أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد علي الماوي - التكتيك الانتهازي للجبهة الشعبية -تونس-















المزيد.....

التكتيك الانتهازي للجبهة الشعبية -تونس-


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 01:44
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


التكتيك الانتهازي للجبهة الشعبية -تونس-

مقدمة

"إن خطيئة الأممية الثانية ، خطيئتها المميتة ، ليست في أنها انتهجت في عهدها ، خطة استخدام أشكال النضال البرلمانية ، بل في أنها قدرت أهمية هذه الأشكال بأكثر مما هي ، وكادت تعتبرها الأشكال الوحيدة ، فلما جاءت مرحلة المعارك الثورية المباشرة واحتلت مسألة أشكال النضال غير البرلمانية المكان الأول،أدارت أحزاب الأممية الثانية ظهرها للمهمات الجديدة ، ورفضتها."(إفلاس الاممية الثانية- لينين-)
سلكت الجبهة الشعبية طريق الاممية الثانية فأدارت ظهرها للانتفاضة التي اعتبرتها زيفا "ثورة " كما تنكرت حتى لمشروع ارضيتها السياسية الذي ينص على ان "الجبهة الشعبية تشكل بديل حكم حقيقي وتتجاوز الاستقطاب الثنائي المغشوش الذي يقابل بين قطبين والحال انهما يلتقيان في الحفاظ على نفس التوجهات الاقتصادية الليبرالية المرتهنة للدوائر الاجنبية".فما هي حقيقة استراتيجية الجبهة؟ ولماذا مثّل تكتيك التحالف مع نداء تونس تكتيكا انتهازيا مغشوشا ؟ مع التأكيد انه لا يمكن الحديث عن مجرد تقاطع او التقاء ظرفي كما تدعي الجبهة وكما ادعى حزب العمال سابقا فترة تحالفه مع النهضة في حركة 18 أكتوبر لان هذا التقاطع او الالتقاء هو في الحقيقة-رغم المراوغات - تذيل لنداء تونس , تذيل للدساترة و التجمعيين الذين حكموا الشعب على امتداد العقود الماضية .
وقبل تعرية حقيقة خطة الجبهة لابد من تذكير مكوناتها (الوطنية الديمقراطية والبعثية والماركسية التروتسكية) بمفهوم التكتيك الثوري وتناقضه على طول الخط مع التكتيك الاصلاحي الانتهازي . ان التكتيك الثوري "هو جزء من الاستراتيجية وخاضع لها و وظيفته ان يخدمها"ويعتمد على القوى المباشرة والمعنية بالثورة أي العمال والفلاحين وباقي المضطهدين اساسا ويستغل التناقضات والنزاعات بين الاعداء لإضعافهم بهدف تقوية القوى الشعبية ويحدد اشكال النضال والتنظيم الملائمة وواقع الحركة الجماهيرية وتجربتها العملية ويظل هدف التكتيك الثوري هو تقوية الحركة الثورية وضمان استمرارها لا المساهمة في تقوية العدو و"فسخ الثورة ".
الاستراتيجية الملغومة
ان استراتيجية الجبهة وفق ما ورد في مشروع الارضية السياسية تحت عنوان "المسألة الوطنية الديمقراطية " تتلخص في:"بناء نظام جمهوري مدني ديمقراطي في خدمة الشعب " وقد وردت نفس الصيغة ضمن برامج بعض مكونات الجبهة ويذكرنا هذا الطرح وهذه المهمة المباشرة-او التكتيك - كما يسميه البعض(حزب العمل الوطني الديمقراطي-حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد- الحزب الاشتراكي) يذكرنا بتكتيك الحرية السياسية أو "نداء الى الشعب" لحزب العمال الذي اعتمده كأرضية للتحالف مع النهضة.ودون الرجوع الى التفاصيل نقول ان خطة الجمهورية المدنية الاجتماعية - في ظل النظام القائم - تضرب في الصميم المسالة الوطنية -أي النضال ضد الامبريالية وعملائها - وتختزلها في جمهورية مدنية -بنفس الائتلاف الحاكم جوهريا-وتشوه المسالة الديمقراطية بحصرها في الحريات السياسية وتطمس قضية الارض والفلاحين.وهي بذلك تسقط مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي او تدعي تأجيلها ولا تعترف بالتناقضات التي تحكم المرحلة وتخلط بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة أي بين الاعداء والاصدقاء لذلك من الطبيعي ان تصوغ تكتيكات يمينية انتهازية تفضي الى التحالف او التقاطع مع عدو كشفته الجماهير . ومهما كانت التبريرات فان التكتيك الذي يبيّض وجه العدو ويعيد له الاعتبار بعد ان وقع الحسم فيه جماهيريا هو تكتيك يفسخ الثورة ويطعن الشعب في الظهر.
مرتكزات التكتيك الانتهازي(1)

