أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الجريمة والعقال 2- البحث عن الجنة















المزيد.....

الجريمة والعقال 2- البحث عن الجنة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 11:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وفى قلعة آلاموت كان "شيخ الجبل" الحسن الصباح، يقوم باختيار الأطفال الذين سيتم تدريبهم وتربيتهم ايديولوجيا وعسكريا وتهيئتهم نفسيا وجسديا للقيام بدورهم فيما بعد داخل الحركة، ومن ضمن هذه الأدوار البالغة الأهمية القيام بعمليات "الاغتيال" والتي تعتبر العمود الفقري لتنظيم "الدعوة الجديدة". وكانت هناك بعض الأسر ترسل أبنائها الى القلعة للدراسة والتدرب ثم العمل فى سبيل توسيع الدعوة الصباحية النزارية. وقد أوكل أمر هؤلاء الشباب الى بعض المعلمين المتخصصين في أصول المذهب النزاري وكذلك اللغة والشعر والتاريخ .. بالإضافة إلى العلوم العسكرية على يد قادة محترفين. وكانت تدريباتهم رفيعة المستوى وذات محتوى ديني وسياسي. وقد غرس "الصباح" فى نفوسهم روح الطاعة العمياء وتنفيذ كل الأوامر التي يأمرهم بتنفيذها وأنه هو السيد المطلق وأن الله قد أعطاه مفتاح الفردوس يفتحه لمن يشاء من أتباعه الإسماعيليين. وكان صاحب نظرية "القيامة"، حيث بنى ما يشبه الجنّة على الأرض لرعاياه ومريديه وأتباعه، ويمثل هو نفسه ذروة السلم التراتبي في تنظيمه العقائدي، تحفّ به مجموعة من المبشرين "الدعاة". ويأتي بعدهم مباشرة "الرفاق"، وهم كوادر الحركة، وإذا تلقوا التعليم الملائم فإنهم مؤهلون لقيادة قلعة أو إدارة التنظيم على مستوى مدينة أو قرية، ويأتي في أسفل السلم "اللصقاء" أي المضمومين للتنظيم، وهم المؤمنون الذين يشكلون القاعدة ولا يتمتعون باستعداد خاص للدراسة ولا لأعمال العنف، ثم يأتي "المجيبون" أي المريدين الذين يتلقون تعليما أوليا، ثم يدفع بهم بحسب قدراتهم إما لدراسات عليا فيصبحون رفاقا، وإما إلى جماعة المؤمنين، وإما إلى الفئة التالية التي تمثل قوة حسن الصباح الحقيقية، وهي فئة "الفدائيين". وكان يختارهم من المريدين المتمتعين برصيد عريض من الإيمان والحِذق والطاقة على احتمال المشاقّ والقدرة على التنفيذ، ويبدو أنه كان حريصا على سياسة "الرجل المناسب في المكان المناسب" فما كان ليرسل رجلا مؤهلا لأن يصبح داعية للجماعة ليقوم بعمليات الإغتيال التي تتطلب قدرات من نوع آخر. في سعى حسن الصباح ورفاقه لنشر المذهب الإسماعيلي في إيران، اعتمد على استراتيجية عسكرية مختلفة تماما عن تلك السائدة في العصور الوسطى والتي تمثلت في الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة ذات النفوذ في دول الأعداء، بدلا من الخوض في المعارك التقليدية التي تؤدي إلى ايقاع المئات من القتلى من الجانبين، الأمر الذي لا تسمح به قدراته المحدودة في العدد والعدة. وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والاستراتيجيات والقتل. وكان اكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيون الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم بحيث يتمكنوا من الوصول لأماكن استراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم. ويعتقد إستناداً إلى بعض المصادر، أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو 1254 - 1324" هو أول من أطلق تسمية "الحشاشين" على هذه المجموعة عند زيارته