لؤي عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 08:34
المحور:
الادب والفن
التقينا من جديد ...
أنا والليل و الوطن ...
الليل بهت لونه
وأضاع نجومه وسط المدن ...
والوطن ...
ضلّ طريقه إلى القلوب ...
وأنا ...
ألتقيت وطني تحت جنح الليل ..
في المغترب ...
ما تاهت يوماً...
خطواتي عن دروب الضيعة الضيقة ...
لم تفضي تلك الدروب إلى أحلامي سبيلا
ولم تنتهي إلى وطن ...
الأحلام تكبر كل يوم ...
والجسد سجين قدرات ..
لا يقوى على احتوائها وحيداً ...
يلهث باحثاً عن وطن ...
لملمت الخيبات الممتدة على طول سنين الشباب
وفي الطريق الطويل إلى المنزل
من الحقول المتناثرة في الجبال
لطالما ...
لفحتني رياح الغرب الرطبة ...
من أعالي التلال الصامتة ...
تتناهى الجبال الباردة ...
إلى البحر ...
فيحمّل أمنياتي ... أمواجه ...
تتقاذفها بعيداً ... بلا هواده ...
ولا تخلّف في الذاكرة
إلا...
أثر الضيعة القابعة وسط الجبال ...
لمعت السماء و رعدت
سكبت نعمتها ...
فامتلأت الهضاب أمالاً وأحلاماً
حطمتها حبيبات بيضاء صغيرة ...
أنتهت بها إلى السواقي ....
القلوب القوية التي لم تنكسر يوماً
الأيدي التعبة...
التي عاندت و ما تزال تعاند الصخور
والعيون الحزينة ...
التي ما انكفأت .. تبحث عن أفق جديدة ...
رافقتها في رحلتها الأخيرة ...
ليس إلى غرف المونة ...
بل إلى شاطئ البحر ....
عزف أحمد الراعي ألحانه في الوديان ...
وحملت رياح شرقية أنينها ...
حاكتها أوجاع الأهالي ...
بين حنين لموطنه ..
ويأس لن ينتهي .. خلف اجترار الألم ...
صامتاً ...
رحل ...
دون أن يعيد القطيع إلى الحظيرة ....
#لؤي_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