|
ماذا يريد السيد الامين العام عمرو موسى من العراق ؟
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 11:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بالرغم من كل العراقيل العراق يتقدم خطو خطوة وباصرار الشعب العراقي الجامعة العربية مؤسسة قومية تمثل الى حد كبير الدول والحكومات العربية الرسمية ويتلخص عملها الرسمي في تنفيذ مقررات وتوصيات القمم العربية وقراراتها فيما يخص القضايا العربية والتطورات العالمية المحيطة بها بشكل واضح وسليم دون انحياز لهذا الطرف او ذاك ومن هذا المنطلق توجب عليها ان تنتهج سياسة موضوعية لخدمة قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتتفاعل بقراراتها مع قرارات المنظمة الدولية الامم المتحدة وبخاصة في قضايا اساسية تخص السلم والامن والوقوف ضد سباق التسلح واحترام حقوق الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحقوق الانسان وغيرها من المهمات التي لا تتعارض مع السياسة العربية تجاه القضايا العالمية، كما تتحدد مسؤوليتها والسيد امينها العام بالالتزام في صياغة سياسة تعتمد على حل الخلافات بين الاعضاء ومساعدة شعوبهم والدفاع عن مصالح الامة العربية ككيان قومي يجابه اخطاراً كثيرة محدقة به، وعليها واجب انساني ان تقوم بالدفاع عن الحريات والحقوق في الدول التي تتعرض شعوبها الى القمع والاضطهاد والدكتاتورية الا ان الجامعة العربية وعلى امتداد حقب تاريخها لم تكن كما نص ميثاقها ولعبت في الكثير من الاحيان دوراً سلبياً اضر وضعها كجامعة عربية مسؤولة وجعلها مع شديد الاسف عرضة الى انتقادات كثيرة لا بل حتى حصلت العديد الخلافات ما بين امينها العام وبين بعض الدول العربية. ولنا في امثلة عديدة خير برهان على ذلك ولكننا لن ندخل في تفاصيلها الا بما يخدم بصراحة قضية العراق والتدخل في شؤونه واتخاذ مواقف غريبة ضده وبخاصة بعد سقوط النظام الشمولي وآخرها تصريح السيد الامين العام عمرو موسى الاخير الذي يزيد النارحطباً لغاية في نفس يعقوب " الوضع في العراق بالتراجع الى الوراء " مما حدى بوزير الخارجية العراقي السيد زيباري توجيه انقاداً لتصريحه الباطل حيث أخطأ الاستنتاج الذي يبتعد عن الموضوعية وما يدور على ارض الواقع ومن هنا فإن السيد عمرو موسى لم يكتف بموقفه الشخصي وانما يتعارض مع قررات وتوصيات القمم العربية الاخيرة التي تدعو الى دعم العراق والعمل على مساعدة الشعب العراقي للتخلص من المأساة التي خلقها الارهاب وعناصر النظام الشمولي السابق والعصابات المنظمة التي تتعاون معهما. لقد دأب السيد الامين العام عمرو موسى قبل سقوط النظام الشمولي في العراق بالدفاع عنه ومساندته بحجة الحصار الاقتصادي وفي هذا المجال ممكن ان يشفع البعض لهذا الموقف حينذاك ويعتبره دفاعاً عن الشعب ظاهرياً وليس النظام الاستبدادي ولكن الحقيقة ظهرت تماماً من خلال مواقفه اللاحقة من تسلسل التطورات في العراق " مجلس الحكم.. الحكومة الانتقالية المؤقتة، الحكومة المنتخبة الجديدة " ان موقف السيد الامين العام كان دفاعاً عن النظام الاستبدادي وليس الشعب العراقي مما ادى الى صدامات عديدة بينه وبين بعض الدول العربية وفي مقدمتها دولة الكويت وبقى موقفه الداعم غير المبرر الا اللهم حجة الاحتلال وهي " كلمة حق يراد بها باطل " لأنه يعرف جيداً ان القوى الوطنية المخلصة واكثرية الشعب العراقي ضد الاحتلال وليس معهُ لا بل وقفوا منذ البداية ضد شن الحرب على العراق بحجة اسلحة الدمار الشامل لازالة نظام صدام حسين وهذا الموقف تبلور منه موقف مبدئي اعلن عنه جهراً ايضاً بأنهم ضد الدكتاتورية وجرائمها المروعة، الا ان السيد عمرو موسى تناسى مرة أخرى ان الشعب العراقي الذي ابتلى بالحصار الاقتصادي المفروض دولياً بسبب طيش وعنهية صدام حسين واحتلال الكويت وما نتج عنه من مآسي اضرت بشكل كبير الشعب الكويتي الشقيق وكذلك المنطقة كان قد ابتلا منذ مجيء حزب البعثفاشي الى السلطة واصبح العراق .. كل العراق سجناً كبيراً وفرض عليه حصاراً ارهابياً لا مثيل له بين الانظمة الاستدبداية التي عرفتها البشرية هذه التناسي جعل الاكثرية من العراقيين في حيرة وغضب متعجبين من مواقفه وموقف الجامعة العربية وهم المبتلين بجحيم الارهاب والقتل الجماعي وماكنة تفجير وتفخيخ السيارات وخطف الناس والاعتداء على النساء والقتل لمجرد القتل والتدمير لاستمرار عملية التدمير التي انتهجها النظام الشمولي.. لا نعرف كيف يفهم السيد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاوضاع التي تتطور في العراق يوماً بعد آخر نحو الافضل على الرغم من العراقيل والمصاعب التي تزرع في طريقه، لقد احتل العراق بشكل سافر واصبح الاحتلال بقرارا دولي ، تهدمت الدولة عن بكرة ابيها كما يقال ، جميع المؤسسات الحكومية والشبه حكومية اصبحت في خبر