|
ثقافة الترشح والانتخاب
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 08:38
المحور:
المجتمع المدني
هدف المادة اثارة الحوار حول أفضل السبل في عملية الترشح والانتخاب داخل منظمات المجتمع المدني التي تعمل خارج العراق ، وصولا نحو أفضل النتائج عند انتخاب الهيئات القيادية لهذه المنظمات في مؤتمراتها السنوية . المقصود بأفضل النتائج هو انتخاب هيئة منسجمة ، تضع برنامج عملها وتحقق نسبة كبيرة منه عند جرد الحساب في المؤتمر التالي .
عادةً ما تكون فقرة انتخاب الهيئة القيادية هي الفقرة الاخيرة في جدول عمل المؤتمرات ، وهذا ترتيب صحيح بعد مناقشة التقارير الانجازية ، ليختار مندبو المؤتمر الهيئة القيادية الجديدة على ضوء مضمون النقاشات حول العمل السابق ومقترحات العمل اللاحق . ولكن هل تحظى الفقرة الاخيرة بنفس مستوى حماسة النقاش والمشاركة مثل الفقرة الاولى ؟ للأسف تجربتي الطويلة المتواضعة تقول : كلا . وبغض النظر عن الوقت المحدد للمؤتمر ، فغالبية المؤتمرين ، يسعون بشكل أو بآخر الى انهاء عملية الترشح والانتخاب باقصى سرعة ، وغالبا دون ادراك النتائج المترتبة على ذلك .
هناك اختلاف واضح بين منظمة واخرى فيما يتعلق بهذا الموضوع ، فنلاحظ في منظمة ما ، عزوف واضح عن تحمل المسؤولية ، (وليس هدف المادة البحث في اسباب العزوف ) ولذلك تكون خيارات الترشيح محدودة ، وتؤدي الى تكرار الوجوه القيادية ، والتي تصبح تقليدية لاحقا ، لاستمرارها في موقع المسؤولية في هذه المنظمات ، وبالطبع يتأثر اسلوب التفكير والعمل ، وهذا الشكل يكون أكثر وضوحا في منظمات الاحزاب السياسية . في المقابل نجد هناك منافسة كبيرة بين عدد من المرشحين يبلغ ضعف العدد المطلوب لتركيبة الهيئة القيادية ، وهذه ظاهرة صحية جدا . وفي ما بين هاتين الحالتين تحقق بعض المنظمات تركيبة مختلطة من الحالتين .
من المؤسف وعند فتح باب الترشيح ، وهو حق لكل عضو في المؤتمر ، ان يرشح نفسه أو غيره للهيئة القيادية ، ان يبادر العديد الى ترشيح بعض اعضاء المؤتمر دون ان يعلموا مدى كفاءتهم أو استعدادهم ، او حتى اسمائهم الشخصية ، ويكتفون بالاشارة الى الشخص المقصود ، وتكون قائمة المرشحين الاولى طويلة سرعان ما تتقلص ، على سبيل المثال من 20 الى 2 عندما تسأل هيئة الرئاسة الاسماء المرشحة عن موافقتهم للترشح . وفي غالب الامر وعند الجولة الثانية لتسجيل المرشحين يجرى الالحاح على بعض الاسماء للموافقة على الترشح ، وفي الغالب ليس من اجل ايجاد هيئة منسجمة وكفؤة لإدارة العمل القادم ، بل من اجل الاسراع والانتهاء من فقرة الانتخابات هذه بأسرع وقت .
بعد اكتمال قائمة المرشحين ، واحيانا يتطابق العدد من المرشحين بالعدد المطلوب للهيئة القيادية ، يظهر دائما صوت ينادي بعدم جدوى اجراء عملية الانتخابات ، ويطالب المؤتمر باعتماد صيغة التزكية التي تسمح باعتبار المترشحين فائزين بسبب عدم وجود منافسين لهم ، دون اعتبار ان المترشحين ربما لايحصلون على ثقة المؤتمرين ، أو بالأدق غالبية النصف زائد واحد ، التي يجب ان يحصل عليها العضو المنتخب . أقول يجب ، لان من يتصدى لإدارة العمل يجب ان يحظى بثقة الاغلبية ، واذا لم يحصل على هذه الثقة فانه غير مقبول من قبل المؤتمرين ، لذلك تجري احيانا دورة ثانية للانتخابات بحيث يحصل المترشحين الباقين على الاغلبية المطلوبة .
ولكن يجري احيانا ، ومن نفس فكرة الانتهاء من الانتخابات بوقت اسرع ، طرح فكرة اعتبار اعلى الاصوات من غير الحاصلين على الاغلبية المطلوبة مكملين للعد المطلوب ، ويوافق غالبية المؤتمرين ، وتكون النتيجة ، كما علق احدهم في مؤتمر اخير ، على ان من دخلوا في قوام الهيئة الجديدة دون اصوات اغلبية المؤتمرين هم ( كالناجحين في الزحف المدرسي الذي أقره عبد الكريم قاسم ) .
في عملية الانتخاب ، ومرة اخرى لنفس فكرة الانتهاء من الانتخابات بوقت اسرع ، وعندما يكون العدد المترشح هو نفس العدد المطلوب ،وتقررهيئة الرئاسة اجراء عملية الانتخاب لتقدير من يحصل على أصوات الاغلبية ، يبادر احدهم بالقول انه من المسموح ان يكتب بورقة الانتخاب ( جميعهم ) لانه لايريد ان يكتب اسم كل مترشح على حدة ، وبالطبع دون ان يسأل هيئة الرئاسة حول صحة ذلك ، ويفرح بها الآخرون ، ويكتوب كلمة جميعهم وينتهي الأمر باسرع وقت .
المؤتمر اعلى سلطة في المنظمة ، وهذا صحيح ، ولكن السؤال هل تعني هذه الجملة ان المؤتمر يخرج عن جدول عمل المؤتمر ونظام ادارة جلسات المؤتمر التين تم اقرارهما في بداية اعمال المؤتمر ؟ انا اعتقد ان الجواب يكون كلا ، لأن ذلك يسبب الفوضى ، والصحيح ان يكون المؤتمرين قد حضروا مسبقا افكارهم وارائهم المتعلقة بالمؤتمر ويجرى التعامل معها ضمن سياق العمل المعتمد . المشكلة ان البعض لايقرأ نظام ادارة جلسات المؤتمر ويوافق عليه في بداية اعمال المؤتمر ، ولكنه في سياق اعمال المؤتمر يعترض على فقرة ما كانت موجودة في نظام ادارة الجلسات ، ويعترض تحت واجهة ان المؤتمر اعلى سلطة في المنظمة ، وللأسف الامثلة كثيرة .
للتندر احياناً ، يطرح بعض الاصدقاء فكرة ان تبدأ المؤتمرات بفقرة الانتخابات ، لوجود اغلب المؤتمرين الذين يتناقصون تدريجيا خلال ساعات المؤتمر ، ولكن لماذا لانجرب هذه الفكرة ؟ سلبياتها هي ان تنتخب هيئة غير مطمئن من مواقفها حول وجهة العمل اللاحقة ، واذا كان لها من ايجابيات فهو وجود وقت افضل لاختيار المرشحين وانتخابهم ، خاصة ان النقاش حول نقاط جدول العمل الاخرى بشكل جدي محدودة . ربما افكر من طرح هذه الفكرة مستقبلاً .
في الخلاصة ، ان العمل في منظمات المجتمع المدني خارج العراق هو عمل تطوعي بحت ، ومن يرغب للمشاركة فيه ، سواء في الهيئات القيادية أو غيرها من مفاصل العمل ، ان يعطي الوقت المطلوب للمهمات التي يتعين انجارها ، وبروح المشاركة في المسؤولية والتعاون ، ومتابعة متواصلة ، وتقييم نقدي للجهود المبذولة ، وبنشاط دؤوب . وخلاف ذلك فمن الأفضل عدم الترشح للهيئات القيادية ودعم عملها ، قدر الممكن ، من خارجها .
بعد ان تجاوزت فترة تواجد الجاليات العراقية خارج الوطن أكثر من عشرين عاما ، ينبغي ان تكون منظمات الجاليات العراقية أكثر فعلا ملموساً في المجتمعات التي تتواجد فيها ، وهو لصالح ابناء الجالية ، ولتلك المجتمعات أيضاً ، وهناك تجارب ناجحة يجب التعلم منها وتناقلها بين تجمعات العراقيين في دول اللجوء .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات دنماركية 20
-
إمرأة واحدة على الأقل
-
عالم زهاء حديد في كوبنهاكن
-
الديمقراطيون ؟؟؟؟
-
تيار الديمقراطيين بعد عامين
-
برنامج المالكي في اربيل
-
بعد عشرة أعوام
-
انطباعات الحاجة ام باسم ، الاسلام هنا
-
ذكريات من الزمن الجميل
-
يوميات دنماركية 19
-
سوء في التفكير
-
يوميات دنماركية 18
-
كبوة فخري كريم
-
يوميات دنماركية 17
-
نوري إنضّرب بوري
-
وفاة جلال الطالباني
-
يوميات دنماركية 16
-
القزو
-
رسالة تواصل ديمقراطية
-
الخال ابا ذكرى وداعا
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|