أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الدجاني - الأرهاب ومشروعيته بالمنظور الطبقي














المزيد.....


الأرهاب ومشروعيته بالمنظور الطبقي


عمر الدجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 00:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رغم كثرة الحديث عن الإرهاب إلا أنه كمفهوم بقي عائماً بقصد، وذلك خدمة لأغراض ومصالح مستخدميه، فأكثر من يستخدمه في هذا العصر كمفهوم مبهم يصل حد التناقض هو الإمبريالية وأدواتها تبريراً لسياساتها في كافة المجالات.
فلو افترضنا تعريفا للإرهاب فيمكن القول أنه " كافة أشكال الضغوط الممارسة بحق الفرد والجماعة والمجتمعات وانجازاتهم المختلفة والهادفة لسلب الإرادة الحرة والمدمرة للإنسانية".
لا يستطيع أي فرد إنكار واقع الانقسام الطبقي في المجتمعات وواقع الصراع الطبقي، لذا نستطيع القول أن مفهوم الإرهاب هو مفهوم طبقي وسيبقى كذلك ما دام الإنقسام الطبقي موجودا، ذلك لأنه مرتبط بالصراع الطبقي ولا يختفي إلا باختفائه لأن الضغوط الممارسة على الفرد والجماعة والمجتمع تهدف بالأساس إلى تكريس واقع طبقي جبرا وتعزيز ما هو قائم، أو لخلق واقع جديد خدمة لمصالح هذه الطبقة أو تلك ضمن قانون الصراع.
ففي خضم الصراع الطبقي تبرر الإمبريالية وأعوانها استخدام هذا المفهوم لتكريس سيطرتها وإدامتها، لذلك فهي أول الممارسين له فعليا، وكما قال لينين " إن الدولة البرجوازية هي أول من يبدأ باستخدام القوة والعنف" والعنف هنا لا يقصد به القوة المجردة بل هو الشكل الأكثر سفورا من أشكال الضغط الممارس على الفرد والجماعة والمجتمع، فقد يكون الضغط بأدوات أخرى كالإعلام وممارسته لفرض سياسة اقتصادية، فجميع أجهزة الدولة البرجوازية تعمل كخلية نحل واحدة لهدف واحد هو إدامة سيطرة طبقة ضد أخرى لتعزيز سلطتها وسيطرتها ونهبها للثروات والسلطة ذورة الأدوات المنظمة للقمع والسيطرة طبقياً.
وهنا لا بد من التفريق بين الضغط بأشكاله الذي تمارسه دولة البرجوازية وافرازاتها الهرمية الممثل بالإمبريالية العالمية وأخطبوط سيطرتها الدولية وأدواته التي تفرض هذه السيطرة عبر سياساتها على مستوى العالم وتحدد سياسات تابعة للفرد والجماعة والمجتمع هذه السياسة التي تخدم مصالح الاحتكارات العالمية وتأبيد سيطرتها في نهب الثروات والقيمة الزائدة التي تنتجها الطبقة العاملة على سطح هذا الكوكب.
لذا نستطيع القول أن هذا المفهوم للإرهاب الذي تقوده الإمبريالية وتمارسه لا يخضع لمعايير شرعية أو أخلاقية انسانية بل هي شريعة الغاب التي تحط من هذه القيمة وذلك لارتكازها على إدامة عيش فئة ضئيلة جدا وطفيلة من المجتمع على حساب الغالبية الساحقة من المجتمع الانساني هذه الغالبية التي هي منتجة الخيرات المادية.
وهنا نرى أن لا أخلاقية ولا انسانية في هذه السياسة لأنها تكرس الظلم واستغلال الانسان لأخيه الانسان وبالتالي فقدان العدل المجتمعي وتكريس لشرعية البقاء للأقوى في الوقت الذي تسيطر البرجوازية على كافة مقدرات القوة الجبرية.
أما المفهوم الآخر للإرهاب وهو الشرعي والأخلاقي، والذي لا بد من استخدامه في الصراع الطبقي وجبراً لأن الطبقة المقابلة للغالبية المنتجة للخيرات لا تتنازل عن ملكيتها وأدوات قوتها طواعية بل مكرهة.
وتنبع شرعية وأخلاقية الإرهاب الذي تمارسه الطبقات المسحوقة بحق طبقة المستغلين، من أنه يمارس من طبقة تشكل غالبية سكان هذا الكوكب فهم يمثلون 84% ولا يجوز سوى 4% مما ينتجون لذلك فهم يسعون لاقامة مجتمع العدالة الحقة وتحقيق حلم الانسان الأبدي بالمساوة في مجتمع يختفي فيه استغلال الانسان لأخيه الانسان، وهذا الارهاب الشرعي الذي نسميه كماركسيين العنف الثوري، واخلاقيته تنبع من كونه يدعم صيرورة حركة التاريخ.
قد يقول قائل أن حصر مفهوم الإرهاب بهذه الصيغة الطبقية هو خنق للمفهوم وحصره في بوتقه هو اكبر منها بكثير، إن هذا القول صحيح إذا ما أردنا تعداد مظاهر هذا المفهوم وتجلياته في المجتمع الانساني ومثال هذه المظاهر والتجليات العنف ضد المرأة والأسرة.....الخ، إن الارهاب كفهوم متمثل بالعديد من المظاهر والافرازات في الكثير من جوانب الحياه المجتمعية، وحديثنا هنا بالجذر وليس الفرع، وإذا ما اردنا الحديث عن كل هذه الإفرازات والمظاهر فلا يتسع المجال هنا للحديث عنها، ولا يمكن القول فقط انها افرازات الواقع الطبقي ومن يتحمل مسؤوليته هي الطبقة المسيطرة في المجتمع وكافة هذه المظاهر مرتبط بوجودها وموقعها، واختفاء المفهوم ومظاهره وافرازاته مرتبط بالصراع الطبقي وانقسام المجتمع بين من يملك ومن لا يملك، من بيده السلطة وفاقدها، لذلك فإن بناء مجتمع العداله والمساواه "المجتمع الاشتراكي" سيبنى على أسس مغايرة تماماً (وليسن في كلي) للواقع الحالي الذي وصفه لينين بقوله " أن أسس العلاقة المجتمعية القائمة حالياً هو أساس اقتصادي لكن مغلف بغلاف اجتماعي" ولدينا مثل عربي يؤكد ذلك وهو أنه " إذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك" وهذا يعني ببساطة أن أساس العلاقة الانسانية في واقع الانقسام الطبقي هو أساس مادي وهو المتحكم والمسيطر في بناء العلاقات الانسانية لذلك فإن بناء المجتمع الإشتراكي هو تحرير هذه العلاقة الانسانية لتتراجع القيم المادية للخلف (وليس نفيها) مفسحة المجال أمام ترسيخ العلاقات الانسانية الحقة وليصبح شعار لينين للمجتمع الشيوعي "من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته" واقعاً يحرر الانسان من الإرهاب والضغط الذي يكبله من ممارسة هذه الانسانية.
عمر الدجاني "ابو يوسف" (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)



#عمر_الدجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقالة غازي الصوراني -ورقة أولية حول نشأة وتطور الحركة ...


المزيد.....




- بيان صادر عن الهيآت السياسية والجمعيات المغاربية بأوروبا وكن ...
- اليسار اليهودي الأميركي يعتبر أهداف نتنياهو الحربية وهمية
- لنقف في صف نضالي واحد لإسقاط  تعديل قانون الأحوال الشخصية ول ...
- الدفاع التركية تطالب حزب العمال الكردستاني بحل نفسه وإلقاء ا ...
- تركيا تطالب حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه على الفور
- الدفاع التركية: لا خيار لحزب العمال الكردستاني سوى حل نفسه
- اليمين المتطرف بأوروبا بين دعم أجندة ترامب وتحفظ حذر من سياس ...
- مستشار الأمن القومي العراقي يدعو لانسحاب حزب العمال الكردستا ...
- العراق يدعو لانسحاب تركيا وحزب العمال الكردستاني من أراضيه
- ما تاريخ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني؟


المزيد.....

- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الدجاني - الأرهاب ومشروعيته بالمنظور الطبقي