أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - السياسة الطائفية تقطف ثمارها














المزيد.....

السياسة الطائفية تقطف ثمارها


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 10:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد الانتخابات العراقية للجمعية الوطنية والنتائج التي خرجت بها , وما ترتب على ذلك من هيمنة طائفية شيعية وقومية كردية على الجمعية الوطنية , وما تلاه من مفاوضات مكوكية بين القائمتين الفائزتين بأغلب المقاعد , وظهورهما على حقيقتهما الطائفية والقومية , جاء الدور على العرب السنة ليصحوا من فشل ادعائهم بعدم نجاح الانتخابات تحت ظل الاحتلال والخوف من الإرهاب, ليجدوا أنفسهم خارج اللعبة السياسية يستجدون المشاركة من القائمة الشيعية والكردية , فما كان منهم إلا أن توحدوا أخيرا في ’’تكتل أهل السنة‘‘ في مؤتمرهم الأخير والذي ضم كل القوى السنية على حد تعبيرهم.
ماذا يمكن أن نستنتج من هذا التكتل وبهذا الاسم الصارخ ’’ تكتل أهل السنة ‘‘ ولماذا جاء في هذا الوقت تحديداً ومن كان ورائه والى ماذا يهدف ؟؟؟
هذا التكتل جاء تلبيةً للحاجة وانعكاساً للضغط الشيعي وتصريحاته الرنانة إعلاميا بعدم وجود تمثيل موحد لدى العرب السنة لدخول المفاوضات لغرض تشكيل الحكومة بتوازن يمثل ألوان الطيف العراقي , وهو محاولة مدفوعة من الداخل والخارج لخلق تكتل سني يقف في وجه التكتل الشيعي , فالمصالح الداخلية السنية لا يمكن لها أن تتحقق بدون دعم خارجي من الجوار العربي السني والعالمي المناهض لأمريكا, لقد جاء الاختيار لهذا الاسم لكي يثبتوا للعرب الشيعة قدرت السنة على التوحد وإسقاط حجتهم, كما لا يدع مجال للتنافس من قبل القوى السنية التي لم تشترك فيه والتي تسعى للحصول على أصوات العرب السنة في الانتخابات القادمة مثل الشيخ عجيل الياور على سبيل المثال, فالتجمع بمكوناته لم يجد في العرب السنة الذين قبلوا ببعض المناصب ممثلين لهم ولمشاريعهم , إضافة إلى انسحاب البساط من تحتهم (القوى المكونة للتكتل السني) بمشاركة هذه الأسماء في الجمعية الوطنية والحكومة, فما كان منهم إلا أن يختاروا اسماً سنياً صارخاً يضعهم في مقدمة التجمعات الممثلة للسنة , وهذا الاسم هو البديل عن افتقار السنة إلى المرجعية الموحدة تاريخياً بالمقارنة بما لدى الشيعة.
إن القوى السنية المتكتلة تحت هذا الاسم وجدت نفسها في عزلة عن جمهورها الذي صدقها في صعوبة إجراء الانتخابات, وإن الشيعة و الكورد يهيمنون على كل شيء حتى على كتابة الدستور, فجاء نداء الداخل والخارج للتنسيق والعودة إلى الساحة السياسية بعد سقوط الدكتاتور, وهذه أفضل وسيلة لهم لجمع الأصوات, وتشكيل عامل ضغط على الشيعة في السباق إلى السلطة والاستحواذ على المناصب الإدارية في الجمعية والحكومة ودوائر الدولة, خاصة بعد فشل مبدأ المقاومة العسكرية لإخراج قوات الاحتلال وانعكاس السمعة السيئة على حملة السلاح نتيجة تدخل قوى إرهابية بين صفوفهم وإصرار أمريكا على قمع كل محاولات التسلح إضافة إلى نفور الشعب العراقي من هذا الأسلوب.

