أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي كمال الصباح - الإله الخالق فرضية ظنية وليس بالحقيقة اليقينية














المزيد.....

الإله الخالق فرضية ظنية وليس بالحقيقة اليقينية


فادي كمال الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 18:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائماً و مراراً وتكراراً , يواجه المؤمن الملحد بالأسئلة الحرجة باعتباره !, التي ستهدم الإلحاد,و تجعل من الملحدين يبدون بموقف الحمقى!, من خلقك ؟ من خلق الكون؟ من جعل لك عقل؟ ...الخ من تلك الأسئلة.
سؤال المؤمن نابع من مسلمات يؤمن بها كما لو كانت موجودة كالشمس في وضح النهار و أن جحود وغباء! الملحد سبب له عدم الإيمان بها.

يغيب عن بال الكثير من المؤمنين أن أدلة وجود إله خالق يقابلها أدلة قوية تنفيه , وأن وجود الإله الخالق احتمال من عدة احتمالات مطروحة عن الوجود.
و يغيب عن بال المؤمن أيضاً, أن سؤاله من خلقك؟ هو سؤال باطل لتخطيه إثبات وجود خالق و حصول عملية الخلق,لأن من خلقك يعني وجود خالق و حصول الخلق ,فالسؤال يدور حول هوية الخالق. يمكن طرحه بين أتباع الأديان المختلفة فيما بينهم لإثبات أن الإله الديني الخاص هو الخالق المفترض من بين الآلهة المختلفة, كأن يطرح المسلم بأن الخالق هو الله والمسيحي بأنه يسوع والهندوسي بأنه أحد ألهته. أما مع الملحد لا يمكن سؤاله ذلك قبل أن إثبات الإشكاليتين السابقتين, لعدم إيمانه بالإلهة وعملية الخلق.

فرضية وجود خالق وراء الكون, لا يمكنها تفسير الوجود بكل بساطة هكذا ,وليست الإجابة الشافية لا بل تضيف تعقيداً أكثر على الوجود ,لأن الخالق ينبغي أن يكون أعظم وأكمل و أعقد تكويناً من مخلوقه وهذا الأمر لا يوجد مؤمن يعترض عليه, والكون بكل ما يتضمن هو أقل تعقيداً من الخالق المفترض, مما يعني أن الكون بلا خالق أكثر ترجيحا من خالق بلا خالق.فالمادة أبسط بكثير من الإله.
إن هذا الترجيح على وجود كون بلا خالق على خالق بلا خالق, ليس أيضا إجابة كافية حول الوجود, مازلنا بحاجة لإجابات أبعد مدى.

العلم عاجز حاليا عن تقديم الإجابة الشافية عن سر الوجود ولا يعتبر ذلك نقصاً او استحالة للوصول الى هكذا إجابة, بل أمر واقعي لاختلاف المنهج العلمي عن التصور الديني الذي لا يتردد عن تقديم أي إجابة دون أي دليل,بعكس العلم.
بما أن العلم وصل الى نقطة الانفجار العظيم دون ما قبلها ,لا يعني ذلك نهاية المطاف, فمازال العلم بالمقارنة مع تاريخ البشرية وبدء النهضة العلمية والتكنولوجية , في البدايات , و لن يستغرب مستقبلاً بوصوله لحقيقة سرالوجود.
التصور الديني عن الوجود ناتج عن التجربة البشرية والمشاهدة اليومية, فلا يوجد مركب بلا نجار ولا أثار أقدام على الرمال بلا سائر عليها, وهذا الاستنتاج منطقي و علمي ويقيني بالنسبة لواقعنا, أما إسقاط ذلك على الوجود كله و اعتباره دليلاً على وجود صانع للكون لن يكون علمياً و لا يقينياً لأننا لم نرى كوناً يصنع ولا نعلم الطريقة التي حصل بها ,بذلك يعتبر بأحسن الأحوال إستناجاً ظنياً يحتمل الصواب والخطأ.
هنالك حلقة مفقودة لدى العلم والدين ,العلم ليس لديه إجابة كاملة عن كيفية عن الوجود و الدين ليس لديه إجابة عن كيفية وجود الله.
العلم يبني نتائجه على الاختبار والتجربة والملاحظة ولا يقدم نتيجة دون دليل جرى اختباره ,أم الدين نتائجه مبنية على تصورات غير مختبرة ولا يمكن إجراء التجارب عليها, هي اقرب للتصورات الذهنية بلا دليل.
الإشكالات على التصور الديني للوجود لا تقف عند الحد السابق لا بل أن القول بالوحدانية أمر يشكل عليه, لأن الله هو بالتصور الديني هو العلة الأولى الموجودة بلا علة قبلها ,فما المانع من وجود علل أخرى دون علة قبلها. بمثال أوضح كائن موجود دون أي سبب لا يوجد ما يمنع من حالات أخرى مشابهة وجدت بالطريقة نفسها.

لو سلمنا جدلاً بوجود خالق ,تظهر أمام المؤمن عقبة أخرى بكيف يمكنه إثبات أن هذا الخالق هو الإله الذي يعبده ويقدمه دينه, فالآلهة المصطنعة الناتجة عن التصورات البشرية واقع لا ينفيه أي مؤمن كونه يؤمن بإلهه وينفي آلهة الأديان الأخرى.
السبيل الوحيد أمام المؤمن لإثبات أن إلهه هو خالق الكون , مقارنة المسائل العلمية الموجودة بكتبه المقدسة التي يؤمن بأنها من خالق الكون مع الحقائق العلمية التي يعترف بها ,لأن هذه المسائل ليست من الغيبيات و يمكن اختبار صحتها و معرفة مصدرها ,إن كان بشري أو فوق بشري بسبب علمنا بحجم المعرفة البشرية في الأزمنة التي ظهرت بها الأديان وخاصة الإبراهيمية منها.

فمتى يمكن للمتدين أن يقتنع , بأن كل منظومته الدينية و العقائدية , بما تشمل من ألهة و أنبياء و أئمة و قديسين و كتب مقدسة, ليست بالحقائق اليقينية التي لا تحتمل الخطأ و التشكيك , فحتى وجود الله ليس بالحقيقة اليقينية كحقيقة وجود الشمس الساطعة في وضح النهار أو حتى المختبئة وراء الغمام, فما باله بما دونه !.



#فادي_كمال_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة موسى و الخضر بين القرآن والتلمود
- من تدليسات مدعي الاعجاز القرآني - مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْت ...
- نقد معجزات الانبياء
- نقد الاعجاز القرآني
- صراع الاله والشيطان في القرآن
- بين ثنايا ,فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَا ...
- الأدلة القرآنية على نشر محمد الإسلام بالإكراه والسيف
- نصوص مقدسة تنافس أفلام العنف السادي
- هل قدم محمد آيات بينات على نبوته؟
- من ثغرات العقل الديني في إثبات الإله
- دعوة الى الموضوعية في نقد الاسلام
- متفرقات في نقد الدين والمتدينين
- ماذا لو امتلك المسيح جيشاً كجيش محمد !!
- معاناة الإماء تاريخياً تكشف تخلف فقهاء الإسلام
- بشرية القرآن في تشريعات زواج ملك اليمين
- فولتير, معتقده و نقده للأديان السماوية
- الاستخارة الشرعية في التراث الشيعي , عادة مبتدعة مخدرة للعقو ...
- نقد أسطورة الأعور الدجال في التراث السني والشيعي
- اسطورة ولادة الإمام عليّ داخل الكعبة, مصدرها و اشكالاتها.


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي كمال الصباح - الإله الخالق فرضية ظنية وليس بالحقيقة اليقينية