تترك الجبهة جانبا قضية الانتفاضة وما افرزته من شعارات واشكال نضال متطورة مقارنة بالاعتصام والوقفات الاحتجاجية وتحصر تحركاتها في الاحتجاجات السلمية التي توّجت باعتصام الرحيل الذي اصبح فيه نداء تونس يصول ويجول بصور عملاقة لبورقيبة واستغل الجبهة و وظّف عداء الجماهير للنهضة ليبرز كبديل وليعيد الاعتبار لسمعة الدساترة والتجمعيين باعتبارهم حسب منطق الجبهة يمثلون نمطا "عصرانيا حداثيا ".وترتكز الجبهة على الحجج التالية لتبرير التقاطع مع الدساترة- افهم التذيّل -:
-"تشكيل تيار واسع مناهض لحركة النهضة وذلك عبر تقاطعات ظرفية يفرضها مجرى الاحداث
- من غير المفيد ان يقع التركيز على تذبذب هذه القوى(أي نداء تونس) ومواقفها الانتهازية بل وجب التركيز على النهضة(هكذا نداء تونس قوى متذبذبة وانتهازية فهي اذا ليست قوى رجعية وعميلة)
- تشكيل ائتلاف سياسي مدني اجتماعي لمواجهة سياسة الفشل.
- تفكيك صفوف الرجعية من خلال عزل الترويكا والنهضة
- تتميز القوى الليبرالية بتقلب مواقفها فينبغي احراجها لكي تنحاز ولو جزئيا للشعب او تبقى على حياد( أي نداء تونس يبقى على الحياد والجبهة هي التي تقود هكذا يحلم زعماء الجبهة أحلام اليقظة)
- الشعار المركزي هو اسقاط الحكومة ومحاصرة المجلس التأسيسي والمؤتمر الوطني للإنقاذ هو شعار في متناول الوعي الشعبي .
- كل ذلك يهدف الى توفير مناخ ملائم لتنظيم انتخابات ديمقراطية و شفافة "(2) .
قد تنطلي هذه الحجج على البعض في صورة تجريدها واخراجها من واقع الصراع الحالي كما تفعل عناصر الجبهة في حلقات النقاش في باردو-اعتصام الرحيل - بحيث ينظّر البعض لضرورة حشد القوى ويستشهد البعض الاخر بمبدأ استغلال التناقضات صلب الرجعية ويتناسى جميعهم ان الشعب هو صانع التاريخ وهو القوة الاحتياطية المباشرة كما ان النزاع بين الطبقات الحاكمة يقع استغلاله للارتقاء بالممارسة الثورية وليس بالرجوع الى الوراء وتفكيك صفوف الشعب مقابل تبييض وجه احد طرفي الاعداء وبالتالي تقديم عصا النجاة له ليضرب بها الشعب من جديد. ويتناسى هؤلاء كذلك اشكال النضال والتنظيم التي بلغتها الانتفاضة عبر ممارستها اليومية مثل حماية الاحياء والمؤسسات والتصادم مع قوات القمع وطرد الولاة والعمد ورؤساء الشعب الذين اختفوا تماما الخ من الاشكال التي ترتعد منها النهضة والنداء لأنها تمثل جنين السلطة الشعبية ولا تعترف بالسلطة الرسمية وقد صرّح السبسي في هذا الاطار انه ضد عزل الولاة واعتبر ذلك مسا من الدولة ومجرد فوضى.
ان مثل هذه الحجج قد تستعمل لذر الرماد في العيون وهي تقدم في شكل مبادئ عامة بمعزل طبعا عن الطبيعة الطبقية لنداء تونس الذي يمثل مصالح البرجوازية الكمبرادورية وبعض شرائح البيروقراطية وهو مدعوم كما تقر الجبهة بذلك "بالدوائر الأجنبية " وبالمال السياسي الفاسد وستكون له الكلمة الاخيرة والحاسمة في ترميم النظام وانقاذه من الانهيار ثم رسم سياسة العمالة والاضطهاد .