إن القوى الشيعية, دفعت في اتجاه الطائفية الدينية السياسية, لأنها تريد أن ترسخ المفاهيم الدينية في الحياة السياسية, لإبطال فكرة فصل الدين عن الدولة, وهي لا تريد أن تكون المحرك الوحيد لذلك, كي لا تقف أمام المجتمع الدولي وأمريكا بمفردها, فسعت إلى إثارة الطائفية, لإشراك العرب السنة في هذا المد الديني , وقد جاء على لسان الدكتور على الدباغ في مقابلة تلفزيونية في الحديث عن الدستور(إننا ’’الشيعة‘‘ لا نختلف مع السنة في الأهداف والشكل إلا قليلا في كتابة الدستور, لكننا نقف على تباعد مع الكورد في مفهوم الفدرالية والعلماني لفصل الدين عن الدولة عند كتابة الدستور) فكانت الوسيلة الدفع الطائفي للعرب السنة في محاولة لإشراكهم في التصويت على الدستور والمشاركة في الانتخابات القادمة لإضعاف الكورد في الجمهورية العراقية الثانية وتقليل نسبتهم داخل البرلمان العراقي, لأنهم(الكورد) يمثلون تكتل علماني قوي بوجه الإسلاميين داخل البرلمان, كما إنها محاولة للمزيد من التهميش للتيار الديمقراطي (المفكك) في هذه المرحة والسعي لإنهائه تماما في الوسط والجنوب من العراق, وتعلم القوى الشيعية تماما إنها في الانتخابات القادمة إذا لم تبقي على مبدأ الطائفية فإنها ستخسر الكثير, فهي لم تقدم برنامج اقتصادي, ولم تفي ببعض وعودها مثل إخراج الاحتلال, ولم تخرج للجمهور متحدة ومتراصة بعد الانتخابات, وتأخرت في تشكيل الحكومة, وعجزها في القضاء على الإرهاب, فتململ الشعب العراقي من عدم تغير الأوضاع الخدمية والأمنية, واستفحال حالة الفساد الإداري والانحياز الحزبي في الوزارات, كل هذا سيفكك تحالفها الهش ويفقدها لحالة الأغلبية داخل الجمعية, ما لم تجد قوة أمامها تنافسها طائفيا لتجعل الجمهور يلتف حولها من جديد.

إن هذا المبدأ في التكتل السني لا يخدم المجتمع العراقي بل يمزقه أكثر مما عليه الآن , ولا يصب في جدول الديمقراطية الوليد في العراق , ونتائجه هيمنة دينية على الجمعية الوطنية وانحسار للتيار الديمقراطي, ومزيد من التعطيل في بناء الوطن وتنشيط للفساد الإداري والمحسوبية, وبقاء الاحتلال فترة أطول, والاعتماد على القوى الخارجية اكبر , حينها سنرى الإيراني والأردني والسعودي والفرنسي إضافة إلى الأمريكي والبريطاني يتحكم في البلد أكثر من المواطنة والمواطن العراقي.




#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتورية الطائفية والقومية نتائجها حربية
- الجامعات العراقية أماكن خطرة
- العمال العراقيون بلا ولاء عمالي
- الديمقراطية و حجاب المرأة
- تظاهرات العراق المليونية والمنفعة الشخصية
- شجرة لأتجدد أوراقها لكنها تثمر دائما أفكارها
- طلبة جامعة البصرة ... بين الحكومة الانتقالية والجمعية الوطني ...
- جامعة البصرة ومستقبل العلاقات مع جامعات العالم
- طلاب البصرة احذروا أنصاف الحلول
- مطلوب نقل ثورة طلاب البصرة إلى كل جامعات العراق
- أنا السائل .......... أنا المجيب
- اعتراضات وردود أفعال متعصبة على حديث السيد حميد مجيد موسى
- الانتخابات العراقية وماافرزته والمستقبل 4 قائمة اتحاد الشعب
- الانتخابات العراقية وما افرزته والمستقبل 3
- الانتخابات العراقية وما افرزته والمستقبل 2
- الانتخابات العراقية وما أفرزته والمستقبل 1
- هل لانها التجربة الاولى نقبل بالاخطاء الاعلامية
- قائمة اتحاد الشعب تعاني من سوء الفهم والدعاية البعثية
- قائمة اتحاد الشعب ستأمم اموال الاغنياء العراقيين
- لجنة دعم الانتخابات في برلين محمد محبوب مهلا لاتأخذ الامور ه ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - السياسة الطائفية تقطف ثمارها