المفترضة لمعقلهم المشهور قلعة آلاموت Alamut، وذلك في رحلته إلى ايران عام 1273، وجاء في ما كتبه بولو في وصف القلعة: «بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة». وهناك أكثر من شكوك تحوم حول هذا الوصف الخيالي لماركو بولو، الذي لا يمكن أن يكون قد رأى بعينيه قلعة آلاموت التي دمرها هولاكو سنة 1256، بينما مروره ببلاد فارس كان سنة 1273 أي بعد سبعة عشرة عاما، بالإضافة إلى أن ماركو بولو ولد سنة 1254م فإذا لم يكن قد زارها وعمره سنتين فهو لم يزرها أبداً، كما أن الطبيعة المناخية لقلعة ألاموت التي تغطيها الثلوج أكثر من ستة أشهر في السنة يجعلها غير مناسبة للحدائق ولا لأنهار العسل والنبيذ الموصوفة في كتابات ماركو بولو. وعلى كل حال فإن مثل هذه القصص المليئة بالمبالغة والخيال نجدها كثيراً في مذكرات ماركو بولو، التي كتبها عقب عودته إلى إيطاليا، حيث أمضى بضعة أشهر في السجن يملي وصفا مفصلا لأسفاره لزميله السجين "رستيشيللو دا بيزا"، حيث يسهب في وصف مغامراته التي لا يصدقها العقل ويدعي أنه عاش في الصين 23عاما، شاهد فيها حوادث خارقة كالتنين الطائر والصخور الناطقة والرجال ذوي الرؤوس المتعددة ، ولكنه طوال الـ 23 عاما لم يشرب الشاي مرة واحدة ولم يسمع عنه، كما أنه لم ير سور الصين العظيم ولا ظله. وفي جميع الأحوال تظل أخبار الحشاشين قضية تاريخية تحتاج الى المزيد من الدراسة والتمحيص، خاصة وأن أغلب المعلومات المتوفرة عن هذه الجماعة أتت من مصادر مناوئة لهم، وهي في أغلبها خالية تماما من التفاصيل عن كيفية الحياة الإجتماعية داخل القلعة وكيف يعيش هؤلاء "الجنود" حياتهم اليومية وهل لهم حياة أسرية كالزوجة والأطفال، وما هي مصادر الدخل في هذا التنظيم. كل ذلك يجعلنا نشك في صحة هذه "القصص الأسطورية" المتراكمة في كتب أعداء هذه الجماعة، رغم وجودها تاريخيا وقيامها بالعديد من الإغتيالات. وقد انتهت هذه الدعوة حين قام المغول بقيادة هولاكو بالقضاء على فرعهم في فارس، وهو في طريقه لغزو بغداد بتاريخ 15 ديسمبر 1256 ودمر قلعة آلاموت بالكامل، وتمكن قائد المماليك الظاهر بيبرس عام 1270 م بدحر آخر معاقلهم في الشام وتدمير ما تبقى من قلاعهم وحصونهم. ويعتقد بأنه لهم أتباع إلى الآن في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، ونجران، والهند، وفي أجزاء من أواسط الاتحاد السوفيتي.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والعقال 1- الحشاشون
- الإنسان حيوان قاتل 11 - ماكبث .. القاتل والمقتول
- الإنسان حيوان قاتل 10 - لماذا لا يحدث إنقلاب عسكري في أمريكا ...
- الإنسان حيوان قاتل 9 - المظلة البلغارية
- الإنسان حيوان قاتل 8 - أسطورة اوزيريس
- الإنسان حيوان قاتل 7 - القاتل بالجملة
- الإنسان حيوان قاتل 6 - القتلة الجياع
- الإنسان حيوان قاتل 5 - السن بالسن والرقبة بالرقبة
- الإنسان حيوان قاتل 4 - لاتغضب بدلا من لا تقتل
- الإنسان حيوان قاتل 3- دمشق .. مسرح الجريمة
- الإنسان حيوان قاتل .. 2 - الجثة رقم 1
- الإنسان حيوان قاتل 1 - الغاية والوسيلة
- توكل على الله والدولة
- ملل ..
- ليبيا .. في إنتظار الكارثة
- خرائب الوعي .. 26 - تحت ظل الشجرة
- الفقر عدو الوطن ..
- الجهل
- خرائب الوعي .. 25 - البحر
- تجارة الكلام


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الجريمة والعقال 2- البحث عن الجنة