آفاق العمل

لقد قبرت الجبهة الشعبية الانتفاضة وشعاراتها وتطلعها نحو التحرر بتحالفها مع الدساترة و التجمعيين ومهما تسترت وتلاعبت بالمصطلحات لمغالطة الجماهير فان العمال والفلاحين والشباب المنتفض سيدرك بتجربته الخاصة زيف خطابات الجبهة التي انفصلت عنه وسيدفنها مثلما دفنت شعاراته وستتحول الجبهة الى معارضة كرتونية - صورية - قد تجني بعض المواقع الهامشية في الانتخابات المقبلة لا غير.
ولم يبق امام القوى الثورية سوى تكثيف الدعاية والتحريض حتى صلب اعتصام الرحيل وكشف حقيقة ما يحاك علنا وفي الكواليس ضد مصالح الشعب مع التأكيد على ان الدعاية وحدها لا تكفي و لا يكفي التحريض وحده بل لابد من التجربة السياسية الخاصة للجماهير وانخراطها في مجرى الصراع وكما سبق لها ان ادركت عمالة الدساترة وعانت الويلات من سياسة النهضة التي ادت بالبلاد الى حافة الحرب الاهلية فإنها ستدرك حقيقة الجبهة المسماة باطلا شعبية وستحسم فيها بفضل تطور تجربتها السياسية في خضم الصراع الدائر بين الشعب واعدائه من عملاء وانتهازيين .
وبعد فشل الشرعية الانتخابية المزورة وفشل الشرعية التوافقية وماراطون الحوارات فان الوضع مرشح للانفجار من جديد وقد يتخذ اشكالا اعنف من الاشكال الحالية لذلك فان القوى الثورية مدعوة الى الاستعداد للمعارك الكبرى-ليس المعارك البرلمانية المغشوشة لكن معارك المصانع والاحياء الشعبية والارياف المنسية - واستخدام تناقضات الاعداء-نهضة ونداء - لفرز جبهة وطنية ديمقراطية توحّد كل الحلقات الثورية وتكون بديلا شعبيا للاستقطاب الثنائي الرجعي .
ان نزاعات الاعداء تهدف الى الاعداد للانتخابات المقبلة وحشد اكثر ما امكن من اصوات واستعمال الجماهير كوقود وكمطية للوصول الى صندوق الاقتراع الذي لا يخدم في شيء مصالح الشعب نظرا لطبيعة القانون الانتخابي وتحكم المال السياسي الفاسد والدوائر الاستعمارية والرجعية في المسرحية الانتخابية في حين ان التمثيل الشعبي -كما بينت الانتفاضة ذلك - يبنى على انقاض السلطة الرجعية وهنا تكمن ساحة المعركة اما تدريب الجماهير على افتكاك حق التمثيل الشعبي او البقاء العوبة بيد الأعداء في مسرحية الانتخابات المتحكمة فيها الرجعية . ولا يمكن خوض هذه المعركة دون قيادة شعبية موحدة لذلك فان الحلقة الرئيسية التي يجب حلها هنا وفورا هي توحيد كل القوى الوطنية الديمقراطية ودعوة الحلقات والجمعيات الى التنظّم في قطيعة مع الاستقطاب الثنائي الذي سيحكم البلاد من جديد مهما كان الشكل الذي سيتخذه .

(1) الانتهازية: مصطلح متداول في القاموس السياسي لايمكن اعتباره ضربا من النقاوة الثورية ولاشتيمة بل انه يعبر عن سلوك الجبهة التي تزايد بكلمة ثورة وبالاشتراكية وحتى بالشيوعية وتمارس عكس ذلك فتغالط الشعب وتتذيل للدساترة لهثا وراء المناصب.
استراتيجيا وقع تحديد نداء تونس كقوة مضادة للثورة وعميلة انطلاقا من تحليل واقع الطبقات وبما ان التكتيك يخدم الاستراتيجية فلا يمكن تكتيكيا او ظرفيا التقاطع او التحالف مع أحد اعداء الشعب: النهضة أوالنداء لان كل طرف يحاول اقناع الدوائر الامبريالية بانه الاقدر على توفير الاستقرار.

(2) نقاشات مع رموز الجبهة في باردو- وثيقة بعنوان "خط الجبهة السياسي والتكتيكي المباشر-بدون تاريخ- شهر سبتمبر-

محمد علي الماوي
تونس 23 سبتمبر 2013



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس:ضد الاستقطاب الثنائي-من أجل خيار شعبي
- تونس- انتفاضة الحرية والكرامة
- لابديل عن برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية
- كيف يحاول افاكيان التحريفي تمرير نظرية التحّول السلمي؟
- المادية الجدلية أقوى من هذيان أفاكيان التحريفي
- شطحات أفاكيان -الفلسفية-
- -الخلاصة الجديدة- ليست الا تحريفية في ثوب جديد
- بوب افاكيان,الإبن المدلل للبرجوازية يحرف الماوية
- لابد من معاقبة الرجعيين-ماو تسي تونغ-
- 1 ماي يكشف التملص من الهوية الشيوعية
- دفاعا عن الماوية وضد الدغمائية التحريفية
- موضوعات حول المسألتين الوطنية والكولونيالية
- المسألة التنظيمية-مقتطف-
- تونس: الترويكا تجدد نفسها
- المرأة تتحدى مجلس الشورى
- لماذا التدخل العسكري في مالي؟
- الذكرى 41 لحركة فيفري المجيدة - تونس -
- مفهوم حرب الشعب
- لجان الدفاع الشعبي
- البرنامج السياسي-الوضع العالمي-


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد علي الماوي - التكتيك الانتهازي للجبهة الشعبية -تونس-