كان، الجيش والشرطة والمؤسسات الامنية ، النهب والسرقة لدوائر الدولة من الوزارات والمصارف والبنوك ودور التعليم والمعامل والمصانع والفنادق حتى المكتبة العامة والمتحف الوطني لم تسلم من اصحاب الضمير الميت وبخاصة المجرمين الذين اخرجهم صدام حسين من السجون والمجوعات التي هيأت من قبل النظام قبل السقوط ، لقد كان الخراب الذي طال جميع المرافق في البلاد، قوى ارهابية اصبحت تعيث فساداً وعصابات الجريمة تطول كل شيء مقدس لدى العراقيين وفلول النظام السابق والاموال المسروقة من الشعب تدفع لقتل العراقيين بالجملة، تفجيرات السيارات ومدافع الهاون والعبوات الناسفة الخطف والابتزاز والاغتيالات ضد الجيش والشرطة وحتى ضد المواطنين الابرياء وفوق كل هذه القضايا نرى البلاد تحت نير الاحتلال الاجنبي، وامام هذه الظروف القاسية اصبح الصراع من اجل عودة عافية العراق على اشده وبدأ العمل من الصفر في بناء الدولة والمؤسسات الامنية والجيش والشرطة والوزارات والدوائر والمعامل والمصانع ودور التعليم، خطوة خطوة امام قوى معادية لا ترحم هدفها التدمير وزرع الخراب فكانت الانتخابات الاخيرة على الرغم من نواقصها خير برهان على عدم مصداقية قول الامين العام بان الوضع في العراق يتراجع الى الوراء وسوف تثبت الحياة وبقوة وارادة الشعب العراقي بجميع قومياته وطوائفه واحزابه المخلصة ان السيد الامين العام عمرو موسى يخطأ التقدير والاستنتاج كما اخطأ سابقاً وراهن على بقاء النظام الشمولي العراقي. نقول وبكل صراحة ان بقاء الاحتلال والجيوش متعددة الجنسيات اطول فترة ممكنه سببه اعمال العنف والقتل العشوائي والارهاب الخارجي وارهاب فلول النظام الشمولي لكي لا يستقر العراق وهي خطة مفبركة تهدف الى ابقاء العراق في حالة عدم الاستقرار لياخذ مثال على عدم القيام بالاصلاحات السياسية والاقتصادية وغيرها في المنطقة وبصراحة ان الولايات المتحدة وحلفائها راضين عن ذلك وسوف تشهد الاشهر القادمة عملية دفع الجيش العراقي والشرطة العراقية الى المعارك بينما ستكون القوات متعددة الجنسيات ظهيراً لها في وقت الحاجة والذي سيقلل خسائرها وهي عملية لاحظناها في الاشهر السابقة، الذي يريد ان يقوم العراق من دماره وان يُخرج الجيوش الاجنبية من البلاد عليه ان يقوم بواجبه الوطني بالتكاتف مع القوى الوطنية المخلصة الشريفة التي هدفها استقلال العراق واقامة النظام الديمقراطي التعددي الفدرالي الموحد، الذي يريد ان يقف العراق مع الدول العربية والقضايا المصيرية التي تواجهها وان يكون دوزلة عصرية تساهم في عملية التطور والتقدم في العالم عليه ان يمد يد الدعم والمساندة والمساعدة لا ان يقف حجر عثرة تحت حجج سخيفة وعاطلة في مقدمتها الموقف من الاحتلال، الذي يريد ان يكون العراق موحداً لجميع العراقيين عليه ان لايمد يد الدعم لقيام الحرب الطائفية البغيضة التي ستجر ليس على العراق المصائب والمشاكل فحسب وانما على المنطقة جمعاء.. نقول للكل المخلصين وحتى الذين تغرهم المواقف المتطرفة والنخدوعين بشعرات يراد من خلفها اشاعة الفوضى والحرب الاهلية ــــ بالرغم من كل العراقيل والصعاب فإن العراق يتقدم خطوة آثر خطوة وباصرار الشعب العراقي الذي يحلم بيوم افضل اكثر استقراراً واماناً حيث يعيش الجميع في ظل دولة القانون والمجتمع المدني وليس الحروب والدكتاورية والاستبداد المظلم.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهداء أسماء خالدة في سماء العراق وضمير الشعب
-
الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
-
الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية
...
-
ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع
-
ما يكتبه البعض من الكتاب والحسابات حول واقع التيار الوطني ال
...
-
حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي
-
الثلج والذاكرة وصديقي عدنان جبر في سفينة الرحيل
-
المسؤولية التاريخية والانسانية لمقبرة الكرد الجديدة وللمقابر
...
-
أيــار الرمــز عيد الطبقة العاملة من شغيلة الفكر واليد
-
حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟
-
حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
-
عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
-
الحلــم المـــلازم
-
متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة
...
-
اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
-
التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
-
الوجـــه المظلم في الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة ا
...
-
عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي
-
الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع
...
-
لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|