسد .
إن الربط بين اليوم الحالي واليوم التالي ، يمثل ــ واقعيا ــ ، الشرط المسبق للدول التي تملك المال والسلاح والخبرات العسكرية والمدنية ، لكي تقوم بدعم الثورة السورية ومساعدتها على إسقاط نظام بشار الأسد .
إن الشرط الأساسي لدول " اليوم التالي the day after " ، هو أن تظل سورية مابعد عائلة الأسد ، من جهة مفتوحة ومنفتحة على النظام الرأسمالي العالمي ( أمريكا والغرب ) ، ومن جهة أخرى ، ألاّ تعمد لغير سبيل المفاوضات ، في محاولة حلها للإشكال التاريخي والجغرافي مع الجارة " إسرائيل " ، سواء تعلق الأمر بالقضية الأم ( القضية الفلسطينية ) ، أو بالقضية الفرع ( الجولان ) ، وهو مايعني ــ تطبيقياً ــ القبول المسبق بمؤتمر جنيف 2 ، وبتطبيق نموذج " الحل اليمني " على الحالة السورية ، أي التضحية فقط برأس النظام وبعض أتباعه وحماته ، مقابل الإبقاء على الجسد ( النظام ) .
4. وجدنا أن بعض الشخصيات المعارضة ، قد استغلت وجود بعض الأخطاء في صفوف المعارضة المسلحة عامة والإسلامية خاصة ، ولاسيما في المناطق المحررة ، لتشن حملة تشهيرية على التيار الإسلامي كله ،
وهو مايصب ــ سواء أراد أصحابه أم لم يريدوا ــ في طاحونة نظام الأسد وأعوانه ، وبالتالي في طاحونة دول " اليوم التالي " في موقفها المتشكك والمتردد في مساعدة " اليوم الحالي " ، أي الثورة السورية . إن من يعطي خصمه ورقة يستفيد منها ( حتى في حال حسن النية ) إنما يسيء إلى دماء مئات آلاف الشهداء والمفقودين والمعتقلين ، وإلى ملايين المشردين والمهجرين من ضحايا طائرات وبراميل ودبابات وقنابل وصواريخ عائلة الأسد ، ولا سيما ضحايا أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً ، والتي أزهقت يوم الأربعاء الأسود في ( 21.08.2013 ) أرواح أكثر من 1500 إنسان ، معظمهم من الأطفال والنساء ، وأصابت أكثر من عشرة آلاف مواطن ، كلهم من المدنيين ، باضرارجسدية ونفسية سوف ترافقهم حتى آخريوم من حياتهم .
لقد وقفت في إحدى الأدبيات التي بين يدي ، على موقف " ملتبس" لشخص موصوف بالمثقف والثوري ، من حيث أن تركيزه على سلبيات وأخطاء بعض عناصر أو المجموعات في ثورة آذار ، كاد ينسيه إيجابياتهم ، ويضعه بالتالي ( حتى ولو عن غير دراية منه ) في خانة النظام ، بل إن أجهزة النظام الإعلامية المعروفة بابتعادها عن الأخلاقية والموضوعية والمهنية ، سوف تقتطع مما كتبه هذا المثقف الثوري ، كل مايخدم النظام ويطيل في عمره ، وتتجاهل الجوانب الأخرى من آرائه . إن مثل هذه الأدبيات ، التي تقول في الصفحة الأولى رأياً تناقضه في الصفحة الثانية ، وتركز على جانب من الصورة دون آخر، عادة بل غالباً ماتكون حصيلة موقف أصحابها هو الصفر .

5. إن استغلال بعض المحسوبين على الثورة ، لبعض الصعوبات والإشكالات والممارسات غير المقبولة لاإجتماعياً ولا سياسياً ، والتي لايمكن إنكار وجودها هنا وهناك في مانطلق عليه " اليوم الحالي " ، لفرض
اجنداتهم الخاصة ، وبصورة مسبقة ، على " اليوم التالي " ، إنما يدخل في باب وضع العربة أمام الحصان بدل العكس ، ويسمح بالتالي للنظام وأعوانه الخارجيين باستغلال دماء الشهداء ، للتلاعب بمصيرالثورة ، سواء بتطويل أمد الصراع في وحول سورية ، أو حسمه في صالح من يرتضونه هم وليس الشعب السوري ، وبالتالي
فإن الشعب السوري الواحد الموحد في " اليوم السابق " والذي يناضل لكي لايتحول إلى مجموعة شعوب وقبائل وطوائف ، في " اليوم الحالى " ، يمكن أن يفرض عليه وضع سياسي جديد لايملك معه سوى أن يردد مع المتنبي : ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوّاً له ما من صداقته بدّ ، في " اليوم التالي " .

6. وجدت على إحدى صفحات الفيسبوك ، المقطع النقدي التالي لأحد أطراف المعارضة السورية ، ورأيت أن أثبته هنا ( مع بعض التعديل اللغوي ) ذلك أنني لمست فيه جانباً أساسياً مما يرد على ألسنة الكثيرين حول هذا الطرف المعني : " لاكثير تشدو على حالكم ، لاأحد مختلف معكم حول دولة القانون والمواطنة ، هذا إذا كنتم فعلاً تريدونها . الخلاف [ معكم] قبل الكيماوي وبعده [هو] حول الموقف من الطغمة الحاكمة ... " .
وبغض النظر عن الأسماء والمسميات ، فإن أدبيات الثورة السورية ، أشارت منذ الأشهر الأولى لقيام ثورة آذار 2011 ، إلى وجود ثلاثة تيارات ، متفاوتة الحجم ، ومتداخلة الرؤى في أدبياتها المعلنة والمنشورة ، ولكنها تتعامل مع بعضها بعضاً استناداً إلى ماهو مسكوت عنه في هذه الأدبيات (وهو ينطوي عملياً على خلافات جدية وعميقة ) وليس على أساس ماهو معلن ومنشور. هذه التيارات هي بصورة أساسية :
1) تيار " الشعب يريد إسقاط النظام " ، ويغلب عليه الطابع الإسلامي ،
2) تيار يريد من النظام نفسه القيام بإصلاحات جذرية ، في إطار " خارطة طريق " تؤدي إلى إنهاء حكم الحزب الواحد والعائلة الواحدة والشخص الواحد ،وصولاً إلى مجتمع مدني ديموقراطي تعددي وتبادلي ، وبالتالي فهو يشدد على ضرورة سلمية الثورة وعلمانيتها ، أي عملياً ، ابتعادها عن التيار الإسلامي ، وعن كل من يحمل السلاح في وجه النظام ( وهو مايساوي تطبيقياً السكوت عمن يحمل السلاح في وجه الثورة ) .
3) تيار يريد من النظام ، أن يقوم نفسه بإصلاحات سياسية وإجتماعية ، تلبي ولو الحد الأدنى من مطالب الشارع السوري ، ولكن ، كسبيل للحفاظ على بقاء النظام ، والحيلولة دون سقوطه .
ومن الطبيعي والمنطقي ، ألاً ننسى وجود تيار رابع ، هو تيار النظام ، والذي بات يضم إضافة إلى جيش وشبيحة ومرتزقة النظام في الداخل ، كلاًّ من إيران وحزب الله ، إضافة إلى العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية ، التي تقول بألسنتها غير مافي قلوبها ، والتي ينطبق عليها المثل الشعبي المصري ، الذي
سمعته من الرئيس جمال عبد الناصر ذات خطاب : " أسمع كلامك يعجبني ، أشوف فعالك أستعجب " !! .
7. سنعرض على القارئ في هذه الفقرة ، عدداً من المقاطع المختارة ، من بعض أدبيات المعارضة السورية ، وذلك كشواهد على ماسبق أن أوردناه ، والتي تشير، إلى عناصر الإئتلاف والاختلاف الأساسية بين مواقف أصحاب هذه الأدبيات فيما يتعلق باليوم " التالي " . علماً أن ماسنورده من الشواهد سوف يكون ، مختصراً وانتقائياً وذا علاقة مباشرة بموضوع هذه المقالة ، في آن واحد .

7. 1 ،من البيان الختامي لـ " منبراستنبول للحوارالسياسي " لقاء من أجل سورية ، في 26.04.2011 :
ــ نؤكد على حق الشعوب في التجمع والتظاهر السلمي ... ونطالب بسن القوانين والتشريعات التي تكفل ذلك
الحق بطريقة عصرية ، وإلغاء كل مايقيد هذه الحقوق ،
ــ إن سورية تقف على مفترق الطرق ، إما أن تسلك طريق الحرية والديموقراطية والازدهار ، او تبقى عنواناً
للظلم والقهر والاستبداد ،

7. 2 ، من وثيقة بعنوان " دعوة للمشاركة في الإئتلاف الوطني لدعم الثورة السورية " تاريخ 8.5.2011 :
ــ إن الهدف العام لهذا الإتلاف الوطني ، هو مساندة الثورة السورية ، ودعم جهود شبابها ، للوصول إلى الهدف
الوطني العام : بناء سورية دولة مدنية حديثة لجميع أبنائها ، دولة أساسها دستور مدني عصري ، يؤكد على
الحرية ، والمساواة ، والعدل ، وسيادة القانون ، وفصل السلطات ، ومرجعية صندوق الإقتراع الحر النزيه ،
ويضمن التداولية الدستورية الحقيقية .

7. 3 ، من بيان " التيار القومي العربي " الصادر بتاريخ 24.10.2011 :
ــ يرى الموقعون على هذا البيان ، أن مرحلة مابعد الأسد ، ينبغي أن تقوم على أساس عقد إجتماعي جديد
يرتكز على ( ... ) نظام سياسي مدني ديموقراطي ، يتجسد في مثلث متساوي الأضلاع ، قاعدته المواطنة
المتساوية للجميع ، وضلعاه الآخران ، الدستور الموضوع من قبل هيئة منتخبة وممثلة لكافة مكونات الشعب
السوري ، وصندوق الإقتراع النزيه والشفاف .

7. 4 ، من وثيقة " العهدة الوطنية " لجماعة الإخوان المسلمين في سورية ، تاريخ 21.03.2012 ،
ــ يلتزم الموقعون على هذه العهدة ، بالسعي المخلص والجاد ، وبكل مايملكون من قدرة ببناء سورية دولة مدنية
حديثة ، على أرقى ماوصل إليه الفكر الإنساني الحديث في شكل بناء الدولة ،
ــ دولة مدنية ترفض كل اشكال ( الثيوقراطية ) وادعاءات أصحابها ، دولة مدنية تتأسس على قانون ودستور
مدنيين ، بمرجعية قيمية وأخلاقية في أطرها العامة ،
ــ دولة ديموقراطية تعددية تداولية ، الشعب فيها مصدر السلطات ، وصندوق الاقتراع الحرالنزيه هو الآلية
الأرقى للتعبير عن الإرادة الشعبية الحرة ،
ــ دولة يتساوى فيها الرجال والنساء في الكرامة الإنسانية ، وفي الأهلية المدنية ، وتتمتع فيها المراة بحقوقها
الكاملة في المشاركة في الحياة العامة ، في ميادين الثقافة والسياسة والاجتماع ،

7. 5 ، مشروع " العهد الوطني لسورية المستقبل " تاريخ 27.03.2012 ( أقره مؤتمر موسّع عقد بدعوة
تركية قطرية مشتركة ) . نعلن فيما يلي المبادئ الساسية التي التي ستبنى عليها الدولة الجديدة :
ــ سورية دولة مدنية ديموقراطية مستقلة وحرة . دولة سيدة تحدد مستقبلها حسب إرادة الشعب السوري وحده.
والسيادة ملك حصري للشعب يمارسها من خلال العملية الديموقراطية
ــ تلتزم الحكومة الإنتقالية المؤقتة التي تشكل فور سقوط النظام اللاشرعي الراهن بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة
، تنبثق عنها جمعية تأسيسية تتولى صياغة مسودة دستور جديد ، تتضمن المبادئ الواردة في هذا العهد ،
وتطرح على الشعب للاستفتاء العام الحر( تعدد الوثيقة 22 مبدءاً،اخترنا منها المبادئ المتعلقة باليوم التالي)
ــ سورية الجديدة جمهورية ديموقراطية ، تقوم على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يساوي بين
المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الديني او القومي او الفكري ،
ــ تعمل سورية على استعادة الجولان بكل الوسائل المشروعة . وتدعم الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة
حقوقه ، وتعمل ماتستطيع للمحافظة على وحدة الفلسطينيين ونجاحهم في تحقيق أهدافهم ،
ــ ( ... ) وتعمل الدولة على ترسيخ الحرية الاقتصادية وفق قوانين السوق والمنافسة الشريفة ، مثلما تبقى ساهرة
على تحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية ، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ومكافحة الفقر والبطالة والأمية
والفساد ( ... ) .

7. 6 ، " وثيقة العهد الوطني " التي أقرها المؤتمرالذي عقد بإشراف جامعة الدول العربية في القاهرة
بتاريخ 2 ـ 3 تموز / يوليو 2012 :
ــ تعاهد المؤتمرون على أن يقر دستور جديد للبلاد هذا العهد :
ــ الشعب السوري شعب واحد ، تأسست لحمته عبر التاريخ على المساواة التامة في المواطنة ، بمعزل عن
الأصل أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الإثنية أو الرأي السياسي أو الدين أوالمذهب ، على أساس وفاق
وطني شامل ، لايجوز لأحد فرض دين أو اعتقاد على أحد ، أو أن يمنع أحداً من حرية اختيار عقيدته
وممارستها . النساء متسوون مع الرجال ، ولا يجوز التراجع عن أي مكتسبات لحقوقهن ، كما يحق لأي
مواطن أن يشغل جميع المناصب في الدولة ، بما فيها منصب رئيس الجمهورية ، بغض النظر عن دينه أو
قوميته ، رجلاً أم امرأة ، هكذا يفخر الشعب السوري بعمقه الحضاري والثقافي والديني الثري والمتنوع ، مما
يشكل جزءاً صميمياً من ثقافته ومجتمعه ، ويبني دولته على قاعدة الوحدة في التنوع ، بمشاركة مختلف
مكوناته دون أي تمييز أو إقصاء .
ــ تقر الدولة السورية بوجود قومية كردية ضمن أبنائها ، وبهويتها وبحقوقها القومية المشروعة وفق العهود
والمواثيق الدولية ضمن إطار وحدة الوطن السوري ، وتعتبر القومية الكردية في سورية جزءاً أصيلاً من
الشعب السوري ، كما تقر الدولة بوجود وهوية وحقوق قومية مماثلة للقوميتين السريانية الآشورية والتركمانية
السوريتين وتعتبران جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري .

7. 7 ، وثيقة " اليوم التالي " the day after ، التي وضعها وأقرها خبراء سوريون ، وصدرت في برلين ( مقر لقاءاتهم ) بتاريخ 29.8.2012 .
قام المشاركون ( حوالي 50 مشاركاً سوريا وأجنبياً )في مشروع اليوم التالي بتحديد كافة الأهداف( 11 هدفاً ) لتقود كافة مراحل عملهم ، نقتطف منها الأهداف التالية :
ــ تعزيز وتطوير هوية وطنية جديدة .
ــ بناء توافق وطني حول القيم والمبادئ الأساسية للأمة ، بالإضافة إلى العمل على عقد إجتماعي جديد بين
الدولة والشعب ،
ــ التأسيس لسورية كدولة مدنية ينحصر فيها دور قوات الأمن بحماية أمن وحقوق وحريات كافة المواطنين ،
ــ التاكيد على أن سورية يجب أن تبقى دولة موحدة ، بالإضافة إلى لامركزية تضمن لجميع المواطنين حقهم
في المشاركة على كافة المستويات ،
ــ المساواة بين جميع الأفراد أمام الدولة على أسس المواطنة ، بغض النظر عن دين الفرد أوطائفته أوجنسه أو
قوميته ، ــ القطيعة مع إرث الاستبداد والالتزام بمبادئ الديموقراطية ... ،

7. 8 ، وثيقة " خطة التحول الديموقراطي في سوريا " وضعها بيت الخبرة السوري ، المنبثق عن " المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية " التابع للائتلاف الوطني ، وأقرها مؤتمرخاص عقد في اسطنبول بتاريخ 14.08.2013 ، ( 250 صفحة ) و فيما يلي أبرز التوصيات التي يتضمنها هذا التقرير:
ــ نظام الحكم في سورية المستقبل سيكون برلمانياً مع ضمان تحقيق التوازن بين السلطات الثلاث في الدولة ،
ــ سيكون دستور 1950 نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث ( + التفاصيل !! ) ،
ــ سيتم انتخاب الجمعية التأسيسية بطريقة التمثبل النسبي ( + التفاصيل !! ) ،
ــ سيتم تحقيق المصالحة الوطنية عن طريق عدالة انتقالية طويلة الأمد ، والتي يتم من خلالها تحقيق العدالة
لجميع الضحايا في سورية ،
ــ سيتم نزع السلاح من كل الجماعات المسلحة ، وإعادة دمجهم في المجتمع السوري ،
ــ سوف تتخلى سورية تدريجياً عن نموذج اقتصادي تقوده وتتحكم به الدولة ، إلى اقتصاد قائم على السوق .

8. قراءة الكاتب الخاصة للمضمون العام لهذه الوثائق والتقارير التي تم ذكر أبرز نقاطها المتعلقة بالمرحلة الانتقالية التي ستبدأ في " اليوم التالي" لسقوط نظام بشارالأسد :

8. 1 ، يلاحظ أن الأدبيات التي ظهرت في الأشهر الأولى لثورة آذار 2011 ، كانت أدبيات " مطلبية " ،
بصورة أساسية ، وذلك انسجاماً مع مطالب الشارع السوري ( شباب الثورة ) في تلك المرحلة . لقد كان المطلب الرئيسي لهذه الأدبيات هوالإنتقال من كابوس النظام العسكري الديكتاتوري الوراثي ،الذي ينيخ على رقاب الشعب السوري منذ مطلع سبعينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا ، إلى فضاء المجتمع المدني الديموقراطي التعددي ،الذي توافق الجميع على وصفه بمجتمع الحرية والكرامة . ( 7 / 1،2،3 ).

8. 2 ، لقد كان التركيز الأساسي في " وثيقة العهد " لجماعة الإخوان المسلمين ( 7. 4 ) على تطمين كافة الأقليات في سورية ، في أن الجماعة قد قبلت وتقبل تبني " اللعبة الديموقراطية " بكل نتائجها ومستحقاتها السياسية، سواء أكانت لهم أم عليهم ، وبالتالي فإن " فوبيا " جماعة الإخوان المسلمين ــ بما هم جماعة وسطية غير متطرفة ــ هو محض وهم ، ولن يكون له مرتسم على أرض الواقع ، سواء في" اليوم الحالي" أوفي " اليوم التالي " .

8. 3 ، ينطبق على كل من "مشروع العهد الوطني لسوريا المستقبل " ( 7. 5 ) و" وثيقة العهد الوطني " (7. 6 ) ووثيقة " اليوم التالي " ( 7. 7 ) و" خطة التحول الديموقراطي في سوريا " ( 7. 8 ) ، صفة ( المصادرة على المطلوب ). ذلك أن العديد من النقاط التي أشير الى أنه ينبغي أن يتضمنها دستوراليوم التالي ، إنما تمثل واقعياً اشتراطات غير ديموقراطية ، يراد فرضها على الشعب السوري ، وعلى الثورة السورية بصورة مسبقة ، وهو ما يعني أننا جعلنا التعاون المشترك بين الأقلية والأكثرية في سورية لإسقاط نظام الأسد ، مرهوناً بقبول هذه الإشتراطات . هذا مع العلم أن المسكوت عنه هنا ، هوتهديد البعض في حال الاعتراض الجزئي أو الكلي ، من هذا الطرف أو ذاك من أطراف المعارضة السورية على هذه الإشتراطات ، بـاستخدام فيتو " وإلاّ "!! في وجه هؤلاء المعترضين المحتملين .

8. 4 ، تتمثل أوجه الإتفاق بين معظم أطراف المعارضة السورية ، بما يلي :
ــ واحد واحد واحد ، الشعب السوري واحد ، وهو مايعني ، تأييد الجميع لفكرة ومبدأ المواطنة المتساوية ،
ــ الانتقال بسورية من الديكتاتورية العسكرية إلى المجتمع المدني الديموقراطي التعددي والتبادلي ،
ــ العدالة الإجتماعية والاقتصادية لجميع المواطنين السوريين دونما استثناء أو إقصاء ،
ــ الدستوروالقانون هما الحصن الحقيقي والمنيع لمبادئ المواطنة المتساوية والعدالة والديموقراطية والتعددية.

8. 5 ، يمكن تحديد الإشكالات التي تمثل أوجه الخلاف ( البسيط أو العميق ) بين بعض عناصر أو تيارات أو فئات المعارضة السورية بما هو آت :
ــ إشكالية العلمانية ، والعلاقة بين التيارين الديني والعلماني ( من الناحيتين الأيديولوجية والتطبيقية )
ــ إشكالية الأكثرية والأقلية ، وانسحابها على موقف البعض من الديموقراطية ومن صندوق الإقتراع ،
ــ إشكالية الموقف من القضية الفلسطينية ، ومن تحرير الجولان ، وانسحابها على الموقف من " إسرائيل " ،
ــ إشكالية الموقف من القضية القومية العربيةعامة ، وانسحابها على إشكالات الربيع العربي الراهنة .
ــــ انتهى ـــــ



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمّو أنا عايشة؟ ، عمّو أنت عايشة
- الضربة الأمريكية المتوقعة بين القبول والرفض
- أسمع كلامك يعجبني
- دمشق أم الربيعين
- الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها
- خواطر حول الربيع العربي ( 4 )
- خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة
- خواطر حول الثورة السورية (2) / G8
- خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية
- ماوراء جنيف وما وراء الوراء
- ثورة آذار 2011 ومؤتمر جنيف2
- علم الإجتماع في الوطن العربي
- خواطر حول الإخوان المسلمين والثورة السورية
- عامان والثورة مستمرة
- في سورية : انتفاضة أم ثورة ؟
- ثورات الربيع العربي بين الرأي والرأي الآخر
- بشار الأسد وحكاية العصابات المسلحة
- نداء أخوي ثان
- المعارضة السورية في ميزان النقد ، مساهمة في التحليل والحل
- الدفاع عن الرسول : نعم ولكن!


المزيد.....




- لبنان يعلق على تقرير صحيفة بريطانية زعم وجود صواريخ ومتفجرات ...
- السعودية.. الأمير الوليد بن طلال يقدم هدية غير متوقعة لبائعة ...
- مقتل كاهن كنيسة أرثوذكسية وأفراد من الشرطة نتيجة لهجمات إرها ...
- علماء روس يرصدون 3 توهجات شمسية قوية اليوم الأحد
- نقطة حوار - حرب غزة: هل تنجح زيادة غالانت في خفض التوتر بين ...
- إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة
- القضاء على إرهابيين اثنين في داغستان (فيديو)
- أب يحاول إغراق طفليه في شاطئ البحر بولاية كونكتيكت الأمريكية ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية ذبح طفل وتقطيع أطرافه بمحافظة أسي ...
- ضربات روسية على خاركيف وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية عن هجوم ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - قراءة محايدة لبعض أدبيات المعارضة